عربي21:
2025-05-11@18:54:39 GMT

شراسة الحرب نقلت الخوف إلى يهود العالم

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

كلما طالت الحرب على غزة كلما تصاعد الخوف في صفوف اليهود، وخاصة اليهود المستقرين في دول كثيرة. ويعود هذا الخوف إلى عوامل عديدة؛ من بينها تزايد احتمال أن تسفر هذه الحرب عن هزيمة مدوية لإسرائيل، ولن يكون ذلك مجرد خسارة معركة بقدر ما ستخلف وراءها تداعيات نفسية عميقة على الشخصية اليهودية.

ليست حكومة تل أبيب مسؤولة فقط على حماية اليهود الذين اختاروا الانضمام إلى الكيان الصهيوني، وإنما يجد اليهود في العالم أنفسهم رهائن لدى حكام اسرائيل، خاصة في مثل هذه الأوضاع الدرامية.

فما صرح به رئيس الجالية اليهودية في مونتريال يائير شلاك لصحيفة يديعوت أحرنوت؛ فيه أكثر من معنى عندما قال: "إنها أوقات صعبة بالنسبة لليهود في جميع أنحاء العالم، لقد غمرتنا الشكايات من الطلاب وأولياء الأمور في أوروبا وكندا بشأن الملاحقة لليهود والمظاهرات والاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، لا يمكننا حل مشكلة معاداة السامية، لا يمكننا تحمل ذلك، لقد طفح الكيل".

دفعت تطورات الحرب عددا من اليهود إلى تصعيد انتقاداتهم ضد نتنياهو وحكومته، لكن الأهم ما اعتبره آخرون أن المشكلة أعمق وأكبر من ذلك بكثير. ورغم أن النتائج السياسية للحرب لا تزال مجهولة عند الجميع بما في ذلك القيادة الإسرائيلية، فالأكيد أن الكيان الصهيوني سيخرج منهكا على أكثر من صعيد عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وهو ما سيجعله منهكا وغير قادر عمليا على الدخول في مغامرة جديدة
أما روني برمان، بصفته يهوديا وسبق له أن كان مديرا لمنظمة أطباء بدون حدود (MSF)، فقد أكد على قناة فرنسا الخامسة أن إسرائيل "لا تعتبر فقط البلد الأكثر خطورة بالنسبة لليهود المقيمين فيها، وإنما أيضا تعرض بقية اليهود في العالم إلى مخاطر محدقة". بل ذهب إلى أكثر من ذلك عندما اعتبر أن حركة حماس ليست مسؤولة عن الحرب على غزة، وإنما اسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من سبعين عاما.

دفعت تطورات الحرب عددا من اليهود إلى تصعيد انتقاداتهم ضد نتنياهو وحكومته، لكن الأهم ما اعتبره آخرون أن المشكلة أعمق وأكبر من ذلك بكثير. ورغم أن النتائج السياسية للحرب لا تزال مجهولة عند الجميع بما في ذلك القيادة الإسرائيلية، فالأكيد أن الكيان الصهيوني سيخرج منهكا على أكثر من صعيد عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وهو ما سيجعله منهكا وغير قادر عمليا على الدخول في مغامرة جديدة، خاصة إذا صحت تقديرات كتائب القسام بالنسبة للحجم الكبير لخسائر الجيش الإسرائيلي.

أمام هذا الوضع المعقد تراجعت نسبة ثقة الجمهور الإسرائيلي في صلابة دولته وقدرته على مواجهة التحديات المختلفة، مما دفع ببعضهم ممن شاركوا فيما يطلقون عليها حرب الاستقلال إلى الاعتراف بأن الأراضي الفلسطينية لم تكن فارغة كما قيل لهم وكما تروج السردية الصهيونية، وأقروا بأنهم أطلقوا النار على السكان الذين وجدوهم في القرى والمدن الآمنة فغادروا مساكنهم خوفا على حياتهم وأعراضهم.

أحدثت الحرب رجة نفسية عميقة في صفوف الجاليات اليهودية التي سيطر عليها قلق شديد جعل بعضهم يخفي هويته ويتجنب التعريف بنفسه علنا، كما تم الإقرار بتصاعد موجة العداء للسامية بسبب الصور المنقولة من غزة للمجازر المتواصلة في صفوف المدنيين وخاصة أطفال غزة.

ما هو مؤكد أن الحرب على غزة عمقت عزلة إسرائيل بين جيرانها بعد أن كسبت بعض النقاط خلال السنوات الأخير؛ عندما ظنت بأن توسيع دائرة التطبيع قد أكسبها حصانة دائمة، خاصة بعد انطلاق الاتصالات مع السعودية تحت رعاية أمريكية. لقد نسفت المواجهة الراهنة كل الخيالات والخزعبلات التي تسللت إلى العقل الاسرائيلي.. فلسطين لم تمت ولن تموت.. والفلسطينيون لا يزالون أحياء صامدين
كما توالت الدعوات من مختلف الجهات المطالبة بمقاضاة المسئولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية. هناك حاليا مئات المحامين من مختلف الجنسيات والعقائد بما في ذلك يهود، تولوا متابعة هذه الشكوى وفي حوزتهم عشرات الأدلة التي سيكون من الصعب القدح فيها رغم استمرار دعم معظم الحكومات الغربية لتل أبيب.

ما يلفت النظر أن اليهود في المنطقة العربية لم يتعرضوا لأي شكل من أشكال الاعتداء من قبل جيرانهم العرب وشركائهم في الوطن، رغم قسوة الصور المنقولة مباشرة عبر القنوات التلفزيونية. وذلك دليل على ترسخ الوعي لدى عموم المواطنين بضرورة التمييز بين اليهود والصهاينة، وبين رابطة المواطنة وبين ما يحصل من عدوانية وحشية داخل فلسطين. لكن ما هو مؤكد أن الحرب على غزة عمقت عزلة إسرائيل بين جيرانها بعد أن كسبت بعض النقاط خلال السنوات الأخير؛ عندما ظنت بأن توسيع دائرة التطبيع قد أكسبها حصانة دائمة، خاصة بعد انطلاق الاتصالات مع السعودية تحت رعاية أمريكية. لقد نسفت المواجهة الراهنة كل الخيالات والخزعبلات التي تسللت إلى العقل الاسرائيلي.. فلسطين لم تمت ولن تموت.. والفلسطينيون لا يزالون أحياء صامدين.. لقد انتقل الخوف من المجهول إلى الضفة الأخرى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة اليهود الإسرائيلية الفلسطينية إسرائيل فلسطين غزة جرائم حرب اليهود مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب على غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

صورة اليهود في القرآن الكريم

 

 

 

د. عبدالله الأشعل **

 

الحديث عن بني إسرائيل واليهود منهم شغل حيزًا كبيرًا من القرآن الكريم. ونسارع في القول إنَّ الصهيونية مشروع سياسي، ولكن اليهودية شريعة مقدسة وهي طبقة من طبقات الإسلام تطبيقاً لقوله تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة: 5)، وقال أيضًا "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" (آل عمران: 19)، وقوله تعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ" (آل عمران: 85)

ورغم المسافة الفاصلة بين الصهيونية واليهودية، فإنَّ رجال الدين من الصهاينة يستخدمون اليهودية لتحقيق الصهيونية بأكاذيب وتلفيقات تعودوا عليها. ونريد أن نوضح ما يقوله الصهاينة من مقولات من القرآن الكريم.

المقولة الأولى "شعب الله المختار" من قوله تعالى "وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" (البقرة: 47). وبالفعل الله سبحانه اختار بني إسرائيل لكي يبعث فيهم ومنهم موسى عليه السلام، وعددا من أنبياء الله، والله أعلم بنواياهم ومآلاتهم، وكان لا بُد أن يبدأ عصر الرسالات من بني إسرائيل ولم يقل المسلمون أنهم شعب الله المختار لمجرد أنَّ الله اعتبرهم الأمة الوسط ليكونوا شهداء على النَّاس من شعوب أخرى وكذلك لأنَّ الله اختار محمدا الرسول الكريم لكي يكون آخر الأنبياء والرسل ولكى يقول الله فيه (وإنك على خلق عظيم)، وأن القرآن الكريم آخر اتصال بين السماء والأرض وأن سنة الرسول الكريم مع القرآن الكريم هي المصدر الأساسي لكل تشريع. فالله قد وضع معيارا للفرد فقال الله سبحانه وتعالى إن الناس تتفاضل عنده بالتقوى وليس له شعب مختار كما أن الرسول الكريم قال أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا.

أما تعدد الأنبياء في بني إسرائيل إضافة إلى عيسى عليه السلام؛ فهذا دليل ليس على القرب من الله، ولكن دليل على استعصاء حالتهم وكفرهم والحاجة إلى أكثر من رسول ورسالة، فإذا رأيت الأطباء يزدحمون على بيت المريض؛ فمعناه أنَّ الداء عضال واستدعى كل هذا العدد من الأطباء وليس ميزة للمريض أن يزدحم الأطباء على منزله. ولكن الله سبحانه اختار بني إسرائيل لأول رسالة امتحاناً لهم وفتنة لجموعهم وفي النهاية حكم الله عليهم بقوله في محكم الآيات:( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) وقوله تعالى: "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا" (البقرة: 80)، وتحذير القرآن الكريم لرسولنا الكريم من اليهود والنصارى الذين حرفوا كتبهم المقدسة.

