مسقط- الرؤية

احتفل المستشفى السلطاني ممثلا بدائرة التدريب والدراسات -قسم التدريب والتعليم المهني المستمر- بإطلاق أجهزة مزيل الرجفان القلبي الحديثة بالقاعة الرئيسية بالمستشفى .رعى حفل الاطلاق الدكتور عامد العريمي، المدير العام للمستشفى السلطاني، بحضور نخبة من الأطباء والعاملين الصحيين والمدعوين .

ويبلغ عدد أجهزة مزيل الرجفان القلبي الحديثة 9 أجهزة، وُزّعت في مختلف مرافق المستشفى بحسب الحاجة، تعزيزاً لمعايير السلامة وجاهزية وجودة الاستجابة السريعة في الحالات الطارئة وذلك ضمن مبادرات لجنة الإنعاش القلبي ودائرة التدريب والدراسات بالتعاون مع مختلف الأقسام ذات العلاقة.

كذلك شهد الحفل تكريم المشاركين في الحملة السنوية لشهر «منقذ القلب»، التي نُفِّذت بالتعاون مع هيئة الدفاع المدني والإسعاف في مشهد يترجم روح المسؤولية المجتمعية والتعاون الوطني.

وقد استعرضت ميمونة البلوشية رئيسة قسم التدريب والتعليم المهني المستمر بالمستشفى السلطاني، أبرز إنجازات الحملة ورحلتها التوعوية في ربوع سلطنة عمان، والتي هدفت إلى ترسيخ ثقافة الإنعاش القلبي الرئوي وتمكين المجتمع من مهارات إنقاذ الحياة.

الحملة التي جاءت ثمرة تكامل الجهود بين الكوادر الطبية بالمستشفى والدفاع المدني والإسعاف؛ أكدت أن كل فرد في المجتمع يمكن أن يكون “منقذاً للقلب”، وأن لحظة التدخّل السريع قد تصنع الفرق بين الحياة والموت.

وخلال فترة انطلاقها غطت الحملة (18) موقعا مختلفا في محافظات سلطنة عمان، وشهد برنامجها العديد من الفعاليات والأنشطة التوعوية، وتم خلالها تدريب (2429) متدربا ومتدربة، كما كانت الحملة حاضرة في معرض ومؤتمر عمان للصحة .

وخلال الحفل تم إطلاق الأجهزة رسميا، كما تم تكريم الجهات والمشاركين الذين أسهموا في نجاح الحملة، التي تركت أثراً واضحاً في نشر الوعي وثقافة الإنقاذ في المجتمع العماني.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

باحثون من سلطنة عمان يشاركون في مؤتمر دولي بروما حول حضور الأساطير اليونانية في الأدب العربي

(عمان): شارك أربعة باحثين من جامعتي السلطان قابوس ونزوى في المؤتمر الدولي "الأساطير اليونانية في الأدب العربي: التلقي، الترجمة، التداول، وإعادة الخلق"، التي استضافتها جامعة «سابيينزا» في روما بتنظيم مشترك مع جامعة "ماشيراتا" وبدعم من مشروع DIGIMYTH بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

قدمت الدكتورة مريم البادية الأستاذة المساعدة في النقد الأدبي، بجامعة نزوى ورقة بعنوان: الأسطورة اليونانية بوصفها استعارة في الرواية النسائية العُمانية: “ظلّ هيرمافروديتوس” لبدرية البدري تناولت الورقة البحثية التوظيف التناصي للأسطورة الإغريقية الكلاسيكية في الرواية العُمانية المعاصرة ظلّ هيرمافروديتوس للكاتبة بدرية البدري. تبدأ الرواية باقتباس من التحولات لأوفيد، مما يشير إلى انخراط مقصود في أسطورة هيرمافروديتوس—ذلك الفتى الجميل الذي، بعد رفضه لمغازلة الحورية سلمكيس، يندمج بها بقرار من الآلهة ليصبح كائناً خنثوياً ذا طبيعتين جنسيّتين. في صيغتها الأصلية، تجسّد الأسطورة تحوّلاً قسرياً يسلب صاحبه إرادته وهويته الفردية. أشارت البادية في دراستها إلى أن بدرية البدري تعيد تشكيل هذه الأسطورة في سياق جريء ومعاصر من خلال ربطها بموضوع حساس ونادر التناول في الأدب العربي، وهو اضطراب الهوية الجندرية. فالشخصية الرئيسة، سعاد، تبدو ظاهرياً أنثى لكنها داخلياً تُعرّف نفسها على أنها رجل. ويعكس صراعها النفسي ثيمة الازدواجية في الأسطورة، لكنها تفارق النموذج الكلاسيكي حين تختار تحوّلها بإرادتها الحرة. فبدلاً من أن تكون ضحية قدر محتوم، تستعيد سعاد هويتها الأصلية كما تراها، وتصبح في نهاية الرواية “سعيداً”. ذهبت الدكتورة مريم البادية في هذه الدراسة إلى أن الرواية لا تستخدم الأسطورة لمجرد الزخرف الأدبي، بل تعتمدها إطاراً استعاريّاً لاستكشاف أسئلة معقدة حول الهوية، والقيود الاجتماعية، والتحرر الذاتي. إذ تُقوّض بدرية البدري عبر سردها الثنائيات الجندرية التقليدية، وتُعلي من صوت السرد النسائي في الأدب العربي. ومن خلال هذا المنظور، تبرز ظلّ هيرمافروديتوس كإسهامٍ نوعي في الأدب العربي الحديث، بما تقدّمه من معالجة أدبية جريئة لقضايا الجسد، والنوع، والذات.

