اللجنة التنفيذية للمنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية تعقد اجتماعها الأول
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
عقدت اللجنة التنفيذية لمشروع المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية، المنبثقة من اللجنة الاستشارية لرياضة المرأة التابعة للمكتب التنفيذي لمجلس رؤساء اللجان الأولمبية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعها الأول عبر الاتصال المرئي، للتعريف بالأدوار بين العضوات ووضع الخطة الاستراتيجية التطويرية، لتحقيق الأهداف المنشودة لدعم رياضة المرأة الخليجية.
وترأست الاجتماع المهندسة غالية المناعي، عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات لرياضة المرأة، رئيسة اللجنة التنفيذية لمشروع المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية، بمشاركة عضوات اللجنة وفاء إبراهيم خليل سلمان الجزاف، رئيس دعم المراكز الشبابية بوزارة شؤون الشباب، وعضو لجنة تكافؤ الفرص والتوازن بين الجنسين في المجال الرياضي بمملكة البحرين، وموضي عبدالعزيز السديري، أخصائي أول علاقات دولية في اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية ومقرر لجنة المرأة بالرياضة السعودية، وسعادة بنت سالم الإسماعيلية، نائب رئيس اللجنة العمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين باللجنة الأولمبية العمانية، وخبيرة الرياضة النسائية بمكتب وكيل الرياضة والشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، ومها يوسف العبد الجبار، أمين السر المساعد بلجنة رياضة المرأة القطرية.
وصادقت اللجان الأولمبية الخليجية على مقترح دولة الإمارات بإنشاء المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية، خلال الاجتماع الـ 97 للمكتب التنفيذي، عقب رفعه من اللجنة الاستشارية لرياضة المرأة التابعة للمكتب التنفيذي لمجلس رؤساء اللجان الأولمبية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بعد اجتماعها الثاني الذي عقد في العاصمة العمانية مسقط، بمشاركة نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، رئيسة اتحاد الإمارات لرياضة المرأة، عضو اللجنة الاستشارية لرياضة المرأة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي قدمت خلاله مقترح دولة الإمارات لإنشاء منصة موحدة لرياضة المرأة الخليجية.
وقالت نورة السويدي: "يسعدني أن أثمن جهود اللجنة الاستشارية لرياضة المرأة التابعة للمكتب التنفيذي لمجلس رؤساء اللجان الأولمبية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحرص العضوات على تشجيعهن المتواصل لجميع المبادرات والبرامج الهادفة دعم رياضة المرأة الخليجية، ولعل من ضمنها مشروع المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية، الذي يسعى لتعزيز التعاون مع جميع الاتحادات والمؤسسات المعنية برياضة المرأة في دول مجلس التعاون، لإبراز إنجازات رياضة المرأة وتوثيق نجاحاتها، بما يخلق قاعدة بيانات واسعة تتوحد من خلالها مساعينا لتعزيز انتشار الرياضة، بما يتواءم مع خطط عمل جميع الاتحادات الرياضية التي تسعى إلى تحقيق ذات الأهداف من خلال تنمية الرياضة وتعزيز استقطاب المواهب الرياضية لتوسيع مشاركة المرأة في القطاع الرياضي".
وأكدت أن المنصة تعكس حرص دولة الإمارات على دعم رياضة المرأة والعمل يداً بيد مع أخواتنا في الدولة الخليجية، لترسيخ دعائم الاستدامة وتعزيز دور المرأة في المجال الرياضي، وذلك انطلاقاً من قناعتنا الراسخة بأن المستقبل الأفضل مسؤولية مشتركة تتحقق بتكاتف الجميع.
ومن جانبها أشادت الدكتورة الشيخة حصة بنت خالد آل خليفة، عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية البحرينية، رئيسة لجنة تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين، بمقترح دولة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء منصة موحدة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون الخليجي.
وأكدت بأن ذلك المقترح يعكس حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تمكين المرأة الخليجية ونشر رياضة المرأة على أكبر نطاق والمساهمة في تطورها وازدهارها من خلال تسليط الضوء على نجاحاتها وإنجازاتها.
