تحذيرات أممية من كارثة إنسانية بغزة وتوزيع محدود للمساعدات
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
حذرت جهات أممية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة الذي يفوق عدد سكانه مليوني نسمة، ويعتمدون الوقت الحالي على المساعدات الخارجية مصدرا رئيسيا للعيش.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن قطاع غزة على وشك كارثة إنسانية قريبة، مؤكدا أن استئناف القتال في غزة سيزيد حدة أزمة الجوع الكارثية التي تثقل كاهل المدنيين بالفعل.
وذكر البرنامج الأممي في البيان أن الهدنة الإنسانية -التي استمرت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري- وفرت لهم وشركائهم بيئة آمنة إلى حد ما لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة.
ولفت إلى أن البرنامج وصل إلى نحو 250 ألف شخص خلال أسبوع واحد فقط، وأن تجدد القتال جعل توزيع المساعدات مستحيلا إلى حد كبير.
المواد الطبية بمستويات متدنيةوبدورها، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أنّ المواد الطبية والوقود وصلت إلى مستويات متدنية للغاية في مستشفى شهداء الأقصى بسبب إغلاق الطرق.
وقالت منسقة الطوارئ بالمنظمة في قطاع غزة، ماري أور بيرو ريفيال، إنّ هناك 700 مريض وجريح حاليا بالمستشفى الذي يستقبل يوميا ما بين 150 و200 جريح حرب يومياً منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، في ظلّ نقص المواد الأساسية لعلاجهم.
وحذّرت ريفيال من أنّ نقص الأدوية والوقود سيؤدي إلى توقف المستشفى عن توفير العمليات المنقذة للحياة أو خدمات العناية المركزة.
وشددت على أنّه من الأهمية بمكان تسهيل وصول الإمدادات الإنسانية للمستشفى، كما دعت لرفع الحصار عن غزة وتوفير الإمدادات والمساعدات الإنسانية الطبية بشكل عاجل إلى القطاع بأكمله.
الحرب تخلف ظروفا مروعة
وفي السياق، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث -لصحيفة غارديان البريطانية- إن الحملة العسكرية الإسرائيلية جنوب غزة مدمرة بنفس القدر الذي كانت عليه بالشمال، مؤكدا أنها خلفت ظروفا "مروعة" وأنهت أي إمكانية للقيام بعمليات إنسانية ذات معنى، وفق تعبيره.
وأضاف غريفيث أن الهجوم المستمر قد حرم عمال الإغاثة من أي وسيلة مهمة لمساعدة سكان غزة، وأن الجهود الدبلوماسية الأميركية فشلت في التأثير على القوات الإسرائيلية، حسب قوله.
ومن جانبها، اعتبرت الخارجية الأميركية -اليوم الأربعاء- أن ما فعلته إسرائيل حتى الآن لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ليس كافيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر، في المؤتمر الصحفي اليومي، إن غزة الرازحة تحت الحصار والهجمات الإسرائيلية لم يدخل إليها قدر كاف من الوقود والغذاء والماء.
وأضاف "ما تم اتخاذه حتى الآن غير كاف، ينبغي تسريع الخطوات، وهذا ما قلناه بوضوح للحكومة الإسرائيلية".
توزيع محدود للمساعدات
ومن جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن منظمته تمكنت أول أمس من إدخال أكثر من 100 شاحنة محملة بالمساعدات و960 ألف لتر من الوقود إلى غزة.
وقال دوجاريك إن رفح كانت المحافظة الوحيدة في غزة التي جرى فيها توزيع محدود للمساعدات.
وفي غزة، قال المدير العام لوزارة الصحة بالقطاع إن أكثر من 100جثة داخل مستشفى كمال عدوان "لا يسمح الاحتلال لنا بدفنها". وأضاف أن شمال غزة بالكامل أصبح دون خدمات صحية.
من جهته، ذكر مدير مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس أن أعدادا كبيرة من المصابين وصلت إلى المستشفى بسبب القصف الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا واسعا على القطاع، خلّف حتى مساء أمس الثلاثاء 16 ألفا و248 شهيدا، بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفا و616 جريحا، فضلا عن دمار هائل بالبنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مستشفى العودة بغزة: وصول 28 مصابا جراء إطلاق مسيرات الاحتلال
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن مستشفى العودة بغزة، أعلنت وصول 28 مصابا جراء إطلاق مسيرات الاحتلال القنابل والرصاص الحي على الفلسطينيين قرب نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع.
اعتقلت قوات الكوماندوز البحري التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي جميع ركاب سفينة "مادلين" التي تقلّ ناشطين دوليين في طريقهم إلى قطاع غزة، بينهم ستة مواطنين يحملون الجنسية الفرنسية، وفقا لما نشرته صحيفة "معاريف".
وأعلن نشطاء من داخل السفينة، عن تعرضهم لهجوم من طائرات مسيّرة إسرائيلية قامت بإلقاء مادة سائلة بيضاء اللون ومجهولة التركيب على سطح السفينة، مؤكدين اصطدام إحدى المُسيّرات بجسد السفينة.
وذكر النشطاء، عبر تصريحات لوسائل إعلام دولية، أنهم امتنعوا عن لمس المادة المنتشرة خشية أن تكون سامة أو خطيرة، بينما بدأوا توزيع جوازات سفرهم على بعضهم تحسبًا لسيناريو الاقتحام الكامل من قبل قوات الاحتلال، وذلك في الوقت الذي كانوا يقتربون فيه من المياه الإقليمية لغزة.
وفي تطور ميداني لاحق، اقتحمت زوارق تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي سفينة "الحرية" المحملة بالمساعدات الإنسانية، والتي تُعد جزءًا من "أسطول الحرية" المتجه نحو القطاع في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا.
توثيق المواجهة رغم التعتيم
لقطات بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت لحظة محاصرة السفينة من قوارب الاحتلال، وسط هتافات التضامن مع غزة، في مشهد يعيد للأذهان عمليات القرصنة البحرية الإسرائيلية لسفن إغاثية سابقة، أبرزها سفينة "مرمرة" التركية عام 2010.
وكانت السفينة قد انطلقت بمشاركة عدد من النشطاء الدوليين البارزين، من بينهم النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشطة البيئية السويدية الشهيرة جريتا ثونبرج، في رحلة سلمية تهدف إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة.