يتواصل الإهتمام الداخلي بعيداً من الاضواء بمعالجة الشغور المرتقب في قيادة الجيش والقوى الأمنية، فضلاً عن رئاسة الجمهورية التي تكاد تصبح نسياً منسياً.

وقال مصدر حكومي مطلع لـ"الديار" إنّ المواقف ما زالت على حالها، مشيراً الى انه في حال تعذر الحل عبر الحكومة فإنّ الأمور ستذهب الى المجلس النيابي الذي يتوقع ان يعقد جلسة تشريعية في منتصف كانون الاول المقبل.



وأوضح رداً على سؤال أن ملف قيادة الجيش ما زال يواجه بعض العقبات ليس على صعيد صعوبات المخارج فحسب بل أيضاً على صعيد مواقف الأطراف لا سيما المسيحية.

وقال إن هناك اشكاليات وعقبات داخل الحكومة تعترض حتى الآن صيغة تأجيل تسريح العماد جوزاف عون منها امتناع وزير الدفاع عن المبادرة في هذا الاتجاه وخطر الطعن لدى مجلس الشورى، لافتا أيضاً إلى أنّ رئيس الحكومة يتريث بالسير في هذا الخيار رغم تاييده التمديد لقائد الجيش.

وبالنسبة لخيار تعيين قائد جديد للجيش، قال مصدر نيابي مطلع للديار ان فرص هذا الخيار ضعيفة لاسباب عديدة منها:

- معارضة بكركي وقوى مسيحية عديدة للتعيين في غياب رئيس الجمهورية.

- حرص القوى السياسية السنية والشيعية على عدم سلوك هذا الخيار واثارة اشكاليات حول هذا الموضوع، خصوصاً أن تاييد طرف مسيحي للتعيين مشروط حتى الآن بتوقيع الـ24 وزيراً، وهو الأمر الذي لا يحظى بموافقة اكثرية الحكومة.

ويشير المصدر الى ان هناك سيناريوهين متداولان في الوقت الراهن للحل عبر الحكومة: الأول يقضي بتأجيل تسريح العماد عون ستة اشهر بقرار من مجلس الوزراء وتجاوز وزير الدفاع بفتوى يجري اعدادها. والثاني يقضي بتعيين رئيس أركان جديد يتولى مهمة قيادة الجيش بعد انتهاء ولاية العماد عون في 10 كانون الثاني المقبل.

وفي حال استمرار المراوحة داخل الحكومة، يتوقع ان ينتقل الملف الى مجلس النواب في جلسة تشريعية مرتقبة في منتصف الشهر الجاري، وسيكون هذا الموضوع من بين البنود الكثيرة التي سيتضمنها جدول اعمالها، ولن يكون البند الاول باعتبار أن الاولوية هي لمشاريع القوانين واقتراحات القوانين العادية قبل الاقتراحات المعجلة المكررة.

وبرأي المصدر النيابي أن تاخير تسريح العماد عون اذا ما اقر لن يكون اكثر من ستة اشهر.

وكتب نقولا ناصيف في "الأخبار": لم يعد خافياً موقف حزب الله على وفرة ما ينسب إليه أنه الى جانب التمديد يوماً، وإلى الجانب الآخر منه في اليوم التالي. ما يقوله مسؤولو الحزب إن أيّاً من خيارَيْ تمديد الولاية أو تعيين قائد خلف لم يُحسم بعد وليس قريباً من الحسم حتى.   ولا يمانع الحزب في كِلا التمديد والتعيين ما داما ينتهيان الى الخلاصة المرتجاة، وهي تفادي وقوع فراغ في رأس قيادة الجيش، أما ما يطلبه فحصول "أفضل توافق" على أيٍّ منهما على أنه المخرج المناسب. إذذاك يدعمه حزب الله المتيقّن من استحالة قبول باسيل ببقاء عون في منصبه، وفي الوقت نفسه يأخذ في الحسبان رأياً مسيحياً تمثّله الكنيسة المارونية وكتل وشخصيات مسيحية رجّحت التمديد على التعيين. ما يجزم به الحزب، يوم الوصول الى 10 كانون الثاني 2024، أن ثمّة قائداً على رأس المؤسسة العسكرية: الحالي ممدداً له، أو جديد يخلفه، شرطه التوافق أولاً وأخيراً.   المطّلع على موقف الحزب يسمع انفتاحه على خيار ثالث هو تعيين رئيس جديد للأركان يحلّ محلّ عون على نحو يُرضي فريقَيِ الاشتباك السياسي. بتولّي رئيس جديد للأركان صلاحيات القائد، يخرج كلا الفريقين لا أحد منهما رابحٌ ولا أحد خاسرٌ. يكون باسيل قد تخلّص من القائد الحالي، وفي الوقت نفسه يُستبعد تعيين قائد خلف قبل انتخاب رئيس للجمهورية طبقاً للحجة المعلنة للفريق الآخر، من دون أن تكون بالفعل كذلك فقط في ظلّ النكد الماروني ـ الماروني المتبادل بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية. مصدر العرقلة الرئيسية لتعيين رئيس للأركان في مجلس الوزراء هو صاحب الأمر الأول فيه ومرجعيّته الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.   إلى ذلك، يصل الى أسماع مراجع وجهات مؤثرة كلام منسوب الى الأميركيين أنهم لا يمانعون في تعيين قائد جديد للجيش، ولا يتشبّثون بالضرورة بالقائد الحالي. ما يعنيهم ويلحّون عليه هو استقرار المؤسسة العسكرية وثباتها واستمرارها. موقف كهذا لم يظهر الى العلن أو رسمياً، لذا يُعدّ موقفاً غير نهائي.   بيد أنه يذكّر بموقف الأميركيين من الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة وقد أوحوا على الدوام بأنهم يحمونه، فيما الواقع أنهم كانوا يحمون الدور الذي يضطلع به مصرف لبنان وهو على رأسه.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قیادة الجیش تعیین قائد

إقرأ أيضاً:

هل تطوير الفكر مطلب أم خيار؟

 

 

 

محفوظ بن راشد الشبلي

[email protected]

 

 

 

كُنا ذات مرة نحضر محاضرة عن الممارسات والسلوكيات الخاطئة، وما إن انتهينا من المحاضرة وخرجنا إلّا وأرى شخصاً ممن يجلسون قريبين مني في المحاضرة يأتي بسلوك خاطئ من التي كانت قبل قليل هي موضوع المحاضرة، فتساءلت في نفسي عن مغزى حضور ذلك الشخص وجلوسه وإصغائه، مع العلم ولكونه يجلس قريبًا مني كنت أراه متشدقًا بالنظر والتركيز للمحاضر ولا أعي هل تركيزه ذلك كان بالنظر لشخص المحاضر أم للإصغاء لِما يقوله ويتحدث عنه، وأُقارن فعله المتناقض الذي أتى به عندما خرج من ذلك الإطار الذي كان فيه قبل قليل، وهل ما يستمع له الإنسان ويتعلمه ويتفقّه به؛ هل هو مطلب للعمل به لتطوير ذاته وممارساته في الحياة أم هو مجرد حضور من سراب ليس به ما يلزم تطبيقه والعمل به على الواقع.

إحدى المرات رأيت عاملًا من الجالية الآسيوية يرمي بأكياس على الطريق كان يحمل بها طعامًا في يده فسألته عن فعله ذلك ولِم لا ترميه في سلّة المهملات، فأجابني بأن (كل نفر يسوي سيم سيم) فلم أجبه بشيء وانصرفت عنه، وقلت في نفسي لو وجد ذلك العامل ثقافة تُمارس أمامه عن تلك الممارسات الخاطئة التي يُوجّه لها ويُشار ويُنبّه بعدم فعلها من أبناء البلد لَما فعلها وأتى بمثلها ولأحترم التقيّد بها في بلادٍ غير بلاده ولكن التبريرات أحياناً تُجيبك على بعض التساؤلات.

وفي نفس السياق كذلك سألت أحد الوافدين عن سبب وقوفه الخاطئ بسيارته أمام أحد المقاهي، ولِم لا تقف في موقف واحد بالطريقة الصحيحة لتُتيح للباقين مكاناً للوقوف، فكان جوابه على سياق وشاكلة جواب الوافد السابق (كله نفر يقف سيم سيم) فساءني تكرار الرد على نفس الشاكلة من الوافدين في بلادنا ولتطبيقهم سلوكيات خاطئة شاهدوها وقلّدوها من سلوكيات أبناء البلد. ونرجع لنفس السؤال هل ما يتعلمه الإنسان في حياته ويتفقّه به مطلب لتطبيقه على الواقع لتطوير ذاته ورسم صورة إيجابية لغيره لتطبيقها، أم هو خيار فقط ومجرد معلومة تُضاف ولا تُطبّق على الواقع. ناهيك عن المحاضرات والتوجيهات والتعليمات والتثقيفيات بالملصقات الإعلانية التي نجدها في كل مكان، والتي توجّه من قِبل الدوائر والجهات المعنية ذات العِلاقة، وتُبث في مواقع الإعلام المختلفة وعبر مواقع التواصل والكل يشاهدها، ولكن لا زلنا نرى مُخالفاتها تتكرر على الواقع للأسف.

كنت أتابع حلقة ذات مرة من حلقات برنامج (س) الذي يُعرض على قنوات (إم بي سي)، والذي يُقدمه الإعلامي السعودي أحمد الشقيري، وكانت الحلقة يومها في اليابان ويسأل حينها مواطن ياباني عندما شاهده يقطع مسافة ليرمي المهملات في سلة المهملات أو بالأحرى في مكانها الصحيح الذي يجب أن تُرمى فيه، فسأله عن ذلك مُقارنة بما يشاهده في دول أخرى، فاندهش ذلك المواطن الياباني من السؤال اندهاشًا غريبًا قبل أن يرد عليه بإجابة مُحرجة تمنى وقتها مُقدم البرنامج لو لم يسأله، وأردف له بعبارة على جوابه بأن هذه بلاده، وكأنّه يوجّه له رسالة بأن نظافة بلاده هي جزء لا يتجزأ من ثقافته العامة وأن تقدم بلاده الذي وصلت إليه عِلميًا وتطورها تكنولوجيًا يبدأ من تطوير الذات وجعل ممارسة تطبيق ما تعلّمه هي ثقافة عامة لديه وقانون يحترمه ومبادئ يتّبعها ويجعلها منهجًا في حياته.

برغم إن بعض الدول ليست عقيدتها الإسلام إلّا إن تطبيق الثقافة العِلمية الصحيحة في الممارسات التي أوصى بها اللّه ورسوله هي ثقافة عامة يمتهنونها لتطوير ذاتهم، بل وجعلوها مطلبًا لتقدمهم وليس خيارًا في حياتهم، بغض النظر عن سلبياتهم العقائدية الأخرى في فكرهم.

خلاصة القول.. إن لم تجعل ثقافة تطبيق ما تعلمته وشاهدته واستمعت له من توجيهات وتعليمات وأوامر ونواهي منهجًا في تطوير ذاتك وفكرك، وتجعله سلوكًا في حياتك لتفيد به نفسك وبلدك وتكون مرآة لغيرك ليقتدي بك ويتعلّم منك، كما أوصى به رسولنا الكريم في حديثه الكريم: "المسلم مرآة أخيه"، فستبقى في دائرة النقصان مهما اعتقدت انك وصلت بعِلمك إلى الكمال، فتطوير الفكر والذات يجب أن يكون مَطلبًا تسعى إليه في حياتك لترتقي وليس خيارًا كما يظنه البعض للأسف، ومهما دارت الأزمان وتغيّرت الشخصيات والشواخص وتغيّر معها الحال والمكان سيبقى تطوير الفكر والذات وتحوله للأفضل لمواكبة تطور الحياة هو المطلب الأسمى يومًا بعد يوم.

مقالات مشابهة

  • رئيس الهيئة: بدء التحصيل الإلكتروني على أتوبيسات النقل العام قريباً
  • محلل عسكري: تعيين رئيس الموساد دليل انعدام ثقة نتنياهو بقادة الأجهزة الأمنية
  • هل realme C85 Pro خيارًا لمستخدمي الهواتف الذكية الاقتصادية
  • قيادة الجيش تحذر من الاقتراب من مناطق التمارين
  • هل تطوير الفكر مطلب أم خيار؟
  • مبارك الفاضل ينتقد قيادة الجيش ويحمّلها مسؤولية الإخفاقات العسكرية في كردفان ودارفور
  • رئيس بنين: الجيش أحبط محاولة الانقلاب وطهّر البلاد من المتمردين
  • على ماذا يعوّل .. لماذا يصر الجيش السوداني على الحسم العسكري
  • مرقص من منتدى الدوحة: مناسبة لشرح موقف لبنان الرسمي ومبادرة رئيس الجمهورية تعيين السفير كرم وجهود الجيش
  • بنين.. الجيش يُعلن عزل رئيس البلاد من منصبه