هل يجوز سماع الرقية الشرعية أثناء النوم؟ سؤال يغفل الكثيرون عنه، خاصة من يريدون تشغيل أصوات الرقية الشرعية بمشايخ عبر تطبيق اليوتيوب أو الشرائط المختلفة والنوم كي يحصنون أنفسهم من الشرور والشياطين والحسد، فـ هل يجوز سماع الرقية الشرعية أثناء النوم؟، وهل الاستماع للرقية الشرعية من الجوال قبل النوم يفيد؟

هل يجوز سماع الرقية الشرعية أثناء النوم؟

هل الاستماع للرقية الشرعية من الجوال قبل النوم يفيد؟ سؤال أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء حيث قال: “سماع القرآن من أي شيء يفيد سواء من الجوال أو بتقرأه بعينك أو من الإذاعة أو حد بيقرأه عليك”.

وقالت دار الإفتاء في بيانها حكم الرقية الشرعية أنه على الإنسان أن يُحَصِّن نفسه بالرقية والدعاء أن يصرف عنه السوء والعين والحسد؛ فالدُّعاء من أفضل العبادات؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ هو العبادة»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]. أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.

ويقول الله تعالى في شأن القرآن: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82]، وقد أجاز الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الرقية بأم القرآن، فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسألوه، فضحك وقال: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».

وقد صَحَّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ» أخرجه البخاري، ويقول أيضًا: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» أخرجه البخاري.

وفي حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي لما شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعًا يجده في جسمه منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» رواه مسلم. وغير ذلك من نصوص الرقية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الرقية الشرعية مكتوبة.. حصن نفسك وأنت في البيت الرقية الشرعية من العين والحسد.. أقوى تحصين بـ 12 آية و8 أدعية حكم العلاج بالرقية الشرعية

وقد أجاز جمهور الفقهاء العلاج بالرقية بالقرآن وبما رقى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبما شابهه؛ قال الإمام الزيلعي في "تبيين الحقائق" (6/ 33، ط. الأميرية): [ولا بأس بالرقى؛ لأنَّه عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك، وما جاء فيه من النهي عنه عليه الصلاة والسلام محمول على رقى الجاهلية إذ كانوا يرقون بكلمات كفر] اهـ.
وقال الإمام ابن الحاجب المالكي في "جامع الأمهات" (ص: 568، ط. اليمامة): [تجوز الرقية بالقرآن وبأسماء الله تعالى وبما رقى به عليه السلام وبما جانسه] اهـ.
وقال الإمام الشافعي في "الأم" (7/ 241، ط. دار المعرفة): [لا بأس أن يرقي الرجل بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله] اهـ.
وقال الإمام البهوتي في "كشاف القناع" (6/ 188): [ولا بأس بحل السحر بشيء من القرآن، والذكر، والأقسام، والكلام المباح] اهـ.

ولا حرج في طلب الرقية من الصالحين؛ فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين ضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلَّمَ يَأمُرنِي أَنْ أَسْتَرْقِي مِنَ العَينِ"، وروى الإمام الترمذي في "سننه" عن أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ العَيْنُ؛ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ».

ومنها: أن لا يُعمِل جانبَ الأوهام والظنون في الناس، فلا يجوز للمسلم أن يسيء الظن بإخوانه ويتهمهم بأنهم حسدوه لمجردِ مصادفةِ أحداثٍ تقع، قد لا يكون لها علاقة بمن يظن فيهم ذلك.

ومنها: عدم طرق أبواب المشعوذين والدَّجَّالين لصرف السحر والعين؛ فالدَّجَل والشعوذة من المحرمات؛ قال الإمام ابن الحاج المالكي في "المدخل" (4/ 121، ط. دار التراث): [قال الإمام أبو عبد الله المازري رحمه الله: ينهى عن الرقى إذا كانت باللغة العجمية أو بما لا يدرى معناه لجواز أن يكون فيه كفر] اهـ.

وقال الإمام ابن جزي المالكي في "القوانين الفقهية" (ص: 295، ط. دار ابن حزم) -في إشارة لهذا-: [يجوز تعليق التمائم وهي العوذة التي تعلق على المريض والصبيان وفيها القرآن وذكر الله تعالى إذا خرز عليها جلد ولا خير في ربطها بالخيوط هكذا نقل القرافي ويجوز تعليقها على المريض والصحيح خوفًا من المرض والعين عند الجمهور وقال قوم لا يعلقها الصحيح وأما الحروز التي تكتب بخواتم وكتابة غير عربية فلا يتجوز لمريض ولا لصحيح لأن ذلك الذي فيها يحتمل أن يكون كفرًا أو سحرًا] اهـ.

وقال الإمام النفراوي المالكي في "الفواكه الدواني" (2/ 340، ط. دار الفكر): [(و) لا بأس أيضًا بالرقية (الكلام الطيب) من غير القرآن حيث كان عربيًّا، ومفهوم المعنى كالمشتمل على ذكر الله ورسوله أو بعض الصالحين، ولعل هذا هو المراد بالطب لا الحلال لعدم مناسبة المقام، وأما ما لا يفهم معناه فلا تجوز الرقية به] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع شرح المهذب" (9/ 67، ط. دار الفكر): [إن رقى بما لا يعرف أو على ما كانت عليه الجاهلية من إضافة العافية إلى الرقى لم يجز وإن رقى بكتاب الله أو بما يعرف من ذكر الله تعالى متبركًا به وهو يرى نزول الشفاء من الله تعالى فلا بأس به] اهـ.

وقال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (10/ 352، ط. دار إحياء التراث العربي): [يحرم طلسم ورقية بغير عربي. وقيل: يكفر. وقال في "الرعايتين"، والحاوي: ويحرم الرقي والتعويذ بطلسم وعزيمة واسم كوكب وخرز، وما وضع على نجم من صورة أو غيرها] اهـ.

وشددت بناءً على ما سبق وفي واقعة السؤال: فإنَّ العين لها تأثير على الإنسان بالحسد كما ورد في القرآن والسنة، وينبغي على الحاسد أن يبتعد عن هذا الخُلُق الذميم المنهي عنه شرعًا؛ فالحسد يضر الحاسد في دينه فيجعله ساخطًا على قضاء الله، ويضره في دنياه فيجعله يتألَّم بحسده ويتعذَّب ولا يزال في غَمٍّ وهَمٍّ، وعلى المؤمن أن يعلم أنَّه لا يضره الحسد إلا ما قَدَّره الله عليه، فلا يجري وراء الأوهام والدَّجَّالين، وينبغي عليه أن يُحَصِّن نفسه وأهله بقراءة القرآن والذكر والدعاء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرقية الرقية الشرعية العلاج بالرقية النبی صلى الله علیه وآله وسلم اهـ وقال الإمام قال الإمام الله تعالى المالکی فی

إقرأ أيضاً:

قائد انصار الله: جرائم العدو الإسرائيلي في غزة هي جرائم بالإجماع البشري وبالاعتبارات الشرعية والقانونية

الجديد برس|

قال قائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال العامين الماضيين “الأكثر دموية وإجراماً وطغياناً في هذا العصر”، مؤكداً أن “الجريمة الصهيونية الرهيبة في غزة تستحق أن توصف بأنها جريمة العصر، وجريمة القرن”.

وأكد الحوثي في كلمته أن العدو الإسرائيلي مارس “إبادة جماعية بالقتل الجماعي” باستخدام “أفتك وسائل القتل من القنابل الأمريكية المدمرة والحارقة”، مستهدفاً المدنيين بشكل عام، والأطفال والنساء بشكل متعمد.

ولفت إلى أن سياسات القتل اقترنت بـ”التجويع الشامل والتعطيش”، حيث “استهدف المدنيين في غزة بالتجويع الذي وصل إلى درجة أن يكون حليب الأطفال على رأس قائمة الممنوعات”، كما “استهدف الشعب الفلسطيني في غزة بالتعطيش” من خلال تدمير آبار المياه وشبكة الصرف الصحي، مما جعل “الحصول على شربة ماء في غزة مسألة معقدة ومحفوفة بالمخاطر”.

وأشار الحوثي إلى أن “العدو الإسرائيلي قام بمنع الدواء وتدمير المستشفيات وقتل الكادر الطبي”، وجعل من أبرز أهداف عدوانه الاستهداف المباشر للمستشفيات، حيث “قام بعمليات عسكرية مركزة عليها وارتكب فيها أبشع الجرائم، بما فيها استهداف الأطفال الرضع والخدج”، بهدف “إبادة الشعب الفلسطيني وحرمانه من أي رعاية طبية”.

وأضاف أن العدوان “سعى لإنهاء أحياء كاملة” عبر “التدمير الشامل لقطاع غزة في شماله ووسطه وجنوبه”، مستخدماً “الغارات والأحزمة النارية والعربات المفخخة وكل الوسائل”، بل و”جلب مقاوليه من الصهاينة ليكونوا عاملين في تدمير أحياء كاملة”.

وأكد قائد أنصار الله أن “العدو الإسرائيلي استخدم التهجير القسري منذ اليوم الأول لعدوانه”، وجعله “هدفاً من أهدافه العدوانية” خلال العامين الماضيين، حيث “منع أي حالة استقرار للشعب الفلسطيني ودفعهم للنزوح من منطقة إلى أخرى دون أي استقرار”.

ولفت إلى استهداف المقدسات والمرافق الحيوية، حيث “استهدف أكثر من 1000 مسجد و 95% من المدارس وأوقف عملية التعليم”، بل و”استهدف حتى المقابر، حيث دمر أكثر من 40 مقبرة وسرق أكثر من 2000 جثمان”.

وشدد على أن “العدو الإسرائيلي استهدف الجميع في غزة بكل وحشية وإجرام لا مثيل له”، بما في ذلك “الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني والدفاع المدني”.

وذكر الحوثي أن “مشاهد كل أصناف الجرائم للعدو في غزة كانت شاهدا على بشاعة إجرامه”، مشيراً إلى ممارسات “إرسال الكلاب على المسنين والمرضى” و”التعذيب ضد المختطفين والأسرى” الذي أدى في كثير من الحالات إلى الوفاة.

وأضاف أن “الجرائم والاعتداءات والانتهاكات التي ارتكبها العدو الإسرائيلي هي جرائم بالإجماع البشري وبالاعتبارات الشرعية والقانونية”، مؤكداً أن العدو “في حالة عدوان مستمر منذ بداية احتلاله لفلسطين وإلى اليوم”.

مقالات مشابهة

  • 7 محطات في القرآن لراحة البال والسكينة.. يغفلها الكثيرون
  • اليونيفيل يُطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية عليه في لبنان
  • ما حكم من يتتبع عورات الناس؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الدعاء على أهل الكتاب في خطبة الجمعة
  • " كفارة للذنوب".. فضل يوم الجمعة وليلتها
  • قرب الحدود مع لبنان... سماع إطلاق رصاص من داخل الأراضي السوريّة
  • أذكار الصباح كاملة مكتوبة.. ابدأ يومك بها وحصن نفسك الآن
  • قائد انصار الله: جرائم العدو الإسرائيلي في غزة هي جرائم بالإجماع البشري وبالاعتبارات الشرعية والقانونية
  • حكم إخفاء أغراض الآخرين بقصد المزاح