«أثر السود في الحضارة الإسلامية بالإنجليزية» إصدار جديد لمكتبة الملك عبد العزيز العامة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
أصدرت مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض الترجمة الإنجليزية لكتاب الباحث الدكتور رشيد الخيون بعنوان: "أثر السود في الحضارة الإسلامية"، وقد تضمن الكتاب، بحسب الترجمة الإنجليزية - ترجمات المسلمين السود في مختلف عهود الإسلام حتى نهاية العهد العباسي ببغداد ( 656هـ / 1258م) مع دراسة مستفيضة عن العبودية في مختلف الحضارات، وتفاصيل نهاية العبودية وتجارة العبيد البيض والسود بأوروبا والدول الإسلامية.
وتأتي أهمية الكتاب الذي يقع في نسخته الإنجليزية في (403) صفحة، كمحاولة توثيقية جامعة لأدوار إنسانية قدمها السود شأن غيرهم، بوصفهم أعضاء فاعلين في الحضارة الإسلامية، من خلال تتبع لمسار العلاقة التي انطبعت بحساسية تربط بين لون البشرة والعبودية خصوصا بعد عصر الخلفاء الراشدين.
كذلك هناك رصد من مصادر موثقة لأهمية الأدوار التي قدمها السود عبر مختلف العهود في مجالات الحياة كافة: العلم والأدب والشعر والسلطة والفنون وغيرها، حيث اعتمد المؤلف على 210 من المصادر والمراجع القديمة والحديثة.
ويأتي وصف اختلاف الألوان بين البشر، كما وصفها القرآن الكريم، ليشكل حقيقة عميقة في طبيعة العلاقة بين اختلاف ألوان البشر، فالعلاقة فقط هي علاقة اختلاف، لا تفاضل، فليست هناك قيمة مضافة للون على آخر، كما أن اختلاف الألوان جاء في سياق واحد مع اختلاف اللغات. فهي ضمن هذا الإطار من آيات الله التي تقتضي من الناس التأمل فيها وقراءتها ومعرفتها في ضوء ذلك الاختلاف ويحتوى الجزء الأول المعنون ب( في الرق وأحوال الرقيق) على أربعة فصول، حيث يعرض الفصل الأول المصادر التي تناولت السود، منها المختص بهم فقط، والمصادر العامة.
وبحث الفصل الثاني دراسة وضع السود والعبودية قبل الإسلام، بداية من عهد بابل مروراً بحضارة الرومان وحضارة اليونان الأقدمين، إلى العهود الأوربية المتأخرة والدعوات لإلغاء العبودية وتجارة الرقيق، فيما يختص الفصل الثالث بموضوع العبودية ومعاملة السود في الإسلام على وجه التحديد.
أما الفصل الرابع، فيتناول الثورات والحراك الاجتماعي مثل ثورات السود وتمردهم التي قاموا بها ثلاث مرات بالبصرة على فترات مختلفة حيث حصل التمرد الأول والثاني خلال القرن الأول الهجري بينما حصل التمرد الثالث في منتصف القرن الثالث الهجري.
وتناولت الفصول الستة من الجزء الثاني الذي حمل عنوان ( أعلام السود وتراجمهم ) ما يمكن اعتباره المادة الأساسية للكتاب من سير وترجمات أعلام السود المسلمين، ومن خلالها يتعرف القارئ على دور كل من هؤلاء الأعلام في مجاله بالتحديد، وقد روعي توزيع التراجم والسير بشكل زمني.
وفي سياق تتبعه للإطار العام الذى ارتبط بظاهرة السود فى المجتمعات البيضاء، حاول المؤلف أن يرسم مسارًا تاريخيًّا لذلك النظام، سواء فى علاقته بالرقيق الأبيض أو الأسود، ليستخلص بعد ذلك الأهمية الكبرى للدور الإسلامي على مستوى التعاليم والتشريعات وتقدمه فى ذلك على سائر النظم التى حاولت توظيف علاقات الرق، بعيدا عن التقويم الإنساني باستثناء العصر الحديث.
ويتعرف القارئ على أدوار وشخصيات ونماذج إنسانية متنوعة ومتميزة في مجالها، ربما لم ينتبه الكثيرون إلى أن أصحابها كانوا من ذوى البشرة السوداء، الذين يذكر الكاتب أهمية الجهود التي بذلوها من أجل قمع مشاعر العبودية والاختلاف ليبلغوا تلك المقامات الرفيعة.
وعبر فصول الجزء الثاني رصد المؤلف مجموعات كبيرة من الشخصيات في مختلف المجالات من العهدين النبوي والراشدي حتى العهد العباسي، ومن هذه الشخصيات: أسامة بن زيد، بلال بن رباح، وحشي بن حرب الحبشي، مهجع مولى عمر بن الخطاب، شقران الحبشي، مكحول الشامي، سعيد بن جبير عمرو بن العاص، عبد الله بن خازم السلمي وغيرهم، ومن الشعراء: السليك بن السلكة، خفاف بن ندبة، عبدة بن الطبيب، سحيم عبد بني الحساس، نصيب بن رباح، وغيرهم.
كانت مكتبة الملك عبد العزيز العامة قد أصدرت الكتاب في نسخته العربية في طبعته الأولى في العام 2015.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة السود فی
إقرأ أيضاً:
التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة
في ظلام الآبار المحفورة خلسة، وتحت جدران منازل قديمة أو أراضٍ زراعية نائية، تتحرك أيادٍ تبحث عن كنوز الماضي بطرق غير مشروعة، غير مدركة أن ما تفعله لا يمثل مجرد خرق للقانون، بل هو طعن في قلب الهوية وطمس لمعالم حضارة لا تُقدَّر بثمن.
جرائم التنقيب عن الآثار تمثل تهديدًا مباشرًا لتراث مصر العريق، الذي يضعها في صدارة الدول ذات التاريخ الإنساني الممتد لآلاف السنين، ومع تصاعد هذه الجرائم بدافع الطمع والرغبة في الثراء السريع، كثفت وزارة الداخلية من حملاتها، خاصة في المحافظات ذات الخلفية الأثرية، مثل سوهاج والمنيا والأقصر والقاهرة القديمة.
وتقوم عناصر إجرامية بالحفر ليلا، مستعينين بأجهزة حديثة للكشف عن المعادن، وأدوات حفر ثقيلة، بل وأحيانًا خبراء وهميين في قراءة الخرائط الفرعونية.
وزارة الداخلية، من خلال الإدارة العامة للآثار، وقطاع الأمن العام، نفذت خلال الأشهر الأخيرة عشرات المأموريات الناجحة، التي أسفرت عن ضبط مئات القطع الأثرية بحوزة المتهمين، إلى جانب معدات الحفر وأجهزة الكشف عن المعادن، كما تم ضبط عدد من السماسرة والمتاجرين بالقطع المنهوبة داخل مصر وخارجها.
وتنص المادة 42 من قانون حماية الآثار على أن التنقيب دون ترخيص يُعد جريمة يُعاقب عليها بالسجن المشدد من خمس إلى سبع سنوات، وغرامة تصل إلى مليون جنيه، كما يعاقب من يحوز أو يتاجر في الآثار دون سند قانوني بنفس العقوبات.
وتؤكد وزارة الداخلية أن حماية الآثار ليست فقط مسؤولية أمنية، بل واجب وطني، وأن التنقيب غير المشروع جريمة في حق الأجيال القادمة، ولن يُسمح باستمرارها أو التستر عليها، كما دعت المواطنين إلى الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة حفاظًا على كنوز مصر التي تمثل ميراثًا إنسانيًا للعالم كله.