وإذا كان اليهود قد ارتكبوا الجرائم التي سنفصلها فيما بعد، فإن الصهيونية أشد إجراما من اليهود وأداة جرائم الصهيونية أنهم ينسبون لليهودية كل جرائم الصهيونية.

المقولة الثانية: أنه وهب فلسطين لهم لقوله تعالى "اسكنوا الأرض" (الإسراء: 104)، وهذا تفسير ينسب إلى الله ما لا يقصده، وهذا دأبهم. والحقيقة أنَّ الأرض كلها لله وأن الله لم يخصص أرضا مُعينة لشعب معين ولكنه خصَّ بالذكر المساجد والمسجد الحرام والمسجد الأقصى اللذين ورد ذكرهما صراحة في القرآن الكريم.

والخلاصة أنه لا يجوز تفسير القرآن الكريم لغايات سياسية لأن اليهود لو كانوا عملوا بما في التوراة لكان الله رضي عنهم، ولكن ذمهم في آيات كثيرة وخصهم بالجرائم الآتية:

التقول على الله سبحانه وتعالى. الكفر بالله. التحايل على الله في قصة البقرة وقصة السبت. أكل السحت. أكل مال الناس بالباطل. قتل الأنبياء. الادعاء بأنَّ لهم إله آخر غير إله البشر، وهذه صورة من صور كفرهم، فكما تقوَّل النصارى على عيسى ابن مريم، تقوَّل اليهود على موسى وهارون وأبسطها أن موسى عندما تركهم ليتلقى الألواح وترك فيهم أخاه هارون، عاد ليجدهم يعبدون العجل ويسألون موسي عن الأوثان التي يعبدونها أسوة بالأقوام الأخرى التي لم يُبعث فيها رسول ولم تصلهم رسالة، كما أنهم طلبوا من موسى أن يظهر أدلة نبوته وهذه صورة من صور كفرهم. "وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا" (النساء: 160).

أكرمهم الله بأن بعث منهم أول رسول واختارهم وفضلهم بهذه الرسالة الأولى على العالمين، لكنهم فسروها تفسيرا مصلحيًا، إضافة إلى أنهم كفروا ثم آمنوا عدة مرات وعفى الله عنهم ولكنهم كفروا في النهاية وأعد لهم عذابا عظيما، وتحداهم الله إن كانوا صادقين بأن يتمنوا الموت وهو أعلم بخلقه ولذلك حسم القرآن الكريم هذه المسألة بأنهم لن يتمنوا الموت لأنهم أحرص الناس على أي حياة ويخافون من الموت ويثيرون الفتن؛ فالعيب فيهم لا في الشعوب التي يعيشون معهم وهم مضطهدون لسوئهم وليس لعبقريتهم كما زعم المشروع الصهيوني.

ولو أنصفوا لأدركوا أن الله سبحانه يعلم كذبتهم الكبرى وهي ملكهم لأرض فلسطين؛ فالله سبحانه لا يوزع الأراضي حتى على الصالحين، فما بالنا باليهود الذين جعل منهم الله القردة والخنازير ولعنهم الله في القرآن الكريم، وذكر في القرآن الكريم أنه كتب عليهم الشتات، لقوله تعالى "وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا" (الأعراف: 168)، ولذلك فإنَّ جمعهم في إسرائيل- كما يقول علماء الدين- إشارة إلى ما ورد في سورة الإسراء أن الله يُبيدهم في مكان واحد؛ فتجميعهم وفق المشروع الصهيوني خطر عليهم، وهم زعموا أن الفلسطينيين هم الذين اغتصبوا أرضهم وشتتوهم وسموا الشتات "Diaspora"؛ فمصيرهم في القرآن الكريم الفناء وموضوع وعد الآخرة.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية
  • زيارة ترامب ماذا تحمل لأهل السودان؟
  • قافلة مبادرة رئيس مجلس السيادة تصل الخرطوم وبداية توزيعها للمتضررين من الحرب
  • صورة اليهود في القرآن الكريم
  • بيان أوكراني أوروبي لتشكيل محكمة خاصة بجرائم الحرب
  • غزة.. الحصول على وسائل المعيشة
  • الاتحاد الأوروبي يعلن تشكيل محكمة خاصة لمحاسبة قادة روسيا
  • السودانيون في كينيا.. محاولة اندماج تواجه صعوبات
  • السودانيون في كينيا.. محاولة اندماج لا تخلو من صعوبات
  • شاهد | منازل الفلسطينيين يفجرها اليهود كمسابقة قنص بـ الإف 16