كشف مصدران مطلعان أن السعودية طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية إرجاء أي إجراءات عقابية ضد جماعة "أنصار الله" الحوثية في الوقت الراهن، لاستكمال التفاهمات معها والتوقيع عليها.

وقال المصدر الأول من واشنطن، في تصريح خاص لـ"عربي21"، وقد طلب عدم كشف هويته، أن زيارة المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى منطقة الخليج المرتقبة، تأتي بناء على طلب الرياض التي تسعى للتوصل إلى تسوية نهائية مع جماعة الحوثي.



وأضاف أن كينغ، كان من المقرر له حضور ندوة مغلقة سينظمها أحد مراكز الدراسات بالعاصمة واشنطن، يوم الاثنين، إلا أن فريق المبعوث الأمريكي أبلغ المركز يوم السبت مطلع الأسبوع الجاري، "بتأجيل الندوة التي كانت ستناقش السلام في اليمن"، بسبب اعتزامه السفر إلى السعودية.

وأشار المصدر إلى أن الرياض طلبت من الإدارة الأمريكية إيقاف أي إجراءات أو عقوبات ضد الحوثيين ومن بينها "إعادة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية"، قبل توقيع المملكة على اتفاق مع الأخيرة لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن منذ 9 سنوات.


وأول أمس الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها إن "المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، يعتزم زيارة منطقة الخليج الأسبوع الجاري، للتنسيق من أجل حماية الأمن البحري في البحر الأحمر".

وأوضحت الخارجية الأمريكية أن ليندر كينغ سيؤكد على ضرورة احتواء الصراع بين "إسرائيل" وحركة حماس في قطاع غزة، مع مواصلة التشديد على أولوية الولايات المتحدة المتمثلة في الحوار السياسي اليمني-اليمني لإنهاء الحرب في اليمن.

وأضاف المصدر اليمني من واشنطن أن المملكة تصر على الذهاب إلى السلام مع جماعة الحوثي قبل أي حدث طارئ، خاصة أنها فازت باستضافة معرض "إكسبو 2030" ولذلك تريد احتواء النزاع في اليمن من خلال الدفع بعملية السلام مع الحوثي والأطراف اليمنية المناوئة لها.

وفي وقت سابق من تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن الولايات المتحدة تراجع "التصنيفات الإرهابية المحتملة" لجماعة الحوثي في اليمن ردا على استيلائها على سفينة شحن في البحر الأحمر في الـ19 من الشهر ذاته.

وأول إجراء اتخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد توليه منصبه في كانون الثاني/ يناير 2021 "إلغاء تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية"، وهو القرار الذي أقرته إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب آخر أيام فترته الرئاسية.

وقال كيربي في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "بدأنا بمراجعة التصنيفات الإرهابية المحتملة وسندرس خيارات أخرى أيضا مع حلفائنا وشركائنا"، داعيا في الوقت ذاته إلى الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها الدولي الذي استولى عليها الحوثيون جنوب البحر الأحمر.

"الاتفاق جاهز"

ومن جانبه، قال مصدر مطلع ثان لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه هو الآخر، إن المفاوضات بين الحوثيين والسعودية بوساطة عمانية، حققت تقدما كبيرا، وتم التفاهم فيها على كثير من الخطوات.

وأضاف أن الاتفاق بات جاهزا للتوقيع عليه والذي يتضمن خطوات عملية لتنفيذها في المسارات الإنسانية والاقتصادية من "فتح للطرقات وتبادل للمحتجزين والأسرى وتوسيع الرحلات من مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون إلى وجهات جديدة"، فضلا عن خارطة طريق للمرحلة التالية التي تنص على"حوار يمني-يمني"، ومعالجة مخاوف كل الأطراف الداخلية والخارجية.

لكن المصدر ذاته، توقع أن يتم تأجيل التوقيع على الاتفاق بسبب الحرب الدائرة في غزة.

وأحجم الحوثيون عن التعليق ولم يردوا على طلبات "عربي21" بذلك.

"تفاهمات استكملت"

وكان وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبو بكر القربي، قد أكد أن السعودية استكملت تفاهماتها مع الحوثيين.

وقال القربي نهاية تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي عبر موقع "إكس" إن لقاءات المبعوث الأممي في عُمان و حرصه على إنهاء ملف الأسرى واستعجال ذهابه إلى الرياض يؤكد أن المملكة السعودية قد استكملت تفاهماتها مع صنعاء (جماعة الحوثي التي تسيطر عليها).


وتابع الوزير اليمني الأسبق بأن الرياض ستسلم التفاهمات إلى المبعوث ( الأممي) لوضع الآلية التنفيذية لها مع احتمال الإعلان عنها أو التوقيع عليها في أوائل ديسمبر/ كانون أول المقبل.

ويشهد اليمن هدوءا نسبيا على الرغم من انهيار اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، باستثناء اشتباكات وهجمات محدودة يتبادل الطرفان فيها الاتهامات بمسؤولية كل طرف عن ذلك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السعودية الولايات المتحدة أنصار الله اليمن الحوثيين السعودية الولايات المتحدة اليمن الحوثيين أنصار الله سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جماعة الحوثی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

بيانات ملاحية تكشف تحركات عسكرية.. ما الذي يجري قبالة الساحل الفنزويلي؟

كثف الجيش الأميركي طلعات جوية قرب الساحل الفنزويلي بمشاركة مقاتلات وقاذفات وطائرات مسيّرة، بحسب بيانات ملاحية، وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس.

سُجِّل نشاط جوي مكثف للجيش الأميركي قبالة الساحل الفنزويلي خلال الأسابيع الأخيرة، شمل مقاتلات وقاذفات وطائرات مسيّرة للاستطلاع، بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات موقع "فلايت رادار 24" لتتبع حركة الطيران، في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس.

وأظهرت بيانات الموقع أن طائرتين من طراز "إف/إيه 18" تابعتين لسلاح البحرية الأميركي حلّقتا فوق خليج فنزويلا لأكثر من أربعين دقيقة، واقتربتا لمسافة تقل قليلا عن خمسة وثلاثين كيلومترا من الساحل، بينما كانت طائرة عسكرية أخرى تنفذ مهمة في الأجواء الشمالية للمنطقة نفسها.

وفي اليوم ذاته، رُصد تحليق طائرة استطلاع مسيّرة بعيدة المدى لساعات فوق امتداد واسع من البحر الكاريبي، في سابقة لم تُسجّل منذ ما لا يقل عن شهر، تلا ذلك تحليق مسيّرة أخرى على ارتفاعات عالية صباح الجمعة.

كما سُجّلت خمس طلعات جوية لقاذفات من طراز بي-1 وبي-52، إضافة إلى طلعتين لمقاتلات "إف/إيه 18"، على مسافة تقارب أربعين كيلومترا من الساحل الفنزويلي بين أواخر تشرين الأول/أكتوبر وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر. وأظهرت صور نشرها الجيش الأميركي مشاركة طائرات شبح من طراز "إف-35" في مهام جوية لم تظهر ضمن بيانات تتبع الطيران.

Related فنزويلا: احتجاز واشنطن للسفينة قرصنة دولية وترامب يشبه جاك سبارو مع فارق أن الأخير "كان بطلًا"واشنطن تصعّد ضد فنزويلا: احتجاز ناقلة نفط وتلويح بخيارات أكثر حدّةالمقاتلات الأميركية تقترب من فنزويلا.. ومادورو يشتكي مازحًا من "اتصالات الشمال" خلفية توتر متصاعد

يأتي هذا النشاط الجوي في وقت عززت فيه الولايات المتحدة حضورها العسكري في منطقة الكاريبي، عبر حشد أسطول من السفن الحربية ضمن ما تصفه بجهود مكافحة تهريب المخدرات. وشنت واشنطن منذ أيلول ضربات استهدفت سفنا يُشتبه بتورطها في التهريب، ما أسفر عن مقتل نحو تسعين شخصا.

واتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة باستخدام ملف المخدرات كذريعة لتصعيد الضغوط والسعي إلى تغيير النظام في كراكاس.

تصعيد بحري وعقوبات اقتصادية

وبالتوازي مع التحركات الجوية، برز توتر إضافي بعد احتجاز القوات الأميركية ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية، في خطوة قالت واشنطن إنها تمهد لمصادرة شحنتها، بالتزامن مع فرض عقوبات جديدة طالت أشخاصا وشركات مرتبطة بقطاع النفط الفنزويلي.

وأدت هذه التطورات إلى إرباك حركة الشحن، مع مخاوف لدى مالكي السفن من تعرض ناقلات أخرى لإجراءات مماثلة، في وقت تظهر فيه بيانات ملاحية وجود عشرات الناقلات المحملة أو المنتظرة قرب السواحل الفنزويلية، بينها عدد كبير خاضع للعقوبات.

ويعكس تزامن التحليق الجوي والتصعيد البحري والعقوبات الاقتصادية مرحلة ضغط متكاملة تمارسها واشنطن على كراكاس في واحدة من أكثر المراحل حساسية في العلاقة بين البلدين.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأمريكي يؤكد التزام بلاده بهزيمة الإرهاب بعد هجوم تدمر
  • وزير الحرب الأمريكي يعلن القضاء على منفذ هجوم وسط سوريا
  • مشروع قانون في الشيوخ الأمريكي لفرض عقوبات على الحوثيين
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • بيانات ملاحية تكشف تحركات عسكرية.. ما الذي يجري قبالة الساحل الفنزويلي؟
  • المرور يكشف الحالات التي تتطلب تخفيف السرعة أو إيقاف المركبة 
  • الشرق الأوسط: الرياض ترفض استنساخ نموذج الحوثي عبر تحركات الانتقالي في حضرموت.. عاجل
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • واشنطن تفرض عقوبات على 3 من أقارب مادورو
  • بري: تصريحات المبعوث الأمريكي عن ضم سوريا إلى لبنان غلطة كبيرة غير مقبولة