جريدة الوطن:
2025-12-09@16:56:00 GMT

نقاط على حروف الوطن

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

نقاط على حروف الوطن

الأيَّام التاريخيَّة في حياة الأُمم والشعوب تُمثِّل قدسيَّة في الذَّاكرة الوطنيَّة والهُوِيَّة والثقافة. ولا شكَّ أنَّ الاحتفاء بتلك الرمزيَّة إنَّما هو تتويجٌ لأهمِّيتها التاريخيَّة، وشحْذٌ لِلْهِمَم المُتجدِّدة، وارتقاءٌ بروح المواطنة، واعتزازٌ بالأوطان، حيث عاشت الأُمم تضحِّي من أجْلِ حياضها ومقدَّساتها، فرحمَ اللهُ باني نهضة عُمان الحديثة السُّلطان قابوس ـ طيَّب الله ثراه ـ وعاش جلالة السُّلطان هيثم ـ أيَّده الله ـ لإكمال هذه المَسيرة الظَّافرة على دروب الخير والنَّماء والسَّلام والاستقرار.


ستظلُّ عُمان هي البوصلة الَّتي تُحدِّد الاتِّجاه، واتِّجاه البوصلة نَحْوَ الأهداف الوطنيَّة المقدَّسة لا شكَّ يتطلب الفِكر والجهد والإخلاص والمثابرة من أجْلِ رفعة عُمان، وهذا يتجلَّى في العقيدة الوطنيَّة الَّتي يحتاجها الوطن في كُلِّ زمان، وأبناء عُمان أثبتوا تمسُّكهم بتلك العقيدة الوطنيَّة الراسخة في مختلف الأوقات الحرجة الَّتي مرَّت على هذا الوطن وهُمْ دائمًا على قدر التحدِّيات والآمال المعقودة.
الحوار الوطني بَيْنَ الوطن والمواطن أو بَيْنَ القيادات الوطنيَّة والشَّعب هو هدفٌ رئيسٌ يحمل تطلُّعات القائد، وقَدْ كانت توجيهاته مركزةً على هذا الجانب لِمَا يحمل من أهداف وطنيَّة سامية، ويبقى الحوار يحمل أبعادًا مُهمَّة في مَسيرة العمل الوطني العُماني.
قبل أيَّام قليلة احتفى مجلس عُمان بانعقاد جلسته الأولى للدَّوْرة العاشرة برئاسة المقام السَّامي ـ حفظه الله ـ وبحضور أعضاء مجلسَي الدَّولة والشورى، وأسدَى عاهل البلاد المُفدَّى توجيهاته الكريمة، وتأتي تلك التوجيهات السَّديدة في ظلِّ تطلُّعاتٍ موازية لرؤية وطنيَّة تحمل على عاتقها مستقبل عُمان وهي رؤية «عُمان 2040». وهنا تبرز أهمِّية التَّماهي بَيْنَ وحدة متابعة تنفيذ رؤية «عُمان 2040» ومجلسَي الدَّولة والشورى، وتحقيق شراكة نموذجيَّة عَبْرَ لجان متابعة في مجلس عُمان؛ وذلك لترجمة تلك الأهداف الوطنيَّة، وتفعيل حالة من التوازن مع الرؤية في مَسيرة المجلسَيْنِ، والانتقال العملي الدَّقيق في كُلِّ دَوْرة من دَوْرات مجلس عُمان، وهذا يتطلب ضخَّ عصارة الفِكر والجهد في سبيل تقديم هذه الأمانة الوطنيَّة، وحمْل هموم الوطن بمشاركة وطنيَّة واسعة، وتوظيف الحوارات الوطنيَّة كرافعة مُعزِّزة للفِكر الوطني بحوار وطني حقيقي يستقطب الكوادر النخبويَّة من أبناء المُجتمع، وليس على طريقة تحصيل حاصل، كما أنَّ الدَّوْر الأساس الرقابي والتشريعي يحمل أهمِّية قصوى تعتمد عَلَيْه عُمان في تجلِّياتها الوطنيَّة.
الجهاز التنفيذي للدَّولة والأمانة الكبرى بأن تكُونَ عين الله والوطن متجسِّدة في تلك الأمانة والَّتي تستوجب من كُلِّ عضوٍ عامل في هذا الوطن تلك القِيَم والمعاني الوطنيَّة النبيلة الَّتي تقدِّم عُمان نَحْوَ المستقبل المُشرِق بعون الله.
الجهاز الأمني والعسكري هو ـ بلا شك ـ مركز الثقل الوطني الَّذي تعوِّل عَلَيْه السَّلطنة والَّذي يحظى بإشرافٍ ومتابعة كريمة من المقام السَّامي ـ أيَّده الله ـ والحمدلله أنَّ سِمة الأمن والأمان والاستقرار من أعظم المكرمات الَّتي وهَبَها الله هذا البلد العزيز، ونسأله سبحانه أن يتمَّ نعمته عَلَيْنا وعلى أشقَّائنا في كُلِّ البلاد العربيَّة والإسلاميَّة والإنسانيَّة جمعاء.
الصُّورة الخارجيَّة المُشرِّفة الَّتي سجَّلتها عُمان ما زالت هي الرافعة الكبرى وفرس الرهان الَّتي وضعت الثِّقة الدوليَّة في السَّلطنة، وقَدْ أثبتت عُمان عامًا بعد عام أحقيَّتها بتلك الثِّقة العالَميَّة، وهذه السِّياسة الخارجيَّة العُمانيَّة المؤسَّسة على المبادئ الإنسانيَّة قدَّمت إضاءاتها ورسالتها للعالَم أجمع. حفظ الله عُمان في يومها المَجيد يوم الثامن عشر من نوفمبر في ذكرى (53) عامًا على النَّهضة العُمانيَّة المباركة، وحفظ الله أبناء عُمان وجعلهم نموذجًا وقدوةً يتشرف بهم هذا الوطن المعطاء في كُلِّ زمان ومكان، كُلُّ عامٍ وعُمان بخير بإذن الله.
خميس بن عبيد القطيطي
[email protected]

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

العرادة يتهم الانتقالي بالتصرف خارج الإجماع الوطني ومنح الحوثيين الفرصة

قال عضو مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إن التصرفات خارج الإجماع الوطني تتيح فرصة لجماعة الحوثي باستغلال الأوضاع لتعزيز نفوذها، وتقويض الجهود الوطنية والأممية المبذولة في كل المسارات، في إشارة لتصعيد الانتقالي في المحافظات الشرقية لليمن.

 

وجاء تعليق العرادة المنشور في وكالة سبأ الحكومية خلال اتصال مرئي مع سفراء فرنسا وبريطانيا، ويعد أول موقف من عضو في مجلس القيادة الرئاسي حول تصعيد الانتقالي الأخير، ويتسق مع تصريحات رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي يوم أمس لنفس السفراء.

 

وقال العرادة إن الوضع الحالي يتطلب مضاعفة الجهود الدولية لدعم القيادة السياسية برئيس مجلس القيادة رشاد محمد العليمي والحكومة بما يسهم في حماية السلم الاجتماعي، ومنع أي خطوات قد تهدد وحدة الجبهة الداخلية، أو تعرقل جهود استعادة الدولة ومؤسساتها.

 

وأشار العرادة إلى أن أي مسار سياسي داخلي أو خارجي يجب أن يلتزم التزاماً كاملاً بالمرجعيات الثلاث الأساسية المتوافق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216، باعتبارها الأساس الذي يضمن الوصول إلى حل عادل ومستدام، ويحفظ لليمن مكانته واستقراره.


مقالات مشابهة

  • عهدٌ.. يا قلبًا على هذا الوطن
  • مجلس شبوة الوطني يذكر بأحداث الماضي ويندد بالتصعيد
  • وداع مهيب لفقيد الوطن المجاهد محمد محسن العياني بصنعاء
  • العرادة يتهم الانتقالي بالتصرف خارج الإجماع الوطني ومنح الحوثيين الفرصة
  • في 4 نقاط.. كيفية اغتنام المؤمن لفصل الشتاء؟
  • رئيس الوزراء: لن نتهاون مع مختلقي الأخبار الكاذبة واستهداف الاقتصاد الوطني
  • البزري التقى رئيس بلدية البرامية
  • إرادة جيل يعقد اجتماعات لاتخاذ قرارات بشأن مراحل انتخابات مجلس النواب
  • درع الوطن.. أول قوة عسكرية أنشأها مجلس القيادة الرئاسي باليمن
  • العرادة: وحدة الصف الوطني هي الركيزة الأساسية لعبور اليمن إلى بر الأمان