عاصفة كياران تشق طريقها نحو شمال غرب فرنسا وتتسبب في قطع الكهرباء عن أكثر من مليون منزل
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
أعلنت دول أوروبية حالة تأهب قصوى الأربعاء مع وصول العاصفة "كياران" المصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة. وشقت العاصفة طريقها الخميس إلى سواحل شمال غرب فرنسا حيث تسببت في قطع إمدادات الكهرباء عن نحو 1.2 مليون بيت.
وأصدرت مقاطعات فينيستير وكوت دامور ومانش الفرنسية عند منتصف الليل تحذيرا أحمر هو الأعلى، وفق وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية "ميتيو فرانس"، إضافة إلى مقاطعتين ستوضعان تحت التحذير الأقصى لحصول فيضانات.
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن منطقة إيل دو فرانس التي تضم العاصمة باريس قد تتعرض لرياح عنيفة.
وقالت الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية "إس إن سي إف" إنها ستوقف الخدمة على العديد من خطوط ركاب الضواحي حول العاصمة، بما في ذلك قطار "RER A" الذي يخدم الضواحي الغربية.
وفي منطقة با دو كاليه، قالت السلطات إنها ستفتح صالتين للألعاب الرياضية والعديد من الملاجئ أمام المهاجرين غير الشرعيين الذين يتجمعون في المنطقة على أمل العبور إلى بريطانيا بالقوارب.
وستكون 17 مقاطعة على طول الساحل الفرنسي، من منطقة جيروند إلى شمال "أوت دو فرانس"، في حالة تأهب برتقالي من الفئة الأدنى.
وحذر خبير الأرصاد الفرنسي فرانسوا من أن تحمل "كياران" رياحا تصل سرعتها إلى 170 كلم في الساعة، لا سيما على سواحل بريتاني ونورماندي في الشمال الغربي لفرنسا.
وقالت الأرصاد الجوية إن معدل هطول الأمطار قد يصل إلى 50 ملم خلال ست ساعات فقط في تلك المناطق.
La tempête continue de progresser vers l'est de la Bretagne et le Cotentin en soufflant très violemment. Restez prudents et tenez-vous informés https://t.co/h3so1yk2rI pic.twitter.com/soMfQnBslf
— VigiMétéoFrance (@VigiMeteoFrance) November 2, 2023 وقف خدمة القطاراتوأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنه سيتم نشر نحو 3200 رجل إطفاء في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
وحذرت السلطات من تساقط الأشجار وحضت الناس على التزام منازلهم قدر الامكان والابتعاد عن السواحل.
كما حظرت الحكومة الفرنسية حركة مرور الشاحنات في بريتاني الخميس.
وأوقفت شركة السكك الحديدية الوطنية القطارات الإقليمية في المناطق الأكثر تضررا، وألغت أيضا عددا من خدمات القطارات الفائقة السرعة "تي جي في".
ونصحت شركة يوروستار في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية الركاب بتأجيل رحلاتهم المقررة الخميس، متوقعة تباطؤ الخدمة.
وقال أوليفييه كومونت من وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية أيضا للصحافيين إنه من المحتمل حدوث فيضانات ساحلية اعتبارا من وقت مبكر الخميس، مع احتمال ارتفاع الأمواج إلى 10 أمتار.
وأصدرت السلطات البحرية تحذيرا شديد اللهجة من خروج القوارب إلى البحر، أو حتى الاقتراب من السواحل "سواء بالسيارة أو سيرا على الأقدام".
مطالب بالتزام الحذروذكرت السلطات أيضا أنه سيتم نشر زورق لمساعدة أي سفينة تتعرض للجنوح.
وقال أوليفييه لابان رئيس نقابة مربي الأسماك في حوض أركاشون في جنوب غرب فرنسا "كل ما يمكننا فعله هو الجلوس منخفضين وأن نتوقع الأفضل".
وفي بريطانيا، توقعت كيت ماركس المسؤولة في وكالة البيئة حدوث "فيضانات كبيرة"، وحذرت الناس بضرورة الابتعاد عن ضفاف الأنهار التي تغمرها المياه وسائقي السيارات من القيادة عبر المياه.
تحذيرات في بريطانيا وهولندا وإسبانيا وبلجيكاوتأتي العاصفة كياران بعد أقل من أسبوعين من مقتل خمسة أشخاص في بريطانيا بسبب العاصفة بابيت التي تسببت بفيضانات غزيرة ورياح شديدة.
وقال دان سوري نائب رئيس مركز الأرصاد الجوية في بريطانيا "قد تشهد بعض أجزاء جنوب ويلز وجنوب غرب بريطانيا هطول أمطار يبلغ معدلها 80 ملم".
وأدت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة إلى وضع نحو 12 ألف كيس رمل في شرق إيرلندا الشمالية.
وصدر تحذير لجزر القناة، قبالة سواحل شمال فرنسا، التابعة للتاج البريطاني والتي تحظى بحكم ذاتي بضرورة الاستعداد للفيضانات.
وأعلنت مدن بروكسل وأنتويرب ولييج إغلاق الحدائق العامة بعد ظهر الأربعاء وطوال يوم الخميس.
وقالت مقاطعتا فلاندرز الغربية وفلاندرز الشرقية الفلمنكيتين إنهما ستمنعان الوصول إلى المرافق الرياضية الخارجية ودخول الغابات والمحميات الطبيعية.
وفي هولندا المجاورة، أصدرت خدمة الأرصاد الجوية التحذير الأصفر ليوم الخميس، بينما نصحت بالعمل من المنزل لتجنب الاختناقات المرورية.
وقالت عدة مدارس إنها ستغلق أبوابها كليا أو جزئيا الخميس. ومن المتوقع أن يمتد تأثير العاصفة إلى جنوب إسبانيا، حيث من المتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 90 كيلومترا الخميس.
وطلبت السلطات من الناس تجنب المشي تحت الأشجار وإزالة أواني الزهور من على الشرفات.
وبالرغم من أن العواصف ظاهرة متكررة بشكل طبيعي، إلا أنها يمكن أن تتفاقم بسبب التغير المناخي، وفقا للعلماء.
ومن المرجح أن تصبح الفيضانات أيضا أكثر قوة بسبب ارتفاع مستويات المحيطات نتيجة ذوبان الأنهار الجليدية.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج فرنسا عاصفة أوروبا مناخ كوارث طبيعية الأرصاد الجویة فی بریطانیا
إقرأ أيضاً:
وسط تحذيرات أمنية مشددة.. فرنسا تضيق الخناق على ذراع «الإخوان»
البلاد – باريس
تصاعد الجدل مجددًا في فرنسا حول أحد أبرز المعاهد الإسلامية في البلاد؛ المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) بمدينة شاتو- شينون، بعد صدور تقارير استخباراتية ووزارية تصفه بأنه “منصة فكرية” تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وتربطه بأدوار محورية في دعم ما تصفه السلطات بـ”الإسلام السياسي”.
هذا التحرك يأتي ضمن سياق أوسع لما تسميه الحكومة الفرنسية “معركة الجمهورية ضد التطرف”؛ إذ باتت المؤسسات التعليمية والدينية المحسوبة على الجماعة تحت الرقابة الدقيقة من السلطات.
تقرير إستخباراتي يقرع جرس الإنذار
تقرير إستخباراتي حديث، عرض أمام مجلس الدفاع الفرنسي برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، وضع المعهد في قلب اتهامات بالانتماء الأيديولوجي والتنظيمي للحركة الإخوانية، واعتبره “ركيزة بارزة” في مشروع الجماعة داخل فرنسا. التقرير المؤلف من 76 صفحة أورد أيضًا أن المعهد، الذي يختص بتكوين الأئمة والدعاة، يروّج لنسخة “متشددة” من الإسلام، تحت ستار الاعتدال.
التحقيقات تشير إلى أن المعهد يستند إلى مرجعيات فكرية مثيرة للجدل، على رأسها يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي السابق للجماعة، الذي تولّى رئاسة مجلسه العلمي حتى وفاته في 2022. كما أورد التقرير شبهات حول مصادر تمويل المعهد، دون تقديم تفاصيل دقيقة حتى الآن.
هذه الاتهامات دفعت عددًا من النواب الفرنسيين، خصوصًا من التيار اليميني، للمطالبة بإجراء “تحقيق إداري وأمني شامل”، قد يفضي إلى إغلاق المعهد. وقال النائب فيليب بون، الذي يمثل الإقليم الذي يقع فيه المعهد: إن” فرنسا لا يمكن أن تسمح بوجود معاهد دينية تُستخدم كحصان طروادة لبث خطاب سياسي مغلف بالدين”. كما انتقد سياسيون آخرون ما وصفوه بـ”التهاون في الرقابة على المؤسسات الإسلامية، التي تساهم في تفكيك النسيج الجمهوري العلماني”، واعتبروا أن استمرار نشاط مثل هذه المعاهد يهدد مبادئ الاندماج والانتماء الوطني.
وأورد التقرير الاستخباراتي أن جماعة الإخوان تدير شبكة واسعة من المساجد والمؤسسات التعليمية في فرنسا، منها 139 مسجدًا تحت مظلة جمعية “مسلمو فرنسا” (المعروفة سابقًا بـUOIF)، و21 مؤسسة تعليمية، فيما يُعد معهد IESH أهمها من حيث التأثير الأيديولوجي والتنظيمي.
تأسس المعهد عام 1990، وكان دومًا محاطًا بالجدل حول ارتباطه الفكري والتنظيمي بجماعة الإخوان. ومع احتدام النقاش السياسي والإعلامي حوله، يجد نفسه اليوم في مرمى نيران السلطات، في لحظة يتصاعد فيها التوتر المجتمعي والسياسي حول علاقة الدين بالدولة، وقضية اندماج المسلمين في المجتمع الفرنسي.
وبينما تؤكد السلطات أن تحرّكها يستهدف “الإسلام السياسي لا الإسلام”، تطرح هذه القضية أسئلة عميقة حول التوازن بين الحريات الدينية والأمن القومي، والكيفية التي يمكن من خلالها تأطير الخطاب الديني؛ بما ينسجم مع قيم الجمهورية دون الوقوع في فخوص التمييز أو التضييق.