وأضافت بأن المقترح لقي أصداءً إيجابية ومباركة من جميع أعضاء اللجنة الاستشارية لرياضة المرأة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، لما له من أهداف إيجابية على صعيد تطور رياضة المرأة، عندما يتم تخصيص منصة إعلامية موحدة لإبراز أنشطة المرأة الخليجية على مستوى الرياضة ويوثق قصص نجاحاتها وكافة البيانات والمعلومات، التي ستشكل مرجعاً هاماً لكل الباحثين عن المعلومة من إعلاميين وأكاديميين.
وتوجهت بالشكر الجزيل للجنة الأولمبية الإماراتية ولنورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، رئيسة اتحاد الإمارات لرياضة المرأة، عضو اللجنة الاستشارية لرياضة المرأة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على تبني هذا المقترح وتوفير كافة عوامل نجاحه وذلك في إطار جهود دولة الإمارات للدفع برياضة المرأة الخليجية إلى مستويات أرحب من التطور والنماء.
وبدورها قالت المهندسة غالية المناعي: "نتقدم بالشكر للجنة الاستشارية لرياضة المرأة التابعة للمكتب التنفيذي لمجلس رؤساء اللجان الأولمبية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لإسناد رئاسة اللجنة التنفيذية للمنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية إلى دولة الإمارات.
وأضافت: "يقدم اتحاد الإمارات لرياضة المرأة جهود حثيثة للدفع بملف رياضة المرأة ليس في دولة الإمارات وحسب إنما أيضاً على مستوى دول مجلس التعاون، ليكون أكثر تطوراً ومرونة في استشراف المستقبل، وفق أفضل الممارسات والآليات، مستعيناً بالتكنولوجيا المتقدمة لحصر جميع المعلومات الخاصة برياضة المرأة وتحليلها للوقوف على نقاط القوة والضعف والعمل على إيجاد حلول وخطط للارتقاء برياضة المرأة، وذلك من خلال المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية".
ومن ناحيتها أعربت سعادة بنت سالم الإسماعيلية، عن تقديرها للجنة الاستشارية لرياضة المرأة بالمكتب التنفيذي لمجلس دول الخليج العربية بالأمانة العامة، لإتاحة الفرصة للجان النسائية الخليجية للعمل على تطوير رياضة المرأة للمرحلة المقبلة، مقدمة شكرها لدولة الإمارات العربية المتحدة متمثلة بالاتحاد الإمارات لرياضة المرأة على مبادرة المنصة الإلكترونية الموحدة لرياضة المرأة الخليجية.
وأضافت: "ستلعب المنصة الإلكترونية الموحدة دوراً حيوياً في توثيق هذه الرحلة التاريخية لرياضة المرأة وإنشاء أرشيف شامل لكل فعاليات وأنشطة ومشاركات وقصص نجاح رياضة المرأة الخليجية للمرحلة المقبلة، كما تتيح للرياضيات الخليجيات فرصة للتعبير عن آرائهن وأفكارهن ومشاركتهن في صنع القرارات المتعلقة برياضتهن".
وفي نفس السياق أشادت مها يوسف العبدالجبار، لمقترح دولة الإمارات بإنشاء منصة موحدة لرياضة المرأة الخليجية، ولكي تصبح المرجع الرسمي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من أجل استعراض جهود الدول الخليجية وتجربتها في تمكين المرأة بالمجال الرياضي.
وأضافت: "سيساهم إنشاء منصة موحدة لرياضة المرأة الخليجية، في الارتقاء بمستوى رياضة المرأة في منطقة الخليج، وذلك من خلال تجميع أكبر قدر من البيانات الرقمية والأخبار الرياضية الخاصة بلاعباتنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن هذه المنطلق يسعدنا أن نثمن جهود اتحاد الإمارات لرياضة المرأة، ومساعيه لتحقيق رؤية دولة الإمارات في ترسيخ ثقافة الرياضة النسائية ونشرها والعمل على تطويرها والارتقاء والنهوض بها محلياً وعربياً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة رياضة المرأة دول مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة ریاضة المرأة الخلیجیة دول الخلیج العربیة اللجنة التنفیذیة دولة الإمارات المرأة فی من خلال
إقرأ أيضاً:
تحليل يتناول تصاعد القمع ضد الإصلاح في الإمارات العربية المتحدة
نشر موقع Arab Digest، تحليلا بعنوان "تصاعد القمع ضد الإصلاح في الإمارات العربية المتحدة"، ويشير إلى أن حركة الإصلاح التي تأسست في الإمارات في عقد الستينيات من القرن الماضي، ساهمت بشكل كبير في التنمية الوطنية، وشاركت في الحوار السياسي السلمي، قبل أن تواجه قمعا متزايدا على أيدي السلطات الإماراتية.
ولفت التحليل إلى أن السلطات في الإمارات أعلنت في شهر يناير (كانون الثاني) عن قرار صادر عن الحكومة بشكل أحادي، يقضي بإضافة أسماء أحد عشر شخصاً وثمان شركات إلى قائمة الإرهاب لديها بسبب ارتباطاتهم المزعومة بجماعة الإخوان المسلمين وبما يزعمون أنه الفرع الإماراتي للجماعة "جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي"، أو ما يعرف اختصاراً باسم "الإصلاح".
وتاليا نص التحليل كاملا
أعلنت السلطات في الإمارات العربية المتحدة في شهر يناير (كانون الثاني) عن قرار صادر عن الحكومة بشكل أحادي يقضي بإضافة أسماء أحد عشر شخصاً وثمان شركات إلى قائمة الإرهاب لديها بسبب ارتباطاتهم المزعومة بجماعة الإخوان المسلمين وبما يزعمون أنه الفرع الإماراتي للجماعة "جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي"، أو ما يعرف اختصاراً باسم "الإصلاح". يعتبر هذا الإجراء، الذي نددت به منظمات حقوق الإنسان الدولية باعتباره استهزاء بالعدالة، تصعيداً أخيراً في الحرب التي تشنها السلطات الإماراتية منذ مدة ضد ما يعرف بالإسلام السياسي. وذلك على الرغم من أن الإصلاح ظل لسنوات عديدة ركناً من أركان المجتمع الإماراتي، يشارك في الحوار السياسي السلمي، ويقدم مساهمة لا يمكن إنكارها في مجال التنمية الوطنية.
تعود جذور الإصلاح في الإمارات العربية المتحدة إلى ستينيات القرن الماضي، قبل أن يتأسس البلد بشكل رسمي. في تلك الأيام، كانت إمارات الساحل المتصالحة (والتي شكلت فيما بعد دولة الإمارات العربية المتحدة) توشك أن تنعطف نحو تحول اقتصادي هائل. بدأ إنتاج النفط يتزايد (انطلقت صادرات أبو ظبي للنفط في 1962، ودبي في 1969)، ولكن كان استخراج اللؤلؤ ما يزال هو العمود الفقري للاقتصاد البحري، إلى جانب الشحن في الإقليم وعبر العالم لمختلف البضائع مثل التمور والخيول والمسكوكات مثل المسكوكة الفضية التي تعرف باسم ماريا تيريزا.
كانت تلك الحقبة هي ذروة الحرب الباردة حينما كانت التيارات القومية والاشتراكية تهيمن على الحركات السياسية العربية، والتي كان الكثيرون يعارضونها بسبب حكمها السلطوي وبسبب توجهاتها الثقافية، فراحوا يبحثون عن أنظمة سياسية بديلة.
شكلت هزيمة العرب في حرب يونيو / حزيران 1967 "صدمة" كبيرة لملايين العرب، وهذا بدوره فتح الباب على مصراعيه أمام ما كان يعرف باسم "الصحوة الإسلامية"، والتي كانت بمثابة نأي جماعي عن الحركات القومية والعلمانية وتوجه نحو الإسلام. ساعد على ذلك ما كان يمارسه علماء المسلمين والدعاة والجماعات الإسلامية من جهود دعوية مكثفة، بناء على ما كانت تعاني منه الأمة العربية، بما في ذلك احتلال مزيد من الأرض الفلسطينية، والتجزئة، وكذلك الحكم القهري للأنظمة العسكرية، والتي تشكل الانطباع عنها بأنها استبدادية طاغية وخاضعة للقوى الغربية صاغرة أمامها.
كانت الحركات القومية تتمتع في الستينيات من القرن الماضي ببعض النفوذ داخل الإمارات العربية المتحدة، التي خضعت للحكم الاستعماري البريطاني غير الرسمي منذ عام 1820. ولكن وهن هذا النفوذ بعد حرب عام 1967 لينفتح المجال أمام تأسيس متين للقيم الإسلامية والتعليم الإسلامي، بدعم من المدارس والعلماء في ذلك الوقت. ساعد ذلك على بروز جيل ساهم في إنشاء حركة الإصلاح.
أدركت مجموعة من المفكرين والمثقفين الحاجة إلى وجود منظمة تروج لبرنامجهم الإصلاحي. وبمباركة من حاكم دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بادروا بإنشاء جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في عام 1974. تضمنت غاياتها نشر القيم الإسلامية، وتشجيع الأعمال الصالحة، وتوحيد المجتمع، ومكافحة الرذيلة، وتوجيه الشباب، وتقديم الحلول للمشاكل الاجتماعية. كان من بين مؤسسيها عدد من الشخصيات المؤثرة ممن درسوا في الكويت وقطر ومصر، واشتملت قيادتها على علماء بارزين ورجال أعمال وقيادات مجتمعية.
شاركت جميعة الإصلاح منذ تأسيسها في سلسلة واسعة من النشاطات الاجتماعية والتعليمية والتنموية، من إنشاء المدارس والمكتبات إلى المساهمة في تأسيس بنك دبي الإسلامي، والذي هو اليوم أكبر مصرف إسلامي في الإمارات العربية المتحدة. وكانت تنظم نشاطات طلابية ومعارض للكتب ومهرجانات وندوات، وتقوم بتنظيم الزيارات المتبادلة مع البلدان الأخرى، ثم أنشأت "اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي" في الإمارات العربية المتحدة.
كان لغزو العراق للكويت في عام 1990 أثر بعيد المدى على منطقة الخليج بأسرها، بما في ذلك حركة الإصلاح. حينذاك، اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً موقفاً مناصراً للشعب الكويتي. وقامت جميعة الإصلاح بتنسيق جهود مختلف الكيانات الحكومية الرسمية وغير الحكومية، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين الكويتيين المنفيين، وضمان حصولهم على الاحتياجات الضرورية، ونظمت رحلات جوية لنقل الكويتيين الذين كانوا في مصر وتركيا وإعادتهم إلى الإمارات العربية المتحدة، وشكلت "لجنة إسكان الكويتيين" لتوفير السكن للمواطنين الكويتيين في فنادق أبو ظبي، وقامت فيما بعد باستئجار مبان وفلل كاملة وأتاحتها لهم ليقيموا فيها. في الشارقة وحدها، استأجرت اللجنة ما يزيد عن 52 من المباني والأبراج الجديدة لإسكان ما يقرب من 41 ألف كويتي وصلوا إلى البلاد.
ولكن رأت السلطات في الإمارات العربية المتحدة في نشاطات حركة الإصلاح تحدياً لأجندتها السياسية والاجتماعية الآخذة في التشكل. فصدر في عام 1994 أمر رسمي بحل مجلس إدارة جمعية الإصلاح زعماً بأن مجلة الإصلاح تسببت في إحراج الحكومة الإماراتية في علاقاتها مع البلدان العربية الأخرى. والحقيقة هي أن حل مجلس إدارة الجمعية كان جزءاً من سياسة أشمل تبنتها السلطات في الإمارات بهدف تقليص نفوذ الحركات الإسلامية. ثم جاءت هجمات الحادي عشر من سبتمبر لتشكل انعطافة كبيرة أخرى نظراً لأن اثنين من المشاركين في الهجمات كانوا إماراتيين. ثم تحت غطاء التوجه العالمي الجديد لمكافحة الإرهاب، استغلت السلطات الإماراتية الفرصة كمبرر لفرض مزيد من السيطرة على النشاطات الإسلامية، التي باتت منذ ذلك الحين تعتبر نشاطات مريبة.
على الرغم من أن تحقيقات الحكومة في نشاطات جمعية الإصلاح لم تعثر على أي دليل يثبت ارتكاب تجاوزات قانونية أو مالية، إلا أن الحركة وجدت نفسها مضطرة لتأسيس كيانات قانونية بديلة تتمكن من خلالها من الاستمرار في ممارسة نشاطاتها الثقافية والاجتماعية والترفيهية، مثل "نادي أجيال" في رأس الخيمة ومنظمة جديدة تسمى "تواصل". تكثفت إجراءات القمع في أنحاء الإمارات، فصار الإسلاميون يستبعدون من مواقعهم في منظمات العمل الخيري، وفي المؤسسات الثقافية، وفي الوزارات الحكومية، وبشكل خاص في وزارات التعليم والعدل والأوقاف والشؤون الإسلامية. وحتى يتسنى لها ضبط الخطاب الديني والحد من الأصوات المستقلة، اتخذت السلطات إجراءات تضمن توحيد خطب الجمعة في جميع الإمارات بالإضافة إلى ضرورة حصول الوعاظ على رخص تجيز لهم ممارسة الوعظ. كما حُظر على العشرات من الصحفيين المنتسبين إلى الإصلاح المشاركة في وسائل الإعلام المملوكة للدولة. وبذلك انطلقت حملة منظمة للقهر والتنكيل. فانتزعت الجنسية الإماراتية من بعض منتسبي الإصلاح، بينما غُيب آخرون في السجون حيث يتعرضون للإكراه والضغط والتعذيب.
واحدة من أكبر القضايا الخلافية بين السلطات الإماراتية وحركة الإصلاح كانت باستمرار تتعلق بمدى التغريب الذي يتعرض له المجتمع الإماراتي. ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كثفت السلطات في الإمارات العربية المتحدة جهودها لجلب المستشارين والمدرسين الأجانب، وخاصة من أوروبا وأمريكا، وفرضت مناهج تعليم أجنبية متجاهلة الخصائص التي تتميز بها العائلات الإماراتية. تضمن ذلك تعديل عطل المدارس حتى تكون منسجمة مع الاحتفالات الغربية بأعياد الميلاد، وتقليص حصص اللغة العربية والدراسات الإسلامية. في هذه الأثناء فُرض على مدراء المدارس، سواء كانوا إماراتيين أم وافدين، الخضوع لرقابة مدراء أجانب مهمتهم إملاء السياسات الحكومية المتعلقة بالمدارس.
اعتبرت حركة الإصلاح هذه السياسات جهداً متعمداً يهدف إلى تقويض الهوية الثقافية الإماراتية واستبدال القيم الإماراتية والعربية الإسلامية بعادات أجنبية. ورأى القائمون على الحركة أن مشاعر وأولويات الإماراتيين يتم تجاهلها، وأن هويتهم الوطنية والدينية باتت في خطر. نتيجة لذلك تعرضت حركة الإصلاح لممارسات قمعية وحشية مازالت مستمرة حتى الآن. وفي عام 2013 صدرت أحكام قضائية على العشرات من أعضاء حركة الإصلاح فيما بات معروفاً الآن باسم محاكمة "الإمارات 94"، حول ما زُعم أنه مخطط للإطاحة بالحكومة، في قضية باتت تعتبر الآن رمزاً لما يمارسه نظام الحكم في الإمارات من قمع بحق المعارضين ولإخفاقه في احترام معايير حقوق الإنسان الدولية. وفي العام الماضي، أصدرت محكمة إماراتية على 43 ناشطاً آخر، جلهم من الإصلاح، أحكاماً بالسجن المؤبد، بتهمة ارتكاب جرائم ذات صلة "بالإرهاب". كما صدرت أحكام على عشرة آخرين بالسجن مدداً تتراوح بين عشر وخمس عشرة سنة بتهم "التعاون مع الإصلاح" وغسيل الأموال.
وبذلك يكون تيار الإسلام السياسي، الذي يرى فيه نظام الحكم في الإمارات أكبر الأخطار المحدقة به، قد أجبر على النزول تحت الأرض، الأمر الذي سهل على الحكومة المضي قدماً في التطبيع مع إسرائيل وفي إجراءات التغريب.