فى الصغر وأنا فى المرحلة الابتدائية، كنت أسمع صوت الرصاص.. فى الصباح الباكر السادسة صباحاً.. وسألت والدتى (رحمها الله) وعرفت أن هذا الرصاص لأنهم بيموّتوا الكلاب فى الشوارع.. ثم انتهت هذه الظاهرة وكنا نرى حملة لصيد الكلاب فهناك عسكرى لديه مصيدة بعد أن يلقى للكلب الطعام يقوم بصيده بسهولة ثم يوضع فى العربة.
. وبهذه الطريقة كانت
ظاهرة الكلاب الكثيرة والضالة والمسعورة والمؤذية تقل كثيراً.. معنى ذلك أن المرحلة التى أتحدث عنها وهى الستينيات من القرن الماضى، كانت الدولة تقوم بتلك المهمة لوعيها بضرورة الحد من انتشار الكلاب المرعب فى الشوارع.. لكننا فى الوقت الحاضر نجد الكلاب منتشرة بصورة مرعبة وهى تُحدث الكثير من الأذى وخاصة للأطفال أو لكبار السن أو النساء.. الأمر تغير الآن وأصبح هناك وعى بالحيوان والرفق بالحيوان، وضرورة عدم إيذاء الحيوان.. هذا جميل ورائع وممتاز..ولكن ماذا نفعل فى هذا الأمر السخيف والمنتشر للكلاب فى كل مكان؟ قرأت على الميديا أن هناك نحو 30 مليون كلب ضال فى مصر.. ومعنى ذلك مخصص كلب لكل ثلاثة أو أربعة مواطنين.. ظاهرة الكلاب أصبحت بشعة فى كل مكان، ومهما حدث من حوادث لا أحد يهتم ولا يكترث للأمر، فكأن هناك حالة من الصمت إزاء ذلك الأمر..وعندما تساءل البعض عن هذا الأمر الغريب.. يقول بصراحة لا توجد إمكانيات لمواجهة ظاهرة الكلاب.. تخرج التصريحات من هنا وهناك ولكن لا أحد يفعل شيئًا.. ظاهرة الصمت تجاه الأمور أصبحت هى السائدة فلا فائدة من القول..وكأن هناك مَن يقول فى سره.. خليهم يتكلموا أو خليهم يفرغوا اللى فى داخلهم. لكن لا أحد يسمع ولا أحد يرى ولا أحد يفعل.. سياسة الصمت والاستهتار واللامبالاة.. هذا هو الموقف الآن تجاه مشكلة الكلاب.. أذكر أننى كنت فى محاضرة.. وانتهت الساعة الثامنة، ونزلت لكى أخرج، فإذا بى أفاجأ بعصابة كلاب أمام المبنى.. دخلت إلى المبنى وطلبت أحد العمال فى معهد النقد الفنى ونزل.. ونزل ونادى على الأمن..وجاء الأمن وفرق الكلاب.. لولا ذلك ما تمكنت من الخروج.. وفكرت ماذا سيفعل الطلاب بعد أن تنتهى محاضراتهم، وهناك بنات أو سيدات يخفن الكلاب.. وتكلمنا ولكن طبعاً لا أحد يفعل شيئاً، وما زالت الكلاب توجد بكثرة. هذا ناهيك عن هؤلاء الشباب غير المسئول ومدمنى المخدرات، عندما تجد واحداً يمسك سلسلة بها كلب أو كل واحد معه كلب.. ويأمره بفعل كذا وكذا وخاصة تجاه البنات، وتجد هذه الظاهرة قريبة من مدارس البنات، وتندهش وتتعجب لماذا لا تكون هناك دوريات بوليسية للقبض على هؤلاء وكلهم خارجون عن القانون؟ عن طريق الكلاب تتم جرائم بشعة.. يتمكن هؤلاء من تثبيت البعض ويأخذ كل شيئاً منه، وكم قرأنا عن الكلاب وفى أماكن راقية.. وهذا الكلب الذى تسبب فى وفاة رجل لأنه عقره وكانت النتيجة الوفاة والسبب ببساطة الكلب أو الكلاب يا هو.
أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
أكاديمية الفنون
لا أحد
إقرأ أيضاً:
ناقد أمريكي يشيد بالفيلم المصري "مين يحضن البحر": تجربة إنسانية فريدة بالسينما المستقلة
يواصل الفيلم المصري القصير "مين يحضن البحر" للمخرج محمود محمود رحلته المضيئة في سماء السينما المستقلة، بعد أن حصل على تقييم 4.5 من 5 نجوم من قِبل الناقد السينمائي العالمي كيرك إس. فيرنود (Kirk S. Fernwood) عبر موقع One Film Fan، أحد أهم المنصات العالمية المعنية بتحليل ودعم السينما المستقلة والتجريبية.

غلاف مجلة تايم الأمريكية يغضب ترامب.. "الأسوأ على الإطلاق"| شاهد

فيلم فلسطين 36 ضمن أفلام القائمة القصيرة لجوائز الفيلم الأوروبي

ترامب يعلنها بصراحة: لم أفعل شيئا يدخلني الجنة لكنني جعلت حياة الكثيرين أفضل

ماجدة زكي تدعم نجلها المخرج أحمد أبو رية في عرض مسرحيته "أسير"

“الجونة X زاوية”.. الجونة السينمائي يجدد شراكته مع سينما زاوية للعام الثالث

ترامب يحرج رئيس وزراء باكستان.. ما القصة؟

إيناس عز الدين: لا أؤذي نفسي وأعاقبها أحيانًا والإخلاص عندي مقترن بالرحمة

موجودة في مصر.. مفاجآت جديدة عن شيرين عبد الوهاب بعد اختفائها بالخارج

سوء فهم.. سر شهرة حمدي الوزير بلقب "أشهر متحرش في السينما"

حمدي الوزير عن علاقاته العاطفية: حبيت واحدة وطلعت خرساء من ذوي الهمم فيرنود: الفيلم رحلة داخل جوهر الإنسان ومزج بين
الصمت والضوء والذاكرة
في مقاله المطوّل الذي حمل عنوان “Basic humanity brilliantly, creatively, profoundly explored in abstract”، قدّم فيرنود قراءة فلسفية وإنسانية عميقة للفيلم، مؤكدًا أنه يمثل رحلة تجريبية داخل جوهر الإنسان، تتناول مشاعر الوحدة، والحب، والبحث عن المعنى وسط عالمٍ يموج بالفوضى والانقسام.

وقال الناقد العالمي إن الفيلم "يتجاوز الشكل التقليدي للسرد، ليقدّم لغة بصرية شعرية تمزج الصمت بالذاكرة والضوء"، مشيرًا إلى أن المخرج محمود محمود يمتلك حسًّا فلسفيًا عميقًا، ويتحدث بالصورة لا بالكلمات، ويحوّل الصمت إلى لغة، والبحر إلى مرآة للروح الإنسانية.
فيرنود يشيد بالأداءات التمثيلية والانسجام الإنساني في فيلم مين يحضن البحر
أشاد فيرنود بأداء الفنان حسين نخلة واصفًا إياه بأنه "صورة مؤثرة تمثل نواة الفيلم الفكرية"، كما أثنى على أداء شريف صالح في شخصية "بحر"، معتبرًا أنه "جسد الاكتئاب والبحث عن الحب بصدق وهدوء".
ووصف الفنانة رولا بأنها "المرأة الحاضرة الغائبة... الجسر الذي لم يُعبر، والرمز المزدوج للحب والخذلان"، كما تحدث عن بقية أبطال الفيلم — أحمد إيهاب، يوسف العبيد، أحمد ناصر سيف، مصطفى المليجي، ونور العسيلي — مؤكدًا أنهم "شكّلوا معًا آلة تمثيل منسجمة جسّدت الرمزية والمزاج العام للفيلم باحترافية وإنسانية".

تجربة جريئة تعيد تعريف معنى السينما المستقلة
واعتبر فيرنود أن «مين يحضن البحر» هو تجربة جريئة لا تخاف من الغموض أو الصمت، مضيفًا أن الفيلم "يدعونا جميعًا لإعادة اكتشاف إنسانيتنا والبحث عن الأمل والسلام والحب والاحترام في عالمٍ يزداد قسوة."
واختتم مقاله قائلاً: “إن لم نسعَ إلى اللقاء من جديد كبشر، سنصبح مثل الأمواج المتكسّرة… تضرب الشاطئ ثم تختفي إلى الأبد. فلنبحث عن الأمل، والسلام، والحب، والاحترام.”