لجريدة عمان:
2025-05-25@00:34:43 GMT

من يتحكم في الآخر؟

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

من يتحكم في الآخر؟

إلى ما قبل أحداث السابع من أكتوبر الماضي كان الكثيرون في العالم العربي، على أقل تقدير، يعتقدون أن إسرائيل هي التي تتحكم في العالم الغربي وأن الوجه القبيح والشرير للغرب إنما هو وجه إسرائيل بطريقة أو بأخرى، لكن الحرب الدموية الشرسة التي تقودها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة كشفت جليا أن الغرب «المسيحي» هو من يتحكم في إسرائيل «اليهودية» بعد أن صدروها إلى الشرق في مطلع القرن الماضي كآخر الحلول لما كان يعرف «بالمسألة اليهودية».

. وتحولت إسرائيل إلى دولة «وظيفية» بيد الغرب حقق من خلالها أكثر من هدف بدءًا من تصدير اليهود إلى الشرق الأوسط وليس انتهاء بزرع هذه الدولة الوظيفية في خاصرة العالم العربي. ولا ينسى الغرب في هذا السياق أن المسلمين عبر الدولة العثمانية قد وصلوا إلى فيينا. لذلك رأى الغرب قبل إسرائيل نفسها أن انتصار حركة حماس في الهجوم الذي شنته على إسرائيل يمكن أن يكون بداية سقوط إسرائيل «ووظيفتها» في الشرق وإعادة تصدير اليهود الصهاينة مرة أخرى إلى الغرب: أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية وأمريكا وهؤلاء لا يستطيعون الإندماج في المجتمعات الغربية الرأسمالية بالطريقة التي يريدها الغرب دون أن يثيروا المشاكل الكبرى المعروفة عنهم عبر التاريخ. ويمكن بذلك فهم الاندفاع الغربي بدعم إسرائيل بالأسلحة الضخمة والمليارات من أجل تمويل الحرب والإصرار على عدم وقف إطلاق النار رغم عشرات آلاف القتلى وعشرات آلاف المفقودين تحت الركام ومئات الآلاف من الجرحى.. ورغم الأصوات الشعبية التي تطالب بوقف إطلاق النار للدواعي الإنسانية.. حتى القضاء على حركة المقاومة حماس، وتأجيل فكرة سقوط إسرائيل إلى سنوات طويلة قادمة.

لذلك، فإن الغرب غير جاد أبدًا في حديثه عن السلام عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، ولا تعنيه أبدا -دع عنك إسرائيل نفسها- حقوق الإنسان العربية، وما الحديث عنها في كل مناسبة إلا من أجل التوظيف السياسي، والضغط على الدول العربية التي اتضح الآن -أكثر من أي وقت آخر- أن الكثير منها تراعي حقوق الإنسان بشكل شامل أكثر من الدول الغربية التي بدا واضحا أن تطبيقها لحقوق الإنسان انتقائي، ويقتصر على المواطنين الغربيين فقط.. كما اتضح الآن للكثير من الجماهير العربية التي كانت عبر عقود طويلة ساخطة من فكرة محدودية حرية التعبير في البلاد العربية أن الكثير من الدول العربية لديها حرية تعبير أكبر بكثير من الدول الغربية التي كشرت عن أنيابها في اللحظة التي وضعت فيها على المحك ومنعت وقمعت كل من تعاطف مع أطفال غزة، حتى أن دولا أوروبية منعت مجرد حمل الكوفية الفلسطينية؛ لأن فيها إشارة رمزية للتعاطف مع أطفال غزة الذين يقتلون بالجملة.

المرحلة القادمة تحتاج من العرب أن يعيدوا ترتيب علاقاتهم مع الدول الغربية نفسها إن أرادوا الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.. فمشكلة العرب الأساسية، مع الأسف الشديد، مع الغرب وليس مع إسرائيل التي يوظفها الغرب لتحقيق مصالحه العليا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

جامعة الدول العربية تكرّم ولي عهد الفجيرة بجائزة يوم الاستدامة العربي

كرّمت جامعة الدول العربية، مُمثّلةً بأمينها العام معالي أحمد أبو الغيط، سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، بجائزة يوم الاستدامة العربي، في حفل اليوم العربي للاستدامة 2025 تحت شعار «تعزيز الوعي بأهمية الاستدامة في المنطقة العربية» في مقر الجامعة بالقاهرة.

وافتتح الحفل بكلمةٍ لمعالي أحمد أبو الغيط أكّد فيها أنَّ الاحتفال باليوم العربي للاستدامة يعكس أهمية تعزيز مفاهيم التنمية المُستدامة، وتحقيق التّوازن بين أبعادها الثلاثة، الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، خاصةً في ضوء التحديات المتزايدة والمُتغيرّات المتسارعة في الوطن العربي وفي مختلف المجالات.

من جانبها، ألقت وزير مفوض، الدكتورة ندى العجيزي مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي - الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، كلمةً قالت فيها «إنّ اليوم العربي للاستدامة يهدفُ إلى أن يكون مُحرّكاً إعلامياً يلقي الضوء على إنجازات الدول العربية وأصحاب المصلحة المختلفين في تفعيل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، وسُبل خلق مناخ عربيٍ داعم لها، وبحيث تكون هذه الفاعلية بمنزلة فرصة لتبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات والتجارب لبناء مستقبل أفضل للمنطقة العربية».

وقال سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، في كلمةٍ رئيسيةٍ ألقاها خلال الافتتاح: «في عالم اليوم، حيث المتغيّرات والتَّحدِّيات، نقف أمام مسؤوليّة واحدة، وهدف واحد، وهو العمل الجاد معا نحو تطبيق أفضل الممارسات البيئيّة، وتحقيق أهداف التّنمية المستدامة في أهم القطاعات الحيويّة التي تخدم الإنسان، وتدعم تمكينه، وتسهم في تحسين جودة حياته».

وأضاف سموه: «لقد حرصت دولة الإمارات، أن تكون الاستدامة البيئيّة من أولويّات رؤيتها المستقبليّة، وركيزة أساسيّة ضمن استراتيجيات التَّنمية الوطنيّة لدولة الإمارات، انطلاقا من دورها المحوريّ في التأثير على اسْتقرار الأفراد، وتمكين المجتمع، ودعم النموّ الاقتصادي وازدهاره، ولازالت تواصِل جهودها في مجال البيئة والعمل المناخيّ على الصَّعيدين الإقليميّ والدَّولي».

أخبار ذات صلة محمد الشرقي يؤكد أهمية نشر قيم التسامح بين الأديان محمد الشرقي يلتقي وزير الثقافة المصري

كما أشار سموّه، إلى توجيهات صاحب السّمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، باعتبار الاستدامة البيئيّة أحد أهم مرتكزات العمل الحكومي في الرّؤية الشموليّة المستدامة لإمارة الفجيرة في أبرز القطاعات الحيويّة، ومن أهمّها قطاع التَّعدين والثَّروة المعدنية، والقطاع البترولي وتزويد السفن بالوقود، والحفاظ على نظم البيئة البحرية وحماية الثورة السمكيّة.

كما أشاد سموه بجهود جامعة الدول العربية في تنظيم اليوم العربي للاستدامة 2025، الحدث العربي الأهم في تسليط الضوء على قضايا الاستدامة البيئية وبحث حلولها، وفتح آفاق عربية وعالمية للشراكات الاستراتيجيّة، والمشاريع الرائدة، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي.

وشهد سموّه توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين حكومة الفجيرة وجامعة الدول العربية.

كما كرّم سموّه عدداً من الشخصيات البارزة في مجال الاستدامة ذات الأثر في هذا المجال على مستوى الوطن العربي.

حضر التكريم معالي محمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، وأحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وحمدان كرم الكعبي مدير المكتب الخاص لسمو ولي عهد الفجيرة، والمهندسة أصيلة المعلا مدير هيئة الفجيرة للبيئة.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • هل الفيروسات التي تصيب الدواجن خطر على الإنسان؟.. دكتور بيطري يوضح
  • المجلس الأوروبي ينتقد مساعي لتسهيل طرد المجرمين الأجانب
  • حكام العرب يلهثون وراء ترامب .. واليمن تعلن التحدي ”
  • وهل يخدع الإنسان نفسه؟!
  • السعودية بالمركز الثاني.. ترتيب الدول العربية بحجم تجارة السلع مع أمريكا بـ2024
  • خريطة أشبيلية.. الشرارة التي تصدّى بها أردوغان لخرائط أوروبا
  • خبراء: إسرائيل باتت عبئا أخلاقيا على الغرب ونتنياهو يتخذها رهينة
  • محمد بن حمد: التنمية المستدامة تخدم الإنسان وتدعم تمكينه
  • جامعة الدول العربية تكرّم ولي عهد الفجيرة بجائزة يوم الاستدامة العربي
  • السيد القائد: نتمنى أن نرى في البلدان العربية والإسلامية مظاهرات بمستوى ما يحصل في بعض البلدان الغربية