مبعوثو الأمم المتحدة بعد وقوفهم على معاناة لا يمكن تصورها في رفح : كفى
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
غزة .عواصم .وكالات":
"كفى" قالها مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، الذي سأله الصحفيون لدى زيارته ومجموعة من مندوبي مجلس الأمن الدولي معبر رفح اليوم عما إذا كانت لديه رسالة للدول التي تعارض وقف إطلاق النار في غزة. وتحدث المندوبون عن معاناة فلسطينية لا يمكن تصورها وحثوا على إنهاء العدوان على قطاع غزة اليوم خلال توجههم عبر شبه جزيرة سيناء المصرية إلى معبر رفح، المدخل الوحيد للمساعدات في الجيب الفلسطيني المحاصر.
وتؤيد غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إذ تتفاقم الظروف السيئة لسكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
فيما استخدمت الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي ضد طلب مقترح لمجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار .
وشارك 12 من مبعوثي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الزيارة لرفح، بعد أيام فقط من تحذير الأمين العام أنطونيو جوتيريش من أن آلاف الأشخاص في القطاع الفلسطيني المحاصر "يتضورون جوعا".
وبعد توجههم إلى مدينة العريش، أطلعتهم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على الظروف في غزة قبل التوجه نحو رفح على بعد 48 كيلومترا.
وقال خوسيه دي لا جاسكا مندوب الإكوادور لدى الأمم المتحدة للصحفيين بعد مؤتمر الأونروا "الحقيقة أسوأ مما يمكن أن تعبر عنه الكلمات".وأضاف "علينا أن نرى..سنشهد ما يحدث وما الذي يمكننا فعله لمعالجة الوضع".
ووصف فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا ما قال إنه "انهيار للمنظومة المدنية من الداخل"
وقال لازاريني "ليست هناك مساعدات كافية". وأضاف "الجوع يسود غزة. المزيد والمزيد من الناس لم يأكلوا لمدة يوم أو اثنين أو ثلاثة.. معظم الناس ينامون على الخرسانة وحدها".
ومرت مساعدات إنسانية محدودة ووقود إلى غزة عبر معبر رفح، لكن مسؤولي الإغاثة يقولون إنها لا تقترب من تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع.
وشهد قطاع غزة اليوم غارات جوية إسرائيلية دامية ومعارك عنيفة بعد تأكيد حركة حماس أن الإفراج عن الرهائن لن يتم سوى من خلال مفاوضات وتبادل أسرى.
وبعد غارات جوية عنيفة ليلًا على خان يونس في جنوب القطاع، استهدفت ضربات جديدة صباح اليوم وسط وشرق المدينة التي لجأ إليها آلاف المدنيين بعد الفرار من القتال في الشمال.
وتحدثت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن "عشرات" الشهداء في القطاع لا سيّما في خان يونس ومدينة غزة ومخيم جباليا (شمال) ومخيمَي النصيرات والمغازي (وسط)، فيما لا يزال عشرات الضحايا تحت الأنقاض.ونُقلت 32 جثة إلى مستشفى ناصر في خان يونس خلال 24 ساعة، بحسب الوزارة.
وعلى صعيد العمليات الميدانية، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن قتال عنيف في مدينة غزة بشمال القطاع، مشيرة الى قيامها بتفجير منزل كان الجنود الإسرائيليون يحاولون العثور فيه على فتحة تؤدي إلى نفق تحت الأرض.
وبعدما أفاد عن "قتال عنيف" في أحياء بمدينتي غزة وخان يونس، أكد الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين إطلاق صواريخ من غزة.وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم عن سقوط شظايا صواريخ في حولون بضواحي تل أبيب، متحدثة عن "أضرار مادية وإصابة مدني بجروح طفيفة".
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أكد الأحد "لا أريد أن أقول إننا نستخدم قوتنا الكاملة لكننا نستخدم قوة كبيرة ونحقق نتائج مهمة".
وزعم الجيش الإسرائيلي أنّ حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت الى 101 جنديّ، بعد مقتل ثلاثة جنود كشفت هوياتهم اليوم فيما يسود تضارب في الاحصائيات بين السلطات الاسرائيلية التي تذهب بعضعها الى سقوط الاف القتلى.
وحذرت حماس الأحد من أن ما من رهينة سيغادر القطاع "حيا" إذا لم تُلبَ مطالبها عبر مفاوضات وتبادل أسرى.وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في رسالة صوتية "لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام".
ويفر آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرًا.
وخسرت أم محمد الجبري (56 عامًا) التي تقيم في منزل أخيها في رفح، سبعة من أبنائها في ضربة ليلية على منزلهما.
وقالت "كل شيء راح. بقي لي أربعة أولاد وبنات من أبنائي الـ11. جئنا من غزة وهربنا لخان يونس ثم نزحنا إلى رفح. هذه الليلة، قصفوا البيت الذي نحن فيه ودمّروه. قالوا إن رفح ستكون آمنة. لكن العكس هو الصحيح، فرفح فيها قصف ولا مكان آمن".
وقال صاحب البيت أبو طارق صبح (55 عامًا) "تم استهدف البيت بصاروخين الساعة الثانية فجرًا".
وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس إن الضربة أسفرت عن عشرة قتلى وعشرات الجرحى.
وقد تحولت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر "يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
«اللواء سمير فرج» يكشف سيناريوهات غزة: حماس خارج الإدارة.. وترامب يسعى لنوبل
وسط تعقيدات المشهد الإقليمي والتصعيد المستمر في قطاع غزة، التقت «الأسبوع» باللواء سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة، وأحد أبرز الخبراء الاستراتيجيين في مصر والعالم العربي، ليقدّم رؤية تحليلية متعمقة حول مستقبل القطاع، وأبعاد الدور المصري، والصراع السياسي بين الأطراف الإقليمية والدولية.
في هذا الحوار، يكشف اللواء سمير فرج عن تفاصيل المفاوضات الأخيرة، والمقترحات المطروحة لمرحلة ما بعد الحرب، ودور حماس، والموقف الإسرائيلي المتعنت، كما يتناول الموقف الإيراني، وأهداف زيارة ترامب المرتقبة، وتأثير المتغيرات الدولية على مستقبل القضية الفلسطينية.
هل وصول وفد حماس إلى القاهرة يعني حل أزمة القطاع ووقف الحرب؟وصول وفد حماس إلى القاهرة لا يعني أن أزمة القطاع تم حلها، بل وجود نوايا للحل، فالجانب الإسرائيلي وضع عقبة كبيرة وهو نزع سلاح حماس، والأخيرة ترفض هذا الشرط. والوفد الذي جاء للقاهرة قدّم فكرة جديدة، وهي وقف إطلاق نار دائم لمدة 7 سنوات، وتسليم جميع الأسرى والرهائن مرة واحدة، ويتم إدارة غزة بعد خروج إسرائيل من عناصر تكنوقراط فلسطينية ليس من فصائل المقاومة، وبالفعل مصر سلمت 15 اسما إلى أمريكا وإسرائيل ولكن أصبحت العقبة الوحيدة هي إصرار إسرائيل وترامب على نزع سلاح حماس.
هل حماس وافقت على مغادرة القطاع؟لا، غير حقيقي، لم توافق حماس على ترك القطاع. لكنهم مستعدين لعدم المشاركة في إدارة القطاع، بعد انسحاب إسرائيل.
هل تعنت إسرائيل في الانسحاب من غزة يهدد سلمها العام؟إسرائيل وقتما تركت غزة في 2005 «بعد احتلالها منذ حرب 67»، شارون قال «مش عايزها دي قنبلة موقوتة» وانسحب، ومن استلم بعدها الإدارة هي السلطة الفلسطينية.
في إحدى تصريحاتك طالبت أن تتحلّى حماس بمرونة إضافية في المفاوضات الأخيرة، ما هي المرونة؟المرونة هي عدم مشاركتها في إدارة قطاع غزة، لأن وزير الدفاع الإسرائيلي اتهم الدولة المصرية بعرقلتها للمفاوضات.
من المتوقع بنسبة كبيرة الإدارة الأمريكية ستغيّر الرئيس الفلسطيني أبو مازن، ضمن تنفيذ الخطة. هذا رأيي لأن هناك مطالب فلسطينية وأوروبية بأن السلطة الفلسطينية شاخت. بينما سيتم تشكيل لجنة تكنوقراط من 15 اسم ستدير القطاع.
ما الذي يعرقل «حتى الآن» المفاوضات الأخيرة؟نتنياهو يعيدنا إلى المربع صفر لأنه يشترط «حماس تمشي بسلاحها» وحماس لن توافق، وهي مجرد حجج لوقف أي مفاوضات لأن نتنياهو لا يرغب في السلام بسبب مخاوفه من 3 قضايا فساد سيحاكم على إثرها وسيتم مسائلته على الحرب الدائرة على مدار 18 شهرًا ولم يحقق أي أهداف منها، سواء تحرير الرهائن بالقوة، أو تدمير حماس أضعفتها لكنها لم تُدمّر، أو الاستيلاء على غزة، فهو احتل فقط 30% بعد سنة ونصف، وبالتالي سيُحاسب مثلما حدث مع رئيس الأركان الإسرائيلي وجولد مائير بعد حرب 73.
ماذا لو تعنّت ترامب بخصوص نزع سلاح حماس؟تعتبر هذه المشكلة الوحيدة.. نحن منتظرين زيارة ترامب للمنطقة وفي يده نصف جائزة نوبل للسلام.
ترامب سيزور الشرق الأوسط يوم 13 أو 15 الشهر المقبل لحل المشكلة «وهيحل»، خاصةً أن هدفه نصف جائزة نوبل للسلام بحل الأزمة في المنطقة. واحتمال يصل إلى حل أن تتحوّل حماس إلى حزب سياسي.
هل إيران هي المحرك لعملية 7 أكتوبر وهل تعتمد المقاومة على السلاح الإيراني فقط؟لا أعتقد أن إيران وراء العملية. وبالتأكيد المقاومة تعتمد على السلاح الإيراني بنسبة 100%.
هل السلاح الإيراني متطور ويشكل تهديد في الحرب الإقليمية الدائرة؟بالتأكيد إيران تمتلك الصواريخ الباليستية التي تصل إلى أوروبا، وهي متقدمة إلى حد ما في التسليح.
لديها أفضل مسيّرات في المنطقة هي وتركيا، بتصنعها وتوردها إلى روسيا. هذا بجانب أنها على وشك الانتهاء من تصنيع القنبلة النووية.
وظلت إيران تتحمّل الضغوطات الأمريكية 18 عامًا، وبيع بترولها بنصف الثمن للصين، لكنها اليوم ممكن تنتج 5 أو 6 قنابل نووية. وترامب النهاردة يحاول حل المشكلة لأن إسرائيل لديها رغبة في ضرب المفاعلات النووية الإيرانية الفترة الأخيرة.
تعتقد أن إيران وراء مقتل إسماعيل هنية؟لا أعتقد ذلك، ما مصلحتها؟ كانت ضربة ورسالة إسرائيلية مفادها «احنا دخلنا أرضكم ونفذنا الاغتيال».
هل مصر تخلصت من كابوس التهجير أم مازال يراودها؟مصر قتلت فكرة التهجير تمامًا، واليوم أي حلول تتم في المنطقة لا يُطرح فيها التهجير.. عدا رغبة إسرائيل في التهجير التطوعي لبعض الدول.
بعض الأصوات ترى أن طريقة تسليم حماس للأسرى «شو استعراضي» في ظل موت عشرات الآلاف من القطاع بدلا من كسب تعاطف الرأي العام العالمي.. ما رأيك؟
لما بدأت عملية 7 أكتوبر حماس مكنتش متوقعة أنها تصل للقبض على أسرى. كانت الخطة أساسها اشتباك وتراشق، ومصر تدخّل ويقف الضرب بعد 15 يومًا. لكن اللي غيّر العملية أنهم دخلوا على احتفال كبير في إسرائيل في هذا اليوم وقبضت حماس على 115 شخص.
ولكن استخدمتها الحركة كورقة أساسية لوضع شروطها في الحرب.. طبعًا استخدمتهم كورقة وحيدة رابحة، ولهذا السبب قال «سموتريتش» منذ أيام إنهم لا يهمهم مصير الأسرى خلاص. خاصةً أن حماس ترى أنه في حالة تسليم الأسرى لم يبق لديها شيء لذلك تطالب من أمريكا تعهّد بعدم إعادة الضرب مرة أخرى.
هل اخترقت إسرائيل معاهدة كامب ديفيد بعد عملية 7 أكتوبر؟لا لم تخترقها، ولكن «عملت شوية حركات» مثل دخولها محور فيلادلفيا لكنها لم تضع أي قواعد عسكرية في صحراء النقب.
الروس عندهم حرب مع الأوكرانيين والمصانع لم تكن قادرة على ما يكفي تلك الحرب، وبالتالي لن يصدّروا سلاح هذه الفترة.
لماذا اختيار ماكرون تحديدًا لزيارة مصر؟ماكرون هو الذي يدير الاتحاد الأوروبي، فزيارته مصر يعني أن الاتحاد الأوروبي كله معانا.
هل كان زيارة ماكرون لمصر تأثير في المفاوضات؟لا، ليس لها علاقة بالمفاوضات التي تم الاتفاق عليها مع أطراف النزاع، لكنها فرقت في وضع مصر بالخارج، وكونها دولة آمنة ومستقرة، فهل ينجح الرئيس الفرنسي اصطحاب السيسي مثلاً والسير به في الشانزليزيه.. استحالة.
والزيارة صنعت مشاكل للرئيس الفرنسي لأنه سيعترف الشهر المقبل بدولة فلسطين، وهذا الإعلان نيابة عن كل دول الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاًدعمًا لمبادرة «100 مليون».. اللواء سمير فرج يرسخ اسمه بشجرة في جامعة سوهاج الجديدة
«اللواء سمير فرج»: غزة ستشهد مجاعة لم تحدث في التاريخ.. ومصر تضغط لإدخال المساعدات
سمير فرج: الرئيس السيسي يشدد دائما على الاهتمام بالفرد المقاتل