مريضة تستعيد قدرتها على النطق بفضل عملية زرع حنجرة لأول مرة في فرنسا
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
استفادت امرأة أخيراً من أول عملية زرع حنجرة في فرنسا، في تدخل جراحي قُدم الاثنين في ليون (وسط شرق) من جانب فريق طبي يأمل أن يتمكن قريباً من تكرار هذا "الإنجاز" النادر على المستوى العالمي.
وكانت المريضة كارين (49 عاماً)، التي عُرّف عنها فقط من خلال اسمها الأول، تتنفس من خلال ثقب القصبة الهوائية منذ عشرين عاماً تقريباً، من دون أن تكون قادرة على التحدث، بسبب مضاعفات مرتبطة بالتنبيب بعد سكتة قلبية تعرّضت لها في عام 1996.
وبعد أيام قليلة من عملية الزرع التي أجريت يومي 2 و 3 أيلول/سبتمبر في ليون، تمكنت كارين من قول بضع كلمات. ومنذ ذلك الحين، تابعت جلسات إعادة تأهيل للأحبال الصوتية والبلع والتنفس مع معالِجة للنطق، على أمل استعادة القدرة على الكلام بشكل دائم.
وقد عُزّز علاجها المثبط للمناعة بعد بداية رفض للعضو المزروع، لكنها تمكنت من العودة إلى منزلها في جنوب فرنسا في 26 تشرين الأول/أكتوبر.
لذلك، لم يكن ممكناً أن تشارك في المؤتمر الخاص بتقديم العملية الاثنين، لكنها أوضحت كتابياً أنها تطوعت قبل عشر سنوات للمشاركة في هذه التجربة العلمية "للعودة إلى الحياة الطبيعية".
وكتبت "لم تسمعني بناتي أتكلم قط"، مؤكدة أنها مسلحة بـ"الشجاعة" و"الصبر" لمواجهة الألم والمضيّ قدماً في مسار إعادة التعلّم.
كما أبدى البروفسور فيليب سيروز، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في مستشفى "كروا روس"، إصراراً قبل تنسيق عملية الزرع غير المسبوقة هذه في فرنسا.
باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد.. نجاح أول عملية زراعة غرسة أذن أُنشئت من خلايا بشريةعملية "بالصدفة"
نشأت فكرة هذا التدخل الجراحي إثر أول عملية زرع حنجرة في العالم، أجريت عام 1998 في كليفلاند بالولايات المتحدة، لرجل فقد أحباله الصوتية في حادث دراجة نارية.
وقد استفسر الجراح عن الأمر لكنه لم يذهب بعيداً في ذلك، وصولاً إلى عام 2010 عندما التقى "عن طريق الصدفة قليلاً" خلال أحد المؤتمرات زميلاً كولومبياً أعاد إجراء هذه العملية من دون أن ينشر أي معلومات عنها.
إجراء أول عملية زرع حنجرة بنجاح في مستشفى تشنغدو في الصينوقد دعاه الطبيب لويس فرناندو تينتيناغو لوندونو إلى مدينة كالي الكولومبية لمدة أسبوع ليعلّمه كيفية سحب الحنجرة، "وهي من أكثر الجوانب تعقيداً" لأن هذا العضو "يضم أعصاباً صغيرة جداً ومُزود بأوعية دموية بواسطة شرايين وأوردة متقاطعة صغيرة جداً"، بحسب البروفسور سيروز.
وعلى مدى العقد التالي، تدرب مع فريق من الخبراء، وحصل على الموافقات، وبدأ بالبحث عن المرضى المؤهلين. وفي عام 2019 تعرف على "كارين". لكن جائحة كوفيد أوقفت كل شيء.
في هذه الأثناء، لحظت السجلات الطبية في العالم عمليتين لزرع الحنجرة، واحدة في كاليفورنيا في عام 2010 وأخرى في بولندا في عام 2015. وهذا العدد ليس كبيراً لأن هذه العمليات لا تعطى أي أولوية: فاختلال الحنجرة يؤدي إلى إعاقة شديدة ولكنه لا يشكل خطراً على حياة المرضى.
عمليات زرع للرحم والقضيب
في عام 2022، عاد الفريق الطبي الفرنسي لإكمال ما بدأه في هذا المجال. وبقي أمامه العثور على واهبة مناسبة، ما يتطلب بالنسبة للحنجرة "خصائص تشريحية متوافقة تماماً مع المتلقية، من حيث الجنس والوزن والطول وفصيلة الدم...".
وقد حدث ذلك في الأول من أيلول/سبتمبر. وبعد موافقة الأسرة، بات ممكناً البدء بالتدخل الجراحي الذي استمر 27 ساعة، منها حوالى عشر ساعات لسحب الحنجرة و17 ساعة لزرعها.
للمرة الثانية في أقل من عامين.. زرع قلب خنزير في جسم إنسان أول عملية زراعة أمعاء في العالم تتوج بالنجاح في إسبانيا وتنقذ حياة طفلةاختبار اللعاب المنزلي الجديد قد يكشف عن العلامات المبكرة لسرطان الفم والحنجرة "بدقة 90 بالمائة"وشارك في هذه العملية الأولى من نوعها في فرنسا اثنا عشر جراحاً ونحو خمسين موظفاً من مستشفى جامعة ليون بتنسيق من البروفسور سيروز وزميله ليونيل باديه، رئيس قسم جراحة المسالك البولية وجراحة زرع الأعضاء في مستشفى إدوار إيريو.
ينبغي الآن الانتظارورغم شعور "الفخر" بهذه "البطولة" الطبية، يظل الفريق الطبي الفرنسي حذراً. ويشير البروفسور سيروز إلى أن "المريضة هي التي ستحدد ما إذا كانت العملية ناجحة أم لا"، مشيراً إلى أن الأمر سيستغرق من 12 إلى 18 شهراً حتى تستعيد الوظائف الحركية في الحنجرة، "وهو الوقت المناسب لإعادة نمو الأعصاب".
لذلك، فإنه سينتظر حتى تصبح "في صحة جيدة تماماً" قبل الشروع في عمليتي زرع الحنجرة الأخريين، والتي لديه ميزانية لها.
وسبق أن استضافت مستشفيات ليون أول عملية زرع يد في العالم عام 1998، وأول زرع لكلتي اليدين، عام 2000، على يد البروفسور جان ميشال دوبرنار، أحد رواد زرع الأعضاء الذي توفي عام 2021.
ويذكّر البروفسور باديه بأنه شارك في "مغامرة الزرع" هذه التي تنفتح على تخصصات جديدة. ويتوقع أنه بعد الذراعين والساعدين والحنجرة، سنشهد في المستقبل عمليات "زرع للرحم والقضيب".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لاجئون من الروهينغا يؤدون صلاة الجماعة في آتشيه الإندونيسية وسط مخاوف من العودة إلى البحر شاهد: أضرار جسيمة عقب غارة إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة دراسة: تناول البروكلي قد يحدّ من الحساسية الجلدية مرضى بحث علمي فرنسا طب زراعة الأعضاء كولومبياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: مرضى بحث علمي فرنسا طب زراعة الأعضاء كولومبيا إسرائيل غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف تاريخ قتل فلسطين مستشفيات قطاع غزة احتجاز رهائن إسرائيل غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف تاريخ أول عملیة زرع یعرض الآن Next فی العالم فی فرنسا فی عام
إقرأ أيضاً:
ضبط ذبائح ومواشي مريضة مذبوحة خارج المجازر بالمنوفية
في ضربة جديدة تؤكد تشديد محافظة المنوفية لإجراءات الرقابة على الأسواق، أعلن اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية ضبط كميات من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، نتجت عن ذبح حيوانات مريضة خارج المجازر الحكومية بمدينة منوف، في مخالفة صريحة للقانون وتهديد مباشر لصحة المواطنين.
وجاء التحرك عقب حملة تفتيشية موسعة نفذتها مديرية الطب البيطري بالتعاون مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة منوف ومباحث التموين، وبدعم من الأجهزة الأمنية.
وخلال الحملة، تمكنت اللجنة من ضبط عدد من الذبائح المريضة المصابة بالتهاب تاموري حاد يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي، إضافة إلى ضبط ثلاث رؤوس ماشية مريضة كانت مجهّزة للذبح بطريقة غير قانونية. وقد جرى التحفظ على المضبوطات فورًا واتخاذ الإجراءات اللازمة طبقًا للقوانين المنظمة للذبح داخل المجازر الحكومية.
وبحسب بيان المحافظة، أصدر محافظ المنوفية توجيهاته بسرعة إحالة الواقعة للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات، والتي أمرت بدورها بضبط وإحضار المتهمين المتورطين في الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
كما وجّه المحافظ بتكليف الطب البيطري بإعدام الذبائح المضبوطة والتي بلغت كميتها نحو طن و800 كيلو جرام من اللحوم، إضافة إلى التخلص من الحيوانات المريضة بالطرق الصحية السليمة، حفاظًا على البيئة ومنعًا لانتشار أي مخاطر صحية.
وأكد أبو ليمون أن المحافظة مستمرة في تبني سياسة الحسم ضد كل من يحاول التلاعب بصحة المواطنين، مشددًا على أن الأجهزة التنفيذية لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد أي مخالفات تمس الصحة العامة أو سلامة الغذاء.
وأضاف أن هذه الضربات الاستباقية تأتي في إطار خطة شاملة للرقابة على الأسواق ومتابعة مصادر الغذاء، بهدف حماية المواطنين من الغش التجاري والممارسات غير القانونية.
وثمّن محافظ المنوفية جهود العاملين بالطب البيطري ومباحث التموين والأجهزة التنفيذية المشاركة في الحملة، مؤكدًا استمرار الحملات المفاجئة على مدار الساعة للتأكد من صلاحية المنتجات المعروضة بالأسواق، وضمان تقديم غذاء آمن للمواطنين في مختلف مدن ومراكز المحافظة.