لوموند: فلسطين لم تعان في تاريخها مثلما تعاني اليوم
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الشعب الفلسطيني الذي انتقل من مأساة إلى مأساة منذ النكبة عام 1948، لم يتحمل قط ولم يتحمل أطفاله مثل هذه المعاناة في مثل هذا الوقت القصير، إذ قاسى خلال شهر ونصف من قصف متواصل لا هوادة فيه.
وأوضح المؤرخ الخبير بقضايا الشرق الأوسط الدكتور جان بيير فيليو –في عموده بالصحيفة- أن الجيش الإسرائيلي ربما لم يحقق أي نجاح حاسم بهذا القصف المتواصل والتدمير بشمال قطاع غزة، ولكنه يستعد لتدمير جنوب القطاع بنفس العمى المنهجي الذي دمر به شماله، ليدفع الفلسطينيون مثل هذا الثمن لصراع، هم فيه أبرياء كما يجب أن نتذكر، إذ أطلق شرارته هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
قتل تجاوز كل ما سبقه
ورأى الكاتب أن حجم هذه المذبحة اليوم لم يحدث قط على مدى 75 سنة الماضية، رغم المآسي التي طبعت التاريخ الفلسطيني منذ ذلك الحين، حيث بلغت حصيلة القتلى في أكثرها دموية ألف قتيل أثناء الاحتلال الإسرائيلي الأول لغزة، وبضعة آلاف عام 1970 في "أيلول الأسود" بالأردن، ثم بضعة آلاف في مجازر لبنان عام 1976، وبين 800 و3000 قتيل في مذبحة عام 1982 في مخيمي صبرا وشاتيلا، إضافة إلى 1200 في قمع الانتفاضة الأولى، و3000 قتيل أثناء الانتفاضة الثانية، وأخيرا أكثر من 4000 قتيل في نهاية الهجمات الإسرائيلية المختلفة على غزة من 2008 إلى 2022.
أما عدد القتلى في الحرب الحالية، فقد بلغ 14854 شهيدا في غزة حتى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، مما يعني أن شهرا ونصفا من الأعمال العدائية حصد ما يفوق 75 سنة كاملة منذ النكبة، كما أن عدد الأطفال الذين قُتلوا بلغ 6150 طفلا، أو أكثر من 40% من الضحايا.
تدمير أكبر مدينة بفلسطين
لقد كانت واحة غزة منذ العصور القديمة بمثابة ملتقى طرق تجاري بين مصر والشرق الأوسط، وكان ميناؤها منذ قرن مركزا رئيسيا لتصدير الحمضيات والحبوب. وعلى الرغم من الحصار والحروب المتكررة، ظلت مدينة غزة، أكثر سكانا بـ4 أضعاف من مدينة الخليل، و5 مرات من مدينة نابلس، و20 مرة من مدينة رام الله في الضفة الغربية، كما يقول الكاتب.
واليوم، تم تدمير أو تضرر ما بين 40% إلى 50% من المباني في أكبر مدينة فلسطينية، كما أن شبكات توزيع المياه والكهرباء فيها لم تعد صالحة للاستخدام، ولا يعمل فيها سوى مستشفى واحد، وحتى النكبة لم يحدث فيها مثل هذا الدمار.
وقد اضطر ثلاثة أرباع سكان غزة إلى الفرار من منازلهم، ونصفهم مكدسون في مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، تهددهم مخاطر الأوبئة في غياب مياه الشرب، والإنسانية كلها تشاهد مثل هذه الكارثة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أكثر من 100 شهيد ومفقود بغارات للاحتلال على غزة منذ فجر اليوم
أكدت مصادر طبية أن أكثر من 100 شخص استشهدوا أو فقدوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم الجمعة، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 250 خلال الـ36 ساعة الماضية، في تصعيد جديد للعدوان اعتبرته مصادر إسرائيلية تمهيدا لتوسيع للعمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
واستهدفت الغارات منازل مأهولة في بيت لاهيا ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وأظهرت صور خاصة للجزيرة اللحظات الأولى لارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق النازحين بعد إجبارهم على إخلاء المناطق الغربية لبيت لاهيا، حيث قامت المدفعية الإسرائيلية باستهدافهم في أثناء نزوحهم.
وأظهرت الصور طواقم الدفاع المدني وفرق الإسعاف وهي تحاول انتشال جثامين الجثث وإنقاذ المصابين في ظل النقص الحاد في التجهيزات.
تكدس جثامين الشهداءكما أظهرت صور من داخل مستشفى الإندونيسي (شمالي القطاع) تكدّس جثامين الشهداء على الأرض، بعد سلسلة غارات على بيت لاهيا ومخيم جباليا.
وأوضح جهاز الدفاع المدني أنه خلال تفقده منزلا قصفته إسرائيل في مخيم جباليا تبين أن المنزل يتكون من طابقين وأن من بداخله دفنوا تحته ولم يعثر لهم على معالم.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل للجزيرة إن قوات الاحتلال تستهدف كل من يتحرك في شمال قطاع غزة، وأضاف أن هناك مفقودين لا تستطيع طواقم الدفاع المدني الوصول إليهم، وأوضح أن كل أنحاء القطاع تتعرض لاستهداف وعمليات قتل ممنهج.
إعلانوفي جنوب القطاع، استشهد فلسطيني وأُصيب عدد آخر، أحدهم وصفت حالته بالحرجة، في غارة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في حي الأمل غرب مدينة خان يونس.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من استشهاد أكثر من 127 فلسطينيا في قطاع غزة، في استمرار لتصعيد يعتبر الأعنف منذ أسابيع، إذ قصف جيش الاحتلال مستشفيين بشكل مباشر، إلى جانب 6 مدارس و3 مراكز تؤوي نازحين منذ الثلاثاء الماضي.
وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش إن القطاع "يشهد أبشع مجازر التطهير العرقي، مما أسفر عن 250 شهيدا خلال الـ36 ساعة (الماضية)".
وأضاف في مداخلة مع الجزيرة أن الاحتلال يستخدم أسلحة حديثة ومحرمة دوليا في استهداف المنشآت المدنية، ودعا إلى تحقيق دولي في ذلك، مؤكدا زيادة عدد حالات الأجنة المشوهة كأثر للأسلحة التي يستخدمها الاحتلال.
وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن جيش الاحتلال يستعد لتوسيع نطاق القتال في غزة، في حين نقلت صحيفة معاريف عن مصدر في الجيش الإسرائيلي أن الهجمات الجوية الواسعة في مختلف أنحاء قطاع غزة تعَدّ إجراءات تحضيرية لنشاط مستقبلي.
ووافق المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الجاري على خطة تهدف إلى "السيطرة على القطاع والاحتفاظ بالأراضي" لتكثيف الضغط على حركة حماس ودفعها للإفراج عن المحتجزين في غزة.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.