مع تزايد عدد الأقمار الاصطناعية التي تطلقها العديد من الدول والشركات الخاصة خلال السنوات الماضية، تزايد اهتمام علماء الفلك بمراقبة ودراسة التأثير السلبي لتلك الأقمار الاصطناعية في عمليات الرصد الفلكي الأرضي.

وفي دراسة علمية جديدة توصل فريق بحث دولي إلى أن الأقمار الاصطناعية تشكل تحديا كبيرا لعلم الفلك؛ حيث إنها تؤثر سلبيا في عملية الرصد الفلكي الأرضي، ونشرت نتائج الدراسة مطلع هذا الشهر في مجلة "نيتشر".

وفي تصريح للجزيرة نت، قال البروفيسور زهير بن خلدون، مدير مرصد أوكايمدن الفلكي بالمغرب، الذي شارك في الدراسة، "هذه الدراسة مرتبطة بأكبر قمر اصطناعي (بلو ولكر3) من حيث الحجم ومن حيث اللمعان، ومداره يوجد بمدار قريب من الأرض، ولهذا يعكس ضوء الشمس بشكل قوي، وهذا الانعكاس يؤثر في مراقبة السماء بصفة عامة، ومراقبة الأجرام السماوية التي تهم الباحثين في علم الفلك".

مراقبة دولية

وتأتي الدراسة الجديدة التي استغرقت سنة، في إطار المراقبة الدولية التي نفذتها مجموعة من المراصد الدولية ضمن برنامج رصد ومراقبة الأقمار الاصطناعية، الذي يشرف عليه الاتحاد الفلكي الدولي حول القمر الاصطناعي "بلو ولكر3″، وهو أحد أكبر الأقمار الاصطناعية الموضوعة في مدار منخفض وقريب من الأرض، ومن الأقمار الأكثر سطوعا.

ويقول زهير بن خلدون في هذا السياق، "تتجلى أهمية مراقبة الأقمار الاصطناعية بالنسبة للراصدين الفلكيين في معرفة تأثير تلك الأقمار في الرصد الفلكي، ومعرفة التأثير السلبي لكي يُتفادى من ناحية، واختراع طرق لمعالجة الصور التي تؤثر فيها الأقمار الاصطناعية، ومن ناحية ثانية يمكننا أن نكوّن قوة ضغط على الشركات التي ترسل الأقمار الاصطناعية، لكي تكون حذرة من هذا التأثير السلبي في الرصد الفلكي باختراع طرق لبناء أقمارها الاصطناعية، وتجنب وضعها في مدارات يمكن أن يكون لها فيها تأثير في الرصد الفلكي".

وحسب فريق البحث فالدراسة العلمية الجديدة تمثل قاعد بيانات مهمة يمكن للباحثين الرجوع إليها للحصول على معلومات تقنية حول القمر الاصطناعي، الذي تمت مراقبته "بلو ولكر3″، وكيف يُراقب من الكرة الأرضية والقياسات التي أجراها فريق البحث، وكذلك معرفة الفرضيات والنظريات التي يمكن استعمالها تجاه الأقمار الاصطناعية المبرمج إرسالها إلى المدار نفسه، الذي يوجد فيه قمر "بلو ولكر3" الاصطناعي.

مشاركة عربية

وشارك في هذه المراقبة الدولية باحثون من المرصد الفلكي أوكايمدن التابع لجامعة القاضي عياض بالمغرب، من ناحية الرصد بتوظيف المناظر الموجودة في المرصد؛ حيث روقب القمر الاصطناعي منذ انطلاقته نحو مداره في 10 سبتمبر/أيلول 2023، وراكم فريق البحث قاعدة بيانات بواسطة منظارين، كما أسهم من ناحية دراسة وتحليل المعطيات التي توصل إليها بالمرصد، ومن طرف مراصد فلكية موجود في هاواي وأميركا وإسبانيا.

وأشار زهير بن خلدون إلى أن مرصد أوكايمدن يشتغل على مراقبة الأقمار الاصطناعية منذ 5 سنوات، بشراكة مع فرق بحثية دولية ومع القطاع الخاص، الذي يموّل الأبحاث المرتبطة بمراقبة الأقمار الاصطناعية وحطام الفضاء.

 

‎⁨ الصورة  التقطت خلال مرور القمر الاصطناعي "بلو ولكر3" في سماء مرصد أوكايمدن (الجزيرة) مزيد من البحث مستقبلا

وقدّم فريق البحث نتائج مفصلة حول مراقبة القمر الاصطناعي "بلو ولكر3" في الدراسة التي نشرت بمجلة "نيتشر"، ويقول زهير بن خلدون، إن أهم ما يمكن الإشارة إليه بالنسبة للجمهور العام، هو أن القمر الاصطناعي الذي روقب تجاوز الحدود التي وضعها الاتحاد الفلكي الدولي من ناحية قوة اللمعان، وكذلك المجال الذي يدور فيه.

كما أشارت الدراسة -أيضا- إلى ما هو مرتقب لهذا النوع من برامج مراقبة الأقمار الاصطناعية، وتأثيرها السلبي الذي يمكن أن تحدثه للرصد الفلكي.

ووفق زهير، "من بين التحديات التي واجهت فريق البحث للوصول لهذه النتائج، هو أن السماء أثناء المراقبة يجب أن تكون صافية؛ لأن معطيات الطقس مهمة، ولحسن الحظ تمكنا من رصد القمر الاصطناعي في المدة المطلوبة، وتعاملنا مع تحدي الدقة في تحديد موقع القمر الاصطناعي، فضلا عن مدى استعداد الباحثين للمراقبة في الوقت المطلوب".

ومُوّلت أبحاث فريق البحث بالمغرب من جامعة القاضي عياض بالمغرب، في إطار الأبحاث التي ينفذها مختبر الطاقات العالية وعلم الفلك في كلية العلوم السملالية بمراكش، أما بخصوص التمويل الخارجي فوُفّر من طرف الشركاء الباحثين، ومن طرف الشركات الخاصة التي تموّل هذه الأبحاث.

وينهي زهير بن خلدون حديثه للجزيرة نت بالقول، "بالنسبة لمستقبل البحث حول قمر "بلو ولكر3″ الاصطناعي لا نزال بصدد مراقبته لمعرفة مداره وكيف يتطور ومعرفة كيف يتطور لمعانه، ومن اللازم -كذلك- مراقبة الأجيال القادمة من الاقمار الاصطناعية وتتبعها لمعرفة تأثيرها على الرصد الفلكي، ولذلك كوّنّا فريقا علميا متخصصا في جامعة القاضي عياض في هذا المجال، لتتبع الأقمار الاصطناعية والحطام الفضائي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القمر الاصطناعی فریق البحث من ناحیة

إقرأ أيضاً:

بمناسبة اليوم العالمي للتوعية.. جوجل تطلق ميزات جديدة للذكاء الاصطناعي وإمكانية الوصول في أندرويد وكروم

أعلنت شركة جوجل عن طرح مجموعة من الميزات الجديدة التي تعزز إمكانية الوصول وتدعم تجارب المستخدمين من ذوي الإعاقات البصرية والسمعية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بإمكانية الوصول.

وتركّز التحديثات الجديدة على نظامي أندرويد وكروم، بالإضافة إلى أدوات مخصصة للمطورين، مما يعكس التزام جوجل بتوفير بيئة رقمية شاملة ومتاحة للجميع.

لمستخدمي هواتف أندرويد..جوجل تغير تصميم لوحة رموز الإيموجي وGIF بعد شغلها مؤشرات بحث جوجل.. تعرف على أبرز المحطات في حياة هيفاء وهبي ميزات جديدة في أندرويد: من Gemini إلى التعليقات التوضيحية التعبيرية

في منشور رسمي على مدونتها، أوضحت جوجل أنها تعمل على تحسين تجربة المستخدمين ضعاف البصر عبر إدماج إمكانيات الذكاء الاصطناعي في خدماتها.

Gemini في TalkBack

بدأت جوجل العام الماضي بدمج إمكانيات نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini في أداة TalkBack، وهي قارئ الشاشة في نظام أندرويد، مما أتاح للمستخدمين الحصول على أوصاف ذكية للصور التي لا تحتوي على نص بديل. 

والآن، تُوسّع الشركة هذه الميزة بشكل كبير، حيث سيتمكن المستخدمون من طرح أسئلة حول الصور نفسها والحصول على إجابات وصفية دقيقة. كما سيُتاح للمستخدمين طرح أسئلة حول المحتوى الظاهر على الشاشة، لتسهيل فهم السياق الكامل.

التعليقات التوضيحية التعبيرية تتوسع عالميًا

في ديسمبر 2024، طرحت جوجل ميزة "التعليقات التوضيحية التعبيرية" للمستخدمين في الولايات المتحدة، والآن تُعلن عن توسيع هذه الميزة لتشمل دولًا جديدة مثل أستراليا، كندا، والمملكة المتحدة، إلى جانب الولايات المتحدة.

هذه الميزة تُعد امتدادًا لميزة التعليقات التوضيحية المباشرة، لكنها مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتوفر ترجمات ديناميكية للصوت تعكس النبرة ومستوى الصوت والسياق البيئي. 

قد تُظهر الترجمة كلمة "لاااااا" بدلًا من "لا" لتوضيح حدة النطق، أو تُعبّر عن حماسة المعلق في مباراة رياضية بعبارات مثل "لقطة مذهلة".

تتوفر الميزة حاليًا باللغة الإنجليزية على الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد 15 أو أحدث.

تحسينات كبيرة في متصفح كروم لمستخدمي سطح المكتب وأندرويد

لم تقتصر التحديثات على نظام أندرويد فقط، بل شملت أيضًا متصفح جوجل كروم، الذي حصل على ميزتين جديدتين تستهدفان تحسين إمكانية الوصول لضعاف البصر.

دعم ملفات PDF الممسوحة ضوئيًا

في خطوة مهمة، أعلنت جوجل أن متصفح كروم على سطح المكتب أصبح يدعم الآن قراءة ملفات PDF الممسوحة ضوئيًا باستخدام ميزة التعرف الضوئي على الحروف (OCR). 

ويتيح هذا التحديث للمستخدمين إمكانية التظليل والنسخ والبحث داخل ملفات PDF، فضلًا عن استخدام قارئ الشاشة لقراءتها، وهو ما لم يكن متاحًا سابقًا.

ميزة تكبير الصفحة في كروم على أندرويد

الميزة الثانية الجديدة هي "تكبير الصفحة"، والتي تُتيح زيادة حجم النص في صفحات الويب على متصفح كروم في أندرويد دون التأثير على تخطيط الصفحة. 

وتُعد هذه الميزة مفيدة للغاية لمستخدمي ضعف البصر الذين يحتاجون إلى خط أكبر لسهولة القراءة دون الاضطرار إلى تحريك الشاشة يمينًا ويسارًا باستمرار.

موارد جديدة للمطورين

أشارت جوجل كذلك إلى أنها بصدد إطلاق موارد وأدوات جديدة للمطورين تهدف إلى دعم إنشاء أدوات التعرف على الكلام، ما يفتح المجال لتطبيقات أكثر كفاءة في دعم الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في السمع أو الكلام.

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة: مكملات فيتامينات B قد تبطئ تطور مرض الجلوكوما
  • قناة عبرية تكشف: قوات الجيش العاملة في غزة تلقت تعليمات جديدة
  • «لوموند» تبرم اتفاقية لاستعمال الذكاء الاصطناعي مع Perplexity بمقابل مالي
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • بمناسبة اليوم العالمي للتوعية.. جوجل تطلق ميزات جديدة للذكاء الاصطناعي وإمكانية الوصول في أندرويد وكروم
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي يمكنه تطوير أساليب تواصل شبيهة بالبشر.. فيديو
  • حماد يكرم فريق الأطباء الإيطالي الذي أجرى عمليات الشفة الأرنبية
  • ثلاث عادات يومية قد تقلل خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 60%.. إليك ما كشفته دراسة أوروبية جديدة
  • محافظ بني سويف يشهد مناقشة رسالة دكتوراة حول الذكاء الاصطناعي
  • الحق نفسك قبل سحب الخط.. استعلام عن فاتورة التليفون الأرضي ودفعها أون لاين