قالت وزيرة التعاون الدولي المصرية، الدكتورة رانيا المشاط، إن "تمويل المناخ" يحتل مركز الصدارة في المحادثات حول المناخ، ليس فقط من حيث أهميته ولكن من حيث الحلول في هذا السياق أيضاً، مشيرة في الوقت نفسه إلى الحلول والتعهدات التي شهدها مؤتمر الأطراف COP28 خلال الأيام الماضية.

كما استعرضت تجربة بلادها في سياق تنفيذ الأهداف المناخية بالتعاون مع شركاء التنمية، لا سيما في إطار المنصة الوطنية لبرنامج "نوفّي"، مُبرزة دور القطاع الخاص والاستثمارات المباشرة في دعم تلك التوجهات، مع تأكيدها على أن كل دولة لديها مساهماتها المحددة وطنيًا والتي يتعين أن تتم ترجمتها إلى مشاريع.

وأوضحت خلال ندوة خاصة على هامش فعاليات مؤتمر المناخ COP28، بالإمارات العربية المتحدة، بعنوان "الاستثمار في مستقبل أكثر خضرة للشرق الأوسط" أدارتها رئيسة تحرير الاقتصاد في سكاي نيوز عربية، لبنى بوظه، أن الرابط المشترك بين المبادرات المرتبطة بالمناخ هو مشاركة أصحاب المصلحة المتعددين، بدءاً من الحكومات التي لديها قاعدة تدفعها عندما يتعلق الأمر بالسياسات واللوائح، وكذلك بنوك التنمية متعددة الجنسيات فيما يتعلق الأمر بالمضي قدماً في هذا السياق.

وأشارت إلى التقدم المحرز على صعيد "صندوق المناخ الأخضر" والذي نجح في حشد ما يصل إلى 13 مليار دولار خلال COP28.

صندوق الخسائر والأضرار

كما تحدثت الوزيرة المصرية في السياق نفسه عن "صندوق الخسائر والأضرار" الذي تم تفعيله رسمياً خلال COP28، بعد إقراره في قمة شرم الشيخ المصرية العام الماضي، موضحة أنه على مدى الـ 12 شهراً الماضية كان هناك الكثير من الجهد المبذول من أجل محاولة جمع الشركاء معاً، لافتة إلى التعهدات الخاصة بالصندوق والتي وصلت إلى أكثر من 300 مليون دولار.

وأشادت بالحلول التي قدمها مؤتمر COP28، والرسائل الصادرة عنه خلال الأيام القليلة الماضية، واصفة ذلك بأنه "أمر مشجع للغاية"، لا سيما فيما يخص التقدم المحرز على صعيد صندوق المناخ الأخضر، وتعهدات تمويل المناخ، مشيرة إلى أن عديداً من النقاط المهمة تم تناولها، وسيكون هنالك العام المقبل المزيد من التنفيذ.

كذلك تطرقت وزيرة التعاون الدولي المصرية بالحديث إلى منصة "نوفَّي"، موضحة أنها تشكل محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، قائلة: "في دول مثل مصر ودول وإفريقيا وبعض الدول في آسيا، لا يتعلق الأمر فقط بتحول الطاقة ولكنه أيضاً يتعلق بالأمن الغذائي والأمن المائي، لذلك أردنا أن نوضح كيف يمكن لبلد ما أن يمتلك مشروعه وينشئه ويطلبه من أجل مطابقة التمويل اللازم".

الأهداف المناخية

وشددت على أن كل فكرة يجب أن تنشأ من الأهداف المناخية الخاصة بكل دولة، على اعتبار أن كل دولة لديها مساهماتها المحددة وطنيًا ويجب ترجمتها إلى مشاريع، موضحة أن تلك المشاريع لا تشكل فقط مجرد مشاريع مناخية، إنما هي أيضاً مشاريع تنموية (..) ذلك أن المناخ والتنمية يسيران جنباً إلى جنب "ولا ينبغي لنا أن ننظر إلى المناخ باعتباره عبئًا".

وتابعت: "عندما تجلس مع ذوي رأس المال يقولون إن الأموال موجودة ولكننا غير قادرين على تحديد الطلب.. البلدان ليست مستعدة بطموحاتها، والبلدان ليست مستعدة بمشاريعها لتكون قادرة على الحصول على هذا التمويل واستخدامه"، وذلك في معرض حديثها عن الأهداف المناخية الخاصة للبلدان وأهمية وجود مشاريع خاصة محددة تترجم تلك الأهداف والمساهمات المحددة.

"هذا هو ما سعت مصر لتأكيده، وبالتعاون مع جميع شركاء التنمية، بما في ذلك بنك التنمية الأفريقي، والبنك الدولي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وبنك الاستثمار الأوروبي، من أجل خلق تكامل بين ما يمكن لكل شريك القيام به لمساعدتنا في تنفيذ هذا المشروع، وهذا يشمل التمويل والمساعدة الفنية وغير ذلك".

وجددت المشاط التأكيد على التزام الحكومة المصرية بأن تستحوذ الطاقة المتجددة على نسبة 42 بالمئة بحلول العام 2030، موضحة أنه تم تحديث المساهمات المحددة وطنياً في يونيو الماضي،  وقد تمت ترجمة هذه الالتزامات في المشاريع التي نريد القيام على أرض الواقع، بما في ذلك مزارع الرياح والطاقة الشمسية  والهيدروجين الأخضر.

كما تحدث عن المبادئ التي تتعامل بها القاهرة مع الشركاء في هذا السياق، بما في ذلك الوضوح والشفافية والمصداقية التي تتمتع بها أمام المجتمع الدولي، مشيرة إلى ثقة المؤسسات الدولية في مصر، وبما يسهم في الحصول على امتيازات التمويل التي ستشجع استثمارات القطاع الخاص.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نوف ي كوب مناخ بيئة نوف ي كوب 28 الأهداف المناخیة

إقرأ أيضاً:

رئيس اتحادات الغرف التجارية: العلاقات المصرية البلغارية قاعدة لانطلاقة اقتصادية كبرى

أكد أحمد الوكيل، رئيس اتحادات الغرف التجارية المصرية، أن العلاقات السياسية المتميزة بين مصر وبلغاريا تمثل قاعدة راسخة لانطلاقة اقتصادية كبرى بين البلدين، داعيًا إلى توظيف هذه العلاقات في تحقيق التكامل الصناعي وتنمية التجارة والاستثمار المشترك.

وأعرب الوكيل، في كلمته خلال منتدى الأعمال المصري–البلغاري، اليوم الخميس، عن ترحيبه بالوفد البلغاري رفيع المستوى، وبمشاركة الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين، وقيادات اتحادات الغرف التجارية من الجانبين، معتبرًا المنتدى خطوة مهمة نحو بناء شراكات استراتيجية بين مجتمع الأعمال في البلدين.

وأوضح الوكيل أن المنتدى يمثل منصة مهمة لبحث فرص التصنيع المشترك وتكامل سلاسل الإمداد، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، وزيادة التبادل التجاري، إلى جانب التعاون في قطاعات الزراعة، والتصنيع الغذائي، والنقل، واللوجستيات، والسياحة.

وشدد على أهمية تعميق الصناعة في البلدين لإحلال الواردات، مشيرًا إلى أن مصر تستورد سنويًا أكثر من 350 منتجًا بقيمة تتجاوز 24 مليار دولار، وهو ما يشكل فرصة كبيرة للاستثمار الصناعي المشترك.

كما دعا الوكيل إلى الاستفادة من الفرص التي تتيحها سياسة ملكية الدولة الجديدة، التي تتضمن تخارج الحكومة من عدد من القطاعات خلال ثلاث سنوات، وطرح استثماراتها للشراكة مع القطاع الخاص، مما يوفر فرصًا حقيقية أمام المستثمرين البلغار للدخول في السوق المصري دون منافسة مباشرة مع الدولة.
وأشار كذلك إلى الفرص المتاحة من خلال صندوق مصر السيادي، وما يتيحه من مشاريع وأصول استراتيجية.

واختتم الوكيل كلمته بالتأكيد على أن إرادة التعاون مع بلغاريا ليست مجرد توجّه سياسي، بل هي رغبة شعبية حقيقية من القطاع الخاص المصري، مؤكدًا أن الاتحاد العام للغرف التجارية يسعى إلى بناء تحالفات قوية بين مجتمع الأعمال في البلدين، وتعزيز التعاون من خلال اتحاد غرف البحر الأبيض، الذي يترأسه، من أجل تحقيق التنمية المستدامة والاستثمار المشترك.

طباعة شارك احمد الوكيل اتحاد الغرف التجارية العلاقات المصرية البلغارية

مقالات مشابهة

  • ياسمين فؤاد سكرتير تنفيذيا جديدا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
  • وزيرة التنمية: الأردن ملتزم بدوره الإنساني تجاه الشعب السوري
  • وزيرة البيئة سكرتيرا تنفيذيا جديدا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
  • «الأمم المتحدة» تختار وزيرة البيئة ياسمين فؤاد أمينة تنفيذية لمكافحة التصحر
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث مع سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة مجالات التعاون
  • رئيس اتحادات الغرف التجارية: العلاقات المصرية البلغارية قاعدة لانطلاقة اقتصادية كبرى
  • وزيرة البيئة: نظام تمويل المناخ يتطلب إصلاحات محلية ودولية
  • وزيرة البيئة تدعو للعمل المشترك لتنفيذ المشروعات الخضراء
  • وزيرة البيئة تدعو للعمل المشترك لتنفيذ مشروعات خضراء قابلة للتطوير محليا وإفريقيا
  • وزيرة الخارجية الأسترالية: التهجير القسري للفلسطينيين بغزة ينتهك القانون الدولي