لاتزال جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في حق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وآخرها كان قصف المستشفي الإندنيسي في شمال القطاع، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين.

ما الذي حدث في المستشفى الإندونيسي؟

تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة، وهي تستهدف كل من يتحرك في محيطه، من خلال استخدام الطائرات المسيرة التي تطلق الصواريخ على أي شيء يتحرك.

وصباح اليوم الاثنين، قصفت طائرات الاحتلال محيط المستشفى، مما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينياً، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال جثامين الشهداء، بسبب استمرار القصف الجوي وبقذائف المدفعية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وأضافت الوزارة، في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن عشرات المرضى والجرحى يتواجدون في الطابق الأرضي من المستشفى الإندونيسي، جراء القصف المستمر على الطوابق العلوية، إذ استهدفت مدفعية الاحتلال الطابق الثاني للمستشفى.

ويُعتبر المستشفي الإندونيسي هو الوحيد الذي يستقبل الجرحى حالياً، حيث يواصل العمل بطاقة محدودة، باستخدام مولد صغير للطاقة، بعد نفاد الوقود، وعدم القدرة على إدخال المساعدات، في ظل الحصار الذي يشهده المستشفى.

ويضم المستشفى الإندونيسي آلاف النازحين، ونحو 700 ما بين كوادر طبية وجرحى ومرافقيهم، وهناك مخاوف من ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في المستشفى، على غرار ما حصل في مجمع الشفاء الطبي.

انهيار المنظومة الطبية في قطاع غزة

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في وقت سابق، أنها فقدت الاتصال بجميع المستشفيات في قطاع غزة.

وبينت الوزارة أن 26 من 35 مستشفى في غزة، و52 من 72 عيادة رعاية صحية أولية، أي أكثر من الثلثين، توقفت عن العمل بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، وتعمل المستشفيات التسعة المتبقية بشكل جزئي.

وأوضحت أنه من بين 24 مستشفى لديها القدرة على استقبال المرضى الداخليين في الشمال، هناك مستشفى واحد وهو المستشفى الأهلي العربي «المعمداني» في غزة يعمل حاليا ويستقبل المرضى في ظل صعوبات كبيرة.

وقد تم إغلاق وإخلاء 18 مستشفى منذ بدء العدوان، بما في ذلك ثلاثة مستشفيات في الأيام الثلاثة الماضية هي النصر والرنتيسي والقدس.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنها لم تتمكن من الاستجابة لمئات النداءات لمساعدة الجرحى أو المحاصرين تحت الأنقاض وإجلائهم.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أخلت بالقوة مجمع الشفاء الطبي من أغلبية الجرحى والمرضى والنازحين والكوادر الصحية بعد إمهالهم ساعة واحدة، وقد توجهوا نحو الجنوب سيرا على الأقدام في ظروف صعبة للغاية.

وقالت الوزارة إنه لا يوجد أي مستشفى في قطاع غزة لديه القدرة على استيعاب الجرحى والأطفال الخدّج الذين أجبرهم الاحتلال على إخلاء مجمع الشفاء الطبي، مطالبة المؤسسات الدولية بالتدخل فورا للعمل على نقل الأطفال الخدّج والجرحى من مجمع الشفاء إلى مستشفيات الضفة الغربية أو مستشفيات مصر.

ضحايا القصف المستمر على مستشفيات غزة

وأوضحت أنه في الفترة ما بين 11 و18 نوفمبر، استُشهد 51 مريضا، من بينهم 4 أطفال خدّج في مجمع الشفاء بسبب انقطاع الكهرباء بعد نفاد الوقود ومحاصرة الاحتلال للمجمع.

وفي 17 نوفمبر، قصف الاحتلال مستشفى الوفاء لرعاية المسنين في منطقة الزهراء وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد مدير المستشفى وإصابة أطباء آخرين.

ولا تزال قوات الاحتلال تفرض حصارا على المستشفى الأهلي العربي «المعمداني» في حي الزيتون بمدينة غزة، ولا تستطيع الفرق الطبية التحرك في الخارج والوصول إلى المصابين بأمان.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مستشفيات قطاع غزة قطاع غزة الاحداث في غزة قوات الاحتلال الصحة الفلسطينية قوات الاحتلال الإسرائیلی مستشفى الإندونیسی مجمع الشفاء فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تدخل الفتات لغزة وتقتل منتظري المساعدات

غزة- لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي سوى بإدخال 15% من احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة للمواد الغذائية الأساسية، منذ أن قررت مساء السبت الماضي "تحسين" الاستجابة الإنسانية للسكان عبر فتح ممرات لإدخال المساعدات والأدوية.

وتزامن مرور الكميات المحدودة من الشاحنات التي سمح جيش الاحتلال بوصولها إلى غزة منذ مطلع الأسبوع الجاري مع ارتفاع عدد الشهداء في صفوف منتظري المساعدات الذين قُتلوا أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء، مما يكشف إصرار الاحتلال على تجويع القطاع رغم محاولاته تصوير تدفق المساعدات إلى المجوّعين بكميات كافية.

وسمحت قوات الاحتلال منذ الأحد الماضي وحتى مساء أمس الأربعاء بإدخال 381 شاحنة فقط، وعدد محدود من عمليات الإنزال الجوي، حسب البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي.

استمرار التجويع

وتشير الإحصائية التي حصلت عليها الجزيرة نت إلى أن قوات الاحتلال سمحت يوم الأحد الماضي بإدخال 73 شاحنة فقط و3 عمليات إنزال جوي، في حين وصل إلى غزة يوم الاثنين الماضي 87 شاحنة رفضت قوات الاحتلال تأمين دخولها، وتعمدت استهداف عناصر التأمين التي تتبع العشائر والعائلات، مما أدى إلى استشهاد 11 منهم في منطقة السودانية شمال غرب القطاع.

ويوم الثلاثاء الماضي، سمح الاحتلال بمرور 109 شاحنات بالإضافة إلى 6 عمليات إنزال جوي، ووصل غزة أمس الأربعاء 112 شاحنة مساعدات.

ويحتاج أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع إلى 600 شاحنة يوميا من المواد الغذائية، أي ما مجموعه 2400 شاحنة خلال الأيام الأربعة الماضية، مما يعني أن جيش الاحتلال سمح بإدخال 15% فقط من احتياجات غزة الأساسية.

في هذا السياق، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة إن حكومة الاحتلال تواصل الترويج لمزاعم كاذبة تنفي وجود تجويع في القطاع، وترفض السماح بمرور مساعدات تكفي السكان، وتعرقل كل محاولات تأمين وصولها لمخازن المؤسسات الدولية مما يعرض غالبيتها للنهب والسرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الجيش الإسرائيلي.

إعلان

وأشار للجزيرة نت إلى أن عمليات الإنزال الجوي المحدودة لا تتجاوز كمياتها في أحسن الأحوال حمولة شاحنتين، ويسقط معظمها في مناطق قتال حمراء يوجد فيها جيش الاحتلال، ولا يمكن للمواطنين الوصول إليها مطلقا.

إسرائيل تتعمد منع مرور المساعدات بطريقة آمنة إلى قطاع غزة (الجزيرة)استهداف مرتفع

وأوضح الثوابتة أن جميع محاولات الاحتلال للالتفاف على إدخال المساعدات الغذائية بالكميات الكافية عبر المؤسسات الدولية هي ذر للرماد في العيون، وتُبقي حالة التجويع في قطاع غزة على أشدها، ولا يمكن أن تغير الواقع المعيشي المتردي للفلسطينيين.

وأدان استمرار استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري المساعدات مع رفضه تأمين مرورها، محملا الاحتلال والدول الداعمة لعدوانه كامل المسؤولية عن الجرائم المروعة التي يتعرض لها أكثر من 2.4 مليون إنسان في غزة، بينهم 1.1 مليون طفل يُحرمون من الغذاء وحليب الأطفال في ظل حصار خانق وإبادة جماعية ممنهجة.

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لفتح المعابر بشكل فوري، وكسر الحصار، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنظم، تحت إشراف أممي كامل.

ورفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة استهدافها لمنتظري المساعدات في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وذلك منذ أن أعلنت نيتها السماح بإدخال المزيد من المواد الغذائية لهم.

وحصلت الجزيرة نت على إحصائية محدثة من وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة بغزة، تكشف عن ارتفاع عدد الشهداء في صفوف منتظري المساعدات منذ بداية العام الجاري وحتى ظهر اليوم الخميس إلى 1320 شهيدا وأكثر من 8818 إصابة.

وتشير الإحصائية إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الشهداء أمام مراكز توزيع المساعدات وممرات دخولها في الشهرين الأخيرين، حيث بلغ عدد الشهداء في يونيو/حزيران الماضي 581 شهيدا، في حين ارتفع في يوليو/تموز الحالي إلى 739 شهيدا.

قتل متعمد

وتدل الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة على أن الاحتلال تعمد قتل العشرات من الفلسطينيين المجوعين خلال انتظارهم دخول المساعدات منذ مطلع الأسبوع الحالي، أي بالتزامن مع قرار الجيش الإسرائيلي زيادة كميات المساعدات الواردة إلى قطاع غزة.

ففي يوم الأحد الماضي قتل جيش الاحتلال 11 فلسطينيا وأصاب 36 آخرين، في حين قتل يوم الاثنين الماضي 25 فلسطينيا، وأصاب 237 آخرين، واستشهد يوم الثلاثاء 22 من منتظري المساعدات، وأصيب 199 شخصا.

وبلغ عدد الشهداء من منتظري المساعدات في قطاع غزة أمس الأربعاء 60 شهيدا وأكثر من 195 إصابة، فيما وصل إلى المستشفيات منذ مساء أمس وحتى ظهر اليوم الخميس 81 شهيدا وأكثر من 666 إصابة.

وكانت مديرة الإعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" جولييت توما قد طالبت بوصول آمن للمساعدات إلى قطاع غزة برا من خلال الأمم المتحدة بما في ذلك الأونروا، وبطريقة أكثر أمانا وأسرع وتحفظ كرامة الإنسان.

وشددت -في تصريحات صحفية- على أن الإنزالات الجوية غير ضرورية على الإطلاق، وغير فعّالة، ومكلفة، ومحفوفة بالمخاطر، وإذا تم فتح المعابر إلى قطاع غزة، فستستطيع الأمم المتحدة إدخال 500 إلى 600 شاحنة يوميا محملة بالغذاء والأدوية ولوازم النظافة، للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • بالصور: غزة - 57 شهيدا منذ فجر اليوم بينهم 35 من منتظري المساعدات
  • استشهاد 18 فلسطينيا من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال الإسرائيلي وسط غزة
  • استشهاد 71 فلسطينيًّا في قصف الاحتلال على قطاع غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتين في الضفة الغربية
  • مجمع الشفاء الطبي بغزة: لا توجد أسرّة كافية لعلاج الجرحى
  • دياب اللوح: تظاهرة تل أبيب ضد مصر ترتيب ممنهج لصرف النظر عن جرائم غزة
  • بالأسماء.. قوات الاحتلال تفرج عن 7 أسرى من قطاع غزة
  • إسرائيل تدخل الفتات لغزة وتقتل منتظري المساعدات
  • استشهاد 20 فلسطينيا بينهم 15 من منتظري المساعدات في قصف الاحتلال على غزة
  • مستشفى شهداء الأقصى: الوضع داخل المستشفى كارثي بكل المقاييس