صحيفة صدى:
2025-05-28@17:41:50 GMT

النصر يفوز على الخليج بثنائية نظيفة

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

النصر يفوز على الخليج بثنائية نظيفة

ماجد محمد

حقق فريق النصر الفوز على نظيره الخليج اليوم السبت، بهدفين دون رد في الجولة الـ12 من دوري روشن للمحترفين.

وسجل هدفي النصر البرتغالي كريستيانو رونالدو، في الدقيقة ٢٦، فيما سجل لابورت الهدف الثاني في الدقيقة ٥٨.

.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الخليج النصر روشن

إقرأ أيضاً:

الخليج

ترجمة: أحمد شافعي -

وقف والد زينة عند طرف سريرها. يريد منها أن تدرس طلب الزواج، برغم أن بنات الرقة كن يشربن السم ويقدمن على الانتحار هربا من الزواج بمقاتلي داعش، وبرغم أن أقرب صديقة لأمها، وهي طبيبة جراحة، قد عبرت الحدود هاربة، لأنه ليس بإمكانها أن تجري جراحة وهي منتقبة. شاهدت زينة يدي أبيها إذ تبحثان في جيبيه الخاويين ثم تنتهيان إلى فخذيه فتبحث الأصابع عن عروة الحزام لتتشبث بأي شيء. سمعت بكاء أمها الجالسة إلى مائدة المطبخ، تنساب دموعها على البلاط، وعبر الطرقة، منسربة جميعها إلى السجادة أسفل سرير زينة. قال والدها: إن الرجل ثري، وتعهد بأن يعتني بها.

في البداية كانت الرقة اختبارا للثورة. إذ انشغل الأسد عنها بحلب ودمشق، وظن أن المدينة في جيبه، بسبب ما يدفعه لشيوخ العشائر فيها. وكثير من الناس كانوا يريدون الثورة، لكن هناك من كانوا يريدون الزعامة. فسرعان ما سيطرت الكتائب على مختلف أنحاء المدينة، وانهارت الشرطة، وعزّت الكهرباء والمياه. اختطفت داعش النشطاء، ودفعت ـ شأن الأسد ـ لشيوخ العشائر لشراء ولائهم، فحلت محل قوات الحكومة. وفي أول الأمر كانت داعش راحة من الفوضى، إذ أعادت فتح مطاحن الدقيق واستأنفت عمل الخدمات في المدينة. وكان الجميع في شوق جارف إلى النظام، وامتنان عظيم لتوافر الضروريات. وأقامت داعش مراكز توعية إسلامية، سرعان ما تحولت إلى مراكز للمراقبة والتجسس.

رسّخت داعش رسالتها بما أولته من اهتمام كبير بالأسرة، فعرضت مكافآت للزواج، ولإجازات شهر العسل، وللأبناء. ودفعوا للشيوخ في المدينة ثمن إصدار المراسيم، وكان الرجال الأجانب ممن يقدمون إلى البلد لإقامة الخلافة يطالبون بزوجات. وكانت داعش تراقب الشوارع وتتحرش بمن لا يرتدين النقاب. وسرت شائعات بالاختطاف ثم الذبح في ميدان النعيم، فباتت نافورته التي كان الأطفال يسبحون فيها حتى صيف مضى مسرحا للعنف. سيطر الخوف على البيوت، مهيمنا على موائد المطابخ، متسللا وسط الملاءات، منتعلا أحذية من يجرؤون على الخروج. فيما كان النظام السوري يقصف الأحياء عسى أن يستعيد المدينة غير مبال بأهلها الواقعين وسط إطلاق النار المتبادل.

صار والدها يعمل ميكانيكيا لدى داعش لقاء راتب زهيد، بعد أن كان يعمل مسؤولا حكوميا في الرقة. ووعده الزواج بالحماية وبالأمان لزينة في شقة قريبة، وكان ذلك هما كبيرا على والديها بعد اختطاف أخيها واختفائه إثر مشاركته في أولى المظاهرات المناهضة للأسد. هكذا بدا رفض الزواج مستحيلا.

***

تشبثت زينة بأمها في المطبخ، مرتمية على زهور مئزرها الباهتة، ناهلة من عبق البصل وبودرة التلك العالقة بين ثدييها.

قال والدها الواقف منتظرا على السلم «لا ينبغي أن نتأخر».

شعرت زينة بحضن أمها يتراخى، وبجسمها يتراجع، حتى باتت وحدها واقفة في إطار الباب.

قاطعت أمها وخالتها الزفاف، أي الإجراء الرسمي في الغرفة المطلية بالطلاء البني الفاتح، ذات الشبابيك المكسورة. وحضر والدها وعمها.

وشاهد من طرف العريس.

***

بعد العرس، جلست زينة على مقعد مترب في شاحنة نيسان بيضاء، وقد رُميت قسيمة الزواج بينها وبين رجل، يبدو أنه من العراق. كان عمر، وقد لا يكون هذا هو اسمه الحقيقي، قد وضع خاتما في إصبعها، فلم تجرؤ أن تنظر إليه لكنها لمسته وأدارته مستشعرة فيه فصًّا كبيرا.

مضيا عبر الرقة. كان الموت يعيث فيها: فالأجساد متعرقة، واللحى نابتة، ورائحة البول الكريهة تنبعث. مضى رجال دسوا سراويلهم الفضفاضة في رقاب أحذيتهم الطويلة يجوبون الأحياء في دوريات. ومضت كلاب ضالة تتقلب في القمامة، تتسافد مع كلاب ضالة أخرى. وانسدلت شِباك معدنية كالستائر على واجهات المحلات في الشوارع الخاوية. وفيما كانا يمران بميدان النعيم، رأت زينة جراء تأكل بطن جثة متعفنة. رأت مقهاها المحبب وقد سدته ألواح خشبية، وطلاه السواد، وطرحت طاولاته وكراسيه مقلوبة في التراب. ميدان في مدينة منهوبة، محلات الآيس كريم مغلقة، وأرفف خاوية، وما من رجال في الأركان يقارنون بين تذاكر اليانصيب.

لف عمر حول معصمه مسبحة من نوى التمر، ولم تجد في نفسها الشجاعة فتنظر إلى وجهه. بدا الجو خانقا حولهما، ففتحت زينة الشباك قليلا، ونهلت من هواء العصر. ضغط عمر زرا، فرأت الزجاج ينزلق بجوارها، ثم أغلقه. كانت سلطته مطلقة، يسوق بيد واحدة مقودا سلسا حتى توقف بالسيارة أمام عيادة نسائية مرتجلة.

رأته يضيّق عينيه أمام نور الشمس.

«حجزت لك موعدا لتركيب لولب».

طار كيس بلاستيكي وردي عبر الشارع، فرأته ينزلق على الرصيف المترب مبتعدا عنهما. «ألا تريد أطفالا؟»

«لا».

خرجت امرأة بدينة من العيادة ومعها صبي صغير يجري أمامها. هبت الريح على عباءتها فأمسكت بها تحكمها وهي تمضي متثاقلة في الشارع محاولة أن تلاحق ابنها.

«كنت أظن أن هذا هو الغرض».

شعرت بجسمه يتصلب، لكن صوته جاء فاترا: «للبعض نعم، لي أنا لا».

«لا أفهم».

أغمض وقال: إن «الأولاد سوف يوهنون عزيمتي على خدمة الله».

هبت الريح على فراش الشاحنة الخاوي من ورائهما. ولم ينطق أي منهما بكلمة. وقالت زينة لنفسها: هذا إذن أول حوار.

انفتح قفل الباب.

«سأنتظرك هنا».

***

تباطأت زينة في مدخل العيادة. كانت نساء جالسات في كراسي مصفوفة بمحاذاة الجدران فيما أخريات يمشين بأطفال يبكون في أحضانهن. بدا الجو ثقيلا، والعيادة قليلة العمالة، والجميع في ضيق. اقتربت من موظفة الاستقبال وسجلت اسمها.

«كنا ننتظرك. من فضلك تعالي معي».

استشعرت تذمُّر النساء المنتظرات واختفت في الطرقة، خجلة من اقتحامها الصف. رافقتها موظفة الاستقبال إلى غرفة الفحص. «ستحضر الطبيبة حالا. يمكنك الجلوس على السرير». وقفت زينة في الغرفة الخاوية ناظرة إلى مستطيلات الطلاء الباهت حيث لا بد أن ملصقات بتشريح الجسم الأنثوي كانت معلقة من قبل.

انفتح الباب ودخلت الطبيبة. «زينة؟»

أطرقت زينة.

«أنت هنا من أجل تركيب لولب. هل تعلمين هذا؟»

«هل تعرفين ماذا يكون اللولب؟»

«تنظيم نسل».

«أنت محظوظة. هل سبق لك أن خضعت لفحص نساء؟»

«لا». وأسفت زينة لثياب الدانتيلا الداخلية التي أعطتها لها والدتها في ذلك الصباح.

«هل يمكن أن تتزحزحي قليلا إلى الأمام وتضعي قدميك في هذه المساند المعدنية؟»

انزلقت زينة على السرير، عاجزة عن النظر إلى الطبيبة في عينيها.

«جميل. أريدك أن تفتحي ساقيك».

باعدت زينة بين ساقيها، ورفعت الطبيبة فستانها وعباءتها إلى أعلى ركبتيها.

تنهدت الطبيبة. «أريدك أن تخلعي سروالك».

أنزلت زينة سروالها وجمعت الدانتيلا في قبضتها.

(...)

كانت صفصافة ضخمة تظل المبنى. وورقات شجر صفراء عالقة في شقوق السور المكسور. مضى عمر بزينة صاعدا الدرج المائل إلى شقة قال إنها كانت من قبل ملكا لأحد موظفي الأسد. توقف في الطابق الثاني ومضى يعالج القفل، فتمنَّع المعدن قليلا، ثم ند عنه صوت انفتاحه.

ناولها عمر المفاتيح. «أرجو أن تعجبك. عرضوا عليَّ شقة في طابق أعلى، لكن مصعد البناية معطل دائما بسبب انقطاعات الكهرباء».

على الشبابيك ستائر برتقالية. الأرضية عارية، وثمة أريكة بنية ومقعدان من طاقمها محيطة بمائدة زجاجية صغيرة قصيرة ذات قاعدة فضية مشغولة. بدا المطبخ صغيرا ونظيفا. مررت زينة راحتها على زجاج الميكروويف.

«لم أستعمل واحدا من قبل».

فتح عمر الخزائن ليكشف عن مخزون مطبخي كامل: خضراوات معلبة، فاكهة، ورف كامل من علب الفاصوليا. ضحكا. في الركن عبوة ماء بحجم خمسة جالونات على كولدير. ملأت لنفسها كوبا، وشاهد حركة رقبتها وهي ترشف وتبتلع.

«جيدة؟»

«جدا».

«أريد أن أريك شيئا».

مضى بها إلى غرفة النوم. أمام سرير بسيط لشخصين، مصحف على كرسي. أخرج عمر من جيبه ورقة مطوية ومدها إليها في حرج. «هذه من كتاب كان عندي وأنا صغير. كتاب أخذته من أمي. آسف أنها ممزقة. أنا الذي مزقت الصفحة».

ارتعشت يدا عمر وهو يفرد لها الورقة حتى تراها.

«كانت تقرأ لي هذه القصة. قصة حب. بين ولد وفتاة تقابلا وهما في العاشرة. ثمة ثلاث لوحات. أترين؟ هنا في اليمين، تحمل الفتاة القرآن، وفي اليسار، يحمل الولد اللوح، وفي الوسط ينحني الاثنان على القرآن، مرتبطين في حب الله، والمعلم من ورائهما».

ليس هذا ما كانت تتوقعه زينة.

«لو سمحت»

دعاها أن تركع أمام الكرسي حامل القرآن المغلف بالجلد المنقوش. تحسست بأناملها الحواف.

«هذا المصحف من السودان. أخذته من أسرتي في العراق قبل مجيئي».

فكت الحبل الجلدي وفتحت صفحاته الرقيقة.

«قديم جدا. وجميل جدا».

«قيل لي إنك تحبين القراءة. ليس في هذه الشقة كتب. فعسى أن يكفيك».

وقف وراءها، فاستشعرت تأثره، ومضت إلى إحدى سورها المفضلة «الله نور السماوات والأرض».

قال «لقد خلقنا الإنسان ونحن نعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد».

قالت زينة «حبل الوريد... ما أقرب هذا».

كان ظلان طويلان يرتميان على الأرض.

«آسف جدا، لكن عليّ أن أّذهب».

«الآن؟»

«هاتفك القديم، وحسابات التواصل الاجتماعي، تم تعطيلها جميعا. تركت لك هاتفا جديدا في الدرج، وأدخلت فيه رقمي وأرقام أسرتك».

أربكها نبأ ذهابه المفاجئ، وبدأت الشقة ذات الأثاث القليل والأرضية الجرداء تثير في نفسها القلق. «وماذا أفعل طوال الأسبوع؟»

«رتبت مع أشخاص كي يأتوك باحتياجاتك. لا تخرجي. سأرجع يوم الجمعة».

ولم تكن زينة وحيدة قط ...

مو أوجرودنيك مخرجة أفلام وكاتبة وأستاذة في قسم السينما بجامعة نيويورك. شغلت سابقا منصب العميدة المساعدة للفنون في فرع الجامعة بأبوظبي، وكانت مديرة لمختبر FIND، وهو مختبر إبداعي يستكشف التراث العابر للحدود في دولة الإمارات. كما عملت كموجهة في مختبرات صندانس في الأردن، وحصلت على زمالات من مؤسستي Yaddo وMacDowell.

مقالات مشابهة

  • الخليج
  • Kinderini يفوز بجائزة “منتج العام 2025 – الخليج”  عن فئة  “البسكويت”
  • الشباب ينهي دوري روشن السعودي بانتصاره على الفيحاء بثنائية
  • شباب الأهلي يُتوج بثنائية الموسم في كرة الطاولة
  • العراق يشرع بتنفيذ خطة طاقة نظيفة لإنتاج 12 غيغاواط بحلول 2030
  • مستشفى البكيرية.. جراحة دقيقة تنهي معاناة مريض بانسداد الأمعاء الدقيقة
  • نقلة نوعية تعالج ظاهرة الإجابات «الواثقة غير الدقيقة»
  • الإسماعيلي يفوز على الجونة بثلاثية نظيفة بالدوري
  • الاسماعيلي يفوز على الجونة بثلاثية نظيفة بالدوري
  • أرسنال يختتم موسمه بالفوز على ساوثهامبتون بثنائية في الدوري الإنجليزي