تواصل الحضور المتألق للكتّاب البحرينيين في معرض المكتبات المحلية - الذي تنظمه «كشكول-الأيام» بمقر الصحيفة بالجنبية -، حيث نجح المعرض في استقطاب العديد من المؤلفين لتوقيع كتبهم، كما نجح في استقطاب آلاف الزوّار وعشاق القراءة.
ومن أبرز الكتب تم توقيعها كتاب «صهيل البحر» للكاتب والفنان إبراهيم راشد الدوسري، مجموعة شعرية بعنوان «مقدمة لخلق الأشياء» للشاعر جعفر الديري، وذلك في جناح مكتبة الوقت، رواية «اسمه بدر» للكاتبة فرح النجدي، و«قصة غالية» للكاتبة فاطمة راشد آل عبدالعزيز، بالإضافة إلى كتاب «He is not like the others» للكاتبة سكينة علي، وذلك في جناح مكتبة «رؤى».


كما شهد المعرض توقيع كتاب «طرادة يتحدث عن القيادة» للمدرّب التربوي الدكتور محمود طرادة، ديوان «في شيء غلط» للفنان والشاعر إبراهيم المنسي، قصة «الفخار حرفة أجدادي» للكاتبة زكية شبّر، رواية «قلم رصاص» للكاتب حسين الاخلاص، وغيرها العديد من المؤلفات.
وشهد المعرض توقيع رواية «قدّاس التمر» للكاتبة يثرب العالي، ورواية «دكّان الذاكرة» للكتابة حوراء الحدّاد، و»مطبخ السماء» للكتابة خديجة السلمان.
من جانبه، قال إبراهيم الدوسري للأيام إن كتابه عبارة عن «رواية» تجسّد أحداثًا وقعت في القرن الـ20، ولكنها مكتوبة بأسلوب رمزي تجسد معاناة الناس من خلال حياتهم الصعبة، خصوصًا البحّارة الذين يتعاونون مع بعضهم البعض.
وأضاف: «كما تطرّقت الرواية إلى الكثير من الأحداث والعلاقات الإنسانية التي تتحدث عن واقع حقيقي».
من جانبه، قال الشاعر البحريني جعفر الديري إن مجموعته الشعرية تضمّ 16 نصًا بين عمودي وتفعيلة، طرحت عدة مواضيع منها الأسئلة الوجودية عن الحياة والموت، الخلود والعدم، البقاء والفناء، إذ استحضرت في سبيل ذلك عدة شخصيات تاريخية وأدبية، هي: أبو العلاء المعري، جيفارا، ابن سناء الملك، أبو فراس الحمداني، هملت شكسبير، أوذيسيوس في إلياذة هوميروس، إلى جانب شخصيات خرافية في الميثولوجيا البحرينية والخليجية مثل دعيدع وسويجن.
وقالت الكاتبة فرح النجدي بأن رواية «اسمه بدر»، هي رواية اجتماعية عاطفية تحاكي الواقع وتبرز متناقضات كثيرة تضع الكثيرين على مفترق طرق في هذه الحياة، قد تصل بهم الطريق إلى بر الأمان، وقد تأخذهم إلى الشتات والضياع.
فيما قالت الكاتبة والحكواتية فاطمة راشد آل عبدالعزيز أن كتابها «قصة غالية» أتت من وحي الواقع الذي عايشته في عملها، «حيث حرصت أن أركز على التحديات الذي يواجهها أولياء الأمور في تعليم ابنائهم اللغة العربية، لا سيما الطلاب الملتحقين بالمدارس الخاصة او المنتقلين لمدارس حكومية سلطت فيها الضوء على بعض الصعوبات التي ستواجههم وكيفية التصدي لها بصبر وحب».
وقالت الكاتبة يثرب العالي لـ«الأيام» إن روايتها تشير إلى قصة حدثت في بداية القرن الماضي في البحرين ودخول المبشرين على هيئة أطباء في مستشفى الإرسالية الأمريكية.
وأضافت العالي: «الرواية مبنية على أحداث حقيقية حدثت في تلك الحقبة الزمنية، وبطلها هو حسن العربي المهاجر من القطيف في المنطقة الشرقية الى مملكة البحرين».
من جانبها، قالت الكاتبة البحرينية حوراء الحدّاد إن روايتها «دكان الذاكرة» هي رومانسية واجتماعية، الهدف منها تجسيد جديد للواقع ومحاكاته بطريقة جميلة وجذابة للقصص الخالدة، دون الحاجة للابتدال أو التغرّب لخلق قصة جميلة، إذ إن الرواية تحمل شخصيات خيالية، لكنها واقعية بشكل كبير.
وقالت الكاتبة خديجة السلمان إن روايتها «مطبخ السماء» تقوم على تساؤل: «كيف يمكن معرفة سر غياب الأم؟»، وهذا ما كانت تسأله شخصية الرواية «آية» في الوقت الذي لم يستطع أحد أن يجيب عن سؤالها المتكرّر، ولم يكن ثمة طريق للبحث ومعرفة الحقيقة وتبحث في الذاكرة عن المنسي، وفي المسكوت عنه، وتبحث عن خيط ذاكرة يوصلها إلى حقيقة الأم الغائبة.
وأضافت السلمان إن التجربة التي تقدمها «الأيام» لعشاق الكتب هي تجربة جميلة بعد انقطاع معارض الكتاب في البحرين وافتقاد تلك الأجواء لأكثر من 4 سنوات بسبب تأثير جائحة كرورنا، متمنيةً تكثيف هذه المحافل الأدبية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

الخرطوم تحتضر.. كيف سيتعرف عليها سكانها بعد الحرب؟

إنه لمن المحزن أن يكتشف المرء أن عاصمة بلاده لم تعُد موجودة، لا شيء مما تبقّى فيها يدلّ على أنها هي الخرطوم، عروس النيلَين، بعبقها وأصالتها. وهي اليوم بعد حرب ومعارك لا تزال مُستعرة، يتعذّر التعرُّف عليها، حتى إنّ الكثير مِن معالمها الآثرية النادرة، تمّ تدميرها أو محوها بالكامل.

بدت العاصمة السودانية وهي تتعرّض لذلك التدمير المُمنهج، وتنتشر فيها أنواع من الحيوانات المفترسة تتغذّى على جثث السودانيين في العراء، مصدومة مثلنا تمامًا، لدرجة أن متنزهاتها وحدائقها العامة تحوّلت حرفيًا إلى مقابر!

بين قصرَين

القصر الجمهوري، الذي تتحصّن فيه القوات المتمردة حاليًا، ألحقت به الحرب دمارًا هائلًا جعله غير صالح لممارسة السُلطة، وهو في الحقيقة قصران: أحدهما شيّده الرئيس المعزول عمر البشير في العام 2015، والآخر هو القصر القديم، الذي يطلّ على ضفة النيل الأزرق، وقد اكتسب زخمًا تاريخيًا نظرًا لرفع علم الاستقلال على ساريته في يناير/ كانون الثاني 1956، وبالرغم من أنه ليس نقطة تحكّم عسكرية فإنه في أحسن الظروف لن يصمد طويلًا؛ بسبب القتال، والقوة التدميرية الهائلة حوله.

ليس بعيدًا عن ذلك الحريق، تحتضن مدينة الخرطوم بحري المتحف الحربي، الذي يضمّ عشرات المقتنيات الحربية والعسكرية النادرة، من صور وأزياء وأسلحة تؤرّخ لحقب عسكرية مختلفة، وهو أيضًا يقع في منطقة تقاطع نيران الجيش، والدعم السريع، وكل ما يحتويه عُرضة للخطر.

صرخة مديرة المتحف الطبيعي

من المعالم المهمة التي لحق بها الخراب كذلك متحف الخرطوم الطبيعي، الذي نفقت فيها كل الحيوانات والطيور نفوقًا بطيئًا؛ بسبب العطش والجوع، بما فيها الثعابين والعقارب والتماسيح والحشرات شديدة السُمية، كثير منها تم جمعه بصعوبة بالغة، ولا توجد منه عينات أخرى في السودان، ومع ذلك لم تشفع صرخة مديرة المتحف سارّة عبدالله لإنقاذ ذلك المتحف، وفشلت كل الجهود في نقل الكائنات بداخله إلى مكانٍ آمن، لتنقرض شيئًا فشيئًا، وتلحق بوحيد القرن الأبيض الأخير المعروف بـ"سودان".

عندما يعود سكان الخرطوم إلى الديار سوف يتفاجؤُون ليس فقط بالدمار والنهب الذي طال بيوتهم، ولكن باختفاء معظم معالم الخرطوم القديمة والحديثة أيضًا، مول عفراء، مطابع العملة، مستودعات الشجرة، صالة المطار، برج شركة النيل، المحاكم والأدلة الجنائية، المراكز البحثية، المنطقة الصناعية بحري، آثار بيت الخليفة بأم درمان، المكتبات التي تضمّ آلاف الكتب والمخطوطات النادرة، مئات الجامعات والشركات والمباني الحكومية، أصبحت فعليًا تحت الأنقاض.

كنوز قومية مُهددة بالضياع

الأمر لا يتعلق بالمباني فحسب، فهي ترتبط بالحنين والذكريات، لكن مكمن الخطورة في الأشياء التي يصعب تعويضها، مثل الكنوز القومية، التي تحفظ ذاكرة الأمة، منها دار الوثائق القومية، وسط الخرطوم، والتي يمكن أن تلتهما النيران، إن لم تكن قضت عليها بالفعل.

وتكتسب أهميتها من كونها ثانية أعرق دور لحفظ التراث المكتوب في المنطقة، من جمعه إلى تصنيفه وأرشفته، وتضم داخلها نحو ثلاثين مليون وثيقة تقع في مائتي مجموعة وثائقية مع أصناف الخرائط والمخطوطات والكتب النادرة، لكن تلك الأهمية لا تعني لمليشيا الجنجويد شيئًا، ولن يترددوا في جعلها مخزنًا للأسلحة كما فعلوا بالمتحف القومي، الذي تم احتلاله بطريقة عبثية، وقاموا بنبش آثار (الكنداكات) وتوابيت ملوك الحضارة الكوشية القديمة، وعرضوهم في مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارهم ضحايا سجون البرهان! وعلى رأس تلك الآثار تمثال الملك تهارقا (690 –  664 ق.م) الذي نُقل حديثًا إلى دار المتحف القومي عند ملتقى النيلين، ومع ذلك لم تتحرك اليونسكو، المعنية بالآثار، للحفاظ على التراث السوداني، كما لو أن الأمر لا يعنيها!

وباستهداف القصر الجمهوري والمتحف القومي وجامعة الخرطوم وآثار ما قبل الحقبة الاستعمارية فإن هذه الحرب، أو من يقف خلفها، يتعمد استباحة كل ما هو وطني وتاريخي.

تجفيف منابع الحياة

بما أن الدمار المعماري يعتبر نتيجة ثانوية مألوفة للصراع، فإن التأثيرات على المدينة يمكن أن تمتد إلى ما هو أبعد من البيوت والمباني، وهو ما نشهده اليوم بالفعل، تجريف كافة معالم الخرطوم القديمة، وتجفيف منابع الحياة فيها، لتنهار وينهار معها أمل العودة، إذ إن ما يحدث ليس هو تلك الأضرار الجانبية للحرب، بل الهدف الخفي لها، حرق كل شيء، وإجبار الناس على الهروب بعيدًا.

ربما لم يكن دقيقًا وصف الكاتب البريطاني أليكس دي وال للخرطوم: "كما لو أنها تأسست على موقع قيادة تم بناؤه لأغراض النهب الإمبريالي"، لكنه أقرب إلى الحقيقة، فهي مدينة مصنوعة، وبلا مقومات كافية للصمود في وجه الطبيعة والحروب، وهي أيضًا ليست منتشرة مثل برلين التي فشلت قيادة قاذفات القنابل التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في إلحاق الضرر المتعمد بها أثناء الحرب العالمية الثانية، لأن تركيز المباني القابلة للاشتعال لم يكن كبيرًا، بينما ركام المباني في الخرطوم شاهد حقيقي على الكلفة الباهظة للحرب التي أتت على كل شيء تقريبًا.

بين الخرطوم وغزة

ما يحدث في غزة اليوم يحدث في الخرطوم، من محاولات مسنودة بتغطية وكلاء الغرب الاستعماري، لتدمير المباني واتباع سياسة الأرض المحروقة، وإجبار السكان على النزوح أو الموت، فيما تم نهب ما يزيد على مليون منزل، وتناثرت محتوياتها مع أشلاء البشر الذين قضوا نحبهم جراء القذائف، عطفًا على "قتل المنازل"، أي التدمير المتعمد للبيوت، ذلك المفهوم الذي ابتكره الجغرافيان الكنديان: بورتيوس وسميث لأول مرة في عام 2001، وقد تم احتلال المناطق المدنية عمدًا كتكتيك يهدف إلى الإضرار بالروح المعنوية للسكان وتشريدهم، وتجنب ضربات الطيران الحربي.

ولذلك فالأمر ليس مصادفة، وإنما تدخل الخرطوم عنوة ضمن ‏الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة المراد ترسيمها عبر المخططات القائمة، لتُدار بها هذه الحرب الكبيرة والفريدة في أساليبها ممثلة في تدمير التراث، وإفقار المواطنين عمدًا وإجبارهم على الهجرة، كما حذّرنا حاكم إقليم دارفور أركو مناوي، وألقى باللائمة على من وصفهم بالعملاء الوطنيين الذين تطوّعوا لخلق بيئة تسمح لبداية ذلك المشوار.

نحن اليوم فعليًا، عندما نعود للخرطوم وننظر إليها، يتعين علينا أن نواجه تلك الحقيقة المؤلمة، التي تذكّرنا بمأساة الفنان العالمي بيكاسو عندما رسم لوحته الشهيرة "جورنيكا" مصورًا فيها خراب تلك المدينة، فعندما قبضوا عليه وسألوه في محضر الاتهام: "أنت الذي رسمت هذه اللوحة؟" ردّ عليهم بجوابه الشهير: "لا .. بل أنتم"، وذلك ما يلقي على كاهلنا مسؤولية كبيرة، وهي أن نعي خطورة المؤامرة، ولا نستسلم، نكافح بجدية آثار الحرب، ونعيد بناء هذه المدينة بصورة أفضل مما كانت عليه.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الرواية الحوثية بشأن احتراق باص في نقيل سمارة.. مقتل وإصابة 15 شخصًا ومصادر تكشف سبب الحادث
  • محكمة فرنسية تمنع الإسرائيليين من حضور معرض أسلحة
  • العالم يقرأ.. الكتب الأكثر مبيعًا عند الغرب هذا الأسبوع
  • نجوم مسرح وكورال مدينة الثقافة والعلوم يتألقون على تياترو آفاق
  • هل أثّرت عمليّة إغتيال طالب عبدالله على قدرات حزب الله؟
  • ما الذي يؤخر توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين روسيا وإيران؟
  • مكتبة محمد بن راشد تنشر 5 إصدارات علمية لمجموعة من الباحثين الإماراتيين
  • مأرب.. المؤتمر الشعبي العام يُحذر من شخصيات تنتحل صفة قيادة الحزب بالمحافظة
  • الخرطوم تحتضر.. كيف سيتعرف عليها سكانها بعد الحرب؟
  • تفاصيل شخصيات مسلسل "وتر حساس"