من جديد ارتفع صوت دولة الإمارات مطالباً بوقف حمام الدم في قطاع غزة الذي يتعرض سكانه لحرب إبادة موصوفة، مؤكدة حق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في الحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني والمعاهدات الدولية، وعلى ألا يكونوا هدفاً للصراع.
تخوض الإمارات معركة دبلوماسية ضارية لوقف المجزرة التي يتعرض لها أهالي غزة
كما دعت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها إلى أهمية الالتزام بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير الداعي إلى هدنة إنسانية ووقف الأعمال العدائية، باعتباره خطوة مهمة لوقف التصعيد وحماية الأرواح، والسماح بإيصال المساعدات إلى القطاع بشكل آمن وعاجل ومستدام ومن دون عوائق، ولأن الإمارات تدرك مآلات هذا التدمير العشوائي غير المسبوق فقد حذرت من "تداعيات يصعب تداركها".
وكان مجلس الأمن الدولي التأم يوم الإثنين الماضي في جلسة طارئة بناء على طلب من دولة الإمارات والصين لبحث التصعيد في الأراضي الفلسطينية، والسعي للتوصل إلى قرار دولي يحقن الدم الفلسطيني ويحول دون استمرار التدمير المنهجي الذي تمارسه القوات الإسرائيلية في القطاع، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه البالغ" إزاء تصاعد حدة الصراع، خصوصاً بعد توسيع رقعة الهجمات البرية للقوات الإسرائيلية التي ترافقها غارات جوية كثيفة.
وفيما أدان غوتيريش هجمات حماس يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أدان "قتل المدنيين في غزة حيث إن ثلثيهم من الأطفال والنساء"، ووجه انتقاداً مباشراً إلى إسرائيل، مؤكداً أن "القانون الإنساني الدولي يضع قواعد واضحة لا يمكن تجاهلها.. فهو ليس قائمة يمكن الانتقاء منها وتطبيقها بشكل انتقائي".
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي دعا مجلس الأمن أيضاً لإنهاء "دوامة الموت"، ذلك أن المجلس يواجه انقساماً واضحاً بين دوله، وخصوصاً بين الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التي ترفض وقف إطلاق النار، وبين الدول الأخرى التي تطالب بوقف فوري للنار، والمباشرة في إرسال مساعدات إنسانية عاجلة لأهالي القطاع الذين يواجهون الحرمان من الماء والغذاء والكهرباء، وإنقاذ المستشفيات التي تعرّض بعضها للقصف، وباتت تواجه كارثة إنسانية بسبب انقطاع الوقود عن المولدات الكهربائية، وغير قادرة على استيعاب أعداد الجرحى والقتلى الذين يتزايد عددهم كل لحظة.
في إطار التزامها الوطني والقومي، تخوض دولة الإمارات معركة دبلوماسية ضارية في الأمم المتحدة لوقف المجزرة التي يتعرض لها أهالي غزة، وتعمل على إقناع دول العالم بضرورة التوصل إلى تسوية سلمية عادلة للقضية الفلسطينية، تحقق للشعب الفلسطيني تطلعاته في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على أرضه وعاصمتها القدس الشريف، لأن الاستمرار في تجاهل هذه الحقوق لن يؤدي إلا إلى المزيد من الحروب التي سوف تتكرر وتؤدي إلى المزيد من المآسي.
إن الدعوة لوقف إطلاق النار هدفها وقف المأساة ووضع حد للمذبحة المتواصلة، وهي واجب إنساني وأخلاقي على المجتمع الدولي ومؤسساته التي يفترض فيها أن تكون أمينة وصادقة في تعاملها مع الشعب الفلسطيني وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وتتخلى عن المعايير المزدوجة في سياساتها التي تهدد السلم والأمن الدوليين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الإمارات
إقرأ أيضاً:
سهيل المزروعي: الإمارات من أكبر المستثمرين في قطاع الطاقة الأميركي
أكد معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن زيارة فخامة الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، لدولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل محطة فارقة في مسيرة العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين البلدين، والتي تقوم على أسس متينة من الشراكة والتفاهم المشترك في القطاعات المختلفة، وفي مقدمتها قطاع الطاقة.
وقال معاليه: "ننظر إلى هذه الزيارة التاريخية باعتبارها امتداداً لعقود من التعاون الوثيق، وبداية لمرحلة جديدة تركز على توسيع آفاق الاستثمار وتعزيز الشراكات، خاصة في مجالات الطاقة والاستثمارات المشتركة في التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والنمو الاقتصادي المستدام، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للبلدين".وأضاف أن دولة الإمارات تحرص على تعزيز مكانتها شريكاً موثوقاً في مجال الطاقة، حيث تُعد من أكبر المستثمرين في قطاع الطاقة الأميركي من خلال استثمارات ضخمة في مشاريع الطاقة المتجددة، مؤكداً أن هذا التعاون يمثل نموذجاً للشراكات الاقتصادية الناجحة العابرة للحدود.وأوضح أن هذه الزيارة تأتي عقب زيارة كريس رايت، وزير الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية، إلى دولة الإمارات، والتي جرى خلالها بحث سبل توسيع التعاون الثنائي في مجالات الطاقة، والذكاء الاصطناعي، وكفاءة الطاقة، إضافة إلى إيجاد فرص جديدة تعزز الاستثمار في القطاع، وهو ما يعكس التزام البلدين بمواصلة العمل المشترك لتحقيق أهداف التحول في قطاع الطاقة ودعم مسارات الاستدامة والابتكار.
وأشار وزير الطاقة والبنية التحتية إلى أن دولة الإمارات تتطلع إلى تعزيز التعاون مع شركائها الأميركيين في تطوير حلول مبتكرة للبنية التحتية المستدامة، ومشاريع النقل الذكي، واللوجستيات، بما يعزز من مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للابتكار والاستثمار في الطاقة والتقنيات المستقبلية.
وأكد: "إننا على ثقة بأن هذه الزيارة التاريخية ستشكل ركيزة قوية لتوسيع مجالات التعاون بين الإمارات والولايات المتحدة، وستدعم جهود البلدين في بناء مستقبل اقتصادي مستدام ومتكامل قائم على الابتكار، يعزز من مكانتهما في دفع عجلة الاقتصاد العالمي".
أخبار ذات صلة