قضى 44 عاماً داخل السجون الإسرائيلية .. من هو “نائل البرغوثي” أقدم أسير فلسطيني في إسرائيل
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
سرايا - منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، قام نظام الاحتلال باعتقال العديد من الفلسطينيين في سجون مختلفة، وتختلف مدة الاعتقال من شخص إلى آخر، إلا أن المعتقل الفلسطيني نائل البرغوثي يعتبر صاحب أطول فترة اعتقال في تاريخ الاحتلال.
دخل الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي يوم الأحد عامه الـ44 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قضى منها 34 عاماً في سجن متواصل، وهي أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال.
يبلغ البرغوثي من العمر 66 عاماً، واعتُقل للمرة الأولى عندما كان عمره 21 عاماً فقط، فمن هو نائل البرغوثي؟
من هو نائل البرغوثي؟
نائل صالح عبد الله برغوثي، المعروف بـ "أبو اللهب"، هو أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وُلِد في 23 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1957، يُطلق عليه لقب أبو اللهب نظراً لشخصيته القيادية الثورية.
يُعتبر البرغوثي عميد الأسرى الفلسطينيين، ويُلقبهم بـ"أبو النور". اعتُقل للمرة الأولى في 18 ديسمبر/كانون الأول سنة 1977، ومن ثم حُكم عليه بالسجن لمدة 3 أشهر. وأُعيد اعتقاله بتهمة مقاومة الاحتلال، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد و18 عاماً.
في عام 2011، عاد البرغوثي إلى حضن الحرية بعد أن أمضى 32 شهراً فقط خارج أسوار السجون. وأُطلق سراحه ضمن صفقة وفاء الأحرار، التي جرت بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وتضمنت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي تم اختطافه.
تكمن أهمية هذه الصفقة في أنها أدت إلى إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين، بينهم نائل البرغوثي، من الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع ذلك، استمرت المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مر السنوات.
في عام 2014، خلال حملة اعتقالات واسعة، استهدفت العديد من المحرَّرين الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة وفاء الأحرار، أُعيد اعتقال البرغوثي. كانت هذه الحملة جزءاً من استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي لاستعادة السيطرة على الأسرى المحررين. وحتى اليوم، لا يزال 48 أسيراً من تلك الصفقة تحت الاعتقال.
اشتُهر نائل البرغوثي بين الأسرى كمرجع لمَحطات النضال الفلسطيني. حُكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف في يونيو/حزيران 2014 بعد خطاب ألقاه في جامعة بيرزيت، ولكن قرر الاحتلال الإسرائيلي إعادة الحكم القديم بالمؤبد.
يُسمح لزوجته إيمان فقط بزيارته بعد منع زيارة أقاربه بعد استشهاد ابن شقيقه صالح البرغوثي. يُشدد على قوة إرادته وتفانيه في مواصلة النضال، على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهها في السجن.
الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال
قضية الأسير نائل البرغوثي تفتح نافذة على تحديات حركة النضال الوطني الفلسطيني، وتلقي الضوء على مصير العديد من الأسرى الذين يمضون سنوات طويلة خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي. يُظهر تاريخ نائل البرغوثي، الذي أمضى أكثر من 20 عاماً في السجن، تفانيه وصموده في وجه التحديات والمحن.
وجّه البرغوثي العديد من الرسائل خلال فترات اعتقاله السابقة، حيث أكد على أهمية الوحدة الوطنية كمفتاح أساسي لتحرير المعتقلين الفلسطينيين واستعادة هوية فلسطينية قوية. يرى أن تحقيق الوحدة يشكل الأساس لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وتحقيق أهدافها التحررية.
في رسالة أخرى، أشار البرغوثي إلى أن وجود عالم حر يتطلب التصدي للتحديات بروح الوحدة والتماسك، وأن عدم تحقيق هذه الوحدة يمكن أن يكون عائقاً أمام تحقق التحرر.
وفيما يتعلق بالأرقام، تُظهر الإحصائيات الفلسطينية أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل يبلغ 4760، من بينهم 160 طفلاً و33 امرأة. هذه الأرقام تبرز حجم التحديات التي تواجهها حركة النضال الفلسطينية، وتجعل من نائل البرغوثي رمزاً يعكس صمود الأسرى في مواجهة الاحتلال.
لم يكن نائل الشخص الوحيد من عائلة البرغوثي المعتقل في سجون الاحتلال؛ إذ أمضت أخته حنان عبد الله صالح البرغوثي، بالإضافة إلى كل من أخيه عمر وابني أختهِما.
خلال فترة الهدنة الأخيرة التي ستستمر أربعة أيام بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي صدرت قائمة الأسرى الفلسطينيين، التي من المتوقع أن يفرج عنهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
لم تشمل هذه اللائحة نائل البرغوثي، إلا أنها تضم اسم أخته الملقبة بأم عناد "حنان صالح عبد الله البرغوثي". -عربي بوست.
إقرأ أيضاً : صحة غزة توقف التنسيق مع منظمة الصحة العالميةإقرأ أيضاً : فتح معبر رفح أمام عودة الفلسطينيين إلى غزة الجمعة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال الاحتلال الاحتلال الله الاحتلال الحرية الاحتلال الاحتلال الاحتلال الاحتلال الله الاحتلال الله الصحة اليوم الله الحرية غزة الاحتلال الاحتلال الإسرائیلی فی سجون الاحتلال نائل البرغوثی العدید من
إقرأ أيضاً:
ما هي فصائل السلام التي شكلتها بريطانيا لقمع ثورة الفلسطينيين؟
في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، ظهرت في فلسطين الانتدابية تشكيلات شبه عسكرية عُرفت باسم "فصائل السلام"، بدعم مباشر من سلطات الانتداب البريطاني، وذلك في سياق قمع الثورة الفلسطينية الكبرى (1936–1939)، وهو ما يتكرر حاليا مع مجموعة "أبو شباب" المدعومة إسرائيليا.
وتألفت هذه الفصائل من عناصر فلسطينية وعربية محلية، أغلبهم من الخصوم السياسيين للمفتي أمين الحسيني، الزعيم الوطني والديني البارز في تلك المرحلة، وهدفت بريطانيا إلى استغلال الانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين لضرب المقاومة، من خلال تجنيد متعاونين محليين لملاحقة الثوار وتقديم المعلومات عن تحركاتهم.
وتشكلت فصائل السلام أساساً من عناصر عشائرية ووجهاء محليين، خصوصا من القرى والمناطق التي تضررت بفعل الثورة، أو من أشخاص تربطهم مصالح خاصة مع السلطات البريطانية، ورغم تسميتها بـ"فصائل السلام"، فقد تورطت هذه المجموعات في مواجهات مسلحة ضد رجال المقاومة، وأسهمت في اعتقال عدد كبير منهم، مما أثار عداءً واسعاً تجاههم في الأوساط الشعبية.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
مع تراجع الثورة الفلسطينية الكبرى واقتراب الحرب العالمية الثانية، لم تعد فصائل السلام تمثل أولوية استراتيجية لبريطانيا، التي بدأت تتخلى تدريجياً عن دعمها لها.
وبعد أن استُخدمت هذه التشكيلات لضرب الثوار وتفكيك البنية التنظيمية للانتفاضة، قامت سلطات الانتداب بحل معظم وحداتها وسحب الغطاء عنها، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية والمحلية لطبيعة عملها.
وقد تعرض العديد من أفراد هذه الفصائل للاغتيال أو الانتقام الشعبي بعد انكشاف تعاونهم، بينما انسحب آخرون من المشهد السياسي بهدوء، بذلك انتهى دور فصائل السلام بوصفها أداة مرحلية وظّفتها بريطانيا لتفتيت الجبهة الوطنية الفلسطينية، ثم تخلّت عنها بعد أن استنفدت وظيفتها.
ويتكرر هذا الأسلوب حاليا في قطاع غزة، وكشفت إذاعة جيش الاحتلال تفاصيل جديدة عن التعاون والدعم الإسرائيلي الذي تحظى به مجموعة "أبو شباب"، والتي تنشط في رفح، جنوب قطاع غزة.
وقالت الإذاعة، إن قوات "الجيش" نقلت أسلحة إلى عناصر المجموعة، من طراز "كلاشنكوف" والتي تمت مصادرتها من حماس والاستيلاء عليها في القطاع خلال العمليات الجارية.
ويتركز نشاط المجموعة في منطقة رفح، وهي المنطقة التي احتلها جيش الاحتلال، والآن يعمل رجال أبو شباب هناك.
وتزعم الإذاعة أن من بين مهام عناصر المجموعة حماية المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، ومحاربة حماس، رغم أن الدلائل والتقارير تشير إلى ضلوع المجموعة بعمليات السطو على المساعدات، وتعمدها خلق حالة من الفوضى في غزة.
ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة معاريف العبرية، أن "الجهة التي تقف وراء تجنيد مجموعة أبو الشباب الإجرامية هي جهاز الأمن العام (الشاباك)، فقد أوصى رئيس المنظمة، رونين بار، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في تجنيد العصابة، وتزويدها ببنادق كلاشينكوف ومسدسات غُنِمت من حركتي حماس وحزب الله خلال حرب السيوف الحديدية، وهي الآن في مستودعات جيش الدفاع الإسرائيلي".
وبحسب تقرير آفي أشكنازي مراسل الصحيفة العسكري، فقد "قدّم رونين بار وجهاز الأمن العام (الشاباك) لرئيس الوزراء خطةً تجريبية ملخصها أن قطاع غزة يحتوي على كميات هائلة من الأسلحة المتنوعة - بنادق، وقاذفات قنابل، وصواريخ محمولة على الكتف، وغيرها ، وأن إدخال بعض البنادق والمسدسات بشكل مدروس ومُراقَب لن يُغيّر من سباق التسلح في غزة".
وذكرت الصحيفة، أن "مجموعة أبو الشباب تضم عشرات العناصر، وهي مكونة من عائلات عشائرية، ومعظم الشخصيات التي جندها جهاز الأمن العام (الشاباك) كعصابة مرتزقة لإسرائيل هم مجرمون غزيون يتاجرون في جرائم المخدرات والتهريب وجرائم الممتلكات"، وفق التقرير.
وكان أساس الفكرة العملياتية لجهاز الشاباك هو استخدام المجموعة كقيادة عمليات، ودراسة إمكانية تشكيل حكومة بديلة لحماس في خلية صغيرة ومحدودة المساحة داخل رفح بحسب الصحيفة.
وقالت المؤسسة الأمنية إنها "لا تُحيط بهذه المجموعة بحواجز ضخمة لتكون بديلاً عن حماس، بل هي عبارة عن بضع عشرات إلى بضع مئات من الأعضاء. الهدف الأساسي هو دراسة إمكانية بناء عناصر محلية تحل محل أنشطة حكومة حماس في مناطق محددة جغرافيا".
بدوره، زعم صحفي إسرائيلي أجرى مقابلة مع ياسر أبو شباب، الذي يقود المجموعة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أن الأخير ينسق مع جيش الاحتلال، ويعمل في مناطق تقع تحت سيطرته في القطاع.
وقال دورون كادوش المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال: إنه أجرى مقابلة مع أبو شباب، كاشفا عن تفاصيل أنشطته وتعاونه مع السلطة الفلسطينية، وعلاقة مجموعته بالاحتلال.
وزعم أبو شباب أن "مئات العائلات تلجأ إلينا، ونستقبل العشرات منها يوميًا، نحن نحميها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، يصلون إلينا عبر ممر إنساني، ونطالب بالسماح بنقل عشرات الآلاف من الأشخاص بأمان، وأن يكون الممر الإنساني تحت إشراف دولي".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "هناك علاقات تربطه مع السلطة الفلسطينية، وهي شريكة في عمليات التفتيش الأمني على مداخل المنطقة التي يتواجد فيها، علاقتنا مع السلطة قائمة في إطار المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وفي إطار شرعيتها القانونية، نجري عمليات تفتيش أمنية عبر جهاز المخابرات الفلسطينية، الذي يتعاون معنا في هذا الشأن لضمان عدم دخول عناصر معادية تُخرب مشروعنا للتحرر من حماس، دون أن نتلقى تمويلًا من السلطة".
وأوضح أننا "لا نعمل مع إسرائيل، لكن هدفنا حماية الفلسطينيين من حماس، أسلحتنا ليست من إسرائيل، بل هي أسلحة بسيطة جمعناها من السكان المحليين، دون استبعاد إمكانية التنسيق معها في المستقبل، وإذا تم أي تنسيق، فسيكون إنسانيا، لصالح أهلنا في شرق رفح، وسيتم تنفيذه من خلال قنوات الوساطة".