“مكافحة السرطان”: تحديث سياسات الرعاية الصحية بما يتفق مع المستجدات العالمية
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
أكد مركز الكويت لمكافحة السرطان التزامه بالتطوير المستمر لأداء النظام الصحي وتحديث سياسات وبروتوكولات الرعاية الصحية بما يتفق مع أحدث المستجدات العالمية وبخاصة في أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال رئيس مجلس أقسام الطب النووي ورئيس قسم الطب النووي في المركز الدكتور عبدالرضا عباس بافتتاح ورشة (أحدث مستجدات الطب النووي في تصوير أمراض القلب) التي نظمها المركز برعاية وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي اليوم السبت ان الورشة تركز على مستجدات تقنيات تصوير القلب باستخدام المواد المشعة.
ولفت الدكتور عباس الذي يترأس الورشة الى أن المشاركين سيناقشون التطبيقات الحديثة في تشخيص أمراض القلب وآلية تطويرها بما يؤدي إلى فهم أكثر وتقديم رعاية صحية أفضل.
ونوه بما ستشهده الورشة من تبادل للأفكار وإثراء المناقشات مع المتخصصين في أمراض القلب الإكلينيكية وتشخيصها باستخدام النظائر المشعة مبينا أن اكتساب المعرفة يساهم في النمو المهني وتحسين الرعاية الصحية وتشكيل رؤية مختلفة ومتطورة لتشخيص وتصوير أمراض القلب والتطبيقات الحديثة لها.
بدورها قالت استشاري الطب النووي ورئيس قسم الطب النووي في مستشفى الأميري الدكتورة الشيماء الشمري في كلمة مماثلة إن الورشة تسلط الضوء على أحدث مستجدات الطب النووي في تصوير أمراض القلب واكتشاف المرض في مراحله المبكرة وتحديد مدى الاستجابة للتدخل الطبي.
وأكدت أن علاج مرضى القلب والأوعية الدموية من أولويات الوزارة التي أولت اهتماما كبيرا بمكافحة المرض ووضعت له برامج متعددة واستراتيجيات هادفة لضمان تطوير منظومة الخدمات الصحية من حيث الكشف المبكر والعلاج ودعم الأبحاث العلمية.
من ناحيتها قالت اختصاصي الطب النووي في (الأميري) الدكتورة أبرار أشكناني ان الوزارة تحرص على تقديم آخر الأبحاث والدراسات ومواكبة تطبيقها على أرض الواقع في مستشفيات الكويت ومن هنا كان حرص القائمين على الورشة على تسليط الضوء على تلك المستجدات لتحقيق أكبر استفادة ممكنة.
واشارت الى إن الكادر الطبي والفني هما عصب القطاع الطبي لذا من الضروري تقديم ابحاث ودراسات تهدف الى توعية الأطباء وفنيي الطب النووي بأحدث الأجهزة والبروتوكولات التشخيصية من خلال ورشة العمل التي تهدف بالأساس إلى المساعدة بالتخفيف من عمليات القسطرة في ظل وجود أعداد كبير من مرضى القلب.
من جانبه قال الاستشاري الدكتور أحمد الجزيري من السعودية إن أمراض القلب لا تزال المسبب الرئيسي للوفاة عالميا لافتا الى ارتفاع نسب مسببات أمراض القلب كالسكري وارتفاع الضغط والكولسترول في دول الخليج.
وذكر أن هذا الارتفاع أدى الى تزايد أمراض القلب ومن ثم زيادة الوفيات الناتجة عنها مؤكدا الحاجة الى قطع هذه الدائرة بكشف المسببات والتشخيص الدقيق المتقدم قبل وصول المرحلة المرضية الى مرحلة لا يمكن العودة منها وهذا ما تخدمه تلك الورشة.
وشدد على أهمية الورشة بتناول مستجدات التشخيص دون اللجوء الى قسطرة القلب التداخلية ومن ثم محاولة معرفتها والتحكم فيها قبل أن تؤدي الى مضاعفات مبينا أن أمراض القلب والشرايين من الأمراض التي تتجدد سنويا ولمعرفة أحدث المستجدات من الضروري استضافة الخبرات وتبادلها.
المصدر كونا الوسومالرعاية الصحية مكافحة السرطانالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الرعاية الصحية مكافحة السرطان الطب النووی فی أمراض القلب
إقرأ أيضاً:
علماء “يروضون” فيروس الهربس لمحاربة أحد أخطر أنواع السرطان
الثورة نت/..
في تطور علمي مثير، يبرز فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) المسبب لقرحات البرد كسلاح غير متوقع في المعركة ضد السرطان.
وبدلا من التركيز على علاج الأعراض المزعجة للفيروس، عمل فريق من الباحثين في جامعة جنوب كاليفورنيا على إعادة هندسته وراثيا لتحويله من عدو إلى حليف في المعركة ضد أحد أخطر أنواع الأورام: الميلانوما المتقدمة المقاومة للعلاج.
وتقود جامعة جنوب كاليفورنيا هذا التحول الثوري عبر تطوير علاج تجريبي يحمل الاسم الرمزي RP1، وهو نسخة معدلة وراثيا من فيروس الهربس تم تصميمه خصيصا لمهاجمة الخلايا السرطانية. وما يجعل هذا العلاج فريدا هو آلية عمله المزدوجة: فهو لا يكتفي بغزو الخلايا السرطانية وتدميرها من الداخل فحسب، بل يعمل أيضا على تنشيط الجهاز المناعي للمريض ليكتشف الأورام ويقضي عليها بشكل أكثر فعالية.
وتشير النتائج الأولية إلى أن هذا النهج الجديد يحقق نتائج مبهرة. ففي تجربة سريرية شملت 140 مريضا يعانون من حالات متقدمة من الميلانوما لم تستجب للعلاجات التقليدية، لاحظ الباحثون أن نحو ثلث المشاركين شهدوا انكماشا واضحا في الأورام بنسبة 30% على الأقل، بينما اختفت الأورام تماما لدى 16% من المرضى.
والأكثر إثارة هو أن هذه الاستجابة شملت حتى الأورام التي لم يتم حقنها مباشرة بالعلاج، ما يشير إلى قدرته على تحفيز استجابة مناعية شاملة في الجسم.
ويقف وراء هذا الإنجاز العلمي سنوات من البحث الدؤوب. ففكرة استخدام الفيروسات لمحاربة السرطان ليست جديدة، إذ يعود أول ذكر لها إلى أوائل القرن العشرين. لكن التقدم الحقيقي لم يتحقق إلا مؤخرا بفضل الثورة في تقنيات الهندسة الوراثية التي سمحت للعلماء بتعديل الفيروسات بدقة لتصبح أكثر أمانا وفعالية.
وتم اختيار فيروس الهربس تحديدا لعدة أسباب تجعله المرشح المثالي لهذا الدور. فهو كبير الحجم نسبيا ما يسهل تعديله وراثيا، ولا يندمج حمضه النووي مع خلايا الجسم المضيف ما يقلل خطر التسبب بطفرة جينية، كما أن العدوى به عادة ما تكون غير خطيرة ويمكن السيطرة عليها بالأدوية المضادة للفيروسات إذا لزم الأمر.
ويمثل هذا العلاج الجديد الذي طورته شركة ريبلمايون للتكنولوجيا الحيوية، الجيل الثاني من العلاجات الفيروسية للسرطان. فهو ليس مجرد نسخة مخففة من الفيروس الأصلي، بل خضع لسلسلة من التعديلات الجينية الدقيقة التي تزيد من قدرته على استهداف الخلايا السرطانية تحديدا، مع تنشيط الجهاز المناعي في نفس الوقت. وهذه التعديلات تجعله أكثر أمانا وأكثر فاعلية من الفيروس الطبيعي بأضعاف مضاعفة.
أما عن آلية العمل، فإن العلاج يعطى للمريض عبر حقنه مباشرة في الأورام السطحية، بينما يمكن حقنه في الأورام العميقة باستخدام التصوير الإرشادي.
ويتلقى المرضى العلاج كل أسبوعين لمدة أربعة أشهر بالاشتراك مع عقار “نيفولوماب” المناعي. وأةلئك المرضى الذين يستجيبون للعلاج يستمرون في تناول “نيفولوماب” وحده لمدة تصل إلى عامين.
وما يبعث على التفاؤل هو أن الآثار الجانبية للعلاج كانت في الغالب خفيفة، تقتصر على أعراض تشبه الإنفلونزا أو تعب عام، وهي آثار يمكن التحكم فيها بسهولة مقارنة بالعلاجات الكيماوية التقليدية.
ويؤكد الدكتور جينو إن، الأستاذ بكلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا، أن هذا العلاج يمثل أملا جديدا للمرضى الذين استنفذوا جميع الخيارات العلاجية المتاحة. فحوالي نصف مرضى الميلانوما المتقدمة لا يستجيبون للعلاجات المناعية الحالية، ومتوسط بقائهم على قيد الحياة لا يتجاوز بضع سنوات في الحالات المقاومة للعلاج.
ولا تقتصر آمال الباحثين على علاج الميلانوما فحسب، بل يتم حاليا اختبار العلاج على أنواع أخرى من السرطانات، حيث أطلق الدكتور إن وفريقه تجربة سريرية من المرحلة الثالثة لدراسة تأثير هذا العلاج على أكثر من 400 مريض بالسرطان.
وإذا أثبتت التجارب السريرية الجارية نجاحها، فقد نكون على أعتاب عصر جديد في علاج الأورام، حيث تتحول بعض أكثر الفيروسات إزعاجا للإنسان إلى أقوى حلفائه في معركته ضد المرض.