وقدّم الدكتور محروس القللي من جامعة السلطان قابوس) بالشراكة مع الباحثة مريم بنت حمد الحسينية ورقة بعنوان: «مرونة الإحلال: الرموز اليونانية الكلاسيكية في المسرح الخليجي العربي». وتناولت الدراسة حضور الرموز والأساطير اليونانية في نصوص المسرح الخليجي عبر مبدأي «المرونة» و«الإحلال» كما طوّرته المدرسة الفرنسية للأدب المقارن، مع تحليل لأمثلة من المسرح العُماني والقطري والسعودي لقياس كيفية تكييف تلك الرموز على الخشبة ضمن سياقات محلية وثقافية مختلفة. وحول هذه الدراسة قال الدكتور محروس القللي: نتجه في هذا البحث نحو المسرح في الخليج العربي، على الرغم من قلة البحوث المنشورة حوله، وأقصد بذلك قلة الدراسات المصاحبة للنشر الأدبي للنصوص المسرحية الخليجية. وندرس هنا تلك الرموز اليونانية لقياس مدى النجاح في إحلالها في النص العربي، ومدى مرونتها، وإشعاعها، ثم كيفية تقديمها على خشبة المسرح. وقد يفيد مبدأ المرونة والإشعاع الذي تبنته المدرسة الفرنسية في الدرس الأسطوري المقارن. وأضاف القللي: سنقف بالدراسة عند عدد من النصوص المسرحية الخليجية في عدد من الدول. ومنها: مسرحية (بودرياه)، منشورة عام 1988، للكاتب القطري أحمد الرمحي. وتقترب من الأسطورة اليونانية (بوسيدون) إله البحر، وملامح أسطورية فارسية أخرى. تعيد المسرحية ولادة مسرحية إقليمية جديدة. مسرحية (جوكاستا)، منشورة عام 2022، للمؤلفة السعودية ملحة عبد الله. ويكشف عنوان المسرحية عن إعادة تهيئة مسرحية أوديب لسفوقليس بشكل آخر. مسرحية (يوتوبيا)، منشورة عام 2025، للكاتب أسامة السليمي، تعتمد على رمزية الآلهة (نايكي) في الأسطورة اليونانية. مسرحية (تحت ظلال السماء)، للكاتب بدر الحمداني، يعود زمان المسرحيّة ومكانها إلى عصور كانت الأسطورة فيها مُسيطرة على عقول البَشر، وتسمّى الملكة باسم آلهة الجمال في الأساطير اليونانيّة (فينوس) أما الملك فيسمّى (كيوبيد) ابن آلهة الجمال، وتطغى الأسطورة في الظهور بالمسرحيّة واختتم الدكتور محروس القللي حديثه بقوله: تعتمد الدراسة على هذه النصوص وغيرها في المسرح الخليجي للوقوف على مدى المرونة الخطابية في النص المسرحي في تقبل إحلال الأسطورة اليونانية في النص العربي، وضمن ثقافات مغايرة.

من جانبه قدم محمد خلفان من جامعة السلطان قابوس ورقة بعنوان: «المحاكاة الساخرة للأسطورة اليونانية (أنتيجون) في مسرحية (أنطيـﭬون) لسمير العيادي» إذ اتكأ البحث على مفاهيم التعاليات النصية عند جيرار جينيت للكشف عن آليات تحويل النموذج التراجيدي الإغريقي إلى صيغة معاصرة تُعيد تأويل الدلالة الأخلاقية والسياسية للأسطورة عبر السخرية. وذهبت الدراسة إلى أن مسرحية مسرحيَّة (أنطيـﭬون"2010") للكاتب المسرحيِّ التونسيِّ (سمير العيَّادي ت. 2008) تنتمي إلى الكتابة ما بعد الحداثيّة، إذ تناصَّ فيها المبدع مع مسرحيَّة (أنتيجون) للكاتب المسرحيِّ اليونانيِّ (سوفوكليس) معيدًا إنتاج النصِّ الأسطوري بدلالاتٍ جديدة تتلاءم مع موضوع المسرحيَّة والحقل الثقافي المعاصر. وفي ضوء ذلك قالت الدراسة إن النصَّ المسرحي العربي الحديث أسهمت في تشكيله كما قال (عبدالنبي اطيف): (مكونات ثلاثة (هي الأنا، والآخر والعالم). فالنص الذي تناولته الدراسة محاك نسيجه بخيطين اثنين (هما خيط التراث العربي، وخيط تراث الآخر). توصَّلت الدراسة التي تتبَّعت علاقة المسرح العربي بالأسطورة اليونانيَّة من خلال تحليل مسرحيَّة (أنطيـﭬون) للكاتب المسرحي التونسي (سمير العيَّادي) إلى عددٍ من النتائج،أهمها: يشهد المسرح العربي استدعاء ملحوظًا للأساطير الإغريقية، وهو حضورٌ نابعٌ من الرغبة في الإفادة من ثرائها الرمزي، وغنائها بالمعاني والدلالات. ويتوزَّع كتَّاب المسرح العربي في استلهامهم للميثولوجيا الإغريقية على اتجاهين: أولهما يعتمد على استعادة النصوص كما هي تقريبًا، وثانيهما يُخضعها لعمليَّة تحديث تُحمِّلها قضايا معاصرة، تعبِّر عن الذات والواقع الراهن. ويتناص النصّ المعاصر تناصًّا موازيًا مع النصِّ السابق في العنوان، ليمد العنوان بشعريةٍ ودلالاتٍ قديمةٍ مأخوذة من النص السابق، ومعاصرةٍ مأخوذة من النصِّ المعاصر. وتحضر المحاكاة الساخرة بوصفها آلية مركزية في التعامل مع أسطورة (أنتيجون) إذ تم تفكيك بنيتها وإعادة تركيبها في نصٍّ جديدٍ، ينطلق من المرجعية، الإغريقية ولكنه يطرح إشكاليات معاصرة، أبرزها الحرب والعبث السياسي. ويحيل التَّناص الموازي في العنوان إلى مسرحية (سوفوكليس) لكنَّه يجعل (أنتيجون) صوتًا رمزيًّا منفتحًا على التأويل، تتقاطع فيه الهويَّة العربيَّة والإسلامية والإنسانيَّة بالأسطورة الإغريقيَّة، كما يتقاطع فيه الماضي بالحاضر. وانتقل النص من الكتابة التراجيدية الكلاسيكية إلى كتابة ما بعد درامية، تبقي على الصراع الأخلاقي الداخلي، لكنها تسقطه على واقع سياسي- اجتماعي معاصر تتصارع فيه القوى والمصالح. وأعاد النص المعاصر تشكيل الشخصيَّات الأسطوريَّة عبر تفكيك هويتها وإعادة بنائها، مانحا إياها أبعادًا جديدةً تتماشى مع السخرية والتشظي في الواقع المعاصر. وأعاد النص اللاحق تشكيل الزمكان المسرحي، من خلال استدعاء مدن دمرتها الحروب، مما يحيل إلى الخراب الشامل، سواء بفعل التدخل الخارجي، أو الاختلافات الداخلية. ولجأ النصُّ إلى تغيير أسماء الشخصيَّات وصفاتها، وابتكار شخصيات جديدة في إطار محاكاة ساخرة تعيد إنتاج الواقع بلغة رمزية ساخرة، تعمق دلالات النصِّ، وتمنحه بعدًا تأويليًّا إضافيًّا. وبمناسبة هذه المشاركة قدم الوفد العماني هدية لمكتبة جامعة سابينزا (Sapienza)هي عبارة عن أكثر من سبعين عنوانا من الإصدارات العمانية مقدمة من النادي الثقافي وجمعية الكتاب والأدباء ومؤسسة لبان للنشر والإعلان ومكتبة قراء المعرفة. الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر الدولي خُصص لأعمال الشعر والسرد والمسرح والترجمة والنقد البصري – لدراسة سياسات وأشكال استقبال الأساطير اليونانية في الثقافة العربية، مع إتاحة مساحات نقاش موسّعة بعد عروض المشاركات. ومن المقرّر أن تنشر الأوراق للنشر في كتاب محكّم بعد المراجعة العلمية. تعكس هذه المشاركة حضورًا أكاديميًا عُمانيًا فاعلًا في حقل الأدب المقارن ودراسات التلقي، وتبرز مساهمة الجامعات العُمانية في الحوار النقدي حول تمثلات الأسطورة الكلاسيكية وآفاق إعادة كتابتها عربيًا الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يسعى إلى تقديم مساهمات تستكشف ظاهرة تلقي الأساطير اليونانية في الأدب العربي، ليس فقط من خلال تحليل الأعمال والكتّاب الذين لم يُدرسوا بعد، بل قبل كل شيء من خلال تأمل السياسة والجماليات في تلقي هذه الأساطير وترجمتها وتداولها وإعادة خلقها. وهدف المؤتمر إلى تحفيز النقاش حول أنواع مختلفة من النصوص، بما في ذلك الشعر، والمسرحيات والمخطوطات الدرامية، والروايات، والترجمات، والمقالات في الصحف الدورية، والمداخل الموسوعية، والمناهج الدراسية المدرسية والجامعية، فضلاً عن الأدب الشفهي، والموسيقى، والسينما، والفنون البصرية. ركز المؤتمر على الإنتاج الأدبي العربي الحديث والمعاصر (من 1800 إلى اليوم)، لكنه خصص جلسات خاصة لتلقي الأساطير اليونانية في الأدب العربي القديم، وكذلك في الأدب المكتوب باللغات التي تفاعلت مع العربية منذ زمن طويل. إن تلقي الأساطير اليونانية في الإنتاج الثقافي العربي هو في الأساس ظاهرة تنتمي إلى “العصر الحديث”. فبينما تمت دراسة واستيعاب الإنجازات الثقافية اليونانية، لا سيما في مجالات العلوم والفلسفة، بشكل واسع خلال فترة الازدهار في الترجمات اليونانية-العربية في العصر العباسي إلا أنه لم يكن حتى القرن التاسع عشر حين بدأ العالم العربي بالتعرف على الأعمال الأدبية اليونانية القديمة، وبالتالي على تقاليدها الأسطورية. وقد تجلّى الاهتمام العربي الحديث بالأساطير اليونانية في عدة مساهمات رئيسية: ففي عام 1867، قدّم رفاعة الطهطاوي ترجمة Télémaque، مما أدخل الأساطير اليونانية إلى الثقافة العربية، وتبعه سليمان البستاني عام 1904 بترجمة الإلياذة، التي عدت نقطة انطلاق لدراسة الميثولوجيا اليونانية في العالم العربي، كما عمّق طه حسين الدراسات الكلاسيكية في عشرينيات القرن العشرين.

مقالات مشابهة

  • ديوان البلاط السلطاني يُصدر "الدليل الميداني للثدييات في سلطنة عُمان"
  • حول ضرورة مراجعة بعض السياسات الحكومية التي تمس المواطنين
  • ولي عهد البحرين: علاقاتنا مع سلطنة عمان تاريخية عريقة عززت مستويات التعاون الثنائي
  • نجاحات الطب في عُمان وحمايتها من الأخطار
  • منطقة النجد.. مستقبل واعد للأمن الغذائي والاستثمار الزراعي في سلطنة عمان
  • باحثون من سلطنة عمان يشاركون في مؤتمر دولي بروما حول حضور الأساطير اليونانية في الأدب العربي
  • السفير ياسر شعبان: المشهد الانتخابي في سلطنة عمان يسير بنجاح كبير
  • المستشفى السلطاني ينجح في إجراء أوّل عمليّة جراحيّة باستخدام الرّوبوت الجراحي
  • 2 مليار و 348 مليون قيمة التداول العقاري في سلطنة عمان