بعد تمديد الهدنة بشروط فلسطينية.. أبرز السيناريوهات المحتملة للأحداث المقبلة في غزة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
أعلنت وزارة الخارجية القطرية اليوم الاثنين أنه بناءًا على الوساطة بالتنسيق مع مصر وأمريكا تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في قطاع غزة، مع السماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى القطاع.
وقالت قناة القاهرة الإخبارية في بيان لها إن فصائل المقاومة الفلسطينية، أكدت موافقتها على تمديد الهدنة الإنسانية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد جهود الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في وقف إطلاق النار بغزة.
اشترطت المقاومة الفلسطينية لتمديد الهدنة في قطاع غزة أن تسري بنفس الشروط السابقة، والتي تضمنت وقف إطلاق النار وكافة الأعمال العسكرية من قبل الجانبين خلال فترة الهدنة، فضلًا عن وقف تحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل في جنوب قطاع غزة.
وأضافت المقاومة بعض الشروط لأجل سريان الهدنة في غزة منها توقف الطائرات الإسرائيلية عن التحليق لمدة 6 ساعات يوميًا، من الساعة 10 صباحًا حتى 4 مساءً، في مدينة غزة وشمال القطاع، وكذلك الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم الإفراج عنه.
وطالبت المقاومة في بنود الهدنة إدخال 4 شاحنات وقود وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة، بالإضافة إلى إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة يوميًا، وفي المقابل اشترطت إسرائيل إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين، مقابل كل يوم من التهدئة.
لماذا وافق نتنياهو بشكل سريع على تمديد الهدنة؟قال الدكتور علي الأعور المحلل السياسي الفلسطيني والخبير في الشأن الإسرائيلي إن نتنياهو لا يريد أن يخالف المزاج العام في إسرائيل، وخاصة بعد انقلاب الرأي العام عليه من قبل أهالي الأسرى الذين يطالبون بالافراج عن كافة المحتجزين لدى حركة حماس.
وأوضح الأعور في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن استطاع الضغط على نتنياهو بالإضافة إلى جهود الوساطة المصرية القطرية، وهو ما جعله يخضع إلى قرار تمديد الهدنة، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتسب شيئًا من الحرب التي شنها على غزة، لذلك فهو في أشد الحاجة لذلك التمديد.
وأشار الأعور إلى أن قرار تمديد الهدنة ووقف إطلاق النار بغزة جاء بناءً على عاملين، أولهما الضغط الجماهيري على حكومة نتنياهو بإسرائيل من خلال المظاهرات والحراك الجماعي، وثانيهما المعطيات على الأرض والميدان وقوة حركة حماس العسكرية، والتي من شأنها الإطاحة بالجيش الإسرائيلي وهذا ما تخشاه إسرائيل ولن تقبل به مرة أخرى.
سيناريوهات ما بعد تمديد الهدنة في غزةقال الدكتور رمضان قرني أستاذ العلوم السياسية إن قرار تمديد الهدنة في غزة يكشف عن عدة سيناريوهات محتملة في المرحلة المقبلة، أولها: إمكانية الدخول في مفاوضات في ظل الوساطة المصرية القطرية الأمريكية، من شأنها التوصل إلى هدنة تامة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدًا أن ذلك السيناريو محتمل الحدوث حيث أنه يحظى بحالة من الدعم الدولي وخاصة الأمريكي، وهو ما قد يجعل الاحتلال الإسرائيلي يقبل بوقف دائم لإطلاق النار.
وأشار قرني خلال حديثه مع "الفجر" إلى أن السيناريو الثاني لما ينتظر غزة بعد تمديد الهدنة هو احتمال استئناف العمليات العسكرية بعد انتهاء المدة، وذلك يؤكده بيانات وخطابات رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع التي يعملون فيها على تلطيف الأجواء مع الشعب الإسرائيلي، في مطالبة منهم لاستكمال الحرب، من خلال تأكيد نجاح إسرائيل في العمليات العسكرية السابقة، موضحًا أن ذلك السيناريو مطروح كآلية من آليات الردع الإسرائيلي، لتعلن أنها خرجت فائزة من الحرب على غزة.
ولفت قرني إلى أن السيناريو الثالث يتعلق بجهود إعادة إعمار غزة، حيث أن جميع القوى سواء المؤيدة أو المعارضة لإسرائيل، مع فكرة إعادة إعمار غزة في مرحلة ما بعد الحرب، مشيرًا إلى ان هناك تحركات عالمية لتنظيم مؤتمر دولي يبحث في إعمارها، خاصة من قبل الدول العربية والمنظمات الإقليمية الفاعلة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزارة الخارجية الاحتلال الاسرائيلي قوات الاحتلال المقاومة الفلسطينية الخارجية القطري قوات الاحتلال الإسرائيلي وقف اطلاق النار فصائل المقاومة الفلسطينية الحرب على غزة الاحتلال الاسرائيل الوساطة المصرية السياسي الفلسطيني تمديد الهدنة الإنسانية تمديد الهدنة في قطاع غزة الوساطة المصرية القطرية جهود الوساطة المصرية الهدنة في غزة
إقرأ أيضاً:
يمن سيد القول والفعل.. من مراقبة الهدنة إلى عودة الإسناد
كان حضور اليمن بجيشه وشعبه وقيادته في عملية إسناد غزة، لافتا ومميزا، كما كان لصواريخه الفرط صوتية وطائراته المسيَّرة، الأثر البالغ في تشكيل مسار المعركة، كما كانت إطلالة سماحة السيد القائد – عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله” – الأسبوعية، للحديث بشأن المستجدات، كافية لترجمة الموقف اليمني، في عمليات الإسناد ومراحل التصعيد، التي توقفت بمجرد إعلان دخول الهدنة حيز التنفيذ، مع تأكيد سماحة السيد القائد، على مراقبة التزام العدو الإسرائيلي بالهدنة، والعودة إلى الحصار البحري والاستهداف للداخل المحتل، إن حدث نكث للاتفاق السالف، ولذلك كان لسيد القول والفعل كلمته، عندما خرق العدو الاتفاق، وأعلن إغلاق المعابر، ورفض إدخال المساعدات، وفرض حصاراً شاملاً على قطاع غزة، الأمر الذي جعل سيد القول والفعل، يمنح الوسطاء مهلة أربعة أيام، للضغط على العدو الإسرائيلي، أو لإقناعه أو ثنيه بأي طريقة عن قراره الغاشم، وتحذيره من عواقبه، وتداعيات عودة عمليات الجيش اليمني البحرية والبرية، الخطيرة على الكيان الإسرائيلي وحلفائه.
ونظرا لأهمية وفاعلية الدور اليمني في إسناد غزة على كافة المستويات، لذلك طالما استماتت قنوات الإعلام، التابعة لأنظمة التطبيع والنفاق، وخاصة السعودية والإماراتية والقطرية، في تشويه الموقف اليمني المشرف، والاستهانة به والتقليل من شأنه، وتصويره بالإرهاب والقرصنة حينا، وبالتهور والمغامرة وتعريض الشعب اليمني لانتقام أمريكا وأخواتها وإنتاج خطاب إعلامي متصهين حد النخاع، وتخويف الشارع اليمني من العواقب، التي ستجر عليه الوبال والإبادة الشاملة، في حرب ليس له ناقة فيها ولا جمل، سوى خدمة أجندة ومصالح جمهورية إيران الإسلامية – حسب توصيفهم – وتصوير موقف اليمن بأنه عبثي لا طائل تحته، نظرا لعدم تكافؤ القوى، ولا تعدو عمليات القوات المسلحة اليمنية كونها مسرحية هزلية، تخدم إسرائيل وأمريكا وحلفاءهما أكثر مما تضرهم، وتمنحهم الذرائع الكاملة، لتنفيذ الضربات الصاروخية المدمرة، وتدمير البنية التحتية، وقتل المئات من أبناء الشعب اليمني الأبرياء، بالإضافة إلى زيادة حدة الانتقام الإسرائيلي من أهالي غزة؛ وعلى هذا المنوال تصاعد الخطاب الإعلامي المتصهين، رغم اعتراف العدو الصهيوني نفسه، بفاعلية الضربات اليمنية، وتداعيات الحصار البحري على اقتصاده، وقد تصاعد بكاؤه وعويله وملأ أسماع العالم أجمع، معترفا بإغلاق ميناء أم الرشراش، وفاعلية الضربات في يافا المحتلة، وجميع الأهداف الاستراتيجية والحيوية، التي تم قصفها واستهدافها، من قبل القوات المسلحة اليمنية، مؤكدا ذهوله من حجم التفوق العسكري والتكنولوجي والاستخباري، الذي حققه الجيش اليمني في وقت قياسي، وصرح أكثر من مسؤول إسرائيلي، بمخاطر الحصار اليمني على الاقتصاد الإسرائيلي، ودور العمليات الصاروخية اليمنية النوعية، وعجزهم عن التصدي لها، أو تحييدها أو التقليل من أثرها وفاعليتها، وأن خطورتها لا تكمن في تعثر تنفيذ مخططهم بشأن غزة، بل قد تكون سببا في إجهاضه وإسقاطه إلى الأبد، ولذلك جعلوها – بالشراكة مع حليفهم الأمريكي – معركتهم المصيرية، ووضعوا فيها كل ثقلهم وقوتهم، ولم يكن هدفهم من إعلان الهدنة مع حماس، إلا محاولة لتحييد عمليات محور الإسناد – وخاصة اليمن – والاستفراد بغزة وحدها، ومن ثم القضاء عليها في أسرع وقت ممكن، في ظل الهدنة المعلنة.
لذلك سرعان ما أعلن سيد القول والفعل سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – عن استمرار الدور والحضور اليمني، الذي تجاوز خدعة الهدنة المعلنة، وانتقل من الإسناد العسكري المباشر إلى الإسناد السياسي الأخلاقي الإنساني، ومراقبة سير تنفيذ الهدنة، وتحديد الطرف الملتزم والآخر المعرقل، وما يترتب على ذلك الدور الرقابي الإشرافي من قوة الحضور اليمني على الساحة الدولية والحق المشروع في تسمية الطرف المعرقل ومعاقبته، دون أن يتجرأ أحد على الاعتراض أو الرفض، وبذلك أسقط سيد القول والفعل أهداف الكيان الإسرائيلي الإجرامي، وفرض مشروعية الدور اليمني حاضرا ومستقبلا.
إن ما لم يحققه الكيان الغاصب بالقوة، لن يحصل عليه بالمفاوضات، وما ضحى لأجله خيرة رجال وقادة المقاومة الفلسطينية، لن يفرط فيه أصغر طفل في غزة، وإن ثبات المجاهدين وصبر المدنيين قد صنع التحولات العظمى، التي لم يستوعبها الكيان الإسرائيلي ولا حلفاؤه المستكبرون، ولذلك تمادى الكيان الغاصب، بشراكة فعلية من حلفائه في الغرب الإمبريالي، وإسناد من عملائه في الأنظمة العربية الحاكمة، في انتهاك الهدنة منذ لحظات إعلانها الأولى والإمعان في القيام بمزيد من الخروقات العسكرية والإنسانية، وارتكاب أبشع جرائم حرب الإبادة الجماعية، وممارسة الهدم والتدمير الشامل الممنهج في معظم مناطق القطاع، بالإضافة إلى تحول حربه نحو الضفة الغربية، وصولاً إلى فرض الحصار على قطاع غزة مرة أخرى، في انتهاك معلن وسافر للهدنة، ظناً منه أنه قد أخرج محور الإسناد من معادلة الصراع وميدان المعركة، وأنه سيقيد الفصائل الفلسطينية (حماس وأخواتها) باتفاق الهدنة وضغوط الوسطاء، وبذلك يتسنى له شن حرب إبادة جماعية مرة أخرى بدون أدنى مقاومة، من شأنها تعرية ضعفه وكشف هشاشته.