جريدة الوطن:
2025-06-27@14:25:18 GMT

صروح حضارية معرضة للزوال

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

صروح حضارية معرضة للزوال

حذَّر معماريون ومؤرِّخون عراقيون من مخاطر الإهمال الَّذي تعاني مِنْه المباني والمعالم الأثريَّة في العراق من الجهات الرسميَّة الَّتي وضعت تراث العراق وتاريخه في آخر سلَّم اهتماماتها.
إنَّ الحملة المُنظَّمة لهدم تراث وحضارة العراق طاولت (1200) معلَم تراثي في بغداد ومحافظات عراقيَّة أخرى، الأمْرُ الَّذي سيؤثِّر على الموروث الحضاري والمعماري العراقي إلى حدِّ التهديد بالزوال بعد قيام جهات نافذة بالعراق بهدم مبانٍ تراثيَّة وحولوها إلى مبانٍ تجاريَّة.


وتزامن هذا التحذير مع قلق المعنيِّين بالحفاظ على سلامة الأبنية والعمارات، لا سِيَّما المعالم الأثريَّة والتراثيَّة لعدم تصميمها لمقاومة الحالات الطارئة. مِثل الهزَّات الأرضيَّة المُحتمَلة من احتمال تعرُّض الأبنية العامَّة في بغداد والمحافظات لخطر الانهيار؛ جرَّاء الزلازل والهزَّات الأرضيَّة المُحتمَلة الَّتي لَمْ تعتمد المعايير الدوليَّة القانونيَّة الَّتي تأخذ بمبدأ السَّلامة والمتانة ومقاومة الزلازل والهزَّات الأرضيَّة.
ولَمْ تسلم البيوت والمباني التراثيَّة والتاريخيَّة من مخاطر تعرُّضها ليس للهزَّات الأرضيَّة فقط، وإنَّما للهدم والانهيار جرَّاء عدم الاهتمام بها؛ كونها صروحًا حضاريَّة ومَعْلمًا من معالم الحضارة الإنسانيَّة للشعوب.
وتضمُّ بغداد ومُدُن عراقيَّة أخرى آلاف المواقع والمباني التراثيَّة، لكنَّ الآلاف من هذه المباني تعرَّضت للهدم، خلال السَّنوات الماضية الَّتي أعقبت احتلال العراق.
المُؤرِّخ الدكتور مؤيد سعيد أكَّد أنَّ هناك تراثًا ضخمًا ومعالم تاريخيَّة يصل عمر بعضها إلى (1250) سنة ورثتها بغداد ومراكز أثريَّة تَعُودُ إلى ما قَبل الإسلام، وخصوصًا في عكركوف غرب بغداد، ولكن لا أحَد يهتمُّ بصيانتها والحفاظ عَلَيْها.
من جانبها كشفتْ لجنة الثقافة والإعلام النيابيَّة العراقيَّة عن أنَّ البيوت والمباني التراثيَّة في بغداد تتعرض لحملة هدم مُنظَّمة، لافتةً إلى أنَّ (600) بيت فقط تبقَّى مِنْها في العاصمة من أصْلِ (1800) بيت.
ووجَّهت اللَّجنة أصابع الاتِّهام لمسؤولين عراقيِّين نافذين باستغلال مناصبهم، وشرعوا بهدم مبانٍ تراثيَّة دُونَ أيِّ إجراءات أصوليَّة، وحوِّلت إلى مبانٍ تجاريَّة. وعَدَّ الخبير العراقي في العمارة المهندس إحسان فتحي في تصريح متداول تدمير التراث المعماري بأنَّه انتحار ثقافي وخسارة لا تُعوَّض؛ لأنَّ الموروث الحضاري والمعماري مُهدَّد بالزوال، وأنَّ العديد من المواقع التاريخيَّة ذهبَ ضحيَّة توسيع الشوارع أو التمدُّد العمراني أو جشع. وتحوَّل إلى مأساة تاريخيَّة في رصافة بغداد بعد زوال معالم من تاريخها، فضلًا عن نهر دجلة الَّذي فقَدَ قِيمته الحقيقيَّة ولَمْ يَعُدْ يُستعمل إلَّا نادرًا، بعد أن كان الشريان الرئيس لمدينة بغداد اقتصاديًّا لنقلِ البضائع والأشخاص.
مصدر في دائرة الآثار والتراث أشار إلى أنَّ دائرته لا تملك غير (26) مبنًى تراثيًّا من أصل 3000.
ويُعدُّ المبنى تراثيًّا في حال بُني قَبل (200) سنة أو أكثر، ويُشترط فيه أن يحملَ صفات فنيَّة وحضاريَّة، وتدخل ضِمْن هذا التصنيف الخانات القديمة، والحمَّامات والبيوت والمدارس والأسواق ذات المميزات المعماريَّة الفريدة وغيرها.
وتُصنَّف المباني الأثريَّة إلى ثلاث فئات طبقًا لمختصِّين بالتراث؛ الأولى وهي الفئة المميزة الَّتي تحمل صفات معماريَّة فريدة يجِبُ الحفاظ عَلَيْها ولا يجوز التفريط بها، أمَّا الفئة الثَّانية فتتعامل الهيئة معها بالحفاظ على الواجهة فقط، ويُمكِن السَّماح بتغيير البناء الداخلي، والفئة الثَّالثة وتخصُّ المباني الَّتي لا يُمكِن صيانتها، ويسمح بهدمها وإعادة بنائها بشرط محاكاة صفاتها المعماريَّة الأصليَّة.
أحمد صبري
كاتب عراقي
a_ahmed213@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

العملية متواصلة.. الاحتلال يهدم مئات المباني بمخيمين بالضفة الغربية

يتعرض مخيما نور شمس وطولكرم للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة لعمليات هدم واسعة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتم تسوية مناطق واسعة بالأرض وتهجير سكانها، وشق طرق جديدة عبرها لخدمة قوات الاحتلال.

وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فإن مخيم طولكرم شهد "على مدار أسبوعين متواصلين، عمليات هدم طالت أكثر من 50 مبنى، تسببت بفتح شوارع واسعة في قلب المخيم".

وأوضحت الوكالة أن عمليات الهدم تركزت في "حارات البلاونة والعكاشة والنادي والسوالمة والحمّام والمدارس، ومحيطها، وسط دمار واسع في البنية التحتية والسكنية".


وبحلول اليوم الأربعاء، واصلت جرافات جيش الاحتلال "عمليات الهدم الواسعة للمباني السكنية في مخيم نور شمس، شرق مدينة طولكرم، في إطار عدوان متصاعد دخل يومه الـ150 على المدينة ومخيمها، واليوم الـ137 على مخيم نور شمس".

وذكرت الوكالة أن "جرافات الاحتلال الضخمة واصلت عمليات الهدم والتجريف في المخيم، والتي تركزت في حارة المنشية وتوسعت إلى حارات المسلخ والعيادة والجامع ومحيطها باتجاه الشارع الرئيسي، حيث تم تسوية المباني السكنية بالأرض، وفتح شوارع واسعة مكانها، وفصلت الحارات عن بعضها".

وقالت الوكالة الفلسطينية إن ما يجري جزء من "مخطط أعلنت عنه سلطات الاحتلال في أيار/ مايو الماضي، يقضي بهدم 106 مباني في كلا المخيمين، تشمل 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية، وعشرات المنشآت التجارية، إضافة إلى 48 مبنى في مخيم نور شمس، بذريعة فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية".


وأدى التصعيد الإسرائيلي في المخيمين إلى تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 500 منزل تدميرا كليا، و2573 منزلا بشكل جزئي، حسب الوكالة.

وذكرت الوكالة أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيا بينهم طفل وسيدتان إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات.

ويأتي التصعيد في الضفة بالتوازي مع العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث صعدت قوات الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 983 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • «السوكني»: لا تحاربوا الباعة المتجولين.. ولدي تصاميم أكشاك حضارية لهم
  • توقيف محلل سياسي عراقي بتهمة التحريض على الأجهزة الأمنية
  • أسعار باقات النت الأرضي والموبايل اليوم الخميس 26 يونيو
  • ائتلاف المالكي: حزب بارزاني مصدر الأزمات
  • اليوم .. منتخب السيدات العراقي أمام نظيره المنغولي
  • العراق وفرنسا يؤكدان على تعزيز العلاقات بين البلدين
  • حروب الإنابة لن تنفع العراقيين
  • العراق و الصراع: دبلوماسية النأي تتحدى زوابع الحرب
  • العملية متواصلة.. الاحتلال يهدم مئات المباني بمخيمين بالضفة الغربية
  • أمريكا تشيد بجهود العراق في حماية السفارات