جوزيب بوريل: المعركة بين فلسطين وإسرائيل تحولت إلى صراع ديني وحضاري
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الإثنين إن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يعد صراعا عربيا إسرائيليا، بل صراع ديني وحضاري".
وأضاف منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمام مؤتمر للسفراء في العاصمة البلجيكية بروكسل أن حرب غزة حولت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى معركة أديان وحضارات، بحسب ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية.
وزعم بوريل أنه اعتبر القضية مشكلة قومية لشخصين، لكل منهما الحق في الوجود، وأن أحداث الشهر الماضي جعلت الوضع أكثر تعقيدًا وتقلبًا.
وأشار إلى أن "المأساة التي تتكشف في الشرق الأوسط هي نتيجة الفشل السياسي والأخلاقي الجماعي" في حل الصراع بين القوميتين والذي يدفع الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني ثمناً باهظاً بسببه.
وأوضح أنه على مدى عقود، التزم المجتمع الدولي بحل الدولتين ولكن دون تقديم خريطة طريق ذات مصداقية حول كيفية تحقيق ذلك وبدلاً من ذلك، نمت قوى الإنكار في كلا المعسكرين.
ولفت المسئول الأوروبي إلى أنه في إسرائيل، يتقدم استعمار الضفة الغربية بالانتهاك والعنف ضد الفلسطينيين، وقد أصبح هذا أكثر وحشية منذ 7 أكتوبر، عندما بدأت حرب غزة، وادعى أن في المجتمع الفلسطيني، وقعت القوى المعتدلة فريسة للمتطرفين.
وقال الدبلوماسي الأوروبي إنه كان هناك اعتقاد، حتى 7 أكتوبر الماضي بأن التطبيع الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية، كما تم التوصل إليه بموجب اتفاقيات إبراهيم، سيؤدي في النهاية إلى السلام مع الفلسطينيين، إلا أن هجوم حماس دمر مصداقية تلك الفكرة وشددت على أهمية حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وكان بوريل من بين الدبلوماسيين الدوليين الذين دعوا إلى وقف إطلاق النار في غزة، أو على الأقل هدنة إنسانية، محذرين من التكلفة المدنية المرتفعة للعملية العسكرية الإسرائيلية للإطاحة بحماس.
وقال إن "تجاهل التكلفة البشرية" هنا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى "نتائج عكسية".
وشدد بوريل على أن "رد الفعل المبالغ فيه من جانب الإسرائيليين يجعلهم يفقدون دعم المجتمع الدولي، لافتا إلى أن أوروبا "لديها التزام أخلاقي وسياسي بالمشاركة، ليس فقط من خلال تقديم المساعدات ولكن من خلال المساهمة في حل دائم". وأضاف أن قدرة الاتحاد الأوروبي على المساهمة في الحل السياسي ستكون اختبارا كبيرا” لمصداقيته، لكنه أكد أن الأولوية الأولى يجب أن تكون إنهاء العنف في غزة، حيث أكدت حماس أن ما يقرب من 10000 فلسطيني في القطاع استشهدوا في العدوان الإسرائيلي.
وقال: "لن يكون هذا سهلا، لأن المأساة الإنسانية في غزة غير مسبوقة"، مشيرا إلى أن أصدقاء إسرائيل يطالبونها "ألا يعميها الغضب" وأن تدير حملتها العسكرية على أساس القانون الدولي.
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة، كل المنشآت ولم تسلم المستشفيات أو المساجد أو الكنائس من قصف الاحتلال، حيث ارتكب أكثر من مذبحة على مدار حوالي أربعة أسابيع.
كانت المقاومة الفلسطينية أطلقت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ضد مستوطنات غلاف غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي، إلى جانب أسر أكثر من 200 آخرين بينهم مزدوجي الجنسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى مستوطنات غلاف غزة الاحتلال الاسرائيلي العدوان الإسرائيلي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئيس الفلسطيني: جرائم الإبادة والاستيطان الإسرائيلي مشروع إستعماري
البلاد – بغداد
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضرورة أن تتخلى حركة حماس عن سيطرتها على قطاع غزة، داعياً إلى تمكين دولة فلسطين من تولي كامل مسؤولياتها هناك، سواء على الصعيد الأمني أو المدني، مشدداً على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حرجة وتواجه مخاطر وجودية حقيقية.
وأوضح في كلمته خلال القمة العربية المنعقدة أمس في بغداد، أن ما يحدث في غزة من “جرائم إبادة”، إلى جانب استمرار الاستيطان في الضفة الغربية، يشكل برأيه مشروعاً استعمارياً، داعياً إلى الوقوف في وجه هذه السياسات التي تهدد الحقوق الوطنية الفلسطينية.
ودعا الرئيس الفلسطيني إلى تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية كافة، بما في ذلك حماس، إلى السلطة الشرعية، معتبراً أن استعادة الوحدة الوطنية تتطلب إنهاء الانقسام الداخلي، وإخضاع قطاع غزة لحكم الدولة الفلسطينية الموحدة. وأكد على ضرورة الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في القطاع. كما شدد عباس على أهمية تمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها في غزة، وتفكيك البنية المسلحة للفصائل، من خلال تسليمها السلاح، داعياً إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في القطاع على أسس مهنية وبمشاركة عربية ودولية.
وفي السياق ذاته، أعلن استعداد السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل، مشيراً إلى أن السلطة ماضية في تنفيذ إصلاحات شاملة في مؤسسات الدولة، بما يسهم في توحيد الصف الفلسطيني.
ودعا الرئيس عباس الدول العربية إلى تبني خطة شاملة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
وأوضح أن هذه الخطة يجب أن تتيح الفرصة لدولة فلسطين لتولي مسؤولياتها الأمنية والمدنية في القطاع، بالتوازي مع تخلي حماس عن حكم غزة وتسليم السلاح إلى السلطة الشرعية، مشدداً على أن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية يجب أن تتم بشكل مهني وبمساعدة عربية ودولية. كما طالب بعقد مؤتمر دولي في القاهرة لدعم وتمويل خطة إعادة إعمار غزة، إلى جانب العمل على التوصل إلى هدنة شاملة، ووقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، والبدء بعملية سياسية ذات جدول زمني محدد تفضي إلى تنفيذ حل الدولتين.
وختم عباس بالتأكيد على ضرورة اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين ضمن حدود الرابع من يونيو عام 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مشدداً على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، داعياً إلى دولة فلسطينية واحدة بسلاح واحد.