المطران كريكور اوغسطينوس كوسا: لهذا تعتبر الكنيسة المسبحة الوردية مهمة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أجاب المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك في نشرة تعريفية له عن سؤال: ما أهمية تلاوة المسبحة الوردية؟، وقال إن المسبحة الورديّة المقدسة أمضى سلاح للحصولَ على النِّعَم الموافقةِ لخلاصنا.
“هذا هو إكليلُ الورديّة الذي أعلنته العذراء مريـم في ظهوراتها المتعددة لأبنائها بقولها: يا أولادي: ” كونوا على يقين بأن المسبحة الورديّة هي أمضى سلاح للحصولَ على النِّعَم الموافقةِ لخلاصكم.
اتلوا الورديّة المقدسة، اتلوها يا أولادي الأحباء في البيوت مع عائلاتكم، في الأديرة، في الكنائس، في المدراس، في المستشفيات، في أماكن اعمالكم، في الطرقات وانتم ذاهبون إلى اعمالكم … صلوها في كل مكان
اتلوها مِرارًا أثناء النَّهار، لأنها أجملُ صلاةٍ يُمكنكم أن تُقدّموها لي.
إحملوا المسبحة الورديّة حول أعناقكم، إحملوها بين ايديكم، في جيوبكم، في سياراتكم …
إنّها وسيلة دفاعكم في وَجهِ العدوّ المنظور وغير المنظور، هي خَلاصُكم.
انّ الورديّة تتضمّن الصلاةَ التي علَّمها يسوع: الأبانا؛ وتتضمّن أيضًا السلامُ عليكِ يا مريم، والمجد للآب والابن والروح القدس.
فالآب هو الذي يمنحُ القدرة، والابن هو الذي يُهرق دَمَه لخلاصِكم، والروح القدس يَمنحكم المحبّة ومواهبَه السّبع.
فمن الآن وصاعدًا أطلب منكم يا أولادي باتّخاذ جميع الوسائل لخلاصكم بواسطة مسبحة الورديّة.
انتم، صلوا بإيمانٍ وإعملوا بفرح، وأنا سأعمل كلّ شيء لأعزَّيكُم وأقودَكم إلى العُلى إلى الملكوت السماويّ ”.
المسبحة الوردية هي صلاة تعود إلى القرن الحادي عشر، وهي صلاة تتكرّر مع كلّ حبة ويتأمّل المؤمن من خلالها حياة وتعتيم السيد المسيح.
إليكم عشرة دوافع وأسباب حول أهميّة تلاوة صلاة المسبحة الورديّة:
١ – صلاة المسبحة الوردية هي صلاة من الكتاب المقدّس:
إنّ صلاة المسبحة المؤلّفة من صلاة الأبانا (متى ٦: ٩) والسلام عليك (لوقا ١: ٢٦ -٣٨)، هي صلاة وردت في العهد الجديد. أمّا التأمّلات خلال صلاتها تدور حول مراحل حياة يسوع المسيح وتعاليمهِ الواردة في الإنجيل المُقدّس.
٢ – صلاة المسبحة الوردية طلبٌ سماوي:
في العام ١٢٠٨، ظهرت العذراء على القدّيس دومينيك وطلبت منه أن يبدأ في التبشير بصلاة المسبحة كوسيلة لمساعدة الناس لفهم والتعمّق في إنجيل يسوع المسيح. وفي ما بعد، ظهرت العذراء على القدّيسة برناديت في لورد في فرنسا وظهرت من ثمّ على ثلاثة أطفال في فاطيما في البرتغال وطلبت منهم صلاة المسبحة لخلاص الخاطئين.
٣ – المسبحة الوردية صلاة تأمّل في حياة المسيح:
رغمَ أنّ صلاة المسبحة هي صلاة مريميّة ” السلام عليكِ يا مريـم ” إلّا أنّها تتأمّل في حياة يسوع المسيح. فحين نصلّي المسبحة، إنّنا نتأمّل في مراحل حياة يسوع، وهي على عكس كلّ التأمّلات التي تساعد الإنسان على إفراغ نفسه وروحه، إلّا أنّ النفس والروح في تأمّلات صلاة المسبحة ترتفع نحو الله.
٤ – حبّات المسبحة الوردية حقائق روحيّة:
إنّ حبّات المسبحة ملتصقة مع بعضها لتصلَ إلى صليب المسيح، وهكذا في الحياة، كلّ شيء يبدأ من المسيح وينتهي معه عبر الروح القدس وصولًا إلى الآب. والمسبحة دائريّة تُمثّل طريق التأمّل اللامتناهي بكمال المسيح.
٥ – المسبحة الوردية تجمع المؤمنين والأقارب والأصحاب:
إنّ صلاة المسبحة هي الطريقة الأسهل للصلاة مع بعضنا وخاصةً مع الأطفال. وهي سهلةٌ للذين اعتادوا على صلاتها ووللأشخاص الذين لا يشعرون بالراحة إذا تاهوا وهم يُصَلُّون . وهي صلاة بهيكليّة سهلة يُمكن للجميع أن يتلوها أو يتعلّموا تلاوتها. وهذه الصلاة هي طريقة لتوحيد جميع أفراد الأسرة حول المسيح وَأُمَّه مريـم.
٦ – المسبحة الوردية هي صلاة كاملة:
تضمّ صلاة المسبحة أركان الصلاة الأربعة ألا وهي: التأمّل والاعتراف والشكر والدعاء. كما أنّها مؤلّفة من صلاة شفوية نتلوها بأفواهنا، وصلاة تأملية نتأمّل بكلماتها في عقولنا.
٧ – المسبحة الوردية هي تضحية بالوقت:
كلّنا نعرف أنّه لا يكفي أن نقول إنّنا نحبّ الله بل علينا أن نبرهن ذلك في أعمالنا وتصرفاتنا. إنّ الوقت المخصّص لصلاة المسبحة هو تقريبًا٢٠ دقيقة، وهذا أمرٌ ليس سهل، خصوصًا إذا كانت صلاة المسبحة تُتلا مع أطفالنا الصغار، أو مع المرضى والمسنيين. كما هناك خطر الملل في أثناء تلاوتها إذا لم نُشرك قلبنا وعقلنا في صلاتها وتأمل كلماتها. وهي بمثابة تضحية من القلب.
٨ – صلاة تجمعنا مع القدّيسين:
نصح الكثير من الآباء القدّيسين المؤمنين بتلاوة صلاة المسبحة الورديّة لمعرفة الله والتعمّق بأسراره الإلهية أكثر فأكثر. وعندما نصلّي المسبحة نتّحد مع جميع القديسين في الملكوت السماويّ و مع كلّ مسيحي على وجه الأرض.
٩ – صلاة ينصح بها المؤمنون:
كلّ مؤمن يُصلّي المسبحة، يَنصح بها المؤمنين الآخرين، فهي تقرّبهم من المسيح وتقوّيهم وتحميهم من الشرّ.
١٠ – صلاة تغيّر حياتك:
إنّ صلاة المسبحة قد صنعت الأعاجيب على مرّ السنين، فكلّ من يتلوها يسمع كلام الله بشكل أوضح وأعمق، ويشعر من خلالها بشفاء الروح والجسد، ويجدُ فيا جواب لدعائه.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
بوعياش تعتبر العفو عن 23 محكوما بالإعدام بمناسبة عيد العرش تحولا نوعيا
أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، أن استفادت 23 مدانا بالإعدام من العفو الملكي بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش، يشكل خطوة نوعية في مسار التفاعل مع مطالب الحركة الحقوقية الوطنية والدولية بخصوص إلغاء عقوبة الإعدام، مشيرة إلى أنه تم تحويل عقوبتهم من الإعدام إلى عقوبات محددة، من أصل 54 شخصا صدرت في حقهم أحكام نهائية بالإعدام.
وأوضحت أن عدد المستفيدين من هذا النوع من العفو خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغ 185 شخصا.
وأضافت بوعياش، أن ما مجموعه أزيد من 240 مدانا بالإعدام استفادوا من تحويل العقوبة خلال ربع قرن، أي ما يعادل أربعة أضعاف ونصف عدد السجناء المحكومين نهائيا حاليا بعقوبة الإعدام.
وشددت على أن عقوبة الإعدام، التي تُعتبر من وجهة نظر حقوقية عقوبة قاسية وغير مجدية، لم تُنفذ في المغرب منذ سنة 1993، رغم استمرار القضاء في النطق بها بناء على القوانين السارية.
وفي السياق ذاته، أبرزت رئيسة المجلس أن المؤسسة طورت خلال السنوات الخمس الأخيرة أدوات ترافعها من أجل إلغاء هذه العقوبة، بشراكة مع الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، من خلال تنظيم حملات ترافعية سنوية، والدفع باتجاه التصويت على توصية اللجنة الثالثة للأمم المتحدة بشأن الوقف الكوني لتنفيذ هذه العقوبة، وهو ما استجابت له المملكة خلال دجنبر الماضي.
ويبلغ عدد المحكومين بالإعدام في المغرب، إلى حدود نهاية سنة 2024، ما مجموعه 86 شخصا، من بينهم 54 صدرت بحقهم أحكام نهائية، و32 لا تزال قضاياهم في طور الاستئناف أو النقض، من ضمنهم امرأة واحدة.
هذا المعطى يعزز توجه المغرب نحو تقليص اللجوء إلى هذه العقوبة، ويجدد النقاش الحقوقي حول ضرورة مراجعة القوانين بما ينسجم مع روح الفصل 20 من الدستور، الذي ينص على أن « الحق في الحياة هو أول الحقوق لكل إنسان ».