حذر دبلوماسي أميركي سابق من أن حربا عالمية يمكن أن تخسرها الولايات المتحدة ليست بعيدة عن الحدوث، قائلا إن الوقت قد حان للتحرك بإلحاح حقيقي لتعبئة أميركا ودفاعاتها وحلفائها لما يمكن أن يصبح أزمة عالمية معاصرة.

وأوضح "آرون ويس ميتشل" المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لأوروبا وأوراسيا أن الولايات المتحدة في مأزق في 3 جبهات مع تحرك روسيا لحرب طويلة في أوكرانيا وفتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط، وازدياد الإغراء لتسليح الصين نفسها بسرعة لاتخاذ خطوة في تايوان.

وأضاف بأن على الولايات المتحدة أن تكون على أعلى درجات اليقظة لهذا السيناريو على أمل ردع الصراع وأن الإعداد الفعال هو الطريق لتحسين قدرتها على الردع وإرسال إشارة واضحة إلى الخصوم بأن العدوان أخطر على أنفسهم من الاستقرار والسلام.

أميركا ليست مستعدة حاليا

وقال إن آخر إستراتيجيتين للدفاع الوطني أوضحتا أن الجيش الأميركي اليوم ليس مصمما لخوض حروب ضد خصمين رئيسيين في وقت واحد، وإن أي هجوم صيني على تايوان، سيعرّض الولايات المتحدة لضغوط شديدة لرفض الهجوم مع الحفاظ على تدفق الدعم إلى أوكرانيا وإسرائيل.

وأضاف أن مواجهة حروب متصاعدة في 3 مسارح نائية على الأقل، يتطلب قدرا من الوحدة الوطنية، وتعبئة الموارد، والاستعداد للتضحية التي لم يرها الأميركيون وحلفاؤهم منذ أجيال.

وبيّن الكاتب أن الولايات المتحدة شنت حروبا متعددة الجبهات من قبل، لكن في النزاعات السابقة، كانت دائما قادرة على التفوق على خصومها، إلا أن الأمر لم يعد كذلك حاليا: فالبحرية الصينية أكبر بالفعل من الولايات المتحدة من حيث العدد الهائل من السفن، وهي تنمو بما يعادل البحرية الفرنسية بأكملها (حوالي 130 سفينة كل 4 سنوات). وبالمقارنة، تخطط البحرية الأميركية لتوسيع 75 سفينة خلال العقد المقبل.


الاقتصاد والتكلفة البشرية

والعيب الآخر ذو الصلة، يقول الكاتب، هو المال. فمن الممكن أن تدخل أميركا في ديون تزيد على 100% من الناتج المحلي الإجمالي وتضخم يصل إلى 200% من الناتج المحلي الإجمالي أو أعلى، مشيرا إلى أن مكتب الميزانية في الكونغرس ومصادر أخرى أكدت أن أعباء الديون على هذا النطاق قد تهدد بعواقب كارثية على الاقتصاد الأميركي والنظام المالي العالمي.

ومن المخاطر الأخرى؛ إغلاق مطوّل لـمضيق هرمز وسط صراع أوسع في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط إلى ما وراء 100 دولار للبرميل، مما يزيد بشكل كبير من الضغوط التضخمية.

وأشار إلى أن كل هذا يتضاءل إلى جانب التكاليف البشرية التي يمكن أن تتكبدها الولايات المتحدة في صراع عالمي؛ فمن المحتمل أن تموت أعداد كبيرة من أفراد الخدمة الأميركية، لأن بعض خصوم أميركا يمتلك قدرات تقليدية ونووية يمكن أن تصل إلى أميركا؛ والبعض الآخر لديه القدرة على إلهام أو توجيه هجمات "إرهابية" على الأراضي الأميركية والتي قد يكون من الأسهل تنفيذها نظرا لحالة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة التي يسهل اختراقها.

الأولوية الفورية

ودعا الكاتب إلى أن تكون الأولوية الفورية للولايات المتحدة هي ضمان حصول أوكرانيا وإسرائيل وتايوان على الأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها، قائلا إن هؤلاء هم اللاعبون الرئيسيون بالوقت الحاضر، وإن أفضل أمل لتجنب صراع عام هو أن تكون هذه الدول الحدودية شجاعة وقوية لوقف "العدوان" أو ردعه قبل أن ينتشر.

واستمر يقول إن الوضع خطير بما يكفي لدرجة أن واشنطن قد تحتاج إلى استدعاء قانون الإنتاج الدفاعي والبدء في تحويل بعض الصناعات المدنية إلى أغراض عسكرية. حتى ذلك الحين، قد تضطر حكومة الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات صارمة بما في ذلك إعادة توجيه المواد المخصصة للاقتصاد الاستهلاكي، وتوسيع مرافق الإنتاج، ومراجعة اللوائح البيئية التي تعقّد إنتاج المواد الحربية. كل ذلك من أجل إعداد القاعدة الصناعية الأميركية للتعبئة.

وختم بأن أميركا وحلفاءها مواجهون بالدخول في مرحلة من القرارات الصعبة، قائلا إن ما يحدث في أوكرانيا وإسرائيل لم يكن متصورا حتى قبل بضع سنوات، وإن الأميركيين وحلفاءهم بحاجة للبدء في ترتيب شؤونهم الآن حتى لا يجدوا أنفسهم غير مستعدين لصراع عالمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الدفاع الروسية: استهدفنا مرافق النل التي تستخدمها القوات الأوكرانية

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، إن قواتها استهدفت مرافق البنية التحتية للنقل التي تستخدمها القوات الأوكرانية.

وأضافت :"استهدفنا مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني ردا على هجمات كييف".

وقالت مصادر أوكرانية إن الهجمات الروسية ألحقت أضرارا بالعديد من منشآت الطاقة في كييف وخاركيف وبولتافا.
ويأتي ذلك في إطار مُواصلة الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثالث على التوالي. 

اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

جرائم الدعم السريع تتسبب في نزوح 50 ألف سوداني من الفاشر شهيد فلسطيني بنيران الاحتلال في مُخيم البريج بغزة

وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، إنها أسقطت 178 مسيرة أوكرانية خلال الساعات الماضية.

وأضافت :"قواتنا استهدفت مرافق البنية التحتية للنقل التي تستخدمها القوات الأوكرانية".

وتابعت قائلةً :"استهدفنا مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني ردا على هجمات كييف".

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق بياناُ قالت فيه إن موسكو تراقب عن كثب الأنشطة النووية الأمريكية.

وأضافت: "موسكو تلقت تأكيدات من صربيا بشأن عدم توريدها أسلحة إلى أوكرانيا".

وقال الكرملين الروسي، في وقت سابق، إن انعدام الثقة بين روسيا وأوكرانيا واضح.

وأضاف الكرملين :"من المؤكد أن القمة الروسية الأمريكية ستكون مطلوبة من كلا البلدين في مرحلة معينة".

قالت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق، إنها قامت بصد 11 هجوما أوكرانيا من بلدة جريشينو بدونيتسك كانت تهدف لتحرير قوات محاصرة.

وأضافت :" قواتنا سيطرت على بلدة أوسبينكوفا بمنطقة زابوريجيا".

وقال كارستن بروير، رئيس الأركان الألماني، إن على روسيا ألا تظن أبدا أنها قادرة على الانتصار في حرب ضد حلف الناتو أو أي من حلفائه.

ويأتي ذلك التصريح في إطار التصعيد بين روسيا وأوكرانيا من جانب ومع أوروبا وحلف الناتو من جانب آخر.

وقال فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، إن بلاده تتجه بثقة نحو عضوية الاتحاد الأوروبي.

وأضاف :"نتوقع إجراءات حاسمة من الاتحاد الأوروبي للتغلب على عقبات الانضمام".

وأكد الجيش الأوكراني، في وقت سابق، أنهم يعملون على زيادة مجموعاتهم الهجومية لمواجهة القوات الروسية.

وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني، في وقت سابق، إن أوكرانيا تعمل على تعزيز دفاعاتها في منطقة بوكروفسك.

وأشارت السلطات الأوكرانية إلى أن روسيا شنّت هجوماً كبيراً على منشآت طاقة في مناطق عدة.

وقال الكرملين الروسي إن المعلومات عن استعداد فرنسا لإرسال قوات لأوكرانيا مثيرة للقلق، على حد تعبير البيان الروسي.

وقال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إنهم يأملون أن يظل ترامب ملتزما بتسوية الصراع في أوكرانيا استنادا لقمة ألاسكا.

واضاف :"توسع الناتو لم يتوقف لحظة رغم كل الالتزامات".

مقالات مشابهة

  • أمريكا تؤيد استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا
  • الدفاع الروسية: استهدفنا مرافق النل التي تستخدمها القوات الأوكرانية
  • أوكرانيا: الهجمات الروسية ألحقت أضرارا بالعديد من منشآت الطاقة
  • أوربان: الولايات المتحدة وهنغاريا فقط من يدعم السلام في أوكرانيا
  • دبلوماسي روسي سابق: سقوط بوكروفسك وكوبيانسك قد يغير موازين الحرب في أوكرانيا
  • رئة الأرض في خطر.. غابات العالم مهددة لهذا السبب | ماذا يحدث؟
  • روسيا: تصدينا لـ11 هجوما أوكرانيا لتحرير قوات محاصرة
  • مسؤول استخباري أميركي سابق للجزيرة نت: تجربتا كوبا وبنما قد تردعان ترامب مع فنزويلا
  • دبلوماسي أمريكي سابق: مصير اليمن بات رهينة تباين أجندات السعودية والإمارات وإيران (ترجمة خاصة)
  • الدفاع الروسية: استهدفنا البنية التحتية للطاقة والنقل في أوكرانيا