أذن فى مالطا.. «الحجاجي» أم الصلاة بـ «سعـد زغلول» ورفاقه فى المنفي
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
منذ سيطرة الإنجليز على جزيرة «مالطا» جنوب إيطاليا، فى سنة 1800 ميلادية، استخدمت الجزيرة ذات الموقع الإستراتيجي وسط البحر المتوسط ، كمنفي للخصوم السياسيين لبريطانيا فى مستعمراتها التي كانت تضم شعوبًا مختلفة ومن بينها مصر التي اُعتقل منها المئات، وكان أكثرهم ذيوعًا وشهرةً، الزعيم سعد زغلول وحمد الباسل ومحمد محمود وإسماعيل صدقي وهم أعضاء الطبقة الأولي للوفد المصري، الذين تم نفيهم إلي الجزيرة فى مارس 1919.
من أهم المصادر المُوثقة عن ملامح المنفي فى جزيرة مالطا، مرويات محمد عبد الرحمن الصباحي، عمدة قرية «مصطاي» إحدي قرى مركز قويسنا بمحافظة المنوفية، الذي نفاه الإنجليز إلى الجزيرة مدة 5 سنوات بسبب نشاطه السياسي المُعادي للإنجليز، وثق «الصباحي» مذكراته عن الجزيرة فى كتاب أسماه «5 سنوات فى مغاور الآسر»، أصدره فى مصر سنة 1921.
يقول محمد عبد الرحمن الصباحي عن وصول سعد زغلول وحمد الباسل وإسماعيل صدقي ومحمد محمود، ورفاقه، إلى مالطا ..«وجاءوا بالبشوات الأربعة من هيئة الوزراء الأجلاء، ووضعو فى ثكنة بلفارستا وعُوملوا معاملة الخدم الذين اعتقلوا معهم فى المأكل والمشرب وكانوا فى السُكني كباقي الأسري الذين يقلون طبعًا عن طبقتهم».
وكتب «الصباحي» خطابًا إلى الزعيم سعد زغلول للترحيب به، ويـُورد المؤلف أن الزعيم سعد زغلول ردّ عليه بخطاب مماثل فى 19 مارس 1919 قال فيه «حضرة الفاضل محمد أفندي عبد الرحمن الصباحي عمدة مصطاي، عليك وعلى إخوانك السلام وأشكرك جميل الشكر على ما أبديت من الشعور الراقي وكنت عازمًا عقب وصولي على زيارتكم وإخواني المصريين وإبلاغهم سلام إخوانهم ولكن الحجر الصحي على جهتكم منع ذلك مؤقتًا وإن شاء الله عقب زواله سأجتهد فى التمتع بهذه الزيارة وأرجو أن تبلغ فائق شكري وإحتراماتي لسائر الإخوان الذين أنابوكم فى الترحيب بنا وإخوانني يشاركوني فى الثناء عليكم نرجو الله سبحانه وتعالي أن يُحقق آمالنا وآمال المصريين ..سعد زغلول».
من بين الصور الفوتغرافية التي ضمها كتاب «5 سنوات فى مـغاور الآسر»، صورة غير واضحة لشيخ معـمّم يستعد لأداء الصلاة وجواره العلم المصري، وعنونها مؤلف الكتاب بـ «الشيخ عبد المعطي عبد الوارث»، ولم يُورد المؤلف أية معلومات عن هذا الشيخ فى كتابه، سوي هذه الصورة!
من هو «الحجاجي» ؟
وقبل شهور، أطلع الباحث الأثري وقنصل إيطاليا الفخري فى محافظة الأقصر، فرنسيس أمين، الدوائر المهتمة بتراث الحركة الوطنية المصرية، على صورة نادرة أكثر وضوحًا للشيخ عبد المعطي عبد الوارث الحجاجي، وهي ذات الصورة المنشورة فى الكتاب! وعرفه إنه الإمام الذي كان يُصلي ويُوئـم الأسري المسلمين ومن بينهم المصريين فى الجزيرة ذات الأغلبية المسيحية من السكان.
فرنسيس أمين القنصل الفخري لإيطاليا فى الأقصربيّن فرنسيس أمين، فى تصريحات خاصة لـ «الـوفد»، أن الشيخ عبد المعطي عبد الوارث هو من سلساّل العارف بالله، يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف عيسى الزاهد، الشهير بـ «سيدى أبو الحجاج الأقصرى»، الذى تحتفى به الأقصر من خلال مولد خاص يقام من أجله سنويا ويعرف بـ «مولد أبو الحجاج»، ويقع مسجده وضريحه الشهير أعلي معبد الأقصر.
وتابع أن «الحجاجي» وُلد فى الأقصر وتعلم فى الأزهر الشريف، وكان مثقفًا نابهًا، وانضم إلى الحركة الوطنية بعد نشؤها مباشرة عقب الحرب العالمية الأولي، على يد الزعيم سعد زغلول.
وأوضح «أمين» أن الشيخ عبد المعطي الحجاجي نُفي إلى جزيرة مالطا بسبب نشاطه السياسي ضد الاستعمار البريطاني، وهناك عيّنه
المنفيين؛ إمامًا يرفع الأذان ويُوئم الصلاة بالأسري المصريين والأترك فى مسجد أقيم بالجزيرة، ومن بينهم زعماء الوفد المصري.
واستكمل إنه عقب عودته من المنفي كان يتنقل ما بين الأقصر والقاهرة، وفى عام 1936 استقر فى الأقصر ليكون إمامًا وخطيبًا
لمسجد «أمير الصعيد» نسبة إلى ولي عهد المملكة المصرية؛ فاروق الأول، مبينًا أن من شيد المسجد هو الوجيه إبراهيم عياد، أحد أثرياء الأقصر.
وكشف فرنسيس أمين، أن الشيخ عبد المعطي الحجاجي، يرجع له الفضل فى إمداد عالم المصريات الفرنسي جورج ليجران، بسيرة
السيد أبوالحجاج الأقصري، والتي وثقها عالم المصريات فى كتابه الصادر باللغة الفرنسية «الأقصر بلا فراعين».
يقول المثل الدارج «يُؤذن فى مالطا» فى إشارة إلى ذهاب الكلام سدي أو عدم جدواه! غير أن الشيخ عبد المعطي الحجاجي لم يسر عليه ذلك المثل فقد أذن فى مالطا وصلي خلفه العشرات من الوطنيين المصريين المنفيين فى الجزيرة.
صورة نادرة للشيخ عبد المعطي عبد الوارث هو يُقيم الصلاة فى مالطاالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اذن مالطا الصلاة سعد زغلول المنفى الحركة الوطنية جزيرة الإنجليز بريطانيا مستعمرات ثورة 1919 الزعیم سعد زغلول
إقرأ أيضاً:
مصرع شاب بطلق نارى فى مشاجرة مع آخرين على قطعة أرض بالأقصر
لقي شاب يبلغ من العمر 37 سنة، مصرعه بطلق نارى في مشاجرة مع آخرين على قطعة أرض في منطقة حاجر الضبعية غرب محافظة الأقصر، ونجح رجال المباحث في ضبط المتهم واقتياده لديوان القسم للتحقيق معه، وتم تحرير عن ذلك المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق.
بدأت تفاصيل الواقعة بتلقى غرفة النجدة بمديرية أمن الأقصر، إخطاراً من الأهالى يفيد بوقوع مشاجرة على قطعة أرض زراعية في منطقة حاجر الضبعية التابعة لمدينة القرنة غرب المحافظة، مما أسفر عن إصابة شاب يدعى "غ.ح" ويبلغ من العمر 37 سنة مقيم بالمنطقة، وذلك بطلق نارى نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي الفحوصات الطبية والعلاج اللازم، ولكنه فارق الحياة داخل المستشفى متأثراً بإصابته في المشاجرة.
وبتكثيف التحريات والتحقيقات تمكن رجال المباحث بمركز شرطة القرنة غرب الأقصر، من ضبط الشاب المتهم في واقعة إطلاق النار على الشاب المتوفى، والمتهم يدعى "م.م" 31 سنة مقيم بمنطقة الضبعية أيضاً، وتم اقتياده لديوان القسم للتحقيق معه في الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاهه، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
وكان قد شهد طريق الأقصر إسنا جنوب محافظة الأقصر، وقوع حادثين لانقلاب سيارة نصف نقل في ترعة الفارسية بمدينة إسنا، وانقلاب دراجة نارية على طريق الشيخ أحود بإسنا، مما أسفر عن مصرع مواطن وإصابة 7 آخرين تم نقلهم لمستشفى طيبة التخصصي التابعة لهيئة الرعاية الصحية بإسنا لتلقي الفحوصات الطبية والعلاج اللازم، حيث بدأت تفاصيل الواقعة بتلقى غرفة عمليات مجلس مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، إخطارا يفيد بانقلاب سيارة ربع نقل داخل ترعة الفارسية مما أسفر عن مصرع مواطن وإصابة 4 آخرين، كما شهد طريق إسنا الأقصر الزراعي أمام قرية الشيخ أحود إنقلاب دراجة نارية، مما أسفر عن إصابة مواطن وزوجته وطفلته بكدمات وكسور متفرقة.
مشاركة