جوجل تدمج الذكاء الاصطناعي مباشرة في متصفح كروم
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
تواصل شركة جوجل توسيع حدود الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، وهذه المرة جاء الدور على متصفح كروم، الذي حصل على تحديث جديد يُضيف اختصارًا مميزًا لوضع الذكاء الاصطناعي مباشرة في صفحة علامة التبويب الجديدة، في خطوة تمثل تحولًا جذريًا في طريقة تصفح المستخدمين للويب.
التحديث الذي بدأ طرحه مؤخرًا في الولايات المتحدة على نظامي أندرويد وiOS، يُظهر أيقونة جديدة أسفل شريط البحث في واجهة كروم، تتيح للمستخدمين التفاعل مع الذكاء الاصطناعي من جوجل بطريقة أكثر سلاسة وسرعة من أي وقت مضى.
وبحسب بيان رسمي من الشركة، قالت جوجل إن الميزة الجديدة ستمكن المستخدمين من طرح أسئلة أكثر تعقيدًا ومتعددة الأجزاء، كما تتيح لهم التعمق في الموضوعات من خلال أسئلة متابعة وروابط ذات صلة يتم اقتراحها تلقائيًا بواسطة النظام الذكي. بهذه الطريقة، يتحول البحث من عملية استعلام بسيطة إلى محادثة تفاعلية ذكية يستطيع فيها المستخدم الحصول على فهم أعمق وأسرع لأي موضوع.
وأعلنت جوجل أن هذا الاختصار الذكي سيُطرح قريبًا في أكثر من 160 دولة حول العالم، ضمن خطة توسّع تدريجية تشمل دعم لغات جديدة مثل الهندية والإندونيسية واليابانية والكورية والبرتغالية، تمهيدًا لوصوله إلى ملايين المستخدمين خلال الأشهر القادمة. هذه الخطوة تأتي لتؤكد رؤية الشركة في جعل الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في كل منتجاتها اليومية، وليس مجرد أداة إضافية.
تاريخيًا، قدّمت جوجل هذا الوضع لأول مرة في مارس الماضي ضمن برنامج Google Labs التجريبي، حيث أتاح للمستخدمين تجربة قدرات البحث الذكي داخل بيئة محدودة. ومع النجاح الكبير الذي حققه البرنامج التجريبي، قررت الشركة توسيع التجربة تدريجيًا لتشمل نطاقًا أوسع من المستخدمين. وفي مؤتمر Google I/O 2025، أعلنت رسميًا إتاحة وضع الذكاء الاصطناعي في كروم لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة، كخطوة أولى نحو دمجه الكامل في المتصفح.
ومنذ ذلك الإعلان، تعمل جوجل بوتيرة متسارعة لإطلاق هذا التحديث في مختلف الأسواق، حيث ترى الشركة أن مستقبل التصفح يجب أن يكون مدعومًا بالذكاء الاصطناعي القادر على فهم نوايا المستخدم وليس مجرد كلمات البحث التي يكتبها. فبدلًا من تصفح عشرات الصفحات للحصول على المعلومة، أصبح بإمكان المستخدم الاكتفاء بسؤال واحد لتحصل خوارزميات جوجل على الإجابة الدقيقة، مدعومة بروابط ومصادر موثوقة.
هذه التغييرات لا تمثل فقط تحديثًا شكليًا، بل تعكس تحولًا استراتيجيًا في طريقة تعامل جوجل مع الإنترنت. فالشركة تراهن على أن دمج الذكاء الاصطناعي في أدواتها اليومية – مثل كروم وخرائط جوجل وبحث جوجل نفسه – سيعيد تعريف تجربة المستخدم ويجعلها أكثر تفاعلية وسرعة ودقة.
ويُتوقع أن يكون هذا التحديث مقدمة لسلسلة من التحسينات القادمة في نظام Android 15 ومتصفح كروم على أجهزة الكمبيوتر، حيث تعمل الشركة على دمج واجهات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق ليتحول المتصفح إلى مساعد رقمي متكامل.
ورغم أن بعض المستخدمين أبدوا تحفظهم بشأن الخصوصية وطبيعة البيانات التي قد يجمعها وضع الذكاء الاصطناعي، تؤكد جوجل أن جميع التفاعلات تتم وفق سياسات أمان صارمة، وأنها تُعطي المستخدمين خيار التحكم الكامل في البيانات المجمعة وحذفها في أي وقت.
بهذا التحديث، تضع جوجل نفسها في صدارة سباق التفاعل الذكي بين الشركات التقنية الكبرى، منافسةً مباشرة مع مايكروسوفت التي دمجت بالفعل المساعد الذكي Copilot في متصفح Edge، ومع أبل التي بدأت مؤخرًا اختبار دمج الذكاء الاصطناعي في نظام iOS 19.
ويبقى الهدف النهائي لجوجل هو جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا طبيعيًا من تجربة التصفح اليومية، بحيث لا يحتاج المستخدم للانتقال بين تطبيقات وأدوات مختلفة، بل يجد كل ما يحتاجه – من بحث ومساعدة ومعلومات – في مكان واحد هو متصفح كروم.
ومع هذا التوجه، يبدو أن عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا في إعادة تعريف الإنترنت، حيث لن يكتفي المستخدم بتصفح الصفحات، بل سيتفاعل معها ويُنشئ حوارات مع الذكاء الاصطناعي مباشرة داخل المتصفح نفسه، لتبدأ مرحلة جديدة من التصفح الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی متصفح کروم
إقرأ أيضاً:
جوجل تُحدث ثورة في تجربة الملاحة.. Gemini يحل محل المساعد الصوتي في خرائط جوجل
في خطوة جديدة تعكس طموح جوجل في تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في حياة المستخدم اليومية، أعلنت الشركة رسميًا عن استبدال مساعدها الصوتي التقليدي بـ Gemini في جميع تطبيقاتها، ليكون تطبيق خرائط جوجل أحدث منصة تنضم إلى هذا التحديث الذكي.
التغيير لا يقتصر على استبدال المساعد فحسب، بل يقدم تجربة تفاعلية أكثر طبيعية وسلاسة أثناء القيادة أو التنقل، دون الحاجة لاستخدام اليدين أو مقاطعة المستخدم لأنشطته.
فبدلًا من الأوامر الصوتية الروتينية التي اعتادها المستخدمون، أصبح بإمكانك الآن التحدث مع Gemini وكأنه شخص حقيقي يفهم السياق ويواصل الحوار بسلاسة. على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يسأل: "هل يوجد مطعم ياباني اقتصادي على بُعد بضعة كيلومترات؟" ليُجيب Gemini بسرعة، ثم يتابع المستخدم بسؤال آخر مثل: "هل يوجد موقف سيارات في هذا المطعم؟" أو "ما هي الأطباق المميزة هناك؟"، لتستمر المحادثة بشكل طبيعي دون الحاجة لإعادة تشغيل الأمر أو فتح تطبيق جديد.
وبمجرد أن يُحدد المستخدم وجهته، يمكنه ببساطة أن يقول: "لنذهب إلى هناك"، ليتولى Gemini تشغيل نظام التوجيه مباشرة، مع عرض الطريق الأمثل وتحديد المعالم المحيطة. هذا التطور يعزز تجربة المستخدم بشكل كبير، خصوصًا أثناء القيادة، حيث يُمكن تنفيذ الأوامر بدون لمس الهاتف إطلاقًا.
كما يمكن للمستخدمين الاستفادة من Gemini لأداء مهام جانبية أثناء التنقل دون مغادرة التطبيق، مثل إضافة مواعيد أو أحداث إلى التقويم، في حال منح الأذونات المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، أصبح بإمكان السائقين الإبلاغ عن المشكلات على الطرق بمجرد التحدث، عبر عبارات بسيطة مثل: "هناك فيضان في الطريق" أو "أرى حادثًا أمامي". هذه البيانات تُستخدم لتحسين دقة تحديثات حركة المرور وتنبيهات السلامة للمستخدمين الآخرين في المنطقة.
وأكدت جوجل أن ميزة Gemini في خرائط جوجل ستُطرح تدريجيًا خلال الأسابيع القادمة لمستخدمي Android وiOS حول العالم، على أن تتوسع لاحقًا لتشمل نظام Android Auto داخل السيارات الذكية، ما سيجعل التجربة أكثر تكاملًا بين الهاتف ولوحة القيادة.
وفي الولايات المتحدة، تقدم جوجل تجربة أكثر تقدمًا من خلال تحسينات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في الإرشادات الصوتية. فبدلًا من التعليمات الجافة مثل "انعطف يسارًا بعد 500 قدم"، أصبح Gemini يقول: "انعطف يسارًا بعد مطعم Thai Siam"، فيربط الاتجاه بمعلم بارز يسهل على المستخدم تمييزه أثناء القيادة. كما ستظهر هذه المعالم على الخريطة بشكل مرئي لمزيد من الدقة والراحة.
إضافة إلى ذلك، سيقوم التطبيق بإخطار المستخدم تلقائيًا بأي أعطال أو ازدحامات على الطرق حتى في حال عدم تشغيل الملاحة، وهي ميزة متاحة الآن لمستخدمي Android فقط، مع توقع توسعها لاحقًا لمزيد من الأنظمة.
وفي تحديث آخر مرتقب، سيُتاح قريبًا استخدام ميزة Lens مع Gemini داخل تطبيق الخرائط على نظامي Android وiOS. تتيح هذه الخاصية التفاعل البصري مع البيئة المحيطة، إذ يمكن للمستخدم النقر على أيقونة الكاميرا في شريط البحث، وتوجيه الهاتف نحو موقع أو مبنى، ثم طرح أسئلة مثل: "ما هذا المكان؟" أو "لماذا يُعد مشهورًا؟" ليُجيب Gemini استنادًا إلى البيانات والصور المتاحة في قاعدة معلومات جوجل.
بهذه الخطوة، تُعيد جوجل تعريف مفهوم الخرائط الذكية من مجرد أداة توجيه إلى مساعد تفاعلي متكامل يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي في فهم السياق وتحليل البيانات اللحظية. ويمثل دمج Gemini في خرائط جوجل مرحلة جديدة من التطور التكنولوجي، حيث يتحول التطبيق إلى منصة تتفاعل مع المستخدم بذكاء بشري شبه كامل، تمهد لعصر جديد من الملاحة الذكية والتفاعل الصوتي القائم على الفهم الحقيقي للغة الطبيعية.
وبينما يتوقع أن تصل هذه الميزة تدريجيًا إلى المستخدمين خلال الأسابيع المقبلة، يرى خبراء التكنولوجيا أن جوجل تُمهّد بهذه الخطوة لمستقبل تُصبح فيه تطبيقاتها أكثر استقلالية وذكاءً، قادرة على دعم المستخدم ليس فقط بالمعلومات، بل بالمحادثة والتفاعل والفهم التام لاحتياجاته لحظة بلحظة.