الثورة / متابعات

مع إعلان الاحتلال الإسرائيلي اقتراب موعد بدء آليته لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، ترتفع التحذيرات من خطوة هذه الآلية ودورها كأداة لتهجير السكان وترسيخ السيطرة العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

يؤكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ الآلية الإسرائيلية الجديدة، المزمع تشغيلها الأسبوع الجاري، صُمّمت في جوهرها لاضطهاد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من أجزاء واسعة من القطاع، وترسيخ السيطرة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي عليه، فضلًا عن كونها محاولة لتضليل الرأي العام العالمي الذي بدأ يلتفت أخيرًا إلى الواقع الإنساني الكارثي في غزة.

أداة سيطرة

المعلومات المتوفرة حول الآلية الإسرائيلية تشير بوضوح – وفق المرصد- إلى أنها صُمّمت كأداة سيطرة قسرية على السكان المدنيين، تقوم على تقديم طرد مساعدات واحد فقط أسبوعيًا لكل عائلة، بكمية محدودة، وبشروط أمنية تقييدية، في انتهاك صريح لمبدأ عدم التمييز، ولمعيار الكفاية والاستمرارية في المساعدات الإنسانية.

ومن المنظور الحقوقي؛ فإنّ هذه الآلية لا تفي بأي من شروط الإغاثة المحايدة والفعّالة، بل تُستخدم وسيلة لإخضاع المجتمع الفلسطيني عبر التحكم في مقومات بقائه الأساسية.

وأوضح المرصد الحقوقي أنّ هذه الآلية وُضعت لدفع سكان محافظة شمالي غزة ومحافظة غزة – اللتين تضمان قرابة نصف عدد سكان القطاع – إلى النزوح القسري نحو مناطق الوسط والجنوب، حيث تتركز نقاط التوزيع، إلى جانب إخضاع جميع أرباب الأسر لفحص أمني دقيق، بما يعرّضهم لخطر الإخفاء القسري أو الاعتقال التعسفي، لا سيما في ظل تمركز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب نقاط التوزيع وعلى امتداد الطرق المؤدية إليها.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ الآلية الإسرائيلية تفتقر من حيث الأساس إلى أي شرعية قانونية أو إنسانية، إذ تنتهك قواعد القانون الدولي وأبسط معايير العمل الإغاثي، وتستغل المساعدات كأداة للسيطرة والتهجير، فضلًا عن كونها غير قابلة للتطبيق فعليًا، إذ خصص جيش الاحتلال أربع نقاط تسليم فقط لأكثر من مليوني شخص محاصرين في قطاع غزة، في ظل منع شامل لدخول المساعدات والبضائع منذ الثاني من آذار مارس الماضي.

وأكد الأورومتوسطي أنّ هذا التوزيع المحدود لا يعبّر عن أي استجابة إنسانية، بل يُمثّل سياسة متعمدة لإدارة الجوع دون إنهائه، عبر التحكم المنهجي في تدفق الغذاء المحدود لإبقاء السكان في حالة عوز دائم، واستغلال حاجتهم للغذاء كوسيلة للضغط والسيطرة والتهجير القسري.

نقاط توزيع تحت السيطرة

وبحسب المعلومات المتداولة، أنشأ جيش الاحتلال الإسرائيلي نقطة توزيع واحدة جنوبي محور نيتساريم وسط قطاع غزة، وثلاث نقاط أخرى قرب محور “فيلادلفيا” في أقصى الجنوب، ما يُجبر ممثل كل عائلة في محافظات القطاع الخمس على قطع مسافات قد تصل إلى 30 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا أسبوعيًا للحصول على مساعدات غذائية شحيحة، في ظل انعدام الطرق المعبّدة، وغياب وسائل النقل أو الارتفاع الحاد في تكلفتها، واستمرار منع جيش الاحتلال مرور السيارات عبر شارع “الرشيد” غربي غزة، وهو الطريق الوحيد الذي يُسمح فيه للسكان التنقل بين شمالي وجنوبي غزة حاليًّا، بعد إغلاق الجيش الإسرائيلي طريق “صلاح الدين” شرقي القطاع.

وبالإضافة إلى مشقة الطريق، يُجبر السكان على اجتياز هذه المسافات تحت خطر القصف والاستهداف المباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يُحوّل المساعدات إلى عبء ثقيل بدلًا من وسيلة للبقاء، ويجعل الوصول إليها مستحيلًا بالنسبة للجائعين والمرضى وكبار السن، في مشهد يُفرغ الفعل الإنساني من مضمونه، ويكشف الطابع الإبادي للآلية الإسرائيلية التي تتجاهل عمدًا شروط الوصول الآمن والسلامة والكرامة الإنسانية.

وبحسب تقييم الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي المنتشر في مختلف مناطق قطاع غزة، فإن المراكز الأربعة التي أنشأها جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن تلبّي احتياجات السكان بأي شكل آمن أو فعّال. ففي السابق، كانت مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية تعتمد على ما يقارب 400 نقطة توزيع منتشرة في مختلف أحياء مدن وبلدات القطاع، قبل أن تمنعها إسرائيل من مواصلة عملها. ورغم هذا الانتشار الواسع وعدم اشراط الفحوصات الأمنية وغياب العراقيل المقصودة، كان السكان يضطرون أحيانًا للانتظار لساعات طويلة للحصول على حصصهم الغذائية، ما يوضح استحالة تلبية الحاجات الحالية عبر نظام تقييدي ومركزي تتحكم فيه القوة القائمة بالاحتلال.

مواقف شعبية رافضة

المواطن “أحمد سمير” (30 عامًا) وهو معيل لخمسة أفراد يقول: “عندما سمعت عن آلية المساعدات الجديدة أصبت بالغضب والإحباط، فأنا أسكن في شمالي مدينة غزة، ولا أستطيع على الإطلاق الذهاب أسبوعيًا إلى وسط أو جنوبي قطاع غزة للحصول على مساعدة قد لا تسد جوع عائلتي. هذا أشبه بمغامرة غير مضمونة العواقب. على افتراض استطعت الوصول بسلام إلى هناك، من سيضمن لي أنّ الجيش الإسرائيلي سيسمح لي بالعودة إلى شمالي غزة بعد استلام المساعدة؟ تحملّت جميع أنواع القصف والتجويع خلال الشهور الماضية في سبيل عدم النزوح إلى جنوبي القطاع، ولن أفعل ذلك الآن بالتأكيد، ولكنّي في ذات الوقت في أمس الحاجة للمساعدة”.

وأضاف في إفادته أنّه “عندما كانت المؤسسات الإغاثية المعروفة توزع المساعدات في السابق، كنت أتوجه إلى مركز التوزيع الذي كان على بعد نحو كيلو متر واحد من مركز الإيواء الذي أقيم فيه. كنت أذهب سيرًا على الأقدام وأستخدم عربة صغيرة أجرها بيدي لنقل الطرد الغذائي الذي كان يزن في المتوسط 20 كيلو غرامًا. أما وفق الآلية الجديدة، فمن المستحيل أن أقطع هذه المسافة الطويلة والخطيرة. لا أريد شيئًا سوى العودة للنظام السابق في استلام المساعدات، وقبل ذلك توقف الحرب نهائيًا”.

وفي إفادة أخرى، قال صحافي (فضّل عدم ذكر اسمه) لفريق المرصد الأورومتوسطي: “أعمل في أحد المواقع الإلكترونية المحلية. خلال الحرب، دمّر الاحتلال الإسرائيلي منزلي في مخيم خانيونس جنوبي القطاع، وأنا حاليًا نازح في دير البلح وسط القطاع حيث تقطن عائلة زوجتي. نواجه صعوبة بالغة في توفير احتياجاتنا من المواد الغذائية. لدينا بعض المعلبات اشتريناها بسعر باهظ، في حين يوشك الدقيق أن ينفد ولا يوجد لدينا أي مخزون آخر”.

وأضاف: “لم أستفد شيئًا من المساعدات القليلة التي دخلت خلال الأيام الماضية. وفي ذات الوقت، أتابع بقلق المعلومات عن الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في نقاط محددة تحت حراسة شركة أمنية أمريكية في منطقة تتواجد فيها قوات الاحتلال. لا أعتقد أنني سأكون قادرًا على الذهاب هناك والمخاطرة بحياتي، فقوات الاحتلال حولت الصحافيين إلى أهداف للقتل والاعتقال”.

وتابع: “أنا مدني ولكن من يضمن سلامتي إذا ذهبت هناك؟ سأتحمل المزيد من الجوع أنا وأسرتي لحين وجود حلول إنسانية، وأتمنى أن تكون هناك حلول أخرى. لدينا تجربة ممتازة مع “أونروا” لماذا يتم تجاهلها؟ هناك عشرات آلاف الأسر لن تستطيع أن تحصل على المواد الغذائية وفق هذه الخطة، هل يعني أنّه سيحكم عليها وعلينا بالموت جوعًا؟”

تصريحات إسرائيلية تكشف النوايا

ما يثير المخاوف أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” صرح علنًا الأسبوع الماضي أنّ تهجير السكان من قطاع غزة يندرج ضمن شروط حكومته لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة. كما قال في ذات الوقت وزير المالية وعضو المجلس الأمني والسياسي المصغر “بتسلئيل سموتريتش” إنّ الجيش الإسرائيلي يعمل الآن في غزة لهدم كل المباني وتكديس الناس في جزء ضيق من رفح، تمهيدًا لتهجيرهم إلى الخارج والسيطرة على قطاع غزة.

المرصد الأورومتوسطي يشدد على أنّ مهمة توزيع المساعدات يجب أن تبقى حصرًا بيد جهات إنسانية محايدة ومتخصصة، وأنّ أي تدخل عسكري أو سياسي من إسرائيل في هذا المجال يُعد خرقًا جسيمًا للقانون الدولي، وانحرافًا عن الغاية الإنسانية للعمل الإغاثي، وتحويلًا للمساعدات إلى أداة ابتزاز وإخضاع جماعي للسكان المحاصرين.

ويؤكد أنّ الحكومة الإسرائيلية، التي تستخدم التجويع كأداة مركزية لتنفيذ الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة بهدف القضاء عليهم كجماعة، لا يمكن أن تكون طرفًا في العملية الإنسانية بأي شكل من الأشكال، إذ إنّ إشراكها في تنظيم المساعدات أو الإشراف على إيصالها يُفضي حتميًا إلى تحويلها إلى وسيلة للسيطرة على مصير السكان، وفرض خيارات قسرية تمهّد لطردهم من أرضهم، في إطار مشروع استعماري يسعى إلى محو وجودهم وضم أراضيهم بالقوة.

وامتنعت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية المستقلة، عن التعاون مع الآلية الإسرائيلية، نظرًا لافتقارها لأدنى المعايير الإنسانية.

ويرى المرصد الحقوقي أن هذه الامتناع يجب أن يشكّل إنذارًا واضحًا ودافعًا جديًا لجميع الدول لتصعيد الضغوط على إسرائيل، من أجل ضمان تدفق فوري وغير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ووقف العمل بأي آليات تُستخدم كأدوات قمع وتهجير، والمضي فورًا نحو إنهاء جريمة الإبادة الجماعية المستمرة بحق سكان القطاع منذ أكتوبر 2023.

ومع التقديرات بفشل الآلية الإسرائيلية، يبقى التأكيد أن استعادة الوصول الإنساني ورفع الحصار الإسرائيلي غير القانوني عن قطاع غزة، هو السبيل الوحيد الكفيل بوقف التدهور الإنساني المتسارع وضمان دخول المساعدات الإنسانية والبضائع، في ظل انتشار المجاعة.

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: جیش الاحتلال الإسرائیلی المرصد الأورومتوسطی الآلیة الإسرائیلیة ل المساعدات فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تشكيك فلسطيني في آلية توزيع المساعدات الأمريكية والاحتلال يواصل الإبادة الجماعية بدعم أمريكي

 

 

الثورة / متابعات

بدعم أمريكي واضح، تتواصل جرائم العدو الصهيوني ضد ٍسكان غزة، مخلفة ما تحدثه غارات طائراته وإطلاق مدفعيته، العشرات من الضحايا يومياً كشهداء وجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، كما يواصل الاحتلال حصاره الخانق على القطاع لليوم 84 على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي.
و نشرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
وبحسب تقرير الصحة، فإن 79 شهيدا (منهم 5 شهيد انتشال)، وصلوا مستشفيات قطاع غزة، و211 إصابة خلال 24 ساعة الماضية، مبينة أن عدداً من الضحايا لا يزالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
وبشأن حصيلة الشهداء، أوضحت أن حصيلة العدوان “الإسرائيلي” ارتفعت إلى 53,901 شهيد و 122,593 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 (3,747 شهيداً، 10,552 إصابة).
وارتكبت قوات الاحتلال صباح أمس السبت، مجزرة جديدة في مواصي خانيونيس جنوب القطاع، حيث قصفت مدفعية الاحتلال خيام النازحين، مما أدى لاستشهاد 5 مواطنين وإصابة 60 آخرين، بحسب حصيلة أولية
وافادت مصادر محلية بأنه تم نقل اكثر من خمسة شهداء و60 إصابة من منطقة مواصي رفح ومازال يتواجد في المكان عدد من الشهداء تعذر الوصول إليهم بسبب تقدم الدبابات باتجاه منطقة العلم.
وبينت المصادر أن جميع المصابين والشهداء وصلوا إلى مستشفى الصليب الأحمر الموجود بالقرب من المكان.
وأعلنت المصادر المحلية عن انتشال 3 شهداء وعدد من الإصابات جراء استهداف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين في محيط رمزون السنافور شرقي مدينة غزة.
كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون، في قصف “إسرائيلي” استهدف مجموعة من المواطنين غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وبحسب المصادر، فإن طائرات الاحتلال “الإسرائيلي” استهدفت مجموعة من المواطنين فوق سطح منزل يعود لعائلة المجايدة في شارع 5 غرب مدينة خانيونس، تمكنت طواقم الإسعاف من نقل جثماني شهيدين وعدد من الإصابات إلى مستشفى الكويت التخصصي من مكان الاستهداف.
إلى ذلك ألقت طائرة مسيَّرة “إسرائيلية”، أمس، قنابل حارقة باتجاه خيام النازحين قرب مفترق حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية إن مسيَّرة للاحتلال ألقت قنابل على خيام نازحين قرب مفترق الشجاعية، ما أدى لاندلاع النيران فيها.
من جانب آخر، أكد رئيس قسم الجراحة في مستشفى العودة بكر أبو صفية، أن كافة الطرق المؤدية إلى المستشفى في تل الزعتر، شمالي قطاع غزة، مغلقة، إما بشكل مباشر من العدو الإسرائيلي أو غير مباشر جراء عمليات القصف والتدمير.
وقال أبو صفية في تصريح صحفي أمس : “لا تصل إلينا أي حالات جديدة بسبب استمرار العدو الإسرائيلي حصار المستشفى، ونعمل على مواصلة علاج الجرحى والمرضى لدينا”.
وأردف: “كافة الأبواب والنوافذ في المستشفى تعرضت للتدمير جراء عمليات التفجير المستمرة في محيط المستشفى، ونسمع بوضوح من داخل المستشفى أصوات إطلاق النار والتفجير وعمليات التجريف ووضع الروبوتات المفخخة”.
ولفت أبو صفية النظر إلى أن طائرة “كواد كابر” الحربية المسيرة التابعة لقوات العدو “قامت أمس الأول الجمعة بإطلاق قنبلة داخل مستشفى العودة بتل الزعتر، ما أدى لإصابة ثلاثة من عناصر أمن المستشفى”.
واستطرد: “حصار المستشفى دفعنا لعمل فتحة أو نافذة في جدار المبنى للوصول إلى المبنى الثاني”.
وأمس الأول، أصيب ثلاثة من الطواقم الطبية إثر استهداف مسيَّرة إسرائيلية لمستشفى العودة، في تل الزعتر شمال غزة.
وأعلن مدير المستشفى، محمد صالحة، أن ثلاثة من الطواقم الطبية أصيبوا أحدهم بجراح خطيرة في قصف إسرائيلي وهم بداخل قسم الاستقبال والطوارئ.
إنسانيًا، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، مساء امس السبت، أن سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” تُواصل لليوم الـ84 على التوالي، فرض حصار خانق ومُحكم على قطاع غزة، من خلال الإغلاق التام لكافة المعابر، وتنفيذ سياسة تجويع جماعي ممنهجة ترتقي إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق القانون الدولي.
وقال “المكتب الإعلامي” في بيان صحفي :” رغم المناشدات الدولية والحقوقية، يمنع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والغذاء والبضائع، ويقطع بشكل متعمد شحنات الوقود، ما تسبب في تعطيل شبه كامل للمرافق الحيوية، وفي مقدمتها المستشفيات والمخابز، التي يعتمد عليها السكان للبقاء على قيد الحياة”.
واردف:” لقد تكدّست مئات آلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية والإنسانية في الخارج، وتعرضت للتلف والتعفّن نتيجة منع إدخالها منذ شهور طويلة، بينما يعاني سكان القطاع من مجاعة متفاقمة ووضع إنساني بالغ الخطورة”.
من جهتها أكدت منظمات المجتمع المدني والأهلي في قطاع غزة، السبت، أنه لا توجد هيئة محلية أو مؤسسة فلسطينية ودولية واحدة مستعدة للتعامل مع آلية المساعدات الأمريكية الجديدة ذات الطابع الأمني والتي تكرس مفهوم الغذاء مقابل الوصاية الأمنية.
وشككت المنظمات، في دور المؤسسة الأمريكية ومن يقف خلفها، داعيةً إلى التوقف عن لعب دور مشبوه يندرج في سياق خدمة مخطط التهجير للشعب الفلسطيني والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وأشادت بالدور الأخلاقي والقانوني المسؤول لهيئة الأمم المتحدة ووكالة الأونروا وكافة المؤسسات الدولية الإنسانية التي ترفض التعاطي مع طريقة توزيع المساعدات.
وحذرت المواطنين من الوقوع في فخ المؤسسة الأمريكية، والانتقال لمعسكرات الاعتقال بذريعة توفير الطعام مقابل أهداف أمنية وسياسية لحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف.
كما ودعت المؤسسات الأمريكية والأوروبية الشريكة والجاليات والفعاليات الشعبية لرفع دعاوى قضائية عالمية بحق المؤسسة الأمريكية المتواطئة مع الاحتلال في جريمة الإبادة والتجويع التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أكدت لجنة المتابعة للقوى الوطنية، أن الخطة الأمريكية التي تم الإعلان عنها من قبل الاحتلال، تمثل امتهانا مرفوضا للكرامة الإنسانية، ومحالفاً للقانون الدولي والإنساني الذي كفل حق الإنسان في الحصول على الغذاء والطعام بكرامة وأمان دونما أي شكل من أشكال الابتزاز.
وبينت أن هذه الخطة تمثل انتهاكا صريحا وسافرا لأبسط حقوق الإنسان التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة، وتعيد البشرية إلى عصور الاستعباد.
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية عن رفضها الشديد للخطة التي تم الإعلان عن آلياتها التي تهدف لإخلاء شمال قطاع غزة عبر منع وصول الطعام إلى مناطق الشمال وإجبار سكانه على إخلائه لتسهيل عملية احتلاله والسيطرة عليه وتدميره تدميرا كاملا .
وثمنت القوى الوطنية دور المجتمع المحلي والمؤسسات والجمعيات الأهلية، ونشيد بموقف المؤسسات والمنظمات الأممية والدولية الرافضة لهذه الخطة.
ودعت إلى حماية دور المنظمات الدولية وفي مقدمتها “الأونروا” ونؤكد على حيادية وشفافية ونزاهة عمل المؤسسات الدولية التي تقدم خدمات الإغاثة الإنسانية بكل مهنية وجدارة .
وطالبت القوى بالعمل الجاد من أجل وقف العدوان على شعبنا وإنهاء حرب الإبادة، فهو السبيل الوحيد لإحباط مخطط التهجير ومنع محاولات استعباد شعبنا، وانهاء مأساته الإنسانية ومنع توظيف جوعه وجوع أطفاله لتحقيق الأهداف الاستعمارية التي يسعى الاحتلال لتحقيقها.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تسعى بالتعاون مع الولايات المتحدة لفرض سياسية جديدة لتوزيع المساعدات عبر 3 نقاط فقط جنوب القطاع، بهدف فرض هجرة جماعية للمواطنين، وتحييد عدد من المواطنين من المساعدات بحجج واهية وهو ما ترفضه كافة المؤسسات الدولية .

مقالات مشابهة

  • الأورومتوسطي: الآلية الإسرائيلية للمساعدات بغزة ترسيخ للسيطرة العسكرية
  • الأورومتوسطي .. خطةالاحتلال الجديدة للمساعدات في غزة تنتهك القانون الدولي ومُصمّمة لتهجير السكان
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل تنفيذ خطة "عربات جدعون" لتهجير الفلسطينيين.. السيطرة على 75% من الأراضي
  • تشكيك فلسطيني في آلية توزيع المساعدات الأمريكية والاحتلال يواصل الإبادة الجماعية بدعم أمريكي
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال يسعى عبر خطته العسكرية لتغيير هندسة قطاع غزة
  • اسرائيل تقصف عشرات المنتظرين للمساعدات وتستهدف سيارات الإسعاف
  • حكومة غزة تعلن حصيلة ضحايا حرب التجويع الإسرائيلية منذ 84 يوما
  • آلية الاحتلال للمساعدات بغزة .. محاولة خداع مفضوحة وهندسة للتجويع
  • إستشهاد عشرات الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة