شاركت كوكب جيبرو كيدانو، من جامعة ميكيلي تيغراي الإثيوبية، في المائدة المستديرة للبرلمان الأوروبي حول إريتريا، بورقة عن “العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ”، الذى ارتكبه القوات الإريترية ضد نساء تيغراي.

وجاء الورقة التى قدمته كوكب جيبرو كيدانو، في المائدة المستديرة للبرلمان الأوروبي حول إريتريا، تهدف لتسليط الضوء حول الانتهاكات الحكومة الإريترية ضد تيغراي اثناء الحرب بين تيغراي والحكومة الإثيوبية.

حصلت الوفد علي نص الكلمة وهو كالآتي:-

إنه لشرف حقيقي أن أكون هنا وأن أكون صوتًا لنساء وفتيات تيغراي، حيث أشارك فهمي للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع الذي ترتكبه القوات الإريترية ضد النساء والفتيات.

وبينما نواصل مشاهدة الآثار المدمرة للحرب على تيغراي، من المهم معالجة واحدة من أبشع الجرائم التي ترتكب ضد الشعب، وهي استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب والإبادة الجماعية. 

منذ نوفمبر 2020، ظهرت تقارير عديدة تتضمن أدلة على وصف نساء للجناة بأنهم من مجموعات مختلفة.

 وأفادت بعض النساء أنهن تعرضن للاغتصاب على يد قوات الدفاع الإريترية، وبعضهن على يد قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، بينما أفادت أخريات عن تعرضهن للاغتصاب على يد قوات أمهرة الخاصة أو على يد الجماعة المسلحة غير النظامية من نفس المنطقة، FANO. 

وفي حالات أخرى، أفاد الناجون أن عدة جنود يرتدون أزياء مختلفة ويتحدثون لغات مختلفة قاموا بأعمال عنف بشكل مشترك.

ومن المحزن أن نعرف أنه لم يسلم أحد من الفتيات الصغيرات إلى النساء المسنات، والأمهات الحوامل والمرضعات جميعهم وقعوا ضحية لهذه الهجمات الوحشية دون أي تمييز.

ومن المؤسف أن المجتمع الدولي تأخر في معالجة تورط الجنود الإريتريين وأعمال العنف التي كانوا يرتكبونها في المنطقة حتى مع توافر الأدلة الكافية والإبلاغ عنها.

 ونفت إريتريا تواجدها في الحرب ومشاركتها في عمليات الاغتصاب والعنف الجنسي ضد نساء تيغراي وفي الوقت نفسه، كانت ولا تزال أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا يتعرضن لأهوال لا يمكن تصورها.

والطريقة التي نفهم بها الأمر هي أنه بالنسبة للقوات الإريترية، لم يكن الأمر بمثابة عنف قريب من الصراع، ولكنه كان مدعومًا بسنوات من الدعاية بالإضافة إلى الرواية الرسمية عشية الحرب والأشهر اللاحقة من قبل حكومتهم. 

وقد تعرضت النساء للاغتصاب الجماعي، وأجبرن على العبودية الجنسية، وتم إدخال أجسام غريبة في أعضائهن التناسلية، وتعرضن للإيذاء الوحشي والسادي على أيدي الجنود الإريتريين.

هذه الفظائع لا تلحق الضرر الجسدي فحسب، بل تترك أيضًا ندوبًا عاطفية عميقة على الناجين وأسرهم، إن الصدمة التي يعانون منها لا تؤثر عليهم فحسب، بل تمزق نسيج مجتمعنا أيضًا.

وقد أصيب الناجون الذين طلبوا المساعدة الطبية بكدمات وطعنات وحروق وأجسام غريبة استقرت في مهبلهم وإصابات جسدية أخرى لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد  فهم يعانون أيضًا من الصدمات النفسية ومشاكل الصحة الإنجابية مثل ناسور الولادة، وانتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز عمدًا، والحمل غير المرغوب فيه، والإجهاض. وهذا ليس مجرد انتهاك لأجسادهن، ولكنه أيضًا هجوم على صحتهن العقلية وهويتهن كنساء تيغراي.

لقد تجاوز الجناة الإريتريون مجرد العنف الجسدي؛ لقد استخدموا شتائم عرقية مثل "أغامي" و"كومال"، وأخبروا النساء أنهن "تيلامات" أي خائنات، وأنهن أُرسلن إلى هنا للتأكد من عدم بقاء أي تيغراي على قيد الحياة، وأن أرحامهن لا ينبغي أن تنجب أطفالًا أبدًا مرة أخرى وأنهم لا يستحقون بسبب هويتهم التيغراي هذا ليس مجرد اغتصاب هذه محاولة متعمدة لتدمير مجموعتنا العرقية بأكملها.

خلصت تقارير وأوراق بحثية متعددة إلى أن الكثير من أعمال العنف الجنسي المرتكبة في سياق تيغراي كانت من قبل القوات الإريترية، وقد حدد تقرير حديث صادر عن أطباء من أجل حقوق الإنسان (PHR) أن ما يصل إلى 66٪ من عينة السجلات الطبية التي تمت مراجعتها في تقريرهم أشاروا إلى أن ارتكبت القوات الإريترية عمليات اغتصاب ضد النساء والفتيات في تيغراي ومع ذلك، أصبح تحديد الجناة أكثر صعوبة مع تكييف تكتيكاتهم.

 في البداية، تم التعرف عليهم من خلال لهجتهم المختلفة عندما يتحدثون التيغرينا، ويرتدون أحذية "الكونغو"، وبعضهم يحمل علامات على وجوههم، ويرتدون زيًا مختلفًا ومع ذلك، بعد أن واجهوا إدانة دولية، بدأوا في ارتداء زي قوات الدفاع الوطني الإثيوبية (ENDF) مع الاستمرار في ارتكاب الجرائم. وكان ذلك جزءا من محاولة إخفاء ارتكاب الإريتريين لهذه الجرائم.

بالإضافة إلى ذلك، أدى الحصار والحصار في المنطقة إلى قطع أي دعم كان يأتي، مما زاد من صعوبة حصول الناجين على المساعدة التي يحتاجون إليها بشكل عاجل.

 أدى قطع الاتصالات والإنترنت إلى عدم وجود صوت للضحايا. لقد تم إسكات أخواتنا وعزلهن عن بقية العالم ويعانين في صمت.

على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر 2022، والذي دفع الناس إلى الاعتقاد بأنه سيكون هناك نهاية كاملة للأعمال العدائية وإنفاذ الشروط المتفق عليها، واصلت نساء تيغراي الإبلاغ عن حوادث العنف الجنسي. وذلك لأنه لا تزال هناك مناطق تحتلها القوات الإرترية، ولا تزال نسائنا يتعرضن للعنف حتى يومنا هذا.

باعتباري طبيبة وباحثة، فقد شهدت بنفسي التأثير المدمر للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع على الناجين. إن الصدمات الجسدية والنفسية التي لحقت بالنساء هائلة، ومن الأهمية بمكان أن يحصلن على الدعم المناسب والعدالة على الجرائم المرتكبة ضدهن لمشاركة بعض القصص:

وقال أحد الناجين: "اغتصبني ثلاثة جنود إريتريين  لكن هذا لم يكن كل شيء، فقد وضعوا معدنًا ساخنًا على جلدي وضربوني على رأسي بشكل متكرر لدي ندوب حروق في جميع أنحاء ظهري ورأسي وبين فخذي والمهبل وبعد ذلك سكبوا نوعًا من المواد الكيميائية على رأسي، لا أستطيع أن أشرح لك ما هو، لكنني كنت جريئًا منذ ذلك الحين. لم يتمكن شعري من النمو مرة أخرى ولهذا السبب أغطيه بهذه الطريقة.

كشفت ناجية أخرى خلال مقابلتنا أنها كانت تفر من منزلها وتم اعتقالها من قبل الجنود الإريتريين وبدأ شخص وصفته بـ "بن أمير" باغتصابها ولكن عندما تحدثت بلغته، توقف على الفور وقال "اعتقدت أنك من تيغراي" ونهض هذه مجرد اثنتين من القصص العديدة لنسائنا.

ويؤدي عدم الحصول على الخدمات الأساسية إلى تفاقم معاناة الناجين ويعيق قدرتهم على الشفاء والتعافي من الصدمة التي تعرضوا لها. ومن الأهمية بمكان أن يعطي المجتمع الدولي الأولوية لإعادة بناء وترميم المرافق الصحية في المنطقة، فضلا عن توفير خدمات الدعم المتخصصة للناجين من العنف الجنسي.

مع انتهاء ولاية اللجنة الدولية لخبراء حقوق الإنسان في إثيوبيا (ICREE)، أصبحت فرص حصول نسائنا على العدالة التي تستحقها غير مؤكدة وتبدو شبه مستحيلة. ومن الأهمية بمكان أن تتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الفظيعة لا يمكن تأخير أو إنكار العدالة للنساء والفتيات في تيغراي. ويجب على المجتمع الدولي أن يدعم الجهود الرامية إلى التحقيق مع هؤلاء الجناة ومحاكمتهم، بما يضمن تحقيق العدالة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النزاع القوات الإريترية قوات أمهرة اريتريا فيروس نقص المناعة البشرية القوات الإریتریة العنف الجنسی على ید

إقرأ أيضاً:

عودة الحكواتي… حكايات من الوجع السوري

حمص-سانا

عادت شخصية الحكواتي السوري بجذورها التراثية وروحها المعاصرة متنقلة بين حكايات الوجع السوري، رواها الفنان بسام داوود بروح معاصرة خلال أمسية أقيمت في دير الآباء اليسوعيين بحي الحميدية في مدينة حمص.

وتضمنت الأمسية التي جاءت ضمن مبادرة “عاصمة السلام” بالتعاون مع دير الآباء اليسوعيين والملتقى الثقافي اليسوعي، مشاركة الفنان زرياب الهاشمي على آلة العود، لتعزيز أجواء التراث وتقديم رسالة إنسانية عميقة.

وتميزت الأمسية بسرد حكايات مستوحاة من معاناة السوريين على مدى 14 عاماً من النزوح واللجوء، ومنافي الاغتراب، حيث استطاع داوود بنبرة صوت مؤثرة وأداء متقن أن يُدخل الحضور في تفاصيل حياة المخيمات، وذكريات البيوت المهجرة، والأحلام التي تكبّلها الأحداث وجرائم النظام البائد.

وقال داوود في تصريح لوكالة سانا: اخترت أن تكون الحكايات مستمدة من واقع السوريين، الذين حملوا معهم وجعَ الوطن إلى مختلف أرجاء الأرض، بأسلوب الحكواتي التقليدي، مع لمسة معاصرة تعكس الأحوال الراهنة.

أما حلا حداد، من مؤسسي المبادرة، فقد رأت أن الفعالية مساهمة في إحياء التراث الثقافي السوري اللامادي، مؤكدة أن القصة تبقى أداة مقاومة وذاكرة حية، وخاصة في زمن تبرز فيه الكثير من الروايات التي تختفي الحقيقة.

وأشارت إلى الأثر الذي تركته الأمسية في نفوس الحضور، الذين تفاعلوا مع الحكايات بمشاعر انتماء وحزن وأمل، وخاصة أن الحكواتي داوود تمكن من إحياء روح التراث بطريقة تجمع بين الأصالة والحداثة، لتكون رسالة مستمرة للحفاظ على الهوية والذاكرة السورية المثقلة بالآلام على مدى 14 عاماً.

الحكواتي السوري الفنان بسام داوود 2025-07-04malekسابق غرفة صناعة دمشق وريفها تبحث مع المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية آفاق التعاونآخر الأخبار 2025-07-04غرفة صناعة دمشق وريفها تبحث مع المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية آفاق التعاون 2025-07-04كده يعقد اجتماعاً مع رئيس وأعضاء اتحاد الكتاب العرب في سوريا 2025-07-04المعرض التركي الأول للنسيج بدمشق يوفر خيارات واسعة للصناعيين السوريين 2025-07-04تحت شعار “معاً لبناء النهضة الطبية والتعليمية في سوريا”.. انطلاق فعاليات المؤتمر الطبي الدولي الـ 23 2025-07-04احتفالات شعبية حاشدة في دمشق والمحافظات بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا 2025-07-04الهوية البصرية الجديدة لسوريا تلقى تفاعلاً واسعاً وإشادة على منصات التواصل الاجتماعي 2025-07-03حكاية الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية 2025-07-03الرئيس الشرع: الهوية البصرية الجديدة تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة 2025-07-03بحضور الرئيس الشرع… إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية 2025-07-03قدورة: الهوية البصرية لا تتحدث فقط عن سوريا بل تتحدث باسمها

صور من سورية منوعات فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03 دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • حكايات وأناشيد وأساطير شعبية .. تعزز التراث غير المادي في جازان
  • برلمان البحر المتوسط يستعرض دور المرأة في مكافحة الإرهاب
  • لاعب أرسنال السابق توماس بارتي يُواجه تهمًا بالاغتصاب والاعتداء الجنسي
  • كريستال تسرد كيف باغتها السرطان.. وتحذر من هذه الأعراض
  • عودة الحكواتي… حكايات من الوجع السوري
  • "كتالوج".. دراما مصرية جديدة تسرد حكايات الأبوّة والعائلة والأمل في لحظات الشدة
  • الصحة السودانية تقدم معالجة سريرية الناجيات من العنف الجنسي في 25 مركزاً صحياً
  • اعتقال نساء بحوزتهن مواد كحولية في مدينة عراقية
  • عمليات قبض دامية.. الداخلية تسرد تفاصيل الاشتباكات مع مروجي مخدرات بمحافظتين
  • تعرف على الدول التي يتعين على النساء فيها أداء الخدمة العسكرية