تشهد ولايات دارفور وكردفان في السودان تدهورًا متسارعًا في الأوضاع الإنسانية، مع استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات منظمات دولية من كارثة وشيكة تهدد ملايين المدنيين في ظل غياب أي مؤشرات لنجاح جهود الهدنة المنتظرة.

مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان: الهدنة الإنسانية المقترحة فرصة لوقف القتالوزير الخارجية ونظيره الروسي يؤكدان دعم وحدة السودان ورفض أي كيانات موازيةتصاعد الهجمات واستمرار العمليات العسكرية

قال محمد إبراهيم، مراسل "القاهرة الإخبارية" من السودان، إن الأوضاع الإنسانية في السودان تتدهور بشكل خطير، خاصة في إقليم دارفور ومدينتي الفاشر والطويلة، في ظل استمرار القتال وغياب أي بوادر حقيقية لوقف إطلاق النار.

وأضاف أن المدنيين في مدينة الفاشر يعيشون ظروفًا مأساوية، حيث أكد شهود عيان أن قوات الدعم السريع منعت السكان من مغادرة المدينة، فيما يواجه من تمكن من الخروج مخاطر كبيرة أثناء النزوح نحو المناطق المجاورة. 

نزوح جماعي ومعاناة المدنيين في الفاشر والطويلة

وأوضح أن عدد النازحين الذين فروا من إقليم دارفور تجاوز 10 آلاف شخص، اتجه معظمهم إلى منطقة الدبة في شمال السودان، بينما لجأ آخرون إلى منطقة الطويلة التي تبعد نحو 50 كيلومترًا عن الفاشر.

وأشار مراسل القاهرة الإخبارية إلى أن هناك معلومات عن بقاء أعداد كبيرة من كبار السن داخل مدينة الفاشر، غير قادرين على المغادرة بسبب تدهور حالتهم الصحية وغياب الرعاية الطبية، مؤكدًا أن الوضع الإنساني هناك يوصف بالكارتثي بكل المقاييس.

وأكد إبراهيم أن الاشتباكات المسلحة ما زالت محتدمة في دارفور وكردفان، حيث استُهدفت عدة مناطق بطائرات مسيرة خلال الأيام الماضية، موضحًا أن الجيش السوداني تصدى لهجوم بمسيرتين في مدينة الأبيض، كما اعترض سربًا من المسيرات في سماء أم درمان، في مؤشر على تصاعد العمليات العسكرية رغم الدعوات الدولية للتهدئة.

وأضاف أن الحديث عن هدنة إنسانية مرتقبة لا يزال يواجه عقبات كبيرة في ظل تبادل الاتهامات بين الجيش والدعم السريع بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تحذر من كارثة إنسانية وشيكة، مع استمرار انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية عن المدن المحاصرة.

واختتم محمد إبراهيم بالقول إن المشهد الميداني في السودان يتجه نحو مزيد من التعقيد، فبينما تتكثف المساعي الدولية لإقرار هدنة إنسانية، يبدو أن الواقع على الأرض يسير في اتجاه تصعيد جديد، مما يزيد من معاناة ملايين المدنيين العالقين وسط القتال.

طباعة شارك السودان قوات الدعم السريع القاهرة الإخبارية الفاشر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السودان قوات الدعم السريع القاهرة الإخبارية الفاشر

إقرأ أيضاً:

فرار عشرات الآلاف.. الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية متصاعدة في دارفور

حذّر نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، الأربعاء، من تدهور إنساني خطير في ولاية شمال دارفور بالسودان، مع استمرار موجات النزوح الجماعي عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الأسبوع الماضي، وسط تقارير متزايدة عن انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.

وقال حق، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تكثّف جهودها الميدانية لتقديم المساعدات للمدنيين الذين يفرّون من أعمال العنف المتصاعدة في المنطقة.

وأضاف: «نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن عمليات إعدام ميدانية، وعنف جنسي، وإذلال، وابتزاز، وهجمات انتقامية تستهدف السكان المدنيين».

الولايات المتحدة تُسرّع المفاوضات لطرح مشروع «قوة دولية في غزة» للتصويت خلال أسبوعينالولايات المتحدة تلغي رحلات جوية بـ 40 مطارًا رئيسيًا لاستمرار الإغلاق الحكومي الفيدراليترامب يعلن عن مقاطعته لقمة العشرين في جنوب أفريقيا.. ما السبب؟اول مسلمة في منصب نائب حاكم ولاية فرجينيا.. من هي غزالة هاشمي؟

ووفقاً لتقارير منظمة الهجرة الدولية، فقد نزح نحو 82 ألف شخص من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها منذ السادس والعشرين من أكتوبر الماضي، متجهين نحو مدينة طويلة المجاورة، التي تستضيف أصلاً مئات الآلاف من النازحين منذ اندلاع القتال في الإقليم خلال الأشهر الماضية.

كما حذّرت وكالة الأمم المتحدة للحقوق الإنجابية من أن النساء والفتيات يتعرضن لعمليات اغتصاب واختطاف وعنف مفرط أثناء محاولتهن الفرار من مناطق القتال، في وقت وصلت فيه إلى مدينة طويلة أعداد كبيرة من المصابين، قُدّر عددهم بنحو 1300 شخص أصيبوا بأعيرة نارية خلال محاولاتهم الهرب من الفاشر.

ودعا حق جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري للأعمال العدائية والالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي، مشدداً على ضرورة تأمين سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وتسهيل وصول المساعدات دون عوائق.

وفي السياق، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن تشاد تستضيف حالياً ما يزيد على 1.4 مليون لاجئ، معظمهم من إقليم دارفور، محذّرة من احتمال تدفق المزيد من النازحين عبر الحدود مع تصاعد القتال، مما يزيد الضغط على المجتمعات المحلية المضيفة ومواردها المحدودة.

يرى مراقبون أن الأوضاع في دارفور تنذر بعودة الإقليم إلى دوامة العنف الشامل التي شهدها مطلع الألفية، إذ تتداخل الصراعات العرقية والمنافسات على الموارد مع الصراع السياسي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ويشير محللون إلى أن السيطرة على الفاشر — آخر كبرى مدن الإقليم التي كانت تحت سيطرة الجيش — تمثل تحوّلاً ميدانياً خطيراً قد يغيّر موازين القوى في الصراع السوداني.

كما حذرت منظمات إنسانية من أن استمرار القتال وعرقلة وصول المساعدات قد يؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق خلال الأشهر المقبلة، في ظل انهيار الخدمات الصحية وشحّ الإمدادات الغذائية والطبية. وتدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تعبئة عاجلة للموارد ودعم خطة الاستجابة الإنسانية للسودان التي لم يُموّل منها حتى الآن سوى جزء ضئيل لا يتجاوز 35%.

طباعة شارك الأمم المتحدة السودان دارفور النزوح الجماعي الفاشر

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعترض هجوما لقوات الدعم السريع
  • الأزمة الإنسانية تتفاقم في دارفور وسط استمرار القتال ومخاوف من انهيار الهدنة المرتقبة
  • البرهان في اول تصريحات بعد مقترح الهدنة الاميركي يتوعد دول البغي والاستكبار ويعلن استمرار القتال لدحر الدعم السريع
  • الإمارات تتحدث عن الهدنة الإنسانية ووقف اطلاق النار في السودان وتتجاهل اتهام الدعم السريع صراحة بجرائم الفاشر
  • صور الأقمار الصناعية في مدينة الفاشر تكشف عن مقابر جماعية بعد سيطرة الدعم السريع
  • الأمم المتحدة: الدعم السريع تنفذ انتهاكات جسيمة ضد الإنسانية في السودان
  • قوات الدعم السريع: وافقنا على الهدنة الإنسانية في السودان للسماح بوصول المساعدات
  • الدعم السريع يتقهقر في دارفور وسط معاناة إنسانية
  • فرار عشرات الآلاف.. الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية متصاعدة في دارفور