تراجعت شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى أدنى مستوياتها خلال رئاسته بنسبة 40%، في ظل رفض أغلبية كبيرة من الناخبين لنهج إدارته في التعامل مع السياسة الخارجية، والدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل في حربها ضد قطاع غزة.

وفق استطلاع رأي نشرت نتائجه شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، الأحد، وترجمه "الخليج الجديد"، فإنه لأول مرة يتخلّف بايدن عن سلفه دونالد ترامب في السباق المحتمل نحو البيت الأبيض، وبرز التراجع بدرجة أكبر في صفوف الديمقراطيين، الذين يعتقد أغلبهم أن إسرائيل تجاوزت الحدود في عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وبين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، إذ رفض 70% منهم طريقة تعامل بايدن مع الحرب الجارية.

وفي تراجع آخر بالنسبة للرئيس الأمريكي، وافق 33% فقط من جميع الناخبين على تعامل بايدن مع السياسة الخارجية، وهو ما يمثل انخفاضاً بمقدار 8 نقاط عن استطلاع سبتمبر/أيلول، فيما أعرب 62% من الناخبين، بما في ذلك 30% من الديمقراطيين، عن رفضهم تعامل بايدن مع السياسة الخارجية.

ويقول نصف الناخبين الديمقراطيين فقط (51%)، إنهم يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب، في مقابل أغلبية المستقلين (59%)، والجمهوريين (69%) الذين يقولون إنهم لا يوافقون على ذلك.

ونقلت الشبكة عن خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي جيف هورويت، قوله إن "شعبية بايدن في أدنى مستوياتها خلال فترة رئاسته، وهذا يعزى إلى حد كبير إلى الطريقة التي ينظر بها الأميركيون إلى تصرفاته في السياسة الخارجية".

فيما يعتبر ماكينتورف، أن "الاستطلاع صادم، وذلك بسبب ما يظهره تأثير الحرب بين إسرائيل وحماس على بايدن".

اقرأ أيضاً

في الهجرة وأمن الحدود.. استطلاع جديد يظهر تفوق ترامب على بايدن

لكن هورويت، يتوقع أن الرئيس الأمريكي يمكنه إعادة الديمقراطيين المستائين والناخبين الشباب إلى صفه مرة أخرى، قائلاً: "هؤلاء الأشخاص لديهم سجل حافل في التصويت لبايدن والديمقراطيين".

ويشير إلى أن هناك متسعاً من الوقت، والمزيد من المفاجآت السياسية المحتملة في المستقبل من الآن وحتى يوم الانتخابات في 2024، والذي قد يشهد تحول المشهد السياسي مجدداً.

ويتابع: "أحكام هيئة المحلفين في محاكمات ترمب، والأحداث غير المتوقعة الخارجية والمحلية، على حد سواء، وتفاصيل الحملة الانتخابية، جميعها لديها القدرة على تغيير الوضع الراهن".

ويأتي استطلاع الرأي، الذي أجري في الفترة من 10 إلى 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بعد أكثر من شهر من هجوم حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، والحرب اللاحقة التي شنتها تل أبيب على قطاع غزة، التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين.

من جانبه، يعلق تقرير لموقع "أكسيوس"، وترجمه "الخليج الجديد"، على الاستطلاع بالقول: "تنتج كل جولة من استطلاعات الرأي، رد فعل قطبيًا من الفصيلين الرئيسيين في الحزب الديمقراطي، وهي ديناميكية من المرجح أن تزداد حدة إذا استمر هذا الاتجاه في الأشهر المقبلة".

ويرى المتشككون في بايدن أن استطلاعات الرأي دليل على أن بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، يجب أن ينسحب من السباق، قبل أن يسهل عودة ترامب الحتمية إلى البيت الأبيض في عام 2024.

اقرأ أيضاً

موقف بايدن من حرب غزة.. ضربة هائلة لمكانة أمريكا العالمية

فيما تتجاهل حملة بايدن وحلفاؤها إلى حد كبير، بل ويسخرون من الديمقراطيين "المبتلين في الفراش"، ويصرون على أن استطلاعات الرأي لا معنى لها حتى الآن.

وفي هذا السياق، يؤكد خبير استطلاعات الرأي نيت كوهن، الذي قدم تحليلاً في "نيويورك تايمز"، أن استطلاعات الرأي ليست تنبؤية، ويشدد على أن الناخبين يعرفون المرشحين جيدًا، وبالتالي يجب أن يتم اعتبار رأيهم بجدية.

وفي ظل هذا الجدل، يسلط الخبير في شبكة "سي إن إن" هاري إنتن، الضوء على "العجز شبه التاريخي" الذي يواجهه بايدن كرئيس حالي.

لكنه يرى أن هذا العجز لا ينبئ بالضرورة بما سيحدث في عام 2024، مشيراً إلى تاريخ الرؤساء الذين تخلفوا عن منافسيهم في استطلاعات الرأي بعام واحد من الانتخابات، مع التأكيد على أهمية تحليل هذه الأرقام على مدى السنوات المقبلة.

وعلى مدار الـ80 عامًا الماضية، كان الرئيس الوحيد الذي يتخلف عن منافسه بعد عام واحد من الانتخابات هو ترامب، الذي كان خلف بايدن بنحو 10 نقاط في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

وينقل "أكسيوس"، عن نائبة الرئيس كامالا هاريس، القول: "سيتعين علينا أن نفوز بإعادة انتخابنا، ليس هناك شك في ذلك"، قبل أن يعلق الموقع بالقول: "هذا يعكس المنظور الجاد ولكن غير التنبؤي لاستطلاعات الرأي السيئة لبايدن".

ويختتم القترير بالقول: يظهر أن استطلاعات الرأي تبقى محل تفسيرات متباينة، وأنها لا تحمل في طياتها التنبؤ بالمستقبل، وعلى الرغم من الضجة الحالية حولها، يبقى الوقت هو الحكم النهائي لمستقبل الساحة السياسية في الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً

أكسيوس: بسبب غزة.. استطلاع يظهر انخفاضا كبيرا في شعبية بايدن داخل أمريكا

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن حرب غزة إسرائيل استطلاع رأي شعبية بايدن ترامب السیاسة الخارجیة تعامل بایدن مع

إقرأ أيضاً:

استطلاع يكشف: 44% من البريطانيين يشعرون بأنهم "غرباء" في بلدهم

أظهر استطلاع رئيسي للرأي حول الروابط الاجتماعية أن البريطانيين يشعرون بالانفصال عن المجتمع، ويشكون في الآخرين، ويشعرون بالقلق إزاء التوترات المجتمعية، في ظل استمرار تأثير أعمال الشغب التي وقعت العام الماضي على التماسك المجتمعي. اعلان

وقد شمل الاستطلاع أكثر من 13 ألف شخص بالغ في بريطانيا، حيث قال 50% منهم إنهم يشعرون بالانفصال عن المجتمع، بينما عبّر 44% عن شعورهم أحيانًا بأنهم "غرباء" في بلدهم.

وتأتي هذه النتائج بعد أسبوع من تصريح رئيس وزراء المملكة المتحدة، كير ستارمر، بأن بريطانيا مهددة بأن تصبح "جزيرة من الغرباء" إذا لم يتم خفض أعداد المهاجرين.

لكن الاستطلاع الذي أجرته منظمة "مور إن كومون" أشار إلى أن أسباب الانفصال تتجاوز الهجرة والثقافة، حيث قال 47% من البريطانيين الآسيويين إنهم يشعرون بالغرباء في بلدهم - أكثر من 44% من البريطانيين البيض الذين قالوا الشيء نفسه.

كما أظهر الاستطلاع أن انعدام الأمن الاقتصادي هو العامل الأكثر ارتباطًا بهذا الشعور بالاغتراب، حيث أشار ثلثا الأشخاص الذين يعانون من صعوبات مالية إلى شعورهم بالانفصال، مقابل 37% فقط من الذين يتمتعون براحة مادية.

أكثر من ثلث البريطانيين شعروا بالوحدة عام 2023.

وأفادت مجموعات التركيز أن التراجع في التفاعل المباشر وجهًا لوجه، بفعل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والعمل من المنزل، قد غيّر طريقة تواصل الناس مع بعضهم البعض.

وقال لوك ترايل، مدير مؤسسة "مور إن كومون"، إن نتائج البحث تبرز "الحاجة الملحة لإعادة التفكير في كيفية بناء مجتمع موحد ومتماسك من جديد".

عبر الاستماع إلى الأشخاص الأقرب إلى الواقع حول أسباب الانقسام وسبل تعزيز الوحدة في أحيائهم، يمكننا بناء خطة تماسك مجتمعي قائمة على القيادة المحلية وقوة المجتمع. ماثيو بولتون، المدير التنفيذي لمجموعة مواطنون المملكة المتحدة

وأضاف: "يسلط الاستطلاع الضوء بوضوح على أمر لن يفاجئ كثيرين من البريطانيين، وهو الإحساس المتزايد بأننا أصبحنا منغلقين على أنفسنا، مبتعدين عن بعضنا البعض، وأقل تواصلاً".

ويمثل هذا البحث بداية مشروع وطني جديد تحت عنوان "هذا المكان مهم"، يهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية، بدعم من مختبر السياسات في جامعة كوليدج لندن (UCL Policy Lab)، ومجموعة مواطنون المملكة المتحدة (Citizens UK)، ومؤسسة مور إن كومون.

وقال ماثيو بولتون، المدير التنفيذي لمجموعة مواطنون المملكة المتحدة: "الحلول لا تكمن في مكاتب الحكومة المركزية".

وتابع: "عبر الاستماع إلى الأشخاص الأقرب إلى الواقع حول أسباب الانقسام وسبل تعزيز الوحدة في أحيائهم، يمكننا بناء خطة تماسك مجتمعي قائمة على القيادة المحلية وقوة المجتمع".

وإلى جانب تزايد مشاعر العزلة، أظهر الاستطلاع معدلات عالية من انعدام الثقة، حيث وافق 53% من المشاركين على عبارة: "لا يمكنك الوثوق بمعظم الناس".

وكانت النسبة أعلى بين الشباب، إذ وصلت إلى 65% بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، و62% بين من تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا.

اعلانRelatedستارمر: نجري محادثات مع دول عدة لإنشاء "مراكز العودة" لاستقبال طالبي اللجوء المرفوضينبريطانيا: اعتقال شاب بتهمة إشعال حريق في منزل رئيس الوزراء كير ستارمربريطانيا: دعوى قضائية ضد حكومة ستارمر بسبب بيعها مكونات طائرة أف 35 إلى إسرائيل

كما انقسمت الآراء العامة بشأن ما إذا كان التعدد الثقافي يفيد أو يهدد الهوية الوطنية البريطانية، حيث قال 53% إنه يشكل فائدة، مقابل 47% يرونه تهديدًا، وأشار بعض المشاركين في مجموعات التركيز إلى أنهم يشعرون بعدم كفاية الاندماج المجتمعي.

وأضافت مؤسسة "مور إن كومون"، إن مجموعات التركيز أظهرت أن تداعيات أعمال الشغب العام الماضي "لا تزال مستمرة وتؤثر على التماسك المجتمعي"، حيث رأى كثيرون أن رد فعل رئيس الوزراء كان "من أبرز لحظاته"، بينما اعتبر آخرون أن الحكومة كانت "مبالغة في استخدام القوة".

وقد تم إجراء الاستطلاع على عينة من 13,464 شخصًا بالغًا في بريطانيا خلال الفترة من 14 مارس/ آذار حتى 7 أبريل/ نيسان.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أوروبا تتراجع عن دعم الاحتلال
  • قوات أمنية تعتقل ناشط مجتمعي على خلفية احتجاجات شعبية في عدن
  • عضو الملكي للشؤون الأوروبية: استطلاعات الرأي تظهر تراجعا كبيرا في تأييد «بريكست»
  • إعلام أميركي: شعبية ترامب تتراجع وتحالفه يتفكك
  • المفوضية تقرر تمديد فترة تحديث سجل الناخبين
  • استطلاع يكشف: 44% من البريطانيين يشعرون بأنهم "غرباء" في بلدهم
  • تركيا.. العدالة والتنمية يعاود تصدر استطلاعات الرأي
  • مفوضية الانتخابات تقرر تمديد تحديث سجل الناخبين
  • ضو: رسالة الناخبين في بيروت وصلت
  • عيد الأضحى 2025.. موعد استطلاع هلال ذي الحجة