أكّدت مديرة شؤون المرأة بالمنظمة الإفريقية للفلاحين "ELIZABETH NSIMADALA " في تصريح لموزاييك الاثنين 23 اكتوبر2023، أن المؤتمر يطرح بالأساس كيفية مساعدة المرأة الفلاحة والريفية للولوج والحصول على آليات التمويل والدعم المالي بعيدا عن الطرق التقليدية عن طريق البنوك التي تعتبر صعبة، رغم أن النساء يمثلن أكثر من 60 % من العاملين في المجال الفلاحي في القارة  الإفريقية، حسب تصريحها على هامش  احتضان تونس الجلسة العامة السادسة للمنظمة الإفريقية للفلاحين من اليوم إلى غاية 28 أكتوبر 2023 تحت شعار " لتعزيز النظم الغذائية المرنة والمستدامة من أجل إزهار المزارعين .

 وشددت رئيسة  اتحاد المزارعين في شرق أفريقيا على ضرورة مساعدة النساء الريفيات وبالأساس الفلاحات في الحصول على تمويلات بطرق مستحدثة ومجددة ومساعدتهن على تلقي تكوين في الإدارة والتسويق لمشاريعهن والتواصل مع نظيراتهن في القارة الإفريقية، مشيرة إلى ما تعانيه دول القارة من تهديدات للأمن الغذائي بسبب عدة عوامل مناخية وأزمة كوفيد 19 وغيرها من الجوائح، بالتالي لابد من مساعدة المرأة الفلاحة على حسن التأقلم مع المتغيرات الطبيعية وغير الطبيعية والاستلهام من عدة تجارب ناجحة في إتباع طرق فلاحية جديدة .

 وشددت على أن من ابرز التوصيات التي ستوجهها المنظمة في ختام جلستها العامة السادسة المنعقدة بتونس هي تمكين المرأة من مراكز القرار والقيادة لفعاليتها وقدراتها الهامة في اقتصاديات الدول الإفريقية وقدرتها على قيادة عدة مشاريع هامة وإنجاحها وفرض هذه التوصيات ضمن التقييم النصفي لإستراتيجية المنظمة الإفريقية للفلاحين للفترة الممتدة بين 2021/2025 .

هناء السلطاني

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: الذكاء الاصطناعي .. وسيلة مساعدة أم سلطة بديلة

إنّ النّاظر بعين البصيرة في حركة الواقع المعاصر، ليُدرك بلا عناء أنّنا إزاء تحوّل حضاريّ غير مسبوق، بلغ من التّعقيد ما جعل أدوات العقل البشريّ الكلاسيكيّة عاجزةً عن ملاحقة إيقاعه المتسارع. 

ولعلّ من أبرز مظاهر هذا التّحوّل ما يُعرف اليوم بتقنيات الذّكاء الاصطناعيّ، لا سيّما ما اصطلح عليه أهل الصناعة بـ “النّظم الخبيرة”، التي أُنيط بها تقليد العقل البشريّ في التّحليل والتّصنيف والاستنتاج. وليس من قبيل المصادفة أن تجد هذه الأدوات طريقها إلى مختلف المجالات، ومنها الحقول المعرفيّة المرتبطة بالشّريعة الإسلاميّة، خاصّة في علم الحديث رواية ودراية.

غير أنّ الفقيه الأصوليّ، إذا ما استحضر الأصول التي عليها مدار التّكليف والاجتهاد، يجد نفسه مدفوعًا إلى التّمييز بين الوسائل والغايات، على ما قرّره الإمام الشاطبي في “الموافقات” حين بيّن أنّ الوسائل تأخذ حكم مقاصدها، ولا يُعتبر بها في ذاتها إلّا من حيث ما تفضي إليه. فليست النّظم الخبيرة غايةً في ذاتها، بل هي من جملة الوسائل التي تخضع لسلطان المقاصد وضوابط الشّرع. وهي لذلك، لا تُسلّم لها زمام النّظر، ولا يُستبدل بها اجتهاد المجتهدين، بل تُجعل خادمة لما يُحصّله النّظر البشريّ المنضبط، لا منافسة له ولا قاضية عليه.

وإذ ننظر في طبيعة هذه النّظم، نجدها تشتغل وفق معادلات رياضيّة خالية من الوعي المقاصديّ، عاجزة عن إدراك روح النّص ومآلاته. فهي قد تحسن التّصنيف العدديّ والتّرابط الصّوريّ، غير أنّها تفتقر إلى ملَكة الاجتهاد الذي يُقدّر الألفاظ بمقاصدها، ويربط السّياقات بتاريخها، ويفهم النّصوص في ضوء عللها وغاياتها. وليس ذلك من باب المثلبة على هذه الأدوات، وإنّما من باب وضعها في موضعها الطّبيعيّ، دون غلوّ في الاعتماد عليها، أو تعسّف في تحقيرها.

وقد تقرّر في قواعد الأصول أنّ الحكم على الشّيء فرعٌ عن تصوّره. فمن أراد أن يحكم على هذه الأدوات بحكم شرعيّ، لزمه أوّلًا أن يتبيّن حقيقتها وحدودها، وما تحسنه وما تعجز عنه، ثمّ يردّ ذلك إلى مقاصد الشّريعة ومصالح الأمّة. ومن المعلوم أنّ الشّريعة جاءت بتحصيل المصالح ودرء المفاسد، والمصلحة كما بيّن أهل الأصول ليست محصورةً في الظّاهر المحسوس، بل تتعدّاه إلى ما يُبقي على الهويّة والرّوح والمقصد. ولأجل ذلك، فإنّ من أعظم المفاسد أن تُسلّم هذه النّظم لقيادة عمليّة التّوثيق والتّصحيح دون رقابة علميّة بشرية مؤهّلة.

كما أنّ من القواعد القطعيّة في الشّريعة أنّ وسائل العلم يجب أن تكون مأمونة الضّبط، مصونة من العبث والغلط. وأيّما وسيلةٍ غلب على الظّنّ تسرّب الخلل إليها، وجب تقييدها أو منعها. ومن ثمّ، فإنّ إخضاع النّظم الخبيرة لمعايير التّدقيق الشّرعيّ والعلميّ، هو من لوازم تحصيل اليقين، وصيانة مقام السنّة النّبويّة من التّحريف والتّزييف. وليس في ذلك حجرٌ على الابتكار، بل هو من قبيل توجيه الابتكار في مساره الشّرعيّ الصّحيح.

ويُضاف إلى ما سبق أنّ العلم في الإسلام ليس تكديسًا للمعلومات، ولا جمعًا للمرويّات، بل هو تمييزٌ بين الحقّ والباطل، والصّحيح والضعيف، والرّاسخ والزّائل. وهذا ما عبّر عنه الإمام مالك، حينما كان ينتقي من مئات الآلاف من الأحاديث ما يراه صالحًا لبناء الأمّة، غير ملتفتٍ إلى مجرّد كثرة المرويّات. فالعبرة ليست بالكثرة العدديّة، بل بالتحقيق المقاصديّ.

ومن هنا، فإنّ الموقف الأصوليّ الرّشيد يقتضي أن تُدرَس هذه النّظم في ضوء المقاصد الكلّيّة للشّريعة، وأن تُستثمر فيما تُحسنه، دون أن تُتَّخذ ذريعةً لتعطيل ملكات الاجتهاد، أو استبعاد المؤهّلين من أهل العلم. والواجب أن تبقى الكلمة الفصل بيد العلماء الرّاسخين، ومجامع الفقه المعتبرة، التي لها وحدها الحقّ في تقويم هذه الأدوات، وضبط معايير الإفادة منها.

وما لم يتحقّق هذا التّوازن، فإنّ الخطر كلّ الخطر أن تتحوّل هذه النّظم من وسيلة خادمة إلى قوّة مهيمنة، تفرض سلطتها على النّصوص والمناهج، وتدفع بالأمّة إلى الاستغناء عن العلماء. وإنّ من أعظم الفتن أن يستبدل النّاس الصّنعة الآليّة بالبصيرة البشريّة، وأن يظنّوا أنّ الخوارزميات تُغني عن الفقهاء والمحدّثين.

ولهذا، فإنّ التّعويل يجب أن يكون على الجمع بين العقل البشريّ والنّظم الذّكيّة، في شراكةٍ تحفظ للإنسان مقامه، وتستثمر في الآلة طاقتها، دون أن تُعطيها ما ليس من شأنها. وهذا هو الميزان الّذي تقتضيه مقاصد الشّريعة، وسنن الله في خلقه، وبه يكون الابتكار مأمون العاقبة، محفوظ الغاية، منصرفًا إلى خدمة الحقّ دون أن يتحوّل إلى أداة طغيان على عقول العلماء ومناهجهم. والله أعلم.

طباعة شارك الواقع المعاصر الذّكاء الاصطناعيّ تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ

مقالات مشابهة

  • تقرير دولي: تغير المناخ يفاقم الجوع وانعدام الأمن والنزوح في أفريقيا
  • د. محمد بشاري يكتب: الذكاء الاصطناعي .. وسيلة مساعدة أم سلطة بديلة
  • سلطنة عُمان تشارك في الاجتماع الـ 28 لوزراء الإعلام بدول مجلس التعاون
  • شون وصوامع البحيرة تستقبل 121 ألف طن قمح من المزارعين
  • الزراعة: توريد 11 ألف طن جبس لدعم المزارعين في تحسين التربة
  • عاجل- السيسى: نقدّر دور رئيس البنك الأفريقى فى توفير التمويل لتحقيق التنمية بالقارة
  • منصور بن محمد يترأس وفد الإمارات في اجتماع رؤساء اللجان الأولمبية الخليجية بالكويت
  • يوما علميا حول فرص التمويل في معهد النباتات الطبية بجامعة بني سويف
  • تعرف على موازين القوى والتسليح بشبه القارة الهندية
  • لتمكين المرأة في صعيد مصر: إصدار بطاقات رقم قومي وتوعية مجتمعية في كوم أمبو