يقصد بتحّريض المخاض ،أن يتدخل الفريق الطبى لإحداث الولادة بوسائل طبية، بدلاً عن الانتظار حتى تحصل الولادة تلقائياً.
هناك أسباب طبية تستدعي التعّجيل بالولادة قبل إتمام فترة الحمل ، مثل أن يتسبّب الحمل في ارتفاع ضغط الدم عند الأم ، أو إضطراب وظائف الكبد ، و كذلك أن تصاب الأُم بمرض السكر الحملي الذي لا يمكن ضبطه إلا بتعاطي عقار الأنسولين، و في الحالات التى تطول فيها مدة الحمل عن المتوقع، عادة ما ينصح الأطباء بألا تزيد فترة الحمل على إثنين و أربعين أُسبوعا ، و يفضَّل أن يبدأ تحّريض المخاض عند اكتمال الاسبوع الواحد والأربعين ، لأن ذلك يقلِّل من الحاجة للعملية القيصرية.
وهنالك أسباب تخصّ الجنين أهمها قصور معدل نمو الجنين عن المعتاد ، ممّا يجعل توليده ضرورياً ليتاح للأطباء رعايته .
يتم تحّريض الطلق في المستشفى تحت إشراف فريق طبي، و في حالة كون عنق الرحم مغلقاً ، فإن هناك محرِّضات للمخاض تعطى على شكل تحاميل أو جل أو حبوب عن طريق الفم ، وعندما يستجيب عنق
الرحم ،ويصبح الوصول إلى الأغشية التي تحيط بالسائل الأمنيوسي و بالجنين سهلاً، يتم فتح الأغشية ليتسرب السائل الأمنيوسي، الذي يحتوي على مواد منشِّطة للولادة ، كما يمكن أيضا الإستمرار في تحّريض المخاض عن طريق إعطاء سائل وريدي يحتوى على مادة الأوكسيتوسين التى تتابع تحريض المخاض ، وهذه المادة تشبه المادة التى تفرزها الغدة النخامية في الجسم لتحّريض المخاض.
تزداد نسبة الحوامل اللواتى يدخلن في تجربة تحّريض المخاض ، و تصل نسبة من يدخلن في هذه التجربة في أمريكا إلى ٢٥ في المائة ، و أيضا نسبة من لا ينجح معهن تحريض المخاض تصل إلى نسبة ٢٥ في المائة ، و لذا فإن قرار التحّريض يجب أن يتخذ بعناية شديدة و بعد مراجعة كل ما يحيط بالولادة مثل حجم الطفل و سلامة الأم، و التأكد من كون الجنين متقدماً بالرأس ، وعدم وجود ما يمنع من الولادة الطبيعية وغير ذلك ، الفشل في الإستجابة لتحّريض المخاض ، يعنى اللجوء إلى العملية القيصرية غالباً، وهذا يعنى أن سبب التحّريض يجب أن يكون ضرورياً جداً.
التحّريض لا يزيد ألمه عن ألم الولادة، ولكنه غير مريح للكثيرات لاحتياجه لوقت طويل، وبسبب تكرار الفحوصات النسائية. وكذلك زيادة إحتمالات الولادة باستخدام الملقاط الولادي.
وهناك تحّريض للمخاض ليس له سبب طبي وإنما سببه اجتماعى، مثل كون بيت الحامل بعيداً عن المستشفى فيُخشى أن لا تصل في الوقت المناسب ، أو ارتباط موعد الولاده بمواعيد العمل و الإجازات ، و كذلك رغبة مشتركة من الحامل و الفريق الطبي في أن تتوافق أوقاتهما.
وإذا كان من سبب مقنع ،فيجب أن يتم بعد التيقُّن من سهولة التحّريض، و عدم وجود مخاطر، ونحن نعرف أن إعطاء دواء لمن لا يحتاجه ،قد ينتهي إلى ضرر، والحذر مطلوب.
SalehElshehry@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بسبب الغازات السامة للصواريخ الإسرائيلية.. ارتفاع تشوهات الأجنة بين النساء الحوامل في غزة
الثورة نت/..
كشف استشاري أمراض النساء والولادة في جمعية أصدقاء المريض بمدينة غزة، الدكتور إبراهيم البساينة، عن ارتفاع ملحوظ في تشوهات الأجنة بين النساء الحوامل في القطاع، مرجعًا ذلك إلى استنشاق الغازات السامة المنبعثة من القنابل الصاروخية الإسرائيلية، إلى جانب سوء التغذية الحاد وظروف النزوح الصعبة.
وقال الدكتور البساينة في تصريحات صحفية اليوم الأحد، إن “جريمة الإبادة الإسرائيلية على غزة خلّفت آثارًا مدمّرة على النساء الحوامل والأجنة”، موضحًا أن الفترة الحرجة هي الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، حين يبدأ تكوّن الأعضاء الحيوية للجنين.
وأضاف: “سجلنا حالات مروعة لتشوهات خلقية، أبرزها: غياب الجمجمة، تشوهات الأطراف، انسداد الأمعاء، وتشوهات في جدار البطن، إلى جانب ولادات كثيرة لأطفال ناقصي الوزن، بعضهم لا يتجاوز الكيلو أو الكيلو و400 غرام”.
وأكد الطبيب البساينة أن الأسلحة الكيماوية ليست السبب الوحيد، بل تشاركها عوامل أخرى خطيرة، في مقدمتها سوء التغذية ونقص الفيتامينات والحديد، إضافة إلى ظروف النزوح القاسية التي تعيشها النساء في خيام الإيواء القريبة من المناطق المدمرة.
وتابع: “البيئة المحيطة، والرعب، والنقص الحاد في الطعام، كلّها عوامل تنعكس بشكل مباشر على صحة الأم ونمو الجنين داخل الرحم”.
وأضاف: “نلاحظ على النساء أعراضًا كالهزال الشديد، التغيرات الفيزيائية، نقص الوزن، وعدم القدرة على تحمل الحمل”.
وأشار البساينة إلى “أن غياب المتابعة الطبية المنتظمة، بسبب ازدحام المستشفيات بالجرحى، وعدم توفّر الغذاء والمكملات، أدى إلى تدهور صحة الأمهات وتكرار حالات التشوه”.
ونصح البساينة، السيدات بـ “اتخاذ تدابير وقائية قبل الحمل، مثل تناول المكملات، والابتعاد عن أماكن القصف، وارتداء الكمامات للحد من استنشاق الغازات السامة”.
وفي 28 يناير 2025، قالت “هيومان رايتس ووتش”، في تقرير نشرته آنذاك، إن النساء الحوامل بغزة في خطر جراء استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل”. وأضافت أن “إسرائيل” تفرض ظروفا تهدد الحمل والولادة وحياة المواليد الجدد في غزة”.
وسلطت المنظمة الحقوقية في تقريرها الضوء على الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للقطاع الصحي بشكل قوض من حصول الحوامل والمواليد الجدد على الرعاية الصحية اللازمة، دون التطرق لقضية تشوه الأجنة.
وفي هذا السياق، قالت المنظمة إن خبراء في صحة الأمومة أفادوا في يوليو الماضي، أن نسبة الإجهاض التلقائي وصلت إلى 300 بالمئة، منذ 7 أكتوبر 2023.