عربي21:
2025-05-21@16:59:52 GMT

القهر الفلسطيني

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

يُحمَل إطلاق مفهوم القهر على الضعف، فهناك قاهر قوي ومقهور ضعيف، لكن القاهر هنا هم الفلسطينيون، والمقهور هو عدوهم الذي يبطش بكل رقعة في أرض فلسطين، ورغم أنه يبطش لكنه مقهور بما جرى يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

يمكن تعداد أوجه القهر للصهاينة في عدة ملفات، عسكريا وسياسيا واقتصاديا وإعلاميا.

استفاضت المقالات والتقارير في الناحية العسكرية، بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك ضربة عسكرية مؤلمة وقعت في صفوف الكيان يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، كما أن سير المعارك لا يزال يؤكد أن المقاومة ما تزال تستطيع إطلاق أسلحتها تجاه الأراضي المغتصبة، وتستطيع مقاتلة مئات الآلاف المحتشدين أمام 40 ألف مقاتل، وتكبده خسائر مؤلمة، وتستطيع الاحتفاظ بالأسرى بعد شهر من تدمير واسع وتكثيف استخباراتي لا سابق له في مساحة صغيرة، ما يؤكد تماسك وقدرة المقاومة على الاحتفاظ بأوراق ضغط، وإدارة العمليات بكفاءة.

كما اهتزت صورة الجيش بقوة كبيرة في الداخل المحتل، وزاد من اهتزاز صورته عمليات سرقة المنازل التي أخلاها المستعمِرون؛ من قِبَل جنودهم.

على المستوى السياسي، تبدو المقاومة مالكة لزمام الموقف، فهي التي تحدد ما تقبله من مسارات سياسية وما ترفضه، وهي التي تحدد سقف مطالبها، ومساحات تنازلها، وهي التي تفرض الشروط الآن بضغطها القوي بملف الأسرى، وبقاء قواتها على ساحات القتال. إذ لو استطاع الاحتلال هزيمتها عسكريا فلن تقدر على مجرد التفاوض، لكنها الآن تفرض الشروط ولا تقدم التنازل.

كذلك أصبحت الهجرة من الأرض المحتلة أمرا متزايدا، ما يهدد بقاء الدولة المغتصِبَة، وكانت سوَّقت للدنيا كلها قدرتها على الأمن والبقاء بالقوة التي لا نظير لها في المنطقة، فاصطدم هذا الواقع بـ1200 رجل فقط، وتكدس الآلاف في مطار الاحتلال للهرب من دولة الوهم.

من جهة أخرى، فقد استفادت روسيا من العملية العسكرية في ملف أوكرانيا، وتتحدث تقارير صحفية عن مقترح لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب، كما أن المعركة أعادت روسيا بقوة إلى ملف الصراع العربي الصهيوني، وبالتالي تعزيز مكانتها الدولية. وقد استضافت روسيا قادة من حماس، وتقوم بدور مناهض للتطلعات الأمريكية والأوروبية في مجلس الأمن، ما سيجعل من المفاوضات المستقبلية فرصة لها لتقليل خسائرها منذ الحرب الأوكرانية. وجدير بالذكر أن الدور الروسي في منطقتنا ليس محل ترحيب خاصة في سوريا وليبيا، لكن رصد الوقائع يختلف عن قبولها أو رفضها.

وأخيرا، فتحت المعركة باب النقاش مرة أخرى لقضية الحق الفلسطيني، في الحياة والأمن والحرية والدولة المستقلة، وهي الأمور التي أُهدرت بتواطؤ فلسطيني وعربي ودولي، فجاء الطوفان ليعيد كل الأمور إلى أماكنها الصحيحة.

أما على المستوى الاقتصادي، فإن دولة الاحتلال تتكبد خسائر مليارية هائلة على مستوى الاقتصاد الكلي، وعلى مستوى المعدات العسكرية أيضا. فالسياحة تراجعت بنسبة 76 في المئة وهي نسبة مرشحة للزيادة، والمستعمرات الشمالية والجنوبية أخليت ويقطن أهلها في مخيمات النزوح التي عانى منها الفلسطينيون منذ 75 عاما، وبالطبع هناك نفقات البطالة وتعويضات خسائر القصف.

لكن الخسارة الاقتصادية الأهم، ستكون في التسويق للمعدات الاستخباراتية والعسكرية التي يُنتجها الكيان المحتل، فبعد الفشل الاستخباراتي الهائل أمام معدات غير متطورة، وقدرات تكنولوجية محدودة تملكها مجموعة غير نظامية، واقتحام مواقع استخباراتية سرية وسحب بياناتها وتأمينها، وأمام تدمير مدرعات وآليات قيل إنها من الأفضل في العالم، لكن وُجِد أنها تُدمَّر بقذائف "محلية الصنع"، فمَن سيتعامل مع هذه المنتجات مرة أخرى إلا في سياق العبث وإهدار أموال دافعي ضرائب هذه الدولة؟

الوضع الإعلامي هو الأكثر غرابة في سياق هذا الطوفان، إذ اندلع هجوم إعلامي دولي شرس على المقاومة الفلسطينية، وفي خضم الزهو بقدرة الاحتلال والدول الداعمة له على ترويج أي رواية، نُشرت أكاذيب وادعاءات من قِبل نتنياهو وجو بايدن أيضا، فضلا عن وسائل إعلام كبرى، وسرعان ما انكشفت الأكاذيب بصورة مخزية، ما أحدث شرخا في الرواية المعادية للمقاومة، وبدأت الكفة تبتعد عن الرجحان المطلق للرواية الصهيونية.

كذلك، تسبب عنف الاحتلال ومشاهد قتل المدنيين وخاصة الأطفال في إلجام المواقف الإعلامية المدافعة عنه، بل انتشرت التظاهرات الضخمة في أنحاء العالم ضد الوحشية الصهيونية والدعم الغربي له، بينما لم يحدث نفس التفاعل الشعبي مع خسائر الصهاينة، وهذا نجاح إعلامي قبل أن يكون سياسيا، ما دفع بايدن إلى أن يشكك في أرقام الوفيات بصورة أسهمت في تعزيز الشكوك في كفاءته الذهنية، لكن جاءه الرد سريعا من الأمم المتحدة بدقة الأرقام وفقا لسوابق في معارك أخرى، ودعمت وزارة الصحة في غزة بياناتها بإعلان الأسماء، وهي خطوة مهمة في مسار إلجام ألسنة المتواطئين والمشاركين في العدوان، فانتهت سريعا محاولات مطالبة الفلسطينيين بإثبات أنهم يُقتلون.

أما الانتصار الإيماني، فهو لهؤلاء الذين لهجت ألسنتهم بذكر الله مع كل قذيفة تُطلق عليهم وكل هجوم يباغتهم، شغلوا المتابعين الذين تساءلوا عن مصدر قوة إيمانهم الذي يتملك قلب مكلوم يحمل بين يديه عزيزا عليه ارتقى إلى ربه، أو ينظر إلى بيته وهو مهدَّم، مثنيا على ربه رغم كل ذلك قائلا: "الحمد لله".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيون المقاومة غزة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فصائل المقاومة تُحذّر المواطنين من مخططات دفعهم للنزوح جنوب قطاع غزة

حذّرت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، 21 مايو 2025، الشعب الفلسطيني من مُخطّطات الاحتلال الرامية لدفعه إلى النزوح نحو جنوب غزة ، توطئة لتهجيره من القطاع.

وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:

تصريح صحفي صادر عن فصائل المقاومة الفلسطينية

- نحذر شعبنا الفلسطيني من مخططات الاحتلال الرامية لدفعه إلى النزوح نحو جنوب غزة، توطئة لتهجيره من قطاع غزة.

- إن توسيع الاحتلال لحرب الأبادة على شعبنا بما يسمى "بعربات جدعون"، ستبوء بالفشل كما باءت سابقاتها، وأن غزة ستكون مقبرة للغزاة كما كانت على مر التاريخ.

اقرأ أيضا/ بريطانيا: الوضع في غـزة لا يُطاق ولم يعد بوسعنا تحمّل ما يحدث

- نوجة التحية لإبناء شعبنا الصابر المصابر المرابط المتشبت بأرضه، والتحية للمقاومة الباسلة التي تدافع عن شعبها، وتمرغ أمف الاحتلال في رمال غزة.

- محاولة الاحتلال لتهجير شعبنا من غزة ستبوء أيضاً بالفشل وإن شعبنا متمسك ومتثبت بأرضه ولن يغادرها، لان غزة وفلسطين ارض مباركة وهي أرض رباط وجهاد إلى يوم القيامة، وليس للاحتلال حق على أرضنا، وإنه إلى زوال.

اقرأ أيضا/ أستراليا تُعارض توسيع الحرب في غـزة وتدين منع المساعدات 

- ندعو قادة الأمة العربية والإسلامية، وشعوب الأمة إلى ضرورة الخروج من حالة الصمت المريب، والتحرك العاجل بخطوات عملية لكسر الحصار عن أبناء شعبنا، وإدخال كافة الاحتياجات الحياتية من غذاء ودواء ووقود، ومستشفيات ميدانية لإغاثة أبناء شعبنا.

- نقدم التحية للأخوة في الجيش اليمني وأنصار الله على الوقفة الصادقة لإسناد شعبنا وانخراطهم الفاعل في معركة طوفان الأقصى وندعو شعوب الأمة وأحرار العالم للانخراط في هذه المعركة المقدسة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية بلدية غزة تُحذّر من حدوث أزمة مياه كبيرة قادمة محدث: 47 شهيدا في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة الأغذية العالمي يفرض آلية جديدة لعمل المخابز في غزة الأكثر قراءة القمة الخليجية الأميركية – ترامب: نريد مستقبلا آمنا وكريما لشعب غزة إحياءً لذكرى النكبة الـ77: صفارات الإنذار تدوي في مختلف المدن الفلسطينية بالصور: ترامب يلتقي الشرع في الرياض غداة التعهد برفع العقوبات عن سورية نابلس: إعادة شاحنة إسرائيلية محملة بنفايات إلى مستوطنة "أريئيل" عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية: هناك وحدات من جيش الاحتلال خسرت نصف قوتها البشرية
  • فصائل المقاومة الفلسطينية توجه التحية للجيش اليمني وأنصار الله على الوقفة الصادقة لإسناد الشعب الفلسطيني
  • فصائل المقاومة تُحذّر المواطنين من مخططات دفعهم للنزوح جنوب قطاع غزة
  • زيارة عباس إلى بيروت.. السلاح الفلسطيني على طاولة المفاوضات وسط تحذيرات لبنانية
  • مجزرة جديدة في جباليا والمقاومة تكبّد الاحتلال خسائر جنوب غزة
  • الحصار الجوي اليمني يكبد العدو خسائر مادية ضخمة في مطار بن غوريون
  • ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا إذا قررت ضرب أوكرانيا؟
  • الحرب على غزة كنقطة تحول تاريخية
  • مظاهرات حاشدة في الولايات المتحدة في الذكرى الـ77 النكبة
  • النائب فايز أبو حرب: مصر كانت ولا تزال داعمة للحق الفلسطيني في كل المحافل الدولية