لا صوت يعلو فوق خسائر الحرب في إسرائيل
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
لا صوت يعلو فوق خسائر الحرب في إسرائيل
تتراكم خسائر الاقتصاد الإسرائيلي باستمرار الحرب على غزة وتردد جيش الاحتلال في الهجوم البري وزيادة المخاطر الجيوسياسية والأمنية الناتجة عن الحرب.
يستمر تردي أوضاع الاقتصاد والمعيشة بإسرائيل، وبوادر نقص السلع الغذائية بالأسواق وهروب المستثمرين والسياح، وتهاوي العملة والبورصة وأسواق المال.
دخل الاقتصاد الإسرائيلي حالة شلل جزئي بتعبئة جنود الاحتياط والهجمات الصاروخية الفلسطينية المكثفة، ولم تعد ميزانية 2023-2024 صالحة ولا بد من تعديلها.
يتوقع بنك الاستثمار الإسرائيلي، ميتاف، وصول تكلفة الحرب إلى ضعف تكلفة حرب لبنان الثانية، هذا يعني أن رقم التكلفة سيتجاوز 70 مليار شيكل، أو 17.2 مليار دولار.
* * *
تتراكم خسائر الحرب التي تتكبدها دولة الاحتلال اقتصاديا يوما بعد يوم مع استمرار الحرب على غزة والتردد الملحوظ من قبل جيش الاحتلال في الهجوم البري، وزيادة المخاطر الجيوسياسية والأمنية الناتجة عن الحرب، واستمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية داخل إسرائيل، وظهور بوادر نقص في السلع الغذائية داخل الأسواق، واستمرار هروب المستثمرين والسياح، وتهاوي الشيكل والبورصة وأسواق المال.
فأمس الأربعاء خرج علينا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بتقديرات أولية بالتكلفة المباشرة للحرب على غزة، حيث قدر تلك التكلفة بمليار شيكل (246 مليون دولار) يومياً، أي ما يتجاوز 20 مليار شيكل منذ بداية الحرب.
ويبدو أن هذا الرقم ليس نهائيا حيث قال إنه لم يقيّم بعد التكاليف غير المباشرة للحرب على الاقتصاد الذي دخل حالة شلل جزئي بفعل التعبئة الجماعية لجنود الاحتياط والهجمات الصاروخية الفلسطينية المكثفة، وخلص إلى أن ميزانية 2023-2024 "لم تعد مناسبة" بسبب الحرب وسيجري تعديل بنودها.
وبالطبع فإنه ستتم زيادة بند الإنفاق العسكري في التعديلات، وتخصيص المليارات لدعم الأسر المتضررة، وتعويض الشركات والمصانع والمزارع والأنشطة الاقتصادية المختلفة التي تضررت بشدة من الحرب وتأثيرات صواريخ المقاومة.
تقديرات الوزير الإسرائيلي الخاصة بالخسائر تأتي فقط على مستوى التكاليف المباشرة التي تتحملها موازنة الاحتلال عن أعباء الحرب على غزة، لكن ماذا عن التكلفة غير المباشرة للحرب، هنا يمكنك ضرب رقم المليار شيكل في 10، وربما أكثر نظرا لضخامة خسائر الاحتلال.
دعنا من قفزة الإنفاق العسكري لجيش الاحتلال، فهو أمر متوقع، ودعنا من النفقات الضخمة الناتجة عن استدعاء 360 ألفا من جنود الاحتياط، وما يمثله هذا الحشد من كلف عالية على الدولة. لكن في المقابل فإن هناك خسائر ضخمة أخرى تتضاعف يوما بعد يوم.
خذ مثلا التقديرات الحديثة لبنك الاستثمار الإسرائيلي، ميتاف، والتي توقع فيها وصول تكلفة الحرب إلى ضعف تكلفة حرب لبنان الثانية، هذا يعني أن رقم التكلفة سيتجاوز 70 مليار شيكل، أو 17.2 مليار دولار، تمثل نحو 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي، إذا ما استمرت الحرب لمدة شهرين. وربما يزيد الرقم عن ذلك إذا ما طال أمد الحرب ونفذت إسرائيل هجوما بريا على القطاع.
خد أيضا الخسائر المباشرة للاقتصاد الإسرائيلي في قطاعات حيوية مثل السياحة والطيران والطاقة وإنتاج الغاز الطبيعي، وخسائر أخرى منها التكلفة المباشرة للحرب وما ينتج عنها من التزامات على الموازنة العامة مثل تعويضات جميع المتضررين (الأفراد والشركات) وبقيمة مبدئية تقدر بنحو 17 مليار شيكل (4.18 مليارات دولار)، وهذا الرقم مرشح للزيادة.
إضافة إلى خسارة الدولة عائدات الضرائب بسبب انخفاض الناتج المحلي الإجمالي وغلق الشركات وربما إفلاسها وبقيمة تقدر بنحو 31 مليار شيكل (7.1 مليارات دولار)، وفق تقديرات كبير الاقتصاديين في "ميتاف" أليكس زابيجينسكي، والضرائب مورد مهم للموازنة الإسرائيلية. كما أن الصادرات مرشحة أيضا للتراجع على خلفية المقاطعة واستدعاءات آلاف الجنود وتوقف الإنتاج.
أيضا هناك التأثيرات الناتجة عن خفض وكالة ستاندرد أند بورز التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى سلبي بدلا من مستقر، والصعوبات التي تواجه الدولة في الحصول على قروض خارجية خاصة عبر طرح سندات دولية، واستمرار تهاوي الشيكل، وتعرضه لأطول سلسلة خسائر منذ عام 1984، وخسارته 6% هذا الشهر، وهو أسوأ أداء لعملة على مستوى العالم، وتضرر الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من نصف النشاط الاقتصادي، وهو ما يلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الإسرائيلي.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل الشيكل خسائر الحرب خسائر الحرب الاقتصاد الإسرائيلي جيش الاحتلال الحرب على غزة جيش الاحتلال الهجوم البري المخاطر الجيوسياسية الناتجة عن ملیار شیکل على غزة
إقرأ أيضاً:
اقتصاد العدو يتكبد أكثر من 14 مليار دولار بسبب الحرب على إيران
الثورة نت /..
كشفت صحيفة “معاريف” العبرية أنّ الاقتصاد الصهيوني خسر عشرات المليارات من الشواكل نتيجة الحرب الإسرائيلية على إيران.
وأضافت: “الآن، لا ينبغي ترميم المباني المتضررة فحسب، بل أيضاً الاقتصاد”، مؤكدةً أنّ الحرب التي استمرت 12 يوماً ألحقت أضراراً بالناتج المحلي “الإسرائيلي” بنحو 52 مليار شيكل (أكثر من 14 مليار دولار أميركي).
وأقرّت بأنّ “تلك الأيام الـ12 الصعبة، مع صفارات الإنذار والصواريخ، وتدمير الأحياء والقتلى والجرحى، كان من الصعب فيها العيش أو إدارة حياة يومية عادية، وكان من الصعب أيضاً البحث والتوصّل إلى استنتاجات والتخطيط وإنهاء المهام والعمل بكامل التركيز”.
وأضافت: “حتى لو افترضنا أنه يمكن تعويض نصف الضرر في النشاط الاقتصادي من خلال نشاط معزّز لاحقاً، فلا يزال الحديث عن ضرر يبلغ نحو 26 مليار شيكل، أي 1.3% من الناتج، وهو مبلغ كبير”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الميزانية الأمنية لعام 2025 التي أُقرّت في “الكنيست” تبلغ 135 مليار شيكل، أي 21.8% من إجمالي الميزانية، والتي تشمل أيضاً 75.7 مليار شيكل كمدفوعات أصل وفائدة لمؤسسة التأمين الوطني، وهي بدورها أصبحت، مثل المؤسسة الأمنية، “حفرة اقتصادية لا قاع لها”، بسبب الحرب.
وقالت: “في الأشهر الخمسة الأولى من السنة، تمّ صرف 67 مليار شيكل من الميزانية الأمنية. الآن، يطلب الجيش مبلغاً إضافياً يتراوح بين 55 و60 ملياراً”.
ولفتت إلى وجود تكلفة إضافية تقدّر بـ5 مليارات شيكل تتعلّق بـ36,465 طلب تعويض قُدّمت قبل أسبوعين إلى سلطات ضريبة الأملاك وصندوق التعويضات، من بينها 3,392 تتعلّق بفقدان مركبات، و3,758 بمحتويات منازل، 10,996 مستوطناً تمّ إجلاؤهم، ونحو 4,000 آخرين انتقلوا للسكن لدى أقربائهم.
وكشفت أن آلاف الطلبات الأخرى تُقدَّم هذه الأيام، وأنّ الكلفة على “إسرائيل” ضخمة.