فقدان 49 مهاجراً أفريقياً في سواحل اليمن
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
قالت السلطات اليمنية، الأحد، إن 49 مهاجرا إفريقيا فقدوا، إثر غرق قارب يقلهم، فيما تم إنقاذ 26 آخرين قبالة سواحل مدينة المخا جنوب غربي البلاد.
التغيير: وكالات
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، ذلك عن مصدر في قوات خفر السواحل اليمنية، دون تسميته.
وذكر المصدر إن “قاربا يحمل 75 مهاجرا (غير نظاميين) من جنسيات إفريقية بينهم نساء، غرق نتيجة الرياح العاتية وفقدان قبطان القارب السيطرة عليه فوق الأمواج، قبالة سواحل مدينة المخا”.
وقال المصدر “نجحت قوات خفر السواحل، في إنقاذ 26 مهاجرا، فيما لا يزال 49 منهم في عداد المفقودين”.
وأشار إلى أن “خفر السواحل سارع بإرسال دوريات إضافية وغواصين إلى موقع الحادث، وعمليات البحث والإنقاذ ما زالت مستمرة حتى الآن”.
ويعد اليمن وجهة لمهاجري دول القرن الإفريقي لاسيما إثيوبيا والصومال، إذ يهدف معظمهم للانتقال إلى دول الخليج وخاصة السعودية على الحدود الشمالية الغربية للبلاد.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
العواصف الكاسرة وسيناريوهات الخراب.. قراءة فيما حدث وما سيأتي!
لم تكن "عاصفة الصحراء" سوى أولى نُذر الإعصار الطويل الذي اجتاح الشرق الأوسط مع بداية الألفية الجديدة. ظنَّ البعض أنها ضربة خاطفة، فإذا بها تتحوّل إلى زمن ممتد من الفوضى وإعادة تشكيل الخرائط.
الضربة الأولى لم تأت من الداخل، بل من السماء، صواريخ ذكية، وطائرات من دون طيار، وأسطورة "الحرية والديمقراطية" التي امتطت ظهور حاملات الطائرات. سقطت بغداد، وتبعتها عواصم أخرى، بينما كانت الجغرافيا تُعاد رسمها فوق الرمال، والحكّام يُنقلون إمّا في توابيت، أو في طائرات إلى المنافي. الأعاصير الكبرى لا تكتفي بهز السطح، بل تُفتّت التربة، وتزرع بذورًا جديدة، ليس بينها ما ينبت.
ومع حلول العقد الثاني من القرن، كان الغبار قد غطّى كل شيء: الوعي، والتاريخ، والذاكرة. جاء ما سُمِّي "الربيع العربي"، فهللت له العناوين العريضة بوصفه موسمًا لسقوط "الطغاة". لكن الرياح التي هبّت من "عاصمة الياسمين" سرعان ما تحولت إلى عاصفة حمراء، أكلت الأخضر واليابس في ليبيا واليمن وسوريا، وتسللت إلى قلب الخرطوم، فيما نجت عواصم أخرى، لا بفعل القدر، بل بصفقات وتسويات.
لم تكن العاصفة بلا عقل، بل مسنودة بخططٍ دقيقة، قوى كبرى تُعيد ترتيب النفوذ، وأخرى تبحث عن موطئ قدم في مدن تتهاوى، ونخب هجينة تسارع لكتابة سرديات بديلة عن هوية جديدة تُبنى على أنقاض الذاكرة الجمعية. الخرائط تُقسم كما تُوزع الغنائم، على موائد تفاوض لا يجلس عليها أهل البلاد.
ليبيا تاهت بين العواصم، واليمن نُسي على قارعة الجغرافيا، وسوريا أصبحت صندوق رسائل مفتوحًا بين القوى الإقليمية والدولية. أما السودان، فقد أدخل في عاصفة جديدة، لا أحد يعرف من أطلق رياحها، لكنها حملت لعنة الانفصال وفتنة السلطة، حتى بات النيل يصرخ من وطأة الجفاف السياسي.
اللاعبون تغيّروا، لكن الأدوات بقيت: إعلام يروّج، مؤسسات تُهندس، منظمات تُمهد، وشباب يُقاد إلى المجهول بشعارات التحرر والخلاص. أما الشعوب، فهي بين منفى وركام، أو في حالة انتظار طويل لمعجزة لا تأتي.
لقد أدرك "الاستعمار الجديد" أن الهزيمة لا تُفرض بالدبابات فقط، بل تُزرع في العقول والرموز. يريدون وطنًا لا يعرف أبناؤه معنى السيادة، ولا يحفظون أسماء قراهم، ولا يميزون بين المحتل والمُخلّص. يريدونها أمة بلا ذاكرة، بلا خرائط، بلا وجهة.
ومع ذلك، وفي عمق الركام، ما يزال شيء ما يقاوم. لا شيء يثبت في هذه الأرض سوى جذور من حملوا الذاكرة كوصية، والأمل كقدر. في زمن العواصف الكبرى، لا ينتصر من يملك العدة والعتاد فحسب، بل من يصمد، من يدرك أن الرماد يخفي بذرة، وأن الغبار لا يدوم، وأن كل عاصفة، مهما بلغت شدتها، لا بد أن تنحني أمام شمس الحقيقة.
نحن الآن في عين الإعصار، لكن التاريخ علمنا أن بعد كل خراب يولد نظام جديد، وأن من فهم العاصفة، لا يسقط فيها، بل يعيد رسم ملامح الخريطة بعد أن تهدأ الريح!!
اقرأ أيضاًأيزنهاور وانتصار الحق: حين أنقذ موقف أمريكا حلم عبد الناصر في استعادة قناة السويس!!
أبو الغيط يفتتح مؤتمر ومعرض سيملس الشرق الأوسط بدبي
إيران والسعودية.. مساران متناقضان في الشرق الأوسط