بعد مرور أكثر من 46 يوما من عدوان إسرائيل (السيوف الحديدية) على قطاع غزة ردا على معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتفقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل على هدنة بينهما لأربعة أيام بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتم تمديدها يومين إضافيين.

وقالت وزارة الخارجية القطرية إن غرفة عمليات في الدوحة تراقب الهدنة وإطلاق سراح الرهائن ولديها خطوط اتصال مباشرة مع إسرائيل ومع المكتب السياسي لحماس في الدوحة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

اتفاق الهدنة

شملت بنود الاتفاق بين حماس وإسرائيل الآتي:

وقف إطلاق النار من الطرفين ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال بكافة مناطق قطاع غزة. وقف حركة آليات الاحتلال العسكرية المتوغلة في قطاع غزة. إطلاق سراح 50 امرأة وقاصرا تحت سن الـ19 عاما من الأسرى عند حماس، مقابل الإفراج عن 150 امرأة وقاصرا من الفلسطينيين المعتقلين في سجون إسرائيل. وقف حركة الطيران فوق شمال غزة من 10 صباحا حتى 4 مساء في كل يوم من أيام الهدنة. وقف حركة الطيران تماما فوق جنوب القطاع خلال مدة الهدنة بالكامل. عدم التعرض أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة. ضمان حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين. دخول شاحنات محملة بالمساعدات والوقود إلى قطاع غزة، ونشرت حماس أنه سيتم إدخال 200 شاحنة إغاثية يوميا، إضافة إلى 4 شاحنات تحمل الغاز والوقود. جهات التفاوض وآليته

كانت دولة قطر راعي الوساطة المحوري بين حماس، التي لها مكتب سياسي في العاصمة الدوحة، وبين إسرائيل عبر قنوات اتصال مفتوحة معها.

وأسهمت الولايات المتحدة بإجرائها اتصالات مع قطر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل الهدنة للاتفاق عليها، وشاركت مصر التي لها حدود برية مع قطاع غزة عبر معبر رفح.

ونشرت إسرائيل قائمة تضم أسماء 300 فلسطيني قد يفرج عنهم بينهم 33 امرأة و267 قاصرا دون سن الـ19، وينتمي 49 من هؤلاء الأسرى إلى حركة حماس.

اليوم الأول

في اليوم الأول من الهدنة، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أطلقت حماس سراح 13 أسيرا إسرائيليا بينهم 4 أطفال وأمهاتهم ونساء مسنات، إضافة إلى 10 تايلنديين وفلبيني كان من عمال المزارع في إحدى المستوطنات.

واستلمت الأسرى الإسرائيليين اللجنة الدولية للصليب الأحمر الموجودة في غزة، ونقلوا عبر معبر رفح.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 196 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وصلت يومها، وكانت أكبر قافلة من نوعها تصل إلى غزة منذ بداية الحرب. ويومها تم كذلك إدخال 129 ألف لتر من الوقود إلى القطاع عبر معبر رفح، وأجلي 21 مريضا من شمال القطاع.

في حين أطلقت إسرائيل سراح 39 امرأة وطفلا فلسطينيا كانوا مدانين ومحتجزين بتهم تتعلق بحيازة أسلحة وارتكاب أعمال عنف.

وتمكن 144 فلسطينيا كانوا عالقين في مصر من الدخول إلى القطاع عبر معبر رفح يومها.

اليوم الثاني

إثر مخالفة إسرائيل لبنود الهدنة، أعلنت حماس يوم السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أنها ستؤجل الجولة الثانية المقررة من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، حتى يلبي الاحتلال جميع شروط الهدنة، بما في ذلك الالتزام بالسماح لشاحنات المساعدات بالدخول إلى شمال غزة.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان إن 340 شاحنة مساعدات دخلت غزة في المجمل منذ يوم الجمعة، 268 منها كان يوم السبت، وصل منها إلى شمال القطاع 65 فقط، وهو أقل من نصف ما وافقت عليه إسرائيل، إضافة إلى أنها لم تطلق سراح المعتقلين لديها حسب الأقدمية.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن إسرائيل لم تحترم شروط إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، إذ لم تطلق سراح المعتقلين حسب الأقدمية كما كان متوقعا.

وقال الجيش الإسرائيلي إن توزيع المساعدات داخل قطاع غزة يتم من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وعاد اتفاق إطلاق سراح الأسرى في غزة إلى مساره مساء اليوم الثاني من الهدنة بعد حل الخلاف بشأن إرسال المساعدات إلى شمال القطاع، وسلّمت حماس الدفعة الثانية من الرهائن، وأفرجت عن 13 إسرائيليا، 6 نساء و7 قاصرين و4 تايلنديين، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسلّمت إسرائيل 39 أسيرا (33 طفلا و6 نساء).

علما أن الأجانب غير الإسرائيليين الذين أطلقت حماس سراحهم (15) في أول يومي الهدنة لم يدرجوا ضمن بنود اتفاق الهدنة.

وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على كثير من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال الجمعة والسبت، مما تسبّب بمقتل شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وبررت إسرائيل فعلها بالقول إن المنطقة الشمالية منطقة عمليات عسكرية.

اليوم الثالث

أعلنت كتائب القسام أنها سلمت 13 أسيرا إسرائيليا و3 تايلنديين وروسيا واحدا في الدفعة الثالثة. وأطلقت إسرائيل سراح 39 أسيرا فلسطينيا في سجونها.

وبدأ آلاف الفلسطينيين يتوافدون في طوابير إلى الأسواق المفتوحة ومخازن المساعدات للحصول على المؤن التي بدأت تتدفق على القطاع في إطار الهدنة.

ووصلت 6 طائرات مساعدات إلى مطار العريش بمصر لإدخالها إلى غزة، 3 منها أرسلت من قطر واثنتان من السعودية والأخيرة من بلجيكا.

وأشرف وفد دبلوماسي قطري على رأسه رئيسة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية لولوة الخاطر، من داخل قطاع غزة، على عملية إدخال وإيصال مساعدات قطرية إضافية للشعب الفلسطيني.

اليوم الرابع

قال المتحدث باسم الخارجية القطرية إن المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في الدفعة الرابعة كانوا 30 قاصرا و3 نساء، في حين أفرجت حماس عن 3 فرنسيين وألمانيين و6 أرجنتينيين، إضافة إلى 6 تايلنديين.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 15 ألفا، بعد انتشال العشرات من الجثث من تحت الأنقاض والطرقات.

وأعلنت إسرائيل انتظار موافقة حماس على تمديد الهدنة يوما إضافيا مقابل 10 رهائن إضافيين، وهو ما سعت قطر للتوسط به بين الطرفين، وخلص إلى تمديد الهدنة يومين إضافيين بنفس الشروط والإفراج عن 10 إسرائيليين كل يوم مقابل 30 فلسطينيا من النساء والأطفال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عبر معبر رفح إطلاق سراح إضافة إلى قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل ـ غزة تنزف من جديد.. آخر تطورات الميدان تحت القصف والدمار

استشهد 12 فلسطينيًا وأصيب العشرات بجروح مختلفة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي اليوم، على مناطق متفرقة في قطاع غزة.
ترافق ذلك مع عمليات نسف لمنازل وممتلكات الفلسطينيين في الأحياء الشرقية من مدينة غزة.
 

ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة

وأفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد سبعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف شمال قطاع غزة، واستشهاد ثلاثة آخرين في قصف وإطلاق نار بموقع توزيع المساعدات بمحور نتساريم وسط القطاع.
وأشارت إلى استشهاد شابين وإصابة عدد آخر بجروح وصفت بعضها بالخطيرة، في قصف إسرائيلي استهدف موقع توزيع المساعدات بمدينة رفح جنوب القطاع. 
 

الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد سوءًا

قال الناطق باسم منظمة "اليونيسف" جيمس إلدر، إن الوضع في قطاع غزة يزداد سوءًا يومًا بعد آخر، في ظل الحصار والهجمات الإسرائيلية المستمرة.

وأضاف "الدر" في تصريحات إعلامية اليوم الأحد، أن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تعاني الأمرّين لتأمين وجبة يومية واحدة لأطفالها، حيث تدخل إلى غزة "كميات من القنابل والصواريخ تفوق بكثير ما يدخل من الأغذية".

ووصف الحالة الإنسانية في القطاع بأنها "قاتمة ومروعة ومحطّمة للآمال".

وأشار إلى أن الآمال التي ولدت عقب الحديث عن وقف لإطلاق النار في غزة تحسنت قليلًا، حيث شهدت المنطقة تدفقًا جزئيًا للمساعدات وتحسنًا محدودًا في إمدادات المياه والغذاء.

وتابع "إلا أن هذا التفاؤل ما لبث أن تلاشى، بعدما واجه القطاع حصارًا كارثيًا للمساعدات".

وأضاف أن "سكان غزة يعيشون ليال قاسية تحت القصف، ويقضون أيامهم وهم يهربون من الجوع والانفجارات"، مؤكدًا أن "كل ما عرفناه من قدرة الناس على التحمّل قد تحطم تمامًا".

وأردف أن "العالم يبدو منشغلًا فقط برؤية الجرحى والحديث عن المساعدات، متجاهلًا العبء النفسي الهائل الذي يعيشه السكان، والواقع القاسي للعائلات التي تُجبر على النزوح مرارًا بعد فقدان كل شيء.

ولفت إلى أن العديد من الأسر تقيم في خيام منذ ستة أشهر، تحت نيران الدبابات، ويُجبرون الآن على الانتقال من جديد، مؤكدًا أن غزة تعيش هذا المشهد المأساوي منذ أكثر من 600 يوم.

وأشار إلى أن الأمهات يقضين يومين من دون طعام ليتمكنّ من توفير وجبة واحدة لأطفالهن.
وبين أن تقدير أعداد الأطفال الذين يموتون جوعًا يوميًا أو أسبوعيًا أمر بالغ الصعوبة في مثل هذه الظروف، لكنه شدد على أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يموتون "لأسباب بسيطة كان يمكن علاجها بسهولة".

وأوضح أن "سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الطفل بسبب أمور بسيطة بمقدار 10 مرات. هذه هي الحلقة المميتة التي تقتل الأطفال. نقص الغذاء، تلوث المياه، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية".

وحذّر من أن الوصول إلى المستشفيات لم يعد آمنًا للأطفال المرضى أو الذين يعانون من سوء التغذية، مؤكدًا أن المستشفيات نفسها لا تتوفر فيها المستلزمات الطبية الأساسية.

وقال إلدار: "ربما تصل نسبة المساعدات الإنسانية إلى 10% فقط مما يحتاجه الناس فعلا. تدخل إلى غزة كميات من القنابل والصواريخ تفوق كثيرًا ما يدخل من الأغذية".

ونوه إلى أنه خلال فترة وقف إطلاق النار، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها الفلسطينيون من إنشاء 400 نقطة توزيع لتقديم المساعدات الإنسانية.

وأكد أنهم استطاعوا عبر هذا النظام الوصول إلى المحتاجين بشكل فعّال.

وانتقد "الدار" النظام الجديد لتوزيع المساعدات الذي يتم فرضه حاليًا في جنوب غزة من قبل "صندوق المساعدات الإنسانية لغزة" المدعوم من الولايات المتحدة و"إسرائيل". ووصفه بأنه "عسكري الطابع" ويشمل فقط مواقع محدودة للتوزيع.

وأضاف "هذا النظام يؤدي يوميًا لسقوط ضحايا، حيث يُقتل أطفال فقط لأنهم كانوا يحاولون الحصول على علبة طعام".

وتابع محذرًا: "الآن تم تصميم نظام من قبل إسرائيل عمدًا لدفع السكان من شمال القطاع إلى جنوبه، وهو يهدد بتقويض نظام توزيع المساعدات الفعّال الذي أنشأناه". 

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، خلفت أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • مجزرة صهيونية جديدة بحق طالبي المساعدات الإنسانية بغزة تخلف 220 شهيدا وجريحا
  • كاتب أميركي: مؤسسة غزة الإنسانية غطاء لحماية إسرائيل
  • برئاسة وزير النقل.. وفد منظومة قطاع الطيران المدني يشارك اليوم في معرض باريس الجوي 2025
  • 52 شهيدا في غزة منذ فجر الأحد منهم 17 من منتظري المساعدات
  • “حماس” تنفي محاولة اغتيال خليل الحية
  • من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟
  • غزة تودّع 300 من شهداء المساعدات منذ بدء الخطة الأميركية
  • عاجل ـ غزة تنزف من جديد.. آخر تطورات الميدان تحت القصف والدمار
  • كمين معقد لكتائب القسام في خان يونس يسفر عن قتـ.ـلى وجرحى في صفوف الاحتلال
  • 27 شهيدا بعدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر