النهار أونلاين:
2025-10-19@17:26:58 GMT

أعيش حاضري بذنب الماضي.. وكلام الناس يجرحني

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

أعيش حاضري بذنب الماضي.. وكلام الناس يجرحني

تحية طيبة للجميع وبعد، سيدتي يحدث أن يذنب الإنسان في حق ذاته. فيتسبب لنفسه في أذية قد تلاحقه طوال حياته.فأنا شابة عشت مشاكل كثيرة في الماضي وتركت لدي ترسبات لا أقوى على تخطيها ولا تجاوزها.

نشأت في بيئة متوترة، عائلة لا يتوقف فيها الخلافات والمشاحنات، دوما نتخبط بين أمي وأبي اللذان لا يحترمان بعضهما بتاتا، وكل ذلك بسبب الفقر الذي كنا نعيشه.

لي أخ كبير كنت أود أن أحتمي تحت جناحه لكن للأسف هو الآخر كان عنيف جدا معنا. كل هذا وتفاصيل أخرى لم تسمح لي بأن أكمل دراستي لأنه كان لابد عليّ أن أعمل وأجني مالا، وهبني الله جمالا خلاب. وسلاسة في التعامل فأحظى بالقبول أينما أكون، حينها كانت لي علاقات عديدة. فسببت لي الشبهة وصار سمعتي على لسان كل من يعرفني، اعترف أنه كان طيشا مني.

فأنا لم أقدر الأمر وقتها، ولم أجد من يرشدني جادة الطريق، لكن مع الوقت تعلمت أشياء كثيرة غيرت مكان عملي. حتى أحوالنا في العائلة تغيرت للأحسن والحمد لله، لكن بقيت تلك السنوات عالقة في ذهني تعذبني كثيرا. الحمد لله اليوم أنا متزوجة، وأكرمني الله بزوج وابنة جميلة. إلا أن التفكير في الماضى لا يتركني أهدأ أبدا، لم أعد أستطيع الخروج ولا ممارسة دوري كزوجة ولا كأم، وكلما وجدت نفسي بمفردي أستسلم للبكاء، لأنني ببساطة لا أستطيع أن أنسى الماضي والجروح التي مرَّتْ بي. فكيف أمحو هذه الحقبة من حياتي؟

رحيمة من الوسط

الـــرد:

تحية أطيب أختاه، لك ولكل القراء، مرحبا بك ونتمنى أن نكون في مستوى الرد عليك، سائلة المولى عز وجل. قبل كل شيء أن يزرع السكينة والطمأنينة في قلبك، وأن نكون خير معين لك لتتجاوزي. حزنك وألمك بحول الله.
حبيبتي، أذكرك وأذكر نفسي أن سبب وجودنا في هذه الحياة هو لعبادة الله سبحانه وتعالى. مؤمنين بقضائه وقدره كله، راضين بما قسم لنا وصابرين على كل أحوالنا. وأنت قدّر الله لك أن تكوني ابنة عائلة فقيرة لكن الحمد لله لم تقفي مكتوفة .الأيدي وسعيت لطلب الرزق ومساعدة أهلك على مشقة الحياة.

ولو أن هناك بعض الأخطاء لكن خير الخطائين التوابون، لذا لابد من تجاوز الأمر. خاصة وأنك شعرتي بالندم، وأبليتي البلاء الحسن. وغيرتي الكثير من نفسك، وأنت اليوم سيدة محترمة وزوجة صادقة وأم حنون. واعلمي أن اجترارها مضيعة الآن لا يسمن ولا يغني من جوع، لهذا لا تلتفتي لا لكلام الناس وللماضي المؤلم. واستمري في طريق النجاح.

أختي الفاضلة، توقفي عن لوم أهلك، ووالديك، والظروف التي مررتم بها، وانظري إلى ما بين يديك الآن، وعددي نعم الله التي تحاصرك، وإلى كرم الله إذ وهبك زوجا وابنة وعائلة يهون إلى جانبهم كل معاناة وأي كلام قد يُقال، ويكفي أن الله منّ عليك بتوبة نصوح، حاولي أن تُسخري نفسك لهم حتى يشعرون بوجودك الإيجابي الذي يلفهم بالأمان والسعادة بحول الله، فاحمدي الله أختاه، وأكثر الدعاء لوالديك ولعائلتك ولنفسك وأنت بين يديه في سجدة، ولا تجعلي الحزن يسيطر عليك فما تمرين به إلا كيد الشيطان لعنة الله عليه.
تناسي أحداث طفولتك، وصححي نظرتك للحياة، وركزي على الزوايا الإيجابية، غيري من نشاطاتك اليومية، جددي نشاطك بالاعتناء بأنوثتك، التقي بصديقات وفضفضي معهم، وإن كان بالإمكان سجلي في دورات تعليمية لتشغلي نفسك، وبالتأكيد سوف تتجاوزين الأزمة بسلام، فرسالتك كزوجة، وكأم لا تسمح لك برفع راية الاستسلام.
تمنياتنا لك بالتوفيق ان شاء الله

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الحيرةَ التي تعيشها أمةُ الإسلام جاءت بالتجرؤ على أولياء الله

كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه:حديثُ سيدِنا رسولِ الله ﷺ هو نِبراسُ الهُدى ومِصباحُ الظَّلام.

وتابع: أخرج البخاري عن سيدِنا أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسولُ الله ﷺ: «إنَّ اللهَ قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطش بها، ورِجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذَنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍ أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن، يكره الموتَ وأنا أكره مساءتَه».

هذا الحديثُ هو أعلى ما رُوي في شأن الوليّ عن النبي ﷺ.

لماذا يوجد أذانين لصلاة الفجر؟.. الرسول كان له مؤذنان لهذا السببذنوبي كثيرة ومتكررة أعمل إيه؟.. أمين الفتوى يجيبعلي جمعة: سيدي أحمد البدوي لم يكن شيعيًا.. وجاهد ضد التتار والصليبيينهل يجوز للزوجة أن تأخذ من مال زوجها دون علمه إذا كان يُقصّر في النفقة؟ أمين الفتوى يوضح

ونوه ان ربُّنا يأمرنا أن نواليَ أولياءَ الله، وألَّا نُبارزهم بالإهانة أو الحرب؛ فمَن بارز أولياءَ الله بالعداوة أو الإيذاء فقد عادى الله، وكان في صفِّ أعدائه.

ولفت إلى أن اللهُ سبحانه وتعالى نهانا أن نُواليَ أعداءَه؛ فعلينا إذن أن نمتثلَ لحبِّ أهلِ الله، لأنَّ حبَّ أهلِ الله لا يكون إلا من حبِّ الله سبحانه وتعالى.

وأعلى الأولياء في هذه الأمة هو سيِّدُ الخلق ﷺ؛ فهو خيرُ وَلِيٍّ كما أنه خيرُ نبيٍّ.

وهو لنا بمنزلة الوالد للولد، وهو المقياسُ والمعيارُ الذي إذا أردنا لهذه الحياة الدنيا أن تسير على مراد الله اتبعناه، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.

وأولياءُ الله عبر التاريخ حاولوا أن يكونوا في ظاهرهم وباطنهم على مثالِ سيدنا رسول الله ﷺ؛ حتى إنهم كانوا يَلتمسون أخلاقَه، وأوامرَه، ونواهيه، ومشيته، وهيئتَه، وسمتَه في مأكلِه ومشربِه.

ويقول الإمامُ السيوطي رحمه الله:  إنَّ من رحمةِ الله بالعباد أن أوجدَ فيهم أولياءَه وأصفياءَه؛ فإنهم يدعون الله فيستجيب، فيستقر الخلق، ويؤمنون بالله، ويعلمون أن وراء هذا العالم خالقًا قادرًا حكيمًا يستجيب الدعاء. وإنه فَرَضَ على الأمة أن يُخلِّص منها بعضَهم حتى يلتجئ إلى الله بالليل والنهار، لا يفتر لسانُه عن ذكر الله، ولا قلبُه عن التعلُّق به سبحانه وتعالى، يُخرِج الدنيا من قلبه لتكون في يده، حتى يلجأ إليه الناس، وحتى يفزع إلى الدعاء، فإذا سأل الله أعطاه، وإذا استعاذه أعاذه، وإذا دعاه أحبَّه وقرَّبه إليه.

ولكننا نرى في حياتنا وإعلامنا "حربًا على أولياء الله"، واستهتارًا بهم وإهانةً لهم؛ حتى إن كثيرًا منهم قد تركوا الحياة لأهلها والدنيا لعشاقها، وانعزلوا - مكرهين - عن الناس، فبركتهم لم تعم، وأحوالهم لم تنتشر، فأصبح الناس بلا رأسٍ وبلا رؤساءَ يذهبون إليهم، فانتشر الوَبَش والوابِش.

والناس إذا ذهبت رؤوسهم وذهبت رؤساؤهم صاروا فوضى لا ضابطَ لهم.

إنَّ هذه الحيرةَ التي تعيشها أمةُ الإسلام إنما جاءت بالتجرؤ على أولياء الله؛ ليس فقط أولئك الذين يعيشون بيننا، بل أيضًا الذين كانوا أولياء عبر التاريخ.

فإن الله سبحانه وتعالى يغار على أوليائه، ومن المناهج التي تركها لنا رسولُ الله ﷺ في سنته ودعائه إلى ربه ألا يجعلَ في قلوبنا حقدًا على الذين آمنوا، ولا غِلًّا للذين اتخذوا الله وليًّا واتخذهم الله أولياء.

وقد غبش هذا الأمرُ على كثيرٍ من المسلمين، فذهبت البركةُ من الطعام، وذهبت البركةُ من الأرزاق، وذهبت البركةُ من الأوقات والأعمال، ودعا كثيرٌ من الناس فلم تُستجب دعوتُهم، وكان هذا الشعورُ – الذي يفرُّ من أولياء الله، وهو في حقيقته فرارٌ إلى أعداء الله – حائلًا بين الإنسان وربِّه.

ونصح قائلا: عودوا إلى حبِّ أولياء الله من الأتقياء والأنقياء، ومن أهلِ بيتِ رسولِ الله ﷺ وعترته، رجالًا ونساءً، وعلماءَ وأولياءَ صالحين؛ فإن هذا هو الصراطُ المستقيم، وهو المنهجُ الذي نستطيع به أن نلُمَّ شعثَنا، وأن نلتجئ إلى ربنا، وأن يرضى عنَّا برضاه، وأن يرحمنا برحمته.

طباعة شارك علي جمعة أولياء الله التجرؤ على أولياء الله الرسول البركة

مقالات مشابهة

  • دعاء يجلب الغنى علمه الرسول لابنته فاطمة .. اغتنمه
  • ما حكم إقراض الناس جبرا لخاطرهم مع كراهية ذلك؟.. الإفتاء تجيب
  • صلاة الضحى.. اعرف الفوائد التي ستعود عليك بعد أدائها
  • علي جمعة: الحيرةَ التي تعيشها أمةُ الإسلام جاءت بالتجرؤ على أولياء الله
  • مودي ناصر: علاء عبد العال كلمة السر في تألقي.. وكلام أحمد فتحي وسام على صدري
  • خطورة تتبع عورات الآخرين وتداولها بين الناس
  • كيف تنقذ نفسك من الشقاء في الدنيا والعذاب بالآخرة؟.. بعملين
  • حكم خلع النقاب للمرأة التي تضررت من لبسه
  • كيف علّقت إيران على الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت لبنان يوم أمس؟
  • حكم الكسب المبني على الغش وخداع الناس..الإفتاء توضح