فن النقش على الفخّاريات في "العين للكتاب"
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
عُرفت الإمارات بصناعة الفخّار منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، واستخدم فنّانو صناعة الفخّار الأوائل الطين لصنع العديد من الأواني الفخّارية، ومن بينها أدوات حفظ الطعام ونقله، وشكّل الفخّار عنصراً مهماً في تكوين ثقافة الحضارات القديمة.
ونظم مركز أبوظبي للغة العربية، ضمن أجندة مهرجان العين للكتاب 2023، ورشة عمل للنقش على الفخّاريات في مركز القطارة للفنون، حملت عنوان "إبداع ينحت قصة الأصالة"، أدارت المدرّبة الأكاديمية للورش الفنية سهير عبوشي هذه الورشة، وأوضحت أنها تُركّز على النقش والرسم على الفخّاريات بألوان وأشكال الطبيعة، بحيث يتاح للمشارك اختيار الألوان المناسبة، والشكل الذي يفضّله ليرسمه على الأكواب الفخارية، من نباتات إمارتية كالغاف أو النخيل أو الصبّار أو غيرها، أو حتى صور الطبيعة المحيطة بنا كالشمس أو النجوم أو الغيوم.وبيًنت عبوشي أن النقش على الفخّاريات فنّ يحمل تراثاً وأصالة إماراتية قديمة، ارتبطت بالتقاليد والتراث، إذ نجد لكل نقش نراه في الأسواق والبيوت الإماراتية قصة تعكس في مضمونها تاريخاً متجدّداً يشدّ الانتباه.
وعبر المشاركون عن سعادتهم بهذه الورشة، التي تمثّل جزءاً مهماً من تراث وتاريخ الإمارات، وأكدوا أن الفخّاريات من الفنون الخالدة في تاريخ المنطقة، التي تحمل تناغماً روحياً بين الإنسان والطين الذي يُصنع منه الفخار في مراحله الأولى، وهو تناغم أزلي ومستمر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مدينة العين مركز أبوظبي للغة العربية مهرجان العين للكتاب 2023
إقرأ أيضاً:
30 نوفمبر.. حين يكتب اليمنيون قدرَهم بأيديهم
لا يمر الثلاثون من نوفمبر في ذاكرة اليمنيين كاحتفال عابر، بل كجرس تاريخي يدوّي كُـلّ عام ليذكّر الجميع – في الداخل والخارج – أن هذا الشعب ليس مادة للاحتلال ولا ساحة للهيمنة.. إنه اليوم الذي طُرد فيه آخر جندي بريطاني من عدن عام 1967، معلنًا نهاية أطول وجود استعماري في الوطن، وبداية عهد جديد صنعته بنادق الثوار وصمود الإنسان اليمني الذي لم يقبل أن يعيش فوق أرضه غريبٌ يحمل راية الغزو.
حين انتزع اليمنيون استقلالهم، لم يكونوا يمتلكون أسلحة متطورة ولا جيوشًا نظامية ضخمة، بل امتلكوا شيئًا أعظم: إرادَة وطن لا ينكسر.
تلك الإرادَة وحدها هي التي أسقطت إمبراطورية كانت “لا تغيب عنها الشمس”، وأجبرت المستعمر البريطاني على الرحيل خائبًا أمام مقاومة شعبيّة متماسكة، قدمت الشهداء واحدًا تلو الآخر حتى انكسرت شوكة المحتلّ.
ولأن التاريخَ لا ينسى، فَــإنَّ جلاء 1967 لم يكن مُجَـرّد صفحة طُويت، بل أصبح منهجًا ثابتًا في الوعي اليمني: كُـلّ احتلال يرحل، وكل غزوٍ مآله الفشل، مهما تغيرت الرايات وتبدلت الوجوه.
قد يتبدل المحتلّ، لكن اليمني هو ذاته: صلب، عنيد، لا يساوم على وطنه ولا يهادن في سيادته.
وما فعله بالأمس مع المملكة البريطانية العجوز، يفعله اليوم مع كُـلّ قوة تسعى لفرض وصايتها أَو بسط سيطرتها على أي شبر من الأرض اليمنية.
ولذلك، فَــإنَّ30 نوفمبر اليوم ليست مُجَـرّد استعادة تاريخية، بل هي رسالة سياسية مباشرة: اليمن الذي طرد بريطانيا وهو أعزل، قادر على أن يطرد أي قوة مهما كانت إمْكَانياتها.
فالغزاة أقوياء فقط خارج اليمن، أما داخله فيتلاشى وهجهم وتتبدد قوتهم.
إن هذا اليوم لا يُقرأ كذكرى وطنية فحسب، بل كاختبار دائم لمدى وفاء اليمنيين لتضحيات الشهداء الذين رسموا طريق التحرير.
فالمعركة لم تنتهِ، والشعب الذي انتصر عام 1967 يخوض اليوم معارك أشد وطأة وتعقيدًا، لكنه يخوضها بروح أُخرى: روح المسيرة القرآنية، روح الحرية، ورفض الخضوع، والرغبة في الانتصار مهما كبرت التضحيات.
في 30 نوفمبر، يقول اليمنيون للعالم: “لا نسمح للاحتلال بالبقاء، ولا نقبل بالشراكة في السيادة، ولا نترك أرضنا ساحة مفتوحة لأطماع الطامعين.
الوطن لنا، والبندقية لنا، والقرار لنا”.
من عدن إلى صنعاء، ومن حضرموت إلى صعدة، يبقى عيد الجلاء يومًا تتجدد فيه وصية التحرّر: الأرض اليمنية لا تستقر إلا لأهلها، والراية لا يحملها إلا أبناؤها، والمستقبل لا يصنعه إلا شعب أثبت للعالم أن الاحتلال مهما طال، فَــإنَّ نهايته مكتوبة على أيدي اليمنيين.