أعيش حاضري بذنب الماضي.. وكلام الناس يجرحني
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
تحية طيبة للجميع وبعد، سيدتي يحدث أن يذنب الإنسان في حق ذاته. فيتسبب لنفسه في أذية قد تلاحقه طوال حياته.فأنا شابة عشت مشاكل كثيرة في الماضي وتركت لدي ترسبات لا أقوى على تخطيها ولا تجاوزها.
نشأت في بيئة متوترة، عائلة لا يتوقف فيها الخلافات والمشاحنات، دوما نتخبط بين أمي وأبي اللذان لا يحترمان بعضهما بتاتا، وكل ذلك بسبب الفقر الذي كنا نعيشه.
فأنا لم أقدر الأمر وقتها، ولم أجد من يرشدني جادة الطريق، لكن مع الوقت تعلمت أشياء كثيرة غيرت مكان عملي. حتى أحوالنا في العائلة تغيرت للأحسن والحمد لله، لكن بقيت تلك السنوات عالقة في ذهني تعذبني كثيرا. الحمد لله اليوم أنا متزوجة، وأكرمني الله بزوج وابنة جميلة. إلا أن التفكير في الماضى لا يتركني أهدأ أبدا، لم أعد أستطيع الخروج ولا ممارسة دوري كزوجة ولا كأم، وكلما وجدت نفسي بمفردي أستسلم للبكاء، لأنني ببساطة لا أستطيع أن أنسى الماضي والجروح التي مرَّتْ بي. فكيف أمحو هذه الحقبة من حياتي؟
رحيمة من الوسط
الـــرد:تحية أطيب أختاه، لك ولكل القراء، مرحبا بك ونتمنى أن نكون في مستوى الرد عليك، سائلة المولى عز وجل. قبل كل شيء أن يزرع السكينة والطمأنينة في قلبك، وأن نكون خير معين لك لتتجاوزي. حزنك وألمك بحول الله.
حبيبتي، أذكرك وأذكر نفسي أن سبب وجودنا في هذه الحياة هو لعبادة الله سبحانه وتعالى. مؤمنين بقضائه وقدره كله، راضين بما قسم لنا وصابرين على كل أحوالنا. وأنت قدّر الله لك أن تكوني ابنة عائلة فقيرة لكن الحمد لله لم تقفي مكتوفة .الأيدي وسعيت لطلب الرزق ومساعدة أهلك على مشقة الحياة.
ولو أن هناك بعض الأخطاء لكن خير الخطائين التوابون، لذا لابد من تجاوز الأمر. خاصة وأنك شعرتي بالندم، وأبليتي البلاء الحسن. وغيرتي الكثير من نفسك، وأنت اليوم سيدة محترمة وزوجة صادقة وأم حنون. واعلمي أن اجترارها مضيعة الآن لا يسمن ولا يغني من جوع، لهذا لا تلتفتي لا لكلام الناس وللماضي المؤلم. واستمري في طريق النجاح.
أختي الفاضلة، توقفي عن لوم أهلك، ووالديك، والظروف التي مررتم بها، وانظري إلى ما بين يديك الآن، وعددي نعم الله التي تحاصرك، وإلى كرم الله إذ وهبك زوجا وابنة وعائلة يهون إلى جانبهم كل معاناة وأي كلام قد يُقال، ويكفي أن الله منّ عليك بتوبة نصوح، حاولي أن تُسخري نفسك لهم حتى يشعرون بوجودك الإيجابي الذي يلفهم بالأمان والسعادة بحول الله، فاحمدي الله أختاه، وأكثر الدعاء لوالديك ولعائلتك ولنفسك وأنت بين يديه في سجدة، ولا تجعلي الحزن يسيطر عليك فما تمرين به إلا كيد الشيطان لعنة الله عليه.
تناسي أحداث طفولتك، وصححي نظرتك للحياة، وركزي على الزوايا الإيجابية، غيري من نشاطاتك اليومية، جددي نشاطك بالاعتناء بأنوثتك، التقي بصديقات وفضفضي معهم، وإن كان بالإمكان سجلي في دورات تعليمية لتشغلي نفسك، وبالتأكيد سوف تتجاوزين الأزمة بسلام، فرسالتك كزوجة، وكأم لا تسمح لك برفع راية الاستسلام.
تمنياتنا لك بالتوفيق ان شاء الله
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
حين يهمس لك المشروع بأنك لست في مكانك.. فاستمع!
في عالم ريادة الأعمال، لا تُقاس النجاحات فقط بالأرباح، بل تُقاس بصدق الأسئلة، التي نطرحها على أنفسنا في منتصف الطريق. سؤال واحد كان كفيلاً بهزّ قناعاتي من الجذور: “هل بدأت المشروع الخطأ؟” سؤال يبدو بسيطًا، لكنه يحتاج إلى جرأة نادرة، لأن من يطرحه بصدق، يُعلن استعداده لتغيير الاتجاه، لا لتبرير الاستمرار.
من تجربتي الشخصية، تعلمت أن الشغف ليس ترفًا، بل ضرورة. إن استيقظت كل صباح وأنت تشعر بأنك تُجرّ إلى العمل جرًّا، فثمة شيء ليس في مكانه. الشغف ليس فقط ما تحبه، بل هو ما يدفعك للركض نحو أهدافك رغم التعب، ما يجعلك تُعطي أكثر مما تأخذ، وتبني وأنت تبتسم. فإن غاب، غابت الروح، وتحوّل المشروع إلى سجنٍ فاخر.
ثم تأتي الحقيقة الثانية التي لا تقبل المجاملة: السوق لا يرحم. قد تعشق فكرتك، وتراها فتحًا جديدًا، لكن إن لم يكن السوق بحاجة إليها، فكل ما تفعله هو إهدار الوقت والمال والجهد. تعلّمت أن أُوازن بين قناعتي الشخصية وصوت السوق، وأن أُصغي جيدًا لما تقوله المؤشرات لا الأماني.
أما الأرباح، فهي الترجمة العملية لكل ما سبق. يمكن أن تتحمّل الخسارة المؤقتة في سبيل التأسيس، لكن إن تحوّل النزيف المالي إلى عادة، ووجدت نفسك تموّل مشروعك من جيبك بلا أفق واضح، فالأمر يستحق إعادة النظر. تعلّمت أن العاطفة وحدها لا تبني عملًا، وأن الأرقام لا تكذب.
وأخيرًا، هناك ذلك الصوت الداخلي الخافت، حدسك، والذي غالبًا ما يُحاول أن يُحادثك وسط ضجيج المهام والتوقعات. لقد تجاهلته مرارًا، ثم ندمت. الحدس أداة قوية، لا تستخف بها. حين يُخبرك أنك على طريق لا يشبهك، فلا تكمّ فمه، بل اجلس معه وتأمل إشاراته.
وإن وصلتَ إلى يقين أنك بدأت مشروعًا لا يُناسبك، فاعلم أن الشجاعة ليست في الاستمرار على خطأ تعرفه، بل في امتلاك الجرأة للتوقف، وإعادة التوجيه. غيّر، عدّل، أعد تشكيل حلمك، لا بأس. لا تنظر إلى التغيير كخسارة، بل كبوصلة جديدة.
رسالتي لك: ليس من العيب أن تُعيد التفكير، بل العيب أن تُصرّ على مسار يُطفئك من الداخل. اسأل نفسك بصدق: هل ما أفعله اليوم يُقرّبني من نفسي؟ إن لم يكن الجواب نعم… فلديك فرصة، لا خسارة، لتبدأ من جديد، ولكن هذه المرة، وأنت تعرف الطريق.
jebadr@