مجرد إجراءات محسومة.. الطنطاوي يعلّق على العملية الانتخابية في مصر
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
قال النائب البرلماني السابق، أحمد الطنطاوي، في حديث لموقع "الحرة"، إن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية التي انطلقت، الأحد، في مصر "محسومة"، ووصف عملية الاقتراع بـ"إجراءات لإعادة تنصيب الرئيس المصري الحالي، عبدالفتاح السيسي، لدورة ثالثة".
وأشار الطنطاوي إلى أن "السلطة المصرية استبعدت المرشح الجاد القادر على الفوز"، ما جعل الانتخابات "انتهت عمليا"، ولذلك يتعامل معها المواطنين على أنها "مجرد تحصيل حاصل".
وفشل أحمد الطنطاوي في الحصول على التوكيلات الشعبية الكافية للترشح للانتخابات الرئاسية، واتهم السلطة بـ"منعه بشكل مباشر" من المنافسة.
ويؤكد الطنطاوي أن "الانتخابات الحالية مجرد إجراءات يتم القيام بها"، مضيفا "لا يوجد مواطن مصري واحد يساوره أدنى شك بالنتيجة المحسومة سلفا".
ويقول:" تمت هندسة المشهد الانتخابي سلفا حتى تكون النتيجة محسومة، حيث تم استبعادي من الانتخابات، باعتباري المرشح القادر على الفوز بهذه الانتخابات على مستوى النتيجة الحقيقية".
والأحد، فتحت عند الساعة التاسعة صباحا (07:00 ت غ) مراكز الاقتراع في مصر لانتخابات رئاسية تجرى على مدار ثلاثة أيام.
وتُجرى عمليات الاقتراع أيام الأحد والإثنين والثلاثاء ما بين التاسعة صباحا والتاسعة مساء بالتوقيت المحلي (07:00 و19:00 بتوقيت غرينيتش)، على أن تعلن النتائج الرسمية في 18 ديسمبر.
وشدد الطنطاوي على أهمية "المشاركة الطوعية" في عملية الاقتراع، وعدم تكرار مشاهد "حشد الناس" كما حدث في انتخابات سابقة وعملية جمع التوكيلات.
وتسأل:" هل سيتم ضمان حق المواطنين في إعلان نتائج تفصيلية بالداخل والخارج؟، وهل سوف يسمح للناس بالتعبير عن إرادتها الحرة سوء بالمشاركة أو المقاطعة؟".
ويشير إلى "رسائل من مسؤولين حكوميين يأمرون موظفين تحت أمرتهم بالقيام بإجراءات معنية في الانتخابات سيتم حسابهم عليها"، على حد قوله.
ودُعي 67 مليون مصري للإدلاء بأصواتهم، في الانتخابات الرئاسية، حيث تتصدر المشكلة الاقتصادية الاهتمامات في بلد يواجه أكبر أزمة اقتصادية في تاريخه، مع معدل تضخم يلامس 40 في المئة وعملة محلية فقدت 50 في المئة من قيمتها ما أدى إلى انفلات الأسعار.
ويعيش 60 في المئة من سكان مصر الذين يناهز عددهم 106 ملايين نسمة، حول خط الفقر.
وتضاعف الدين الخارجي لمصر ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة، ولم تدر المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة ويُسنَد تنفيذها غالبا إلى الجيش، العوائد المتوقعة منها.
ويتحدث الطنطاوي عن "ارتفاع مبالغ فيه بأسعار السلع والخدمات قبيل الانتخابات"، ويقول" لا يوجد أي مفاجئة في ذلك، وتحدثنا عنه سابقا، لكن كان يواجه من يطرح الحلول الإساءات والتشكيك".
ويضيف:" في الوقت الحالي كل شيء في تراجع، والاستمرار في المسار الحالي، يعني المزيد من التراجع والمعاناة التي يدفع ثمنها المواطن والوطن".
ولا تثير هذه الانتخابات حماسة المصريين بعد أن ألقت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة المجاور، ظلالها على الحملة الانتخابية التي أجريت في نوفمبر، بحسب "فرانس برس".
وهو ما يؤكده الطنطاوي، قائلا:" إذا كانت الانتخابات الحالية "تنافسية بمعايير الشفافية والنزاهة المتعارف عليها عالميا، فكانت سوف تأتي في مقدمة أولويات المواطنين".
ولا يوجد شيء في العالم يشغل شعب في العالم خلال "لحظة انتخابات رئاسية حقيقة" أكثر من اختيار مستقبلهم، لكن الناس تعرف أن "الأمر محسوم" ولذلك فهم "غير مشغولين بالانتخابات"، وفق الطنطاوي.
وتواصل موقع "الحرة" مع المستشار محمود فوزي، مدير الحملة الانتخابية للسيسي للرد على ما ذكره الطنطاوي، لكن لم يحصل على تعليق حتى تاريخ نشر هذه المادة.
وإضافة إلى السيسي، يخوض الانتخابات ثلاثة مرشحين: فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي (يسار وسط)، عبد السند يمامية، من حزب الوفد الليبرالي العريق الذي بات اليوم هامشيا، وحازم عمر، من الحزب الشعبي الجمهوري.
وفي عام 2014، حقق، عبد الفتاح السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك، فوزا ساحقا متوقعا في الانتخابات الرئاسية، وفاز بنسبة 96.9 بالمئة من الأصوات، ولكن نسبة الامتناع عن المشاركة بلغت 53 بالمئة، وفق وكالة "فرانس برس".
وفي مارس 2018، أعيد انتخاب السيسي لولاية ثانية بأكثر من 97 بالمئة من الأصوات.
وبعد ذلك أدخل السيسي تعديلا دستوريا لتصبح ولايته الثانية ست سنوات بدلا من أربع وتمكن من الترشح لولاية ثالثة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
بعد الإفراج عنه.. أول تصريحات للمرشح السياسي المفرج عنه أحمد الطنطاوي
قال المرشح الرئاسي المصري "أحمد الطنطاوي" إن السلطات تعمدت إخفائه قبل الإفراج عنه لعدم معرفة مؤيديه وأهله مكانه حتى وصوله إلى المنزل.
وأضاف في أول مقابلة بعد الإفراج عنه إن أول التهم التي وجهت له كانت "محاولة قلب نظام الحكم عبر القوة العسكرية".
وبين أنه أخلي سبيله في قضية دعم فلسطين كون الداعي للتظاهرات هو رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي وليس له.
بعد ساعات من إطلاق سراحه من سجن دام "سنة ويوم" التقينا السياسي المعارض والبرلماني السابق #أحمد_الطنطاوي في بيت عائلته في مدينة قلين بكفر الشيخ. pic.twitter.com/EhYcgb1MkW — المنصة (@Almanassa_AR) May 29, 2025
والأربعاء أفرجت السلطات المصرية عن الطنطاوي الى منزله بمحافظة كفر الشيخ، بعد انتهاء فترة حبسه كاملة.
وفي أول تعليق له بعد العودة، وجّه الطنطاوي رسالة شكر لكل من دعمه خلال فترة احتجازه، قائلًا: “أشكر كل من وقف إلى جانبي، سواء بكلمة، أو دعاء، أو رسالة دعم. لقد كانت محبتكم وثباتكم سندًا حقيقيًا في كل لحظة صعبة".
وأعلنت رشا قنديل مقدمة البرامج السابقة في هيئة الإذاعة البريطانية، وزوجة المعارض والمرشح الرئاسي السابق أحمد الطنطاوي، أن السلطات المصري أفرجت عنه، الأربعاء.
في وقت سابق الشهر الجاري، أفرجت نيابة أمن الدولة المصرية عن قنديل بكفالة بعد أن استجوبتها بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، بحسب ما أفاد محاميها نبيه الجنادي.
وبعد استجوابها، أُطلق سراحها بكفالة قدرها 50 ألف جنيه مصري (حوالى 880 يورو)، على ذمة مزيد من التحقيقات.
وبحسب الدفاع، فإن الاتهامات تستند إلى ثلاثة عناصر: شكاوى مواطنين بشأن منشورات لها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقرير تحريات للأمن الوطني، ومراجعة النيابة لحساباتها الشخصية على منصات فيسبوك وإنستغرام وإكس.
الشهر الماضي، أعلن المحامي الحقوقي المصري خالد علي، أن نيابة أمن الدولة العليا بدأت التحقيق مع الطنطاوي في قضية جديدة.
وقال في بيان له إن التحقيق يأتي قبل شهر واحد من انتهاء مدة عقوبته الحالية، التي تقضي بحبسه لمدة عام.
وقد أيدت محكمة جنح مستأنف المطرية في أيار/ مايو 2024 حكم حبسه، الذي صدر في قضية "التوكيلات الشعبية" المتعلقة بمحاولته الترشح للانتخابات الرئاسية. وقد تم حرمانه من الترشح لأي انتخابات لمدة خمس سنوات.
من الجدير بالذكر أن الطنطاوي كان قد أعلن انسحابه من السباق الرئاسي لعدم اكتمال عدد التوكيلات المطلوبة، إلا أن السلطات اعتبرته مخالفًا للقانون، وأصدرت ضده حكمًا بالحبس. وقد تم القبض عليه من قاعة المحكمة لتنفيذ الحكم، في خطوة أثارت انتقادات حقوقية واسعة.