2025 يقترب من تسجيل أحد أكثر الأعوام حرارة عبر التاريخ
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
أفادت بيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، أن شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025، كان ثالث أشد شهر حرارة على مستوى العالم على الإطلاق، في حين توقعت مع المنظمة الدولية للأرصاد الجوية أن يكون عام 2025 ثاني أو ثالث الأعوام الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات.
وسجل شهر أكتوبر/تشرين الأول متوسط درجة حرارة الهواء السطحي 15.
وتقول خدمة كوبرنيكوس، إن عام 2025 من المؤكد تقريبا، أنه سينتهي باعتباره ثاني أو ثالث الأعوام الأكثر حرارة على الإطلاق، وربما يكون متعادلا مع عام 2023، ثاني أكثر الأعوام دفئا حاليا، وخلف عام 2024، العام الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات.
وحسب كوبرنيكوس، تعكس هذه النتائج "تسارع وتيرة تغير المناخ"، الذي يرفع درجات الحرارة العالمية، إذ يُطلق حرق الوقود الأحفوري غازات دفيئة تحبس الحرارة في الغلاف الجوي. كما يُقلل الاحتباس الحراري من الغطاء السحابي المنخفض، مما يُسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وكان شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025 أبرد بمقدار 0.16 درجة مئوية فقط من الشهر نفسه، الذي كان الأكثر دفئًا على الإطلاق في عام 2023، وأبرد بمقدار 0.11 درجة مئوية من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024.
كما كان الشهر أعلى بمقدار 1.55 درجة مئوية من متوسط درجات الحرارة المُقدّر للفترة ما بين 1850و1900، المُستخدم لتحديد مستوى ما قبل العصر الصناعي. وهذا يجعله أول شهر تتجاوز فيه درجات الحرارة 1.50 درجة مئوية منذ أبريل/نيسان 2025.
وفي حين أن عام 2025 برمته قد لا يصل إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية، فمن المرجح أن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية للفترة ما بين 2023 و2025 معدل 1.5 درجة مئوية.
إعلانووفقا لكوبرنيكوس، فإن هذا سيجعله أول متوسط لثلاث سنوات يصل إلى هذا المستوى منذ بدء تسجيلات الطقس، وهي فترة زمنية تُعرف باسم "الفترة الآلية" التي بدأت في القرن 18 عندما بدأ جمع معلومات المناخ باستخدام الأدوات العلمية.
وتكمن أهمية 1.5 درجة مئوية في أنها عتبة حرجة لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، حيث إن تجاوز هذا الحد يزيد بشكل كبير من مخاطر الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر، مما قد يؤدي إلى أزمات عالمية.
وتعتبر درجة 1.5 مئوية هدفا أساسيا في اتفاق باريس للمناخ، الذي يهدف إلى الحد من ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وتقول سامانثا بورجيس، المسؤولة الإستراتيجية لشؤون المناخ في كوبرنيكوس: "نحن الآن في العقد الذي من المرجح أن نتجاوز فيه حد 1.5 درجة مئوية، مما يسلط الضوء على الوتيرة المتسارعة لتغير المناخ والحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات".
وكانت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية قد أكدت بدورها في آخر حديث عن حالة المناخ العالمي استمرار السلسلة المُقلِقة لدرجات الحرارة الاستثنائية في عام 2025، والذي يتجه إلى أن يكون ثاني أو ثالث الأعوام الأعلى حرارة على الإطلاق منذ بدء التسجيل.
وأكدت المنظمة أنه خلال الفترة من 2015 إلى 2025، فإن كل عام من الأعوام الـ11 الماضية كان -على حدة- العام الأحر منذ بدء تسجيل درجات الحرارة قبل 176 عاما، في حين كانت الأعوام الثلاثة الأخيرة هي الأحر على الإطلاق.
وذكر التحديث أن الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة حتى أغسطس/آب 2025، من الأمطار والفيضانات المدمرة إلى الحرارة الشديدة وحرائق الغابات كانت لها آثار متتالية على حياة الناس وسبل عيشهم والنظم الغذائية.
تقول البروفيسورة سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "هذه السلسلة غير المسبوقة من درجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب الزيادة القياسية في مستويات غازات الاحتباس الحراري العام الماضي، توضح أن الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية دون تجاوز هذه العتبة لبعض الوقت سيكون مستحيلاً تقريباً في السنوات القليلة المقبلة".
وتأتي هذه البيانات في وقت يعقد فيه مؤتمر المناخ العالمي في البرازيل، الذي يسلّط المؤتمر الضوء على الجهود المبذولة للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
كما ينتظر أن يكشف عن خطط مناخ وطنية جديدة، ويقيّم التقدم المحرز في الالتزامات المالية الأساسية التي تم التعهّد بها في مؤتمر المناخ الـ 29، الذي عقد العام الماضي في العاصمة الأذربيجانية باكو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات طقس شهر أکتوبر تشرین الأول الاحتباس الحراری الحرارة العالمیة درجات الحرارة منذ بدء تسجیل على الإطلاق درجة مئویة عام 2025
إقرأ أيضاً:
خبراء مناخ: العودة إلى هدف 1.5 درجة مئوية مازال ممكنا
تشير دراسة تقييمية جديدة إلى أنه لا يزال هناك فرصة للعالم لتجنب أسوأ عواقب انهيار المناخ والعودة إلى هدف 1.5 درجة مئوية إذا اتخذت الحكومات إجراءات منسقة بشأن انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وجاء في دراسة نشرها مركز "تحليلات المناخ" (climate analytics)، أن أهداف الحكومات غير كافية وتحتاج إلى مراجعة سريعة، والتوسع السريع في استخدام الطاقة المتجددة والكهرباء في القطاعات الرئيسية، بما فيها النقل والتدفئة والصناعة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ما الغازات المسببة للاحتباس الحراري؟list 2 of 4الاحتباس الحراري يقلّص امتصاص النباتات والتربة للكربونlist 3 of 4دراسة: المحيطات تفقد اخضرارها بسبب الاحتباس الحراريlist 4 of 4حرارة المحيطات العميقة تحدد تعافي كوكبنا من الاحتباس الحراريend of listومن المقرر أن يجتمع زعماء العالم في بيليم، وهي مدينة صغيرة قرب مصب نهر الأمازون في البرازيل، اليوم الخميس وغدا، لمناقشة أزمة المناخ العالمية، قبل بدء فعاليات مؤتمر المناخ العالمي التابع للأمم المتحدة "كوب 30" (Cop 30) يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وإلى غاية 21 منه.
وتجاوزت درجات الحرارة فعلا عام 2024 الحد الأقصى البالغ 1.5 درجة مئوية للاحتباس الحراري العالمي فوق مستويات ما قبل الصناعة، والذي حُدد في اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
وكان تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، هذا الأسبوع، قد أكد أن الخطط الحالية التي نشرتها الحكومات الوطنية يمكنها أن تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار يتراوح بين 2.3 درجة مئوية و2.5 درجة مئوية.
وحسب خبراء وعلماء المناخ، فإن الوصول إلى هذا المستوى، سيؤدي إلى زيادة هائلة في الطقس المتطرف وأضرار مدمرة لبعض النظم البيئية والطبيعية الرئيسية في العالم.
وتقول مجموعة باحثي مركز تحليل المناخ، إن خارطة الطريق التي وضعوها يمكن أن تضمن ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.7 درجة مئوية قبل عام 2050.
ويرون أنها يمكن أن تنخفض إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري واستخدام تقنيات إزالة الكربون لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
ويدرك العلماء خطورة الوصول إلى عدة نقاط تحول مناخية رئيسية، مثل ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند، واحتمال تحول غابات الأمازون المطيرة من خزان للكربون إلى مصدر لإطلاق الكربون في الغلاف الجوي، وانهيار الشعاب المرجانية، والتي قد تنجم عن ازدياد درجة حرارة الأرض.
إعلانوليس من الواضح، ما درجات الحرارة التي قد تحدث عندها هذه النقاط، إذ إن كل جزء من الدرجة من الاحترار يُشكل خطرًا. ووفقا لدراسة حديثة، ربما تم الوصول فعلا إلى نقطة تحول رئيسية، وهي ابيضاض الشعاب المرجانية في البحار والمحيطات الدافئة.
ويقول بيل هير، الرئيس التنفيذي لشركة تحليلات المناخ: "إن تجاوز 1.5 درجة مئوية يُعدّ فشلا سياسيا ذريعا، وسيُفاقم الأضرار ويُعرّضنا لنقاط تحول كان من الممكن تجنّبها لولا ذلك. لكن هذه الخريطة تُظهر أنه لا يزال بإمكاننا خفض الاحترار إلى ما دون 1.5 درجة مئوية بكثير بحلول عام 2100".
ويؤكد أنه "يتعين علينا أن نبذل كل ما في وسعنا للحد من أي وقت نقضيه فوق عتبة الأمان هذه لتقليل مخاطر الأضرار المناخية غير القابلة للإصلاح، والدمار الذي قد يحدث من عبور نقاط التحول".
وفي مؤتمر الأطراف الـ30، الذي تحتضنه البرازيل، يُتوقع من جميع الدول تقديم خطط مناخية وطنية بموجب اتفاقية باريس لعام 2015 تُعرف باسم "المساهمات المحددة وطنيًا".
وتهدف هذه الخطط إلى تحديد أهداف خفض انبعاثات الكربون والتدابير اللازمة لتحقيقها. لكن أقل من نصف الدول قدّمت مساهماتها المحددة وطنيًا قبل مؤتمر الأطراف الثلاثين، والعديد من تلك التي تم إعدادها غير كافية.
وخلص تحليل أجراه برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن المساهمات المحددة وطنيا الحالية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة العالم بنحو 2.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، وقد يرتفع هذا إلى 2.8 درجة مئوية، وهو مستوى من شأنه أن يؤدي إلى تغييرات لا رجعة فيها.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن المساهمات المحددة وطنيا الحالية من شأنها أن تصل إلى خفض انبعاثات الكربون بنحو 10% فقط بحلول عام 2035.
وفقًا لمركز تحليلات المناخ، يجب خفض الانبعاثات العالمية بنحو الخُمس بحلول عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 2019، وبنسبة 11% سنويًا بحلول عام 2030 للحد من الاحترار العالمي إلى 1.7 درجة مئوية، كما يتحتم خفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2035.
ويقول نيل غرانت، الخبير الأول في المركز إنه في السنوات الخمس الماضية ضاع وقت ثمين في هذا العقد الحاسم من العمل المناخي.
ويشير في المقابل إلى أن هذه الفترة شهدت أيضا ثورة في مصادر الطاقة المتجددة والبطاريات، مؤكدا أن الاستفادة من هذه الرياح المواتية يمكن أن تُسهم في تعزيز مستقبل البشرية في مجال الطاقة النظيفة، وتعويض الوقت الضائع، بحسب تقديره.