لجريدة عمان:
2025-05-13@06:43:07 GMT

محارق إسرائيل في غزة.. التاريخ يعيد نفسه

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

محارق إسرائيل في غزة.. التاريخ يعيد نفسه

هذا هو الأسبوع الرابع منذ بدء الحرب الهمجية والوحشية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة بدعم عسكري وسياسي من بعض الدول الغربية التي رأت أن في انكسار الهيبة الإسرائيلية أمام كتائب المقاومة في غزة انكسارا لهيبة الغرب في لحظة تاريخية خطرة جدا من عمر الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما، ومن عمر النظام العالمي الذي تحاول بعض القوى في العالم إعادة تشكيله من جديد بما يتوافق مع تحولات القوى.

إن إسرائيل التي طالما استعطفت العالم عبر سردية المحرقة النازية التي تمارسها الآن ولكن عبر نسخة أكثر وحشية وأشد فتكا خاصة على الأطفال الذين يشكلون أكثر من نصف الشهداء، الأمر الذي يجعل سردية المحارق النازية وفق الرواية الإسرائيلية مجرد نزهة عابرة أمام محارق إسرائيل في غزة خلال الأسابيع الأربعة الماضية، على أن المحارق الإسرائيلية بأفرانها المفتوحة تأتي بعد عقد ونصف من وضع سكان غزة في سجن مفتوح عزلهم عن العالم وكاد أن يفقدهم الأمل في المستقبل لولا الإيمان الراسخ بأنهم قادرون على القفز فوق أي انسداد حياتي يريد العدو أن يكرسه في القطاع.

ورغم فداحة ما يحدث في غزة الآن، وهي فداحة إجرام وإرهاب لا فداحة حرب تقوم على أخلاقيات ومبادئ مواجهة، إلا أنه مهم للشعوب أن ترى رأي العين حقيقة «إسرائيل» وحقيقة الغرب الذي يتعامل مع القوانين والأنظمة بازدواجية معايير كشفت زيفه وزيف قيمه، وبدأت في صناعة رأي عام عالمي جديد يمكن أن يعيد للقضية الفلسطينية وهجها العالمي.

لكن لا يمكن أن يقبل أحد أن يكون ثمن تغيير الصورة الذهنية والنمطية الغربية عن القضية الفلسطينية آلافا من جثث الأطفال وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.. لذلك لا بد الآن من إطفاء أفران المحرقة التي تشعلها إسرائيل في غزة، وعلى إسرائيل أن تبحث عن كتائب حماس وتواجهها مباشرة.. رابع أقوى جيش في العالم، بحسب السرديات الغربية، لن يعجز عن مواجهة كتائب القسام وجها لوجه والميدان مفتوح إن كان يستطيع، أمّا النساء والأطفال فهم خارج قواعد المواجهة بالضرورة وهذا ما تؤكده القوانين والأنظمة ومبادئ الاشتباك في الحروب.

إن الدول العربية، وخاصة التي تقيم علاقات تطبيع مع إسرائيل، وجدت نفسها في وضع حرج جدا أمام الشعوب العربية، خاصة تلك الدول التي لم يكن تطبيعها نتيجة ظروف جيوسياسية في مراحل تاريخية مختلفة كما هو الحال مع مصر والأردن، ولذلك فهي اليوم أمام تحد أخلاقي كبير تحتاج فيه أن تعيد تحديد مواقعها ومراكزها من قضية العرب الأساسية.

أما عموم الموقف العربي فإنه ما زال بحاجة إلى التحول من المواقف الخطابية إلى المواقف الفعلية التي إن لم تستطع تشكيل ضغط مباشر على إسرائيل فإنها تشكل ضغطا على حلفاء إسرائيل وداعميها الأبديين ومع الكثير من الدول العربية مسارات لذلك وأوراق رابحة.. لا يمكن تاريخيا ولا أخلاقيا أن نبقى نشاهد محارق الأطفال في غزة دون أن نفعل شيئا عمليا يوقف هوس إسرائيل بالقتل وبالدماء على وجوه الأطفال. لا تدافع إسرائيل عن نفسها الآن ولا عن النظام الغربي كما يعتقد بعض الغرب.. إنها فقط تمارس قتل الأطفال وبشراهة لا تنتهي.. وهذا إن استمر لأسابيع طويلة أخرى فإنه لن ينهي أصل القضية، ولن يئد المقاومة أو يوقفها، ولن ينهي حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. وعقلاء إسرائيل- إن كان قد بقي منهم أحد- يعرفون هذه الحقيقة تماما ويعونها جيدا.. ولذلك يبقى القتل مجرد لعبة تشتهيها إسرائيل لا أكثر ولا أقل علها تحل بها بعض الأزمات والمآزق ولكنها في الحقيقة تزيد في تأزيمها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

تسجيل 32 إصابة مؤكدة.. تفشي مرض الحصبة في عدة مناطق في إسرائيل

أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن تفشي مرض الحصبة في عدة مناطق، بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات منذ 20 أبريل الماضي، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وحتى الآن، تم تسجيل 32 حالة إصابة مؤكدة، معظمها في مناطق مثل موديعين عيليت، بني براك، القدس، باقة الغربية، بيت يتسحاق، ورحوفوت. 

وأشارت الوزارة إلى أن 26 من المصابين لم يتلقوا التطعيم الكامل ضد الحصبة، مما يعكس تحديًا في تغطية اللقاحات في بعض المجتمعات. 

واستجابةً لهذا التفشي، شهدت مراكز التطعيم زيادة بنسبة 37% في الإقبال على اللقاحات في المناطق المتأثرة.

إسرائيل: الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية سيؤدي إلى إجراءات مضادةانتخابات إسرائيل 2026... ليبرمان يعلن رسميًا ترشحه لرئاسة الوزراء

 كما أعلنت مؤسسة "كلاليت" عن افتتاح نحو 20 مركز تطعيم خاص في مختلف أنحاء البلاد، لتسهيل وصول المواطنين إلى اللقاحات، خاصةً البالغين الذين لم يستكملوا سلسلة التطعيمات الموصى بها. 

الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، يُسبب أعراضًا مثل الحمى، والتعب العام، وسيلان الأنف، وظهور طفح جلدي. وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الرئتين، إصابة الجهاز العصبي، وفي بعض الحالات إلى الوفاة، خاصةً لدى الأطفال.

في سياق متصل، أعرب مسؤولون صحيون في المملكة المتحدة عن قلقهم من تراجع معدلات التطعيم ضد الحصبة، مما دفعهم إلى تعديل جدول تطعيم الأطفال، بتقديم الجرعة الثانية من لقاح MMR إلى عمر 18 شهرًا بدلًا من 3 سنوات، بهدف تعزيز الحماية المبكرة. 

تُعد هذه التطورات تذكيرًا بأهمية الالتزام ببرامج التطعيم الوطنية، لضمان حماية الأفراد والمجتمعات من الأمراض المعدية، والحفاظ على الصحة العامة.

طباعة شارك مرض الحصبة وزارة الصحة الإسرائيلية تايمز أوف إسرائيل مرض فيروسي شديد العدوى مراكز التطعيم المملكة المتحدة

مقالات مشابهة

  • أميركا في المراتب الأولى بين أكبر الدول التي تستثمر في السعودية
  • أحمد أبو الغيط: لم أشهد وضعا به تحديات للقضية الفلسطينية مثل الآن
  • الصفدي: سوريا الآن أمام فرصة تاريخية لأن تكون آمنة مستقرة يعيش فيها السوريون بأمان بعد سنوات من المعاناة، وهذا يستدعي أن يقف العالم كله معها بمواجهة ما يهددها
  • تنطلق من الرياض.. ما هي الدول والملفات التي تتضمنها زيارة ترامب للخليج؟
  • ترامب يوقع أحد أقوى قرارات رئاسته.. أمر تنفيذي قد يغيّر قواعد اللعبة!
  • تسجيل 32 إصابة مؤكدة.. تفشي مرض الحصبة في عدة مناطق في إسرائيل
  • التاريخ يعيد نفسه.. إنجاز يتكرر مرة أخرى بين ريال مدريد وبرشلونة منذ 2009
  • العمال الكردستاني يسلم السلاح ويحل نفسه اليوم
  • “حماس”: على العالم أن يرفع (لا) كبيرة في وجه نتنياهو
  • حماس: على العالم أن يرفع (لا) كبيرة في وجه نتنياهو