بغداد وأربيل رغبة مستمرة في تفاهمات مثمرة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
مايميز العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان هو الرغبة الدائمة في حلحلة المشاكل العالقة وتلك التي تسبب أزمات وقتية عشناها خلال السنوات الماضية وكانت في الغالب تحل بحكمة القادة الكبار وفي مقدمتهم الرئيس مسعود البرزاني ورأينا ذلك جليا في مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية وماصاحبها من إنسداد سياسي كبير وتداخل في المواقف وتصريحات متشنجة ومحاولات تعطيل متعمدة وشروط من هذا الطرف أو ذاك لكن الموقف الحاسم في حينه من الزعيم البرزاني أنتج إتفاقا مثمرا أدى الى تفاهمات نهائية أدت الى تشكيل حكومي يعمل بطريقة متوازنة وحقق إنفتاحا خارجيا وعملا داخليا وباشر بمهام خدمية عدة في بغداد والمحافظات الاخرى وفي مشاريع كبيرة ننتظر أن تتحقق نسب إنجاز عالية فيها خلال الفترة المقبلة خاصة وإننا هذه الأيام نتحضر لإنتخابات مجالس المحافظات التي يؤمل من خلال إستعادة الروح لعمل تلك المجالس التي جمدت بقرار بفعل أحداث تشرين وتداعيات المواقف السياسية في حينه التي غيرت منهج وسلوك النظام السياسي.
يعلم الجميع طبيعة الخلافات بين بغداد وأربيل ولكن من غير الملائم أن نضع حكومة السيد السوداني في موضع الخصم للإقليم لأنه وكما هو الواضح في تعاطيه مع أربيل بدا مستعدا للحوار والتفاهم وتحقيق مطالب الإقليم ومن خلال مراقبة سلوك الحكومة الاتحادية نجد انها تحقق تقاربا مميزا مع حكومة السيد مسرور البرزاني ولكن الصريح من القول هو ان المشاكل عادة ماتأتي من جهات تبحث عن دعاية سياسية واعلامية وتزييف الحقائق ومحاولة الضغط على المؤسسات المعنية في الحكومة الاتحادية لمنعها من تلبية المطالب التي تترتب على الاتفاقات السياسية السابقة لتشكيل الحكومة والمطالب الطبيعية واليومية والمتعلقة بأموال الميزانية ورواتب موظفي الاقليم التي تتكرر من حين لآخر مايوحي بوجود نوايا مسبقة هدفها توتير العلاقة بين أربيل وبغداد وتحشيد وسائل إعلام وسياسيين مهمتهم شيطنة السياسيين الكورد وتحميلهم المسؤولية عن كل خلاف وكل توتر سياسي وموقف يتعلق بالعلاقة بين الجانبين وهذا غير صحيح البتة.
القضايا الخلافية ليست وليدة المرحلة الراهنة التي تطبعها الرغبة في إستمرار التفاهم والهدوء ولكن من المهم هو البحث في سبل الحل وليس الإعتياش على الأزمات ومن المهم الإستمرار في إطلاق الأموال الخاصة برواتب موظفي الاقليم والمضي في تفعيل الاجراءات التي تسهل عمل المؤسسات الحكومية حيث من الصعب الجزم بقدرة كاملة على وجود الحل النهائي المطلوب ولهذا فنحن أمام مرحلة مختلفة مع وجود استقرار وتدفق عالي للأموال والحاجة الى تسهيل صرف الاموال المخصصة من الموازنة العامة لانجاز المهام الخدمية بإنتظار جهود أكبر لحل الخلافات السابقة والمتعلقة بالمناطق المتنازع عليها وقانون النفط والغاز الذي يعد ركيزة مهمة من ركائز تحقيق الإستقرار والمضي في إجراء الإصلاح الشامل في المؤسسات الحكومية ومحاربة الفساد وقد لاحظنا طبيعة الاجراءات العملية التي اتخذتها حكومة الاقليم لتسهيل الاجراءات والتخفيف عنزالمواطنين والمراجعين والمتعاملين مع المؤسسات المالية في الإقليم.
في ظل تداعيات الأزمات العالمية المتعاقبة والحروب وسواها فإن العراق بحاجة الى التنسيق المستمر بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم يشكل عامل دفع باتجاه الحلول الموضوعية التي تنتج حلولا دائمة وتنشر الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني وهناك تجارب تعاون سابقة بين بغداد وأربيل تصلح لتكون عنوانا لمرحلة جديدة من التعاون والتفاهم المستقبلي الذي سيكون في مصلحة الجميع.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الحکومة الاتحادیة
إقرأ أيضاً:
السوداني:حكومتي قطعت شوطاً في الإصلاح الاقتصادي والمالي..وصندوق النقد الدولي يؤكد ان الحكومة غير جادة بذلك
آخر تحديث: 24 ماي 2025 - 10:00 ص بغداد/شبكة أخبار العراق- ذكر مكتب السوداني في بيان ،السبت، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني استقبل، مساء الخميس الماضي ، ممثلي الشركات العالمية المشاركة في المؤتمر الدولي لاقتصاديات الكربون، الذي انعقد خلال اليومين الماضيين في العاصمة بغداد، وذلك بحضور وزير البيئة“.وتابع البيان، أن “السوداني بارك انعقاد مؤتمر اقتصاديات الكربون، وهو الأول من نوعه في العراق، وما أفضى إليه من نتائج وأفكار تدعم مسعى الحكومة نحو الاستثمار في هذا المجال، في ظل التحديات المناخية التي تواجه العراق“.وأكد السوداني، أن “الحكومة قطعت شوطاً مهماً في مجال الإصلاح الاقتصادي والمالي، وإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين والشركات العالمية، حيث بلغ حجم الاستثمارات ما يقارب 88 مليار دولار“.وأضاف، أن “العراق يخطو بشكل متسارع نحو الانتقال للطاقة النظيفة والمتجددة، وهو ما تجسد بتأسيس الحكومة شركة اقتصاديات الكربون، التي منحت صلاحية التعاقد مع شركات عالمية للنهوض بهذا الواقع الجديد”، موجها وزارة البيئة وشركة اقتصاديات الكربون بـ”اختصار الإجراءات والتحرك باتجاه إمضاء عقود الشراكة مع الشركات، والانتقال نحو العمل الملموس“.من جانبهم، أعرب ممثلو الشركات عن اهتمامهم بالمشاركة في هذا المؤتمر، وأنهم”تواجدوا بناءً على التطور الذي شهده العراق خلال السنتين الماضيتين، وسيمضون عقوداً ومذكرات تفاهم مع شركة اقتصاديات الكربون“.وأبدوا استعدادهم، “للمساهمة في بناء الاقتصاد الأخضر والوصول إلى الوقود النظيف والتعاون في مجال نقل الخبرات إلى الكوادر المختصة بالعراق”.يذكر ان صندوق النقد الدولي اصدر بيانا قبل أسبوع أكد فيه ان حكومة السوداني غير جادة في تحقيق إصلاح اقتصادي ومالي رغم النصائح التي قدمت لحكومته.