معركةُ مجاهدي حزب الله مع الصهاينة.. احتمالاتٌ لتصعيد أكبر
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
يمانيون – متابعات
في اليوم الأول من عملية “طُوفان الأقصى”، ومع بدء الغارات الصهيونية على قطاع غزة كان المجاهدون الأحرار من حزب الله اللبناني يدكُّون المواقع الصهيونية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة.
وعلى الرغم من الكميات المهولة من رسائل التهديدات المباشرة وغير المباشرة التي تلقاها الحزب من الداخل والخارج بعدم إقحام نفسه في هذه المواجهة إلا أن الجواب كان حاسماً بأن لبنان لن يقفَ على “الحياد” وسيشارك وفق ما تقتضيه طبيعةُ المعركة، وبالفعل أوصد الحزب كُـلَّ الأبواب أمامه، وألجم كُـلَّ التهديدات.
في الميدانِ، مضى مجاهدو حزب الله اللبناني وفق خطة عسكرية محكمة، تقتضي ضرب واستهداف الرادارات وكلّ أجهزة التجسس التي نصبتها إسرائيل على الحدود مع لبنان، ونفذ استراتيجية “الإشغال” وَ”الإعماء”؛ وهو ما أربك خططَ كيان العدوّ الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة، وتم تأخير الهجوم البري لأكثر من عشرين يوماً مضت.
فماذا يجري حقيقة في الحافة الأمامية للحرب على الحدود الجنوبية اللبنانية الفلسطينية؟
في دراسة نشرها مركز دراسات غرب آسيا بعنوان: “الجبهة اللبنانية في معركة “طُوفان الأقصى”، العدوّ لا يزال مكبلاً بقواعد الاشتباك”، تؤكّـد الدراسة أن الوضعية العامة بصورتها الكبرى على الحدود اللبنانية الفلسطينية، اختلت بشكل كبير بعد 7 تشرين أول – أُكتوبر 2023م لمصلحة المقاومة، مشيرة إلى أنه منذ العام 2011م، فضّل العدوّ -بناءً على نظرية رئيس الأركان السابق، غادي إيزنكوت-، ترميم الردع المنهار على الجبهة اللبنانية، حَيثُ ابتدع مبتكرُ نظريةِ الضاحية التي تنفذ اليوم في قطاع غزة، خطةً لمطاولة المقاومة اللبنانية في سوريا، أسماها “الحربَ بين الحروب”، وحَيَّدَ العدوُّ الجبهةَ التي توجعه، مفضِّلاً العملَ في جبهة مفتوحة يمكنه بسلاحه الجوي وقواته النخبوية مقارعة حزب الله، أَو على أقل التقدير التأثير على حركته، إلا أن حزب الله ومع أولى المحاولات الصهيونية للمس به في القنيطرة عام 2015م، أفرغ كُـلَّ مضامين “المعركة بين الحروب” من محتواها، حَيثُ فرض قواعدَ اشتباك جديدة على العدوّ قوامُها المعادلة التالية: “أي مس بجسمنا في سوريا أَو أي مكان آخر، عاقبته المس بجيش العدوّ من لبنان، وبالقدر الذي تحدّده المقاومة، وتعتبر أنه ردع العدوّ عن تكرار خطيئته”.
وتشير الدراسةُ إلى أن المقاومةَ استطاعت منذ المواجهة الأولى مع العدوّ في 9-10-2023م على الحافة الأمامية عند الحدود اللبنانية تحييدَ كُـلِّ المواقع والثكنات والتجمعات التي قد تكون رأس جسر أية مبادرة هجومية قد يغامر بها العدوّ، وأكّـدت المقاومة أن “الميركافا” لا زالت بعد 17 سنة، لقمةً سائغةً في يد الجيل الجديد من مقاتليها، وتمكّنت من إبادة ما لا يقل عن كتيبة دبابات ميركافا في أقلَّ من 10 أَيَّـام، وأثبتت أن سلاح الكورنيت “المعلوم” لا يزال في قمة تألّقه التكتيكي، ويمكنه مجدّدًا أن يعيد صناعة الفضيحة لجيش العدوّ، كما حيّدت المقاومة ما لا يقل عن 200 قتيل وجريح من جنود العدوّ، وألزمت العدوّ بزيادة أعداد حاملات “نمر” التي تعتبر دبابة ميركافا بدون برج.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل مسّت المقاومةُ -كما توضح الدراسة- مجدّدًا بخطط العدوّ العملياتية، حَيثُ ارتفعت القواتُ التي حشدها العدوُّ إلى ثلاثِ فرق مدعومة بما يوازي الفرقة من الألوية والكتائب الإقليمية المتخصصة، وكُلُّ من يعمل بالعسكر يعرفُ ما قيمة هذا الحشد وتأثيره السلبي على أية مبادرات أَو مناورات برية في غزة وحتى في الضفة الغربية.
واستطاعت المقاومةُ أن تمُسَّ بشكل كبير كُلَّ وسائط العدوّ التي يعتمدها للتجسس على لبنان، والتي يمكنها أن تكون وسائط تكتيكية وتعبوية أَسَاسية في أية مناورة هجومية قد يغامر بها العدوّ (وسائط الجمع الحربي –الرادارات)، كما استطاعت فصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة، وهذا يعني تعاوناً بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية على تحييد 40 % من قوة العدوّ وفرض مناورة مفتوحة عليها في الشمال على الجبهة اللبنانية.
وَلم تمس المقاومة إلا بجيش العدوّ طالما لم يستشهد مدنيين، وأعادت المقاومة اللبنانية تكبيل العدوّ بمضمون كُـلّ التفاهمات غير المباشرة، التي رعاها مجلس الأمن ومن ورائه القوى الكبرى منذ نيسان 1996م، حَيثُ تستمر معادلة المدنيين مقابل المدنيين، كما فرضت على العدوّ عدم تحويل أَو دمج الساحة اللبنانية أَو حتى الحافة الأمامية بـ “المعركة بين %A.
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الجبهة اللبنانیة على الحدود حزب الله
إقرأ أيضاً:
“الجبهة الشعبية” تحيي ذكرى الانتفاضة بتوجيه التحية للشعب الفلسطيني الصامد
الثورة نت/وكالات وجههت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،اليوم الثلاثاء، في ذكرى الانتفاضة الشعبية المجيدة التحية إلى الشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدو الصهيوني المغتصب لأرضه ومقدساته. وقالت في بيان :”يا جماهير شعبنا الصامد، يا من تقبضون على جمر البقاء وتتمسكون بالأرض حياةً وهويةً، يا من جعلتم الصبر والإصرار عنواناً لثباتكم ولمقاومتكم، ونبراساً يضيء دروب الأجيال القادمة…نقف اليوم معكم، ومن وسط الألم نتقاسم الأمل، لنحيي معاً ذكرى الانتفاضة الشعبية المجيدة، وذكرى انطلاقة المارد الجبهاوي الأحمر، التي كانت ترجمةً أمينة لإرادة شعبنا الفلسطيني، ولتعكس عزيمتنا على المضي في طريق الحرية والكرامة، رغم كل ما حاول العدوان أن يزرعه من خوفٍ ويأس”. وأضافت: “منذ أن وطأت أقدام أول مستوطن صهيوني أرضنا الفلسطينية، يعيش شعبنا نكبة مستمرة ومحارق لا تنتهي، فكل مرحلة من مراحل الاحتلال كانت اختباراً لصمودنا، ولن تنتهي إلا برحيل آخر مستوطن صهيوني وإنفاذ إرادة المجتمع الدولي، وباستعادة شعبنا حقوقه المسلوبة، وحقه في العيش الحرّ الكرامة على أرضه التاريخية عدونا لم يُنهِ محارق الموت والإبادة والاقتلاع والتهجير يوماً، بل كان دائماً ما أن يُجهز شعبنا على أداة من أدوات سياسته العدوانية، يلجأ فوراً لأدواتٍ بديلة، محاولاً التعمية عليها باستخدام الحاجات الإنسانية والمدنية التي كفلتها الحقوق والمواثيق الدولية. وعلى الدوام، كانت محطات نضال شعبنا تشريعاً واستجابةً للإرادة الشعبية التي عبّرت عنها انتفاضاته وانطلاق أحزابه وقواه المقاومة”. وتابعت: “اليوم ومنذ سنوات طويلة، يعمل العدو بكل ما أوتي من جبروت وبطش على شطب شاهد تاريخي وقانوني ودولي على نكبة شعبنا وهو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”؛ للإجهاز على حق العودة وحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وتحويلها من قضية سياسية وطنية إلى قضية إنسانية محضة. وإن ما شهدناه من حظر لأنشطة وكالة الغوث وإغلاق مكاتبها بالقدس، وصولاً لاستهداف موظفيها ومقراتها في حرب الإبادة، ومنعها من إدخال المساعدات، وما تلاه من تهجير للاجئين من مخيمات الضفة، واشتراط عودتهم بنزع صفة لاجئ عنهم، كلها مؤشرات كاشفة لأهداف العدو الصهيوني. كما يتمثل استهدافه القاتل في تعطيل برامج الوكالة التعليمية والطبية في غزة بهدف التجهيل، وفتح الطريق أمام المبادرات التعليمية التي تهدد بشطب المنهاج الفلسطيني واستبداله بمنهاج تطبيعي مع العدو”. وطالبت “المواطنين بتمسك بالأرض رغم محارق الموت، وأن تكون أولى أولوياتنا هي الحفاظ على مؤسسة الوكالة وممانعة ومقاومة أي مخططات للإجهاز عليها. وصحيح أن العدو سلحّ المساعدات للإجهاز على الوكالة ومنعها من إدخالها، ولكن الوكالة لها برامج تعليمية وصحية يجب أن تنطلق وتستمر، وهذا مرهون بوعي شعبنا وإسهاماته”. وأكدت أن “إدراكنا لحجم التحديات التي يفرضها العدو لا يتوقف عند آلة الحرب، بل يمتد ليشمل محاولات تصفية وجودنا وهويتنا ومقدراتنا وفي مواجهة هذه المخططات الممنهجة، فإن اليوم المطلوب منا بشكلٍ عاجل هو التحرك في مسارات متوازية لتعزيز الصمود وتحصين الجبهة الداخلية وذلك في صَوْنُ مؤسسة الوكالة (الأونروا) وحماية الحقوق وضرورة تمكينها من تشغيل مدارسها المتبقية، والطواقم من أداء مهامهم الوظيفية. وفي هذه الخطوة حماية لشاهد قانوني وتاريخي على نكبة شعبنا وطبيعة عدونا الإجرامية”. واعتبرت هذه “خطوة على طريق استعادة الحياة التي عمد العدو على الإجهاز على مقوماتها بغزة طريقاً للتهجير والاقتلاع، ولإعادة أبنائنا لمقاعدهم الدراسية ووضع حد لحرمانهم من حقهم بالتعليم كما أنها طريق آمن لمقاومة أشكال وأدوات الإجهاز على مناهجنا الفلسطينية ومحاولات استبداله بمناهج انتقالية وصولاً لمناهج ومدارس تطبيعية”. ودعت إلى “مواجهة تهجير العقول ومخططات هندسة الوعي حيث أن العدو لم يتوقف عن عدوانه وحرب الإبادة المستمرة؛ فاليوم يسعى لاقتلاع وتهجير العقول والكفاءات العلمية والمهنية عبر استخدام الحقوق المدنية والإنسانية، وصولاً لما سعى إليه من خلال آلته الحربية والتي لم تصمت المدافع والطائرات والرصاص بعد، ولم تتوقف المؤسسات الدولية التي استطاع العدو اختراقها وتوظيفها كأدوات للتهجير القصري باستخدام الحاجات الإنسانية من تحويلات علاجية وإجلاء إنساني حتى بزغت أدوات جديدة استحدثها العدو عبر المنح والبعثات العلمية لدول صديقة للعدو، الهادفة لتهجير الكفاءات، في الوقت الذي جعل فيه من الجامعات والمعاهد والمدارس أهدافاً عسكرية لآلة حربه، رافقها التفريغ الممنهج للكفاءات الطبية من مشافينا الوطنية والأهلية وتوظيفها في مؤسسات دولية برواتب خيالية كخطوة على طريق التهجير”. ورأت أن لمواجهة كل ذلك يجب “بناء برامج توطين الكفاءات العلمية والمهنية عبر تمسك كل كفاءاتنا بهويتها وأرضها وواجباتها الوطنية والأخلاقية اتجاه شعبها و بناء برامج الممانعة والمقاومة بالتثقيف المجتمعي والوطني و تشجيع التعليم وينظر إليه رأس ماله الفردي والوطني والاجتماعي، وهو عامل أساسي من عوامل الصمود والمقاومة. ولا نمانع، بل نسعى لحصول أبناء شعبنا على المنح والبعثات العلمية غير المشروطة بالتخلي عن هويته أو مكان إقامته وواجبنا هو توظيف تلك الكفاءات لمشروعنا الوطني وحاجاته الاجتماعية”. وأضافت أن ما يجري اليوم هو استخدام لحاجة علمية وإنسانية بهدف التهجير القسري للكفاءات، تجريداً من الهوية واقتلاعاً من الأرض . كما طالبت “مكافحة العبث متعمد بقوت شعبنا وارتفاع جشع للأسعار، هو خيانة ووجه آخر للعدوان. ففي ظل حرب الإبادة والحصار”،قائلة:” يتجرأ بعض التجار على المضاربة بجيوب الفقراء والكادحين، محولين معاناة الناس إلى مكاسب قذرة بالاحتكار والتلاعب، وهذا عبث لا يغتفر”. وأكدت أن” الحقوق لا تسقط بالتقادم، وشعبنا لن ينسى. سيبقى جمر هذه المعاناة مشتعلاً، وسنلاحق ونحاسب بكل قوة وطنية كل من عظم معاناة أبنائه في زمن الحرب، وكل من استغل حاجة شعبنا للإثراء غير المشروع. فلا تهدأ لنا ثورة إلا باستعادة كرامة الإنسان وردع المستغلين”. ودعت إلى “تشكيل لجنةٍ وطنيةٍ مجتمعيةٍ تتمتّع بالصلاحيات اللازمة لمراقبة وتوجيه البرامج الإغاثية التي تنفّذها المؤسسات الدولية والعربية، بما يضمن مواءمتها مع الاحتياجات الفعلية لشعبنا، وتحقيق العدالة والشفافية في التوزيع، وصولاً إلى اعتماد برنامج إغاثة وطني موحّد”. وختتمت بتجديدها “العهد لشعبنا العظيم… العَهدُ لِلشُّهداءِ الأبرارِ الذين عَمَّدوا هذه الأرض بدمائهم، أن نبقى أوفياءَ لمشروعهم. الحُرِّيَّةُ لأَسْرانا الأبطالِ وفي مقدمتهم قائد الصمود الرفيق القائد أحمد سعدات، والشفاءُ العاجلُ لجرحانا الأبيّين. عاشت مقاومة شعبنا الباسلة. وإننا حتماً لمنتصرون”.