وفي افتتاح الندوة التي حضرها نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، ومستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب وعدد من أعضاء المجلس، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد شوكة، أن فلسطين ليست وحدها ولن تكون إلا في المحيط الجغرافي الذي يليق بها كدولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار إلى أهمية الندوة لاستذكار تضحيات الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي نفذت عملية "طوفان الأقصى"، للتنكيل بالعدو الصهيوني الغاصب .

. مثمناً القرار الشجاع الذي اتخذه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لنصرة الشعب والقضية الفلسطينية.
وقال "إن اتخاذ القرار الوطني والصادق والشجاع في دخول اليمن مباشرة في معركة مع العدو الصهيوني، يجعل من الأعداء يتكالبون على اليمن ويستغلونها لدفع الثمن، من خلال افتعال المشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن هيهات لهم ذلك".
وأضاف "إن الشعب اليمني الذي صمد وثبت ما يقارب من تسع سنوات، سيظل متماسكاً ولن يخضع لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي ".. مشيداً بصمود الشعب والمقاومة الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب.
وقدّم شوكة لمحة عن القضية الفلسطينية والمؤامرات التي يُحيكها الأعداء وقوى الهيمنة والاستكبار بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة، في محاولة لتصفية القضية والسعي لطمس هوية الشعب الفلسطيني، بدعم أمريكي بريطاني غربي وأنظمة الخيانة والعمالة.
ولفت إلى التضحيات التي يقدّمها الشعب اليمني من أجل القضية الفلسطينية، إنطلاقاً من القيم والمبادئ الثابتة والراسخة التي يحملها أهل اليمن تجاه فلسطين ولا يمكن التنازل عنها مهما كلفهم من ثمن ، مجدداً التأكيد على وقوف الشعب اليمني إلى جانب فلسطين وتقديم الغالي والرخيص من أجل القضية الفلسطينية التي ستبقى القضية الأولى والمركزية بالنسبة لليمنيين.
وفي الندوة التي أدارها رئيس تحالف الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان المهندس لطف الجرموزي، قُدمت ثلاث أوراق عمل، بحضور ممثلي حركات حماس باليمن معاذ أبو شمالة والجهاد الإسلامي في صنعاء أحمد بركة، والجبهة الديمقراطية خالد خلفية.
تناولت الورقة الأولى المقدمة من نائب رئيس تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان – القائم بأعمال رئيس حزب السلم والتنمية محمد الشرفي، محطات من الذكرى السنوية للشهيد .. مسيرة عطاء متجدد، لاستلهام الدروس والعبر في الوعي والبصيرة والاستعداد للتضحية ومواصلة التصدي للتحديات التي تواجه اليمن حتى تحقيق النصر.
وأشار إلى أن الذكرى السنوية للشهيد تأتي هذا العام في ظل متغيرات ومساع تصاعدية لصالح المظلومين والمستضعفين في اليمن ودول المنطقة كما هو حاصل حالياً في فلسطين، إذ يقّدم ذلك شاهداً واضحاً على قيمة وأثر وعطاء الشهادة وتضحيات الشهداء.
واستعرض الشرفي، مفهوم الشهادة وحتمية الصراع بين الحق والباطل وضرورة الإعداد والتحرك لنيل الشهادة في سبيل الله ، لافتاً إلى أبرز ما تحقق بفضل تضحيات الشهداء على مستوى اليمن والعالم العربي والإسلامي بتحرير القرار السياسي اليمني من الهيمنة الإقليمية والأمريكية وتحصين الجبهة الداخلية وبناء قدرات دفاعية عسكرية وإفشال مشاريع الهيمنة والتطبيع في المنطقة وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وإفشال تصفيتها.
بدوره عرض رئيس الدائرة السياسية لحزب العدالة والتنمية الدكتور فرحان هاشم، ورقة العمل الثانية بعنوان "معركة طوفان الأقصى .. الأسباب والتداعيات".
وتناول الأسباب والسياقات قبل معركة طوفان الأقصى المتمثلة في الخذلان العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية واستمرار إحكام الحصار على غزة وتصاعد انتهاكات العدو اليومية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية واقتحاماته للمدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية وشن حملات اعتقالات وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان.
وعرّج الدكتور هاشم على النتائج والتداعيات التي لحقت بالعدو الصهيوني بعد معركة "طوفان الأقصى"، من خسائر عسكرية واقتصادية غير مسبوقة للكيان الغاصب .. مؤكداً إسقاط أسطورة التفوق الأمني والعسكري للعدو الصهيوني وتعرضه للهجوم لأول مرة من الداخل الفلسطيني ونجاح العملية بإلحاق الهزيمة بالكيان الغاصب وقتل قرابة ألفي صهيوني وتدمير مدرعات وآليات وناقلات جنود صهاينة.
في حين قدّم نائب رئيس تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان سفيان العماري، وأمين عام حزب الوفاق الوطني عبدالوارث صلاح، ورقة العمل الثالثة بعنوان "رؤية تحليلية لمنطلقات وأسس موقف اليمن .. انطلاقة جديدة لثورة 21 سبتمبر المتجددة".
وأكدا أن موقف اليمن المبدئي والثابت من العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة والشعب الفلسطيني، لم يأت من فراغ أو من منطلقات سياسية بحتة أو نتيجة تعاطف لحظي أو مشاعر إنسانية وإنما متجذر ومتأصل في ذهنية القيادة والشعب اليمني يدفعها الواجب الشرعي والإنساني والأخلاقي والقومي والديني.
وأفاد العماري وصلاح، أن ثورة الـ21 من سبتمبر انطلقت من أسس متينة في مقدمتها التحول الفكري والوجداني الذي أفرزته هذه الثورة وولدت قناعات ورؤى جديدة على المستويين النخبوي والشعبي ووفق أسس دينية قرآنية خالصة ومتينة كرست الهوية الإيمانية للشعب اليمني فكراً وممارسة.
واعتبرا المعطيات المترتبة على المعركة مع قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي منذ تسع سنوات، أكسبت المجتمع اليمني خبرة ورباطة جأش وقدرة على مواجهة الاستهداف العسكري والسياسي والاقتصادي والفكري وإفشال محاولات تفكيك الجبهة الداخلية.
كما أكد نائب رئيس تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان العماري، وأمين عام حزب الوفاق الوطني صلاح، أن معركة "طوفان الأقصى" وتداعيات العدوان على غزة والشعب الفلسطيني وما ترتب عليها من جرائم ومذابح وتنكيل وتهجير قسري وإبادة جماعية، جاءت ضمن مشروع نكبة جديدة للفلسطينيين وكان الشعب اليمني بكل ما تراكم لديه من دوافع جاهزاً للانخراط في معركة مشرفة لإسقاط مؤامرة قوى الهيمنة والاستكبار على عدة مسارات.
وأوضحا أن اليمن عمل مع دول محور المقاومة على المستويين الشعبي والسياسي على توعية شعوب المنطقة والعالم بأهمية سلاح المقاطعة المؤثر والمهم للبضائع والمنتجات الأمريكي الصهيونية الغربية والشركات الداعمة للكيان، باعتبارها وسائل ضغط على الحكومات واللوبيات الاقتصادية لوقف دعم أنشطة العدو الاستيطانية والعسكرية.
أثريت الندوة بمداخلات من قبل ممثلي الأحزاب والقوى السياسية وشخصيات سياسية وأكاديمية وعسكرية، أكدت في مجملها على الموقف المبدئي والثابت للشعب اليمني المناصر والداعم للشعب والقضية الفلسطينية والمقاومة الباسلة في مواجهة الكيان الصهيوني.
واعتبروا عملية "طوفان الأقصى"، ملحمة بطولية فريدة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، جسدت شعارات محور المقاومة وطبقّت مفهوم وحدة ساحة المقاومة من فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: رئیس تحالف الأحزاب القضیة الفلسطینیة المناهضة للعدوان الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى الشعب الیمنی نائب رئیس

إقرأ أيضاً:

كاتبة مغربية: طوفان اليمن أربك حسابات الاحتلال وعرقل استكمال مخططاته

ويناقش الحوار عواقب استمرار الصمت العربي والإسلامي تجاه مجازر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتي يشنها العدو الصهيوني ضد شعب عربي مسلم في فلسطين المحتلة. كما يناقش الحوار انعكاسات الموقف اليمني التاريخي على صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة. ويتطرق الحوار إلى أهمية الحراك الشعبي المغربي الرافض لكل أشكال التطبيع الرسمي مع الكيان المحتل، بالإضافة إلى أهمية الموقف الإفريقي عموماً المساند لفلسطين كقضية إنسانية عالمية.

لقد سجل محور المقاومة بمختلف جبهاته دوراً مهماً في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة معنوياً ومادياً، وقدم التضحيات الجسام من الشهداء  

تقف المقاومة اليمنية على حد السيف، وعلى خطوط النار والتماس بكل جرأة وثبات، لكي تسجل بمداد الفخر والاعتزاز، دعمها الميداني لغزة وفلسطين، في أوج حرب الإبادة التي تتعرض لها

الجبهة اليمنية حققت ضربات اقتصادية وعسكرية موجعة للكيان الصهيوني وللإمبريالية الغربية وعلى رأسها أمريكا زعيمة الحروب 

"طوفان اليمن" أربك حسابات العدو في وقت اعتبر فيه أنه أضعف دول المقاومة وجبهات الإسناد، فطلع اليمن كطائر الفينيق لكي يقدم دروساً لدول المنطقة العربية لما ينبغي أن يكون عليه التضامن الميداني والدعم العملي العسكري  

استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة أدى إلى عرقلة استكمال مخططات العدو التوسعية في المنطقة العربية، وأحدث شرخاً داخل الكيان، وكشف عن ضعفه سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً 

شكلت المقاومة اليمنية المستمرة دعماً معنوياً للشعب الفلسطيني، وخففت عنه جزءا من  معاناته اليومية وسط الإبادة الجماعية، والتجويع والتشريد والتهجير،وأعادت المقاومة اليمنية، الاعتبار للمقاومة الفلسطينية كخيار لا محيد عنه، ولا بديل له، رغم كل المؤامرات، ومحاولات التبخيس من دورها التاريخي والآني 

اليمن في موقع بارز وقوي اليوم، مما سوف يعرضه للمؤامرات المفتوحة على جبهات متعددة، وهذا يستدعي حماية مكتسبات المقاومة اليمنية، وتقوية الجبهة الداخلية والخارجية، حتى يظل "اليمن السعيد" منتصراً وقوياً وسعيداً 

نعتز بالصمود الفلسطيني، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالمغرب لا يمكنه إلا أن يكون مع المقاومة الفلسطينية، ومع كل مقاومة تناضل من أجل التحرر من الاستعمار والاستغلال والاضطهاد  

التخاذل والتواطئ والخيانة للأنظمة العربية سواء المطبعة سراً أو علانية؛ يؤخر انتصارها ويخدم أهداف الكيان الصهيوني المحتل، ويهدد الأمن والسلم في المنطقة العربية بأكملها 

احتجاجات الشعب المغربي تساند غزة وتضغط للتراجع عن التطبيع المشؤوم، الذي يتحول على أرض الواقع إلى استيطان واستعمار جديد صهيوني وإمبريالي 

قرار الاتحاد الافريقي بطرد سفير الكيان الصهيوني بإثيوبيا من مؤتمر الاتحاد الإفريقي الذي انعقد في بداية الشهر الجاري، قرار شجاع، وجاء في لحظة تاريخية مهمة، وهي رسالة واضحة للكيان الصهيوني وللعالم، وللأنظمة العربية المتخاذلة

النظام الرأسمالي الإمبريالي المتوحش يتهاوى بشكل عام، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لكي يقوم على أنقاضه نظاماً عالمياً جديداً منصفاً وعادلاً وإنسانياً

_ ما موقفكم من معركة طوفان الأقصى بعد مرور أكثر من 18 شهراً على انطلاق شرارتها الأولى؟ وبماذا تصفون صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ؟ وما عواقب الإستمرار العربي الإسلامي في سياسة الصمت المطبق تجاه هذه الإبادة وهذا العدوان الذي يتهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها خصوصاً بعد أن تحول هذا الصمت إلى تواطؤ وخذلان بحق الدم الفلسطيني المسفوك ظلماً وعدواناً؟ 

إن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالمغرب لا يمكنه إلا أن يكون مع المقاومة الفلسطينية، ومع كل مقاومة تناضل من أجل التحرر من الاستعمار والاستغلال والاضطهاد.

فحزب الطليعة هو استمرار لحركة التحرير الشعبية منذ الإستعمار الغاصب للمغرب إلى الإستعمار الجديد الذي بدأ اليوم مع التطبيع الصهيوني. وحزبنا هو استمرار أيضا للحركة الاتحادية الأصيلة المناضلة، وهو حزب شهداء المقاومة، وحزب شهداء التحرير الوطني. وحزب شهداء القضية فلسطين.. إلخ.

ولهذا ، منذ 18 شهر من انطلاق الشرارة الأولى لطوفان الأقصى ، الذي اعتبرناه محطة تاريخية متطورة من محطات للمقاومة الفلسطينية، وأعلنا عن موقفنا المساند والمشيد بطوفان الأقصى، وبحق المقاومة الفلسطينية في الكفاح بكل الوسائل المشروعة ضد الإستعمار الصهيوني الإمبريالي الغاصب للانسان والأرض.

وتابعنا عن كثب كل المستجدات والتطورات في الوضع العربي والدولي، ودور محور المقاومة،ومحور الإسناد العالمي الذي كان يتوسع تدريجيا.

وتلقينا بألم وحزن استشهاد قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

وعبرنا عن اعتزازنا بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، وجسدنا تضامننا معه في بكل الأشكال المتاحة من بيانات، ووقفات واحتجاجات وندوات، وبواسطة وسائلنا الإعلامية الحزبية.

والمؤلم حقاً وسط هذا الدمار والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، هو هذا الصمت المريب، والخيانة المكشوفة، لبعض الدول العربية والإسلامية، التي لها تاريخ في الخذلان كلما كانت المقاومة في أوج عطائها وكفاحها ، وأصبحت على مرمى حجر من تحقيق أهدافها في النصر.

مع الأسف هذا التخاذل والتواطئ والخيانة للأنظمة العربية سواء المطبعة سراً أو علانية؛ يؤخر انتصارها، ويخدم أهداف الكيان الصهيوني المحتل، ويهدد الأمن والسلم في  المنطقة العربية بأكملها.

 

_ في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية في المغرب الرافضة للتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في خضم الإبادة الجماعية التي يشنّها الأخير في غزة.. ما موقفكم في حزب الطليعة من هذه الاحتجاجات التي تأتي تعبيراً عن حالة الرفض الشعبي في الأوساط الشعبية المغربية لكل أشكال التطبيع الرسمي مع الكيان المحتل؟ وهل تعتقدون أن الحراك الشعبي من شأنه أن وقف أو يقويض هذه العلاقات؟ وكيف سينعكس ذلك إن تحقق الأمر، على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من وجهة نظركم؟ 

 

إن اتفاقية التطبيع التي أبرمها وأعلنها المغرب مع الكيان الصهيوني في 10 دجنبر 2020 ، لم تكن سوى تعبيراً واضحاً عن التطبيع التاريخي السري مع هذا الكيان منذ حكم الحسن الثاني، والدور الذي لعبته المخابرات المغربية في توفير كل وسائل التنصت لهذا العدو لمتابعة اللقاءات والمؤتمرات العربية التي كانت تنعقد خلال مرحلة الستينات والسبعينات بحضور زعماء وقادة الدول العربية آنذاك ، لمناقشة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في مرحلة أوج الصراع العربي الصهيوني.

ولهذا فإن احتجاجات الشعب المغربي من وجهة نظر حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، تضرب بجذورها في التاريخ النضالي التحرري للشعب المغربي منذ الإستعمار والاستغلال الطبقي، مع الربط الجدلي بين التحرر الوطني، والتحرر القومي العربي ، وتحرر كل الشعوب المستعمرة والمضطهدة في العالم. وهو ما نعبر عنه بالمصير العربي المشترك.

واليوم، فإن الشعب المغربي يجد نفسه أمام وضع خطير ومتطور يهدد وجوده وهويته، من خلال التطبيع الاستيطاني الصهيوني الإمبريالي، الذي سمح له بنهب خيرات بلدنا الاقتصادية، والإرتماء على الأراضي الفلاحية، وعلى مساكن المواطنين، تحت ذريعة أنها في ملكية لليهود الصهاينة الذين غادروا المغرب، ثم عادوا إليه اليوم.

إنه نفس السيناريو والمخطط الذي حُيك لفلسطين، يعاد تكراره في المغرب اليوم.

لهذا نجد أنفسنا أمام احتجاجات شعبية نوعية وقوية، من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالإبادة الجماعية، في غزة وكل فلسطين ، وثانياً من أجل الضغط للتراجع عن التطبيع المشؤوم، الذي يتحول على أرض الواقع إلى استيطان واستعمار جديد صهيوني وإمبريالي .. 

وهذا يشكل خطراً محدقاً ليس فقط على المغرب، بل على الدول المغاربية ككل، ومنها على القارة الإفريقية.

 

_ ما تعليقكم على قرار الاتحاد الإفريقي بطرد السفير الصهيوني في إثيوبيا من مقر الاتحاد قبيل انعقاد قمة للدول الإفريقية خلال الأسابيع الماضية؟ وأي أهمية إستراتيجية لمواقف الاتحاد الأفريقي الداعمة لفلسطين والرافضة للإبادة الجماعية التي يشنّها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ وأي انعكاسات إيجابية لهذه المواقف في تقويض المحاولات الإسرائيلية الغربية لتوسيع دائرة التوغل في القارة الإفريقية بهدف تقسيم شعوبها واستنزاف ثرواتها؟ 

 

إن قرار الاتحاد الافريقي بطرد سفير الكيان الصهيوني بإثيوبيا من مؤتمر الاتحاد الإفريقي الذي انعقد في بداية الشهر الجاري، قرار شجاع، وجاء في لحظة تاريخية مهمة، وهي رسالة واضحة للكيان الصهيوني وللعالم، وللأنظمة العربية المتخاذلة.

وهو قرار يعبر بالفعل عن مبادئ وقيم وأهداف الاتحاد الإفريقي الداعمة تاريخيا للقضية الفلسطينية، خاصة وأن القارة الإفريقية كانت ولا زالت هدفا لنهب خيراتها ومواردها الطبيعية والبشرية، وعانت هي أيضا ولازالت من الإستعمار التقليدي والإستعمار الإمبريالي الجديد.

وهي اليوم مستهدفة أكثر من أي وقت مضى، من طرف الكيان الصهيوني أيضا، من خلال محاولة اخضاع دول المغرب العربي للتطبيع.

ولابد من الإشارة هنا إلى الزعيم المغربي المعارض الشهيد المهدي بنبركة شهيد حزبنا وشهيد حركة التحرير الشعبية الذي سبق أن نبه إلى دور الصهيونية في إفريقيا في "ندوة فلسطين العالمية" والتي تم تنظيمها في القاهرة سنة 1965، بشهور فقط قبل اختطافه بفرنسا واغتياله بمشاركة الإمبريالية الفرنسية والأمريكية، والموساد الصهيوني، والنظام المغربي.

 

_ جسدت الجبهة اليمنية ولا زالت موقفاً عملياً غير مسبوقاً في دعم غزة خصوصاً بعد فرض اليمن حصاراً بحرياً خانقاً على الملاحة الإسرائيلية، ولاحقاً حصاراً جوياً على مطارات الاحتلال، ودخوله في اشتباك عسكري مباشر مع كبرى الأساطيل الأمريكية والأوروبية.. أي انعكاسات إستراتيجية جسدها هذا الموقف في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة، والذي يأتي في ظل استمرار انبطاح النظام الرسمي العربي للمؤامرة الصهيونية الأمريكية؟ وهل تعتقدون أن الموقف اليمني قد جسد حقيقة إنتصار الشعوب على أعتى وأقوى الجيوش إذا ما توفرت الإرادة الحقّة؟ وأين بات اليمن اليوم في خضم هذا الموقف الذي عصف بتوازنات الردع في المنطقة والإقليم خصوصاً بعد إجباره واشنطن لوقف عدوانها على اليمن؟ 

 

لقد سجل محور المقاومة بمختلف جبهاته، دوراً مهماً في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة معنوياً ومادياً، وقدم التضحيات الجسام من الشهداء ، ونذكر منه المقاومة اللبنانية.

واليوم تقف المقاومة اليمنية على حد السيف، وعلى خطوط النار والتماس بكل جرأة وثبات، لكي تسجل بمداد الفخر والاعتزاز، دعمها الميداني لغزة وفلسطين، في أوج حرب الإبادة التي تتعرض لها.

وقد حققت بذلك ضربات اقتصادية وعسكرية موجعة للكيان الصهيوني وللإمبريالية الغربية وعلى رأسها أمريكا زعيمة الحروب.

وبذلك يحق للمقاومة اليمنية أن نسميها "طوفان اليمن" بعد "طوفان الأقصى" الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

حدثان مهمان في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، محوره القضية الفلسطينية.

إن"طوفان اليمن" أربك حسابات العدو في وقت اعتبر فيه أنه أضعف دول المقاومة وجبهات الإسناد، فطلع اليمن كطائر الفينيق لكي يقدم دروساً لدول المنطقة العربية لما ينبغي أن يكون عليه التضامن الميداني والدعم العملي العسكري.

فقد أدى ذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة إلى عرقلة استكمال مخططات العدو التوسعية في المنطقة العربية، وأحدث شرخاً داخل الكيان الصهيوني، وكشف عن ضعفه سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً. 

وبذلك شكلت المقاومة اليمنية المستمرة دعماً معنوياً للشعب الفلسطيني، وخففت عنه جزءا من  معاناته اليومية وسط الإبادة الجماعية، والتجويع والتشريد والتهجير.

كما أعادت المقاومة اليمنية، الاعتبار للمقاومة الفلسطينية كخيار لا محيد عنه، ولا بديل له، رغم كل المؤامرات، ومحاولات التبخيس من دورها التاريخي والآني.

إن الوضع الحالي للمنطقة العربية، وخاصة الدور التخاذلي لبعض الدول العربية المطبعة والمتصهينة، يجعل المقاومة اليمنية في موقع بارز وقوي، مما سوف يعرضها لا شك للمؤامرات المفتوحة على جبهات متعددة، وهذا يستدعي حماية مكتسبات المقاومة اليمنية، وتقوية الجبهة الداخلية والخارجية، حتى يظل "اليمن السعيد" منتصراً وقوياً وسعيداً.

 

_ أي رسالة توجهونها في هذه اللحظة المصيرية التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية؟ ولمن توجهونها؟

 

إن الرسالة التي نوجهها باسم حزب الطليعة في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية التي تجتازها الدول العربية والإسلامية هي : 

 

أولاً : رسالة إلى الضمير الإنساني العالمي، شعوباً ودولاً وأفراداً، الذين جسدوا بالفعل التعبير الحر عن الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية.

وهي رسالة من أجل الإستمرار في التضامن وتوسيع الجبهة العالمية للاحتجاج، ورفض ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة وفي كل فلسطين، والضغط من أجل إيقافه. 

 

ثانياً : رسالة إلى الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني لكي تستفيق، وتتحرر من التبعية للكيان الصهيوني، وتنهض، وتتوحد في جبهة عربية ضد مخططات الإمبريالية والصهيونية، ومخاطرهما على المنطقة العربية ككل، الممتدة من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا، والتي تواجه مصيراً مشتركاً واحداً. 

 

ثالثاً : رسالة إلى المقاومة الباسلة، وإلى الشعب الفلسطيني المنتصر ، وما قدمه من شهداء، وتضحيات جسام، والتي تتطلب حماية مكتسبات المقاومة، والاستمرار والصمود؛ 

لأن الكيان الصهيوني يتهاوى، ويسير نحو نهايته، وهو ينفث الدم من مسامه.

والنظام الرأسمالي الإمبريالي المتوحش يتهاوى بشكل عام، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لكي يقوم على أنقاضه نظاماً عالمياً جديداً منصفاً وعادلاً وإنسانياً.

وعاشت فلسطين حرة ومنتصرة.. 

مقالات مشابهة

  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى بمأرب إعلانا للجاهزية ونصرة لغزة
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى في حريب القراميش بمأرب إعلانا للجاهزية ونصرة لغزة
  • “المجاهدين الفلسطينية”: قرار اليمن الحظر على ميناء حيفا يعمق أزمات العدو
  • المجاهدين الفلسطينية: قرار اليمن الحظر على ميناء حيفا يعمق أزمات العدو
  • قطر : المفاوضات طريق حل الأزمة الفلسطينية ..ويتم تخريبها بآلاعيب سياسية
  • قبائل الحديدة تحتشد خلف طوفان الأقصى.. وقفة مسلّحة ومسيرات راجلة تجسّد الوفاء لفلسطين
  • مسير لطلاب المدارس الصيفية في خولان بصنعاء تضامنا مع أبناء غزة
  • تقرير أمريكي: طوفان الأقصى استُخدم لنسف تطبيع الرياض وتل أبيب
  • كاتبة مغربية: طوفان اليمن أربك حسابات الاحتلال وعرقل استكمال مخططاته
  • قبائل كحلان عفار في حجة تؤكد الجاهزية لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني