أشاد اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، بالإنجازات المشرفة التي حققها أبطال المحافظة في بطولة كأس العالم للأندية للكيك بوكسينج التي أُقيمت في تركيا، مؤكدًا أن هذه النتائج تعكس الإمكانات الشبابية الواعدة التي تزخر بها أسيوط، وتؤهلها للمنافسة والتميز على الساحة الدولية.

نجم صاعد وميدالية تاريخية

أعرب المحافظ عن فخره الكبير بالإنجاز اللافت الذي حققه البطل الصغير عبد الحافظ عمر بدري، ابن مركز شباب درنكة، الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره، بحصوله على الميدالية الفضية في منافسات وزن 30 كجم - أسلوب "بوينت فايت"، ليصبح بذلك أصغر بطل دولي في تاريخ مصر يحقق هذا الإنجاز المرموق.

كما فازت البطلة أسماء حسن سيد من أكاديمية الفنون القتالية بالميدالية البرونزية في منافسات أسلوب K1، أحد أصعب أنماط اللعبة، مما يؤكد على تميز فتيات أسيوط وطموحهن في ساحة المنافسة الرياضية.

أثنى المحافظ على الجهود المبذولة من قِبل مديرية الشباب والرياضة بأسيوط، برئاسة أحمد سويفي، وكيل الوزارة، لدعم القطاع الرياضي، وثمّن دور المدربين والأجهزة الفنية والإدارية الذين ساهموا في إعداد الأبطال بتفانٍ وإخلاص.

وأكد المحافظ أن هذه النجاحات الرياضية هي نتاج مباشر لاهتمام الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوفير البيئة المناسبة لرعاية المواهب وصقلها، مشيرًا إلى حرص المحافظة الدائم على دعم أبنائها في جميع المجالات، لا سيما المجال الرياضي، إيمانًا منها بأن الاستثمار في الإنسان هو الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء الجمهورية الجديدة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: بطولة العالم تركيا الدولية هشام أبو النصر أبطال أسيوط

إقرأ أيضاً:

غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء

بقلم : سمير السعد ..

في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:

“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”

ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:

“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”

هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.

تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:

“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”

هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:

“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”

فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:

“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”

في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.

ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:

“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”

فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:

“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”

بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:

“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”

لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:

“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”

وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:

“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”

ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.

غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.

شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.

في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط يهنئ اللاعب عبدالحافظ عمر أصغر لاعب دولى والحاصل على المركز الثانى فى بطولة العالم للكيك بوكسينج
  • أصغر بطل دولي بتاريخ مصر.. محافظ أسيوط يشيد بنتائج بطولة الكيك بوكسينج الدولية
  • اتحاد التايكوندو يكرم أبطال بطولة كأس الأولى للبومزا أون لاين
  • عبدالحافظ عمر.. أصغر بطل دولي يحصد فضية العالم في الكيك بوكسينج
  • مصر تحصل على حق تنظيم بطولة دولية للكيك بوكسينج ودورة للمدربين والحكام
  • مصر تحصل على حق تنظيم بطولة دولية للكيك بوكسينج
  • أبطال فيلم The Phoenician Scheme يتألقون على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • «فرسان الإمارات» يتألقون في بطولة «رويال وندسور»