مع كل يوم يمر تثبت الأحداث أن عمليات القتل وتقييد الظروف الأساسية للحياة المرتكبة ضد الفلسطينيين فى غزة، تشير إلى أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة تنفذ بنية للإبادة الجماعية. يبدو أن اللغة التى تستخدمها الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية تعيد إنتاج الخطابة والاستعارات المرتبطة بالإبادة الجماعية والتحريض على الإبادة الجماعية.
منذ عام 2007، صنفت إسرائيل قطاع غزة ككل على أنه «كيان معاد». وفى 7 أكتوبر، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن سكان غزة سيدفعون «ثمناً باهظاً» بسبب تصرفات مقاتلى حماس. وأكد أن إسرائيل ستشن هجوماً طويل الأمد وستحول أجزاء من المراكز الحضرية المكتظة بالسكان فى غزة إلى «أنقاض». وشدد الرئيس الإسرائيلى على أن السلطات الإسرائيلية تعتبر جميع السكان الفلسطينيين فى غزة مسئولين عن أعمال الجماعات المسلحة، وبالتالى يخضعون للعقاب الجماعى والاستخدام غير المقيد للقوة: «إن الأمة بأكملها هى المسئولة. ليس صحيحاً هذا الخطاب حول عدم علم المدنيين أو عدم تورطهم. هذا غير صحيح على الإطلاق». وأضاف وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلى إسرائيل كاتس: «لقد أمر جميع السكان المدنيين فى غزة بالمغادرة فوراً. سنربح. لن تصلهم قطرة ماء ولا بطارية واحدة حتى يرحلوا عن الدنيا».
وكانت الأدلة على التحريض على الإبادة الجماعية موجودة أيضاً فى الخطاب العام الإسرائيلى. ويتراوح ذلك بين تصريحات المسئولين المنتخبين – مثل دعوة عضو الكنيست آرييل كالنر فى 7 أكتوبر إلى «هدف واحد: نكبة ستلقى بظلالها على نكبة عام 1948» – إلى اللافتات العامة المعروضة فى المدن الإسرائيلية التى تدعو إلى «النصر» الذى يعنى «صفر عدد السكان فى غزة» و«إبادة غزة». نقل المراسل الأمنى ألون بن دافيد على شاشة التليفزيون الوطنى خطة الجيش الإسرائيلى لتدمير مدينة غزة وجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. مثل هذه التصريحات ليست جديدة، ويتردد صداها فى خطاب إسرائيلى أوسع يظهر نية القضاء على الشعب الفلسطينى وإبادة الشعب الفلسطينى. وفى وقت سابق من هذا العام، على سبيل المثال، وصف وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريش الفلسطينيين بأنهم «بغيضون» و«مثيرون للاشمئزاز» ودعا إلى «محو» قرية حوارة الفلسطينية بأكملها فى الضفة الغربية.
يشكل الفلسطينيون فى قطاع غزة نسبة كبيرة من الشعب الفلسطينى، وتستهدفهم إسرائيل لأنهم فلسطينيون. يبدو أن السكان الفلسطينيين فى غزة يتعرضون حالياً على يد القوات والسلطات الإسرائيلية للقتل على نطاق واسع، والأذى الجسدى والعقلى، وظروف معيشية غير قابلة للحياة- على خلفية التصريحات الإسرائيلية التى تشير إلى وجود علامات على نية التدمير الجسدى للسكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصطفى محمود عمليات القتل الفلسطينيين وزير الدفاع الشخصيات السياسية فى غزة
إقرأ أيضاً:
شبّه إسرائيل بالنازية.. تصريحات غولان تثير غضب الحكومة والمعارضة الإسرائيلية
القدس المحتلة - الوكالات
أثارت تصريحات زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض، يائير غولان، ردود فعل غاضبة داخل الحكومة والمعارضة، إذ اعتبر وزير الخارجية جدعون ساعر كلامه بأنه "لا يُغتفر" ويغذي معاداة السامية.
كذلك، اتهم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، غولان بالإدلاء بافتراءات دموية معادية لإسرائيل.
أما وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فصرح بأن "من شبّه إسرائيل بالنازية ويشوه سمعتها وجيشها خلال الحرب يجب نبذه"، في إشارة إلى مواقف سابقة لغولان.
كما وصف وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومي كرعي، غولان بأنه "إرهابي"، واتهمه بمحاولة عرقلة تحقيق أهداف الحرب وتهديد أمن الجنود الإسرائيليين.
من جهته، دعا زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس غولان إلى التراجع والاعتذار لمقاتلي الجيش الإسرائيلي، معتبرا تصريحاته متطرفة وكاذبة.
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينت: "أدين كلام يائير غولان، ومن يقتل الأطفال هي حماس فقط"، في محاولة لتبرئة الجيش الإسرائيلي من جرائم الحرب المتواصلة في غزة منذ أكتوبر 2023.
وصعد غولان هجومه على الحكومة الإسرائيلية -أمس الإثنين- واصفا إياها بـ"العاجزة" و"المليئة بأشخاص تتملكهم مشاعر الانتقام ولا أخلاق لديهم"، وشدد على أنها "تشكل خطرا على وجود إسرائيل".
وقال غولان إن البلاد تسير نحو العزلة والانهيار الاقتصادي والاجتماعي، حيث إنها باتت تفقد قدرتها على توفير الأمان لمواطنيها، في وقت تتقدم فيه المنطقة إلى الأمام بينما تبقى إسرائيل "عالقة وتتحمل وحدها التبعات".
وأضاف أن إنقاذ إسرائيل من الحكومة الحالية بات "ضرورة ملحة".
وسبق أن اتهم غولان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفض أي تسوية للحرب في غزة، قائلا إن الحكومة تهدر الميزانية على الوظائف السياسية ودعم المستوطنات وإرضاء الأحزاب المتشددة، مما يجعل إسرائيل مكانا أكثر صعوبة للعيش فيه.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت إلى الآن ما يزيد على